فta

فta @fta_5

عضوة نشيطة

وقاية شبابنا من التطرف

ملتقى الإيمان

من أخطر اختطافات الشباب الحالي، اختطافه بالفكر المتطرف، وزعم الجهاد والنصرة، والبسالة، ودخول الجنة السريع...! فيفعل أمورا لا صلة لها بالإسلام، ويتخلق بأخلاقيات الخوارج، ويفعل فعل حدثاء الأسنان، فلا الإسلام نصروا، ولا الأعداء كسروا...! نحو حادث مسجد الطوارئ بالأمس، رحم الله الشهداء، وعافى الجرحى، والله المستعان .
او قد يتطرف إلى الضد إلحادا وعلمنةً أو لبرلة، فيقع في الجفاء والشقاء..!
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسطٌ بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين جبلين ، والهدى بين ضلالتين ).
وواقع الأمة المؤلم، ما ينبغي أن يكون سبيلا للانحراف، أو الغلو، أو مجافاة المنهج الشرعي،،،،!
وإنما دافعا للعلم والتفقه الصحيح، والنهضة والإصلاح والبناء، على نور من الله، ووفق هدي رسول الله...! (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) سورة الأنبياء . وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يُعطي على الرفق، ما لا يُعطي على العنف )) كما في صحيح مسلم .
وحينما يقل العلم أو يشتد الظلم، أو تضعف الدعوة، وتزداد الضغوطات الاجتماعية، تنبت هنا وهناك فئات تتبنى الإسلام الغالي، وتزعم أنه الشرعي ، الصحيح، المناسب، المهتدي،،،،،!
وحينما تتكلم أو تتصرف باسم الإسلام، تضره، وتضرنا، وتلحق بنا المساوئ والشرور،،،،،!
وقد أسهم الغرب الكافر في ذلك، برغم تطرفهم نحو قضايانا، ومارسوا التشويه الإعلامي..!

وللوقاية من ذلك الغلو والتطرف:

١/ مصادر التلقي السليمة: بات العالم فسيحا بالمصادر المتنوعة، لنشر الأفكار والعقائد والسلوكيات الحسنة والسيئة، فقل لي ما تقرأ؟ أقل لك من أنت..!
بلا شك، فإن مطالعة المواقع الالكترونية الضالة، والفتاوى الحماسية المنحرفة، من أعظم المؤثرات الحالية، وهي جالبة التطرّف، وكذلك الأفلام والصور، الخادعة للشباب، واللاعبة بعقولهم، والتي تحرض على العلماء والولاة والأوطان والمكتسبات. قال تعالى: (( أَطِيعُوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) سورة النساء .

٢/ الفهوم الصحيحة : المبنية على أصول فهم السلف من الوحيين والمصادر المعتبرة، وليس فيها غلو ولا جفاء،،،! وتحاكي طريقة العلماء الراسخين بلا شذوذ أو انحراف، كإعلان الجهاد بلا راية ولا إمام، ونقله للأماكن الآمنة، وترك الجهاد الحقيقي، وتفسير النصوص خلاف منهج السلف، وطريقة العلماء الراسخين، والتماس العلم عند الأصاغر ،وعدم ضبط ميزان المصالح والمفاسد، وفي الحديث الصحيح (( إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر )).
كحدثاء الأسنان، وصغار العلم والمكانة والخبرة، فيُسوّدون، وليسوا لذلك بأهل، والإيغال في الدماء والتكفير...! وهذا من أسباب الخراب والابتداع، قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: ( أن يعتقد الإنسان في نفسه - أو يُعتقد فيه - أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين، وهو لم يبلغ تلك الدرجة، فيعمل على ذلك، ويعد رأيُه رأياً، وخلافه خلافا...) ويغدو ذاك فتنة له، ونكسة على المتبوعين..! وينتشر الآن التوسع في الدماء ، وهو مسلك خارجي ضال، وفي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: (( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )).

٣/ مجالسة الراسخين في العلم : وفضلهم يكمن في كونهم المبلغين عن الله ، وأكثرهم خشية، وأوعاهم فهمًا، وأحسنهم حملا ودعوة ...! قال تعالى( إنما يخشى الله من عباده العلماء ))سورة فاطر . وقال (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط )) سورة ال عمران .

