.. سلام من الله إليكن ورحمة منه وبركات ..
مساءٌ جميل بـ أجواءهـ الهادئة أتمناهـ لكم ..
وصباح كـ الربيع بـ كل طقوسه يغمركم ..
إليكِ أخية ..
إليكِ يا مربية الأجيال ..
لم أجد ديباجة أبدأ بها أو ربما لغتي لم تفي حاجتي لـ تلك الديباجة ..
ولذلك ...
سـ أستعين بـ تجربتها للحظات عليّ أشعر بـ أثرها الإيجابي
الذي تركته في نفسي فـ أوصله كما يجب ..!
:
تقول هي :
وقتي ضيق لا أملكه , يركض , يضمحل ..
تراكمت الأعمال , وتلاشت الآمال بين سهر وضياع وإهمال ..!
فقدت المطالعة , المتابعة , خسرت