٤/ مجانبة الجهال : لسطحيتهم، وتخلفهم، واتساع مصائبهم العلمية والتربوية،،،! حتى لو طاب دينهم،، فإن عقولهم لم تَطِب، وأفهامهم لم تَزِن،،،! لقلة العلم أو مجافاته، أو محاربته أحيانا ،،،(( حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأَضَلُّوا )) . ويحكى عن مالك رحمه الله قال : (( بكى ربيعة يوماً بكاء شديداً، فقيل له: مصيبة نزلت بك؟ فقال: لا .. ولكن استُفتي من لا علم عنده! )) .
ويجر الجهل للبدعة والخرافات قال ابن مسعود رضي الله عنه ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم، كل بدعة ضلالة ).

٥/ ضبط الحماس بالعلم : وهذا واجب العلماء والمربين الواعين، أن يزموا زمام الحماس بالعلم الشرعي، ويفرغوه في الأعمال الخيرية والدعوية، ويجعلوا من تلكم الطاقات منارات خير وبر ورحمة، كما قال تعالى (( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ))سورة المؤمنون .

٦/ المطالعة المفيدة : بأن يقرأ الشاب للمشايخ الأفذاذ، وحملة الربانية، ويتردد على المواقع النافعة، لا الضارة، ولا يطالع كل ما هب ودب، بل يمحص ويدقق، ويراجع ويسأل..! (( فاسألوا أهل الذكر إن كُنتُم تعلمون )) سورة النحل والأنبياء .

٧/ اتحاد عقلاء المجتمع : بالحفاظ على الوَحدة والقيادة والاجتماع، ونعمة الأمن والرخاء والهداية، (( هو سماكم المسلمين من قبل )) سورة الحج . (( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) سورة قريش .
(( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويُتخطف الناس من حولهم )) سورة العنكبوت . والوطن كالسفينة من خرقها، خرق وحدة الوطن وقوته وتماسكه .

٨/ الاحتواء التربوي : من خلال المحاضن التربوية الهادفة، فكراً وسلوكا، وتهذيبا وترفيها ، بحيث تحتضن الشاب، وتشبع رغبته، وتوقد موهبته، وتصون وقته ،(( كلكم راع ومسئول عن رعيته ))، وتحميه من تيارات الفساد، وصداقات السوء...! لا سيما من يحسبون أنهم يحسنون صنعا..! قال تعالى (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضَل سعيهم في الحياة الدنيا...)) سورة الكهف .
ضَل سعيهم،،.!
فلا نور هادٍ..!
ولا هدى واضح...!
ولا طريق مستقيم...!
وقد بان ذلك، باستهداف المسلمين، وقصف مساجدهم، وتركهم للعدو الحقيقي ...!
ولو صح التدين من خلال العلم، والمشايخ الربانيين، لما رأينا ذلك الضلال المبين، وتلكم الطريقة العوجاء...!

٩/ الاستيعاب الفكري : حوارا وحنانا ، وإصغاء وإشفاقا، بحيث تُحل مشاكل الشباب، وتُلبّى طموحاتهم، وتُتفهم أسرارهم،،،! فلا يُقصون، ولا يصادرون، ولا يُهمشون...!
فكل عزل وتهميش، سيؤدي إلى غبش وتدعيش...!
وكما قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله( اليوم يقتلون أهل الذمة، وغدا أهل القبلة )!
وهذا ما وقع، تطور الفكر، واشتعل التطرّف، واستثمره الأعداء، فباتوا خناجر في ظهورنا، بل يقتلون أهل الإسلام، ويذرون أهل الأوثان ..!
فالواجب قطع الطريق عليهم، واحتواء أبنائنا قبل الضياع..!

١٠/ الحاضنة الاجتماعية : توظيفا وتمكينا، وتهذيبا وتدريبا، بحيث يحس بالانتماء والكرامة، ويستطعم العيش الكريم، ويصيب أهدافه المنشودة، فالبطالة داء وخيم، وهي ولادة العنف والفراغ والشعور بالإحباط والحزن الداخلي، والسفر، والزهادة في الأهل والمجتمع ،أضف إلى قضايا أخرى قد نهملها ، ولكن الشاب يغشاها كل يوم وساعة..!
فهل أعددنا لذلك عدته، وخطونا خطواتٍ عملية، وتركنا الكلام الاستهلاكي والتقليدي،والهوائي، المجافي للحلول الناجعة، والمعالجات الفاعلة ...
حفظ الله بلادنا وشبابنا من كل بلاء وفتنة ،،، والسلام.
http://www.qk.org.sa/nawah.php?tid=5830
0
216

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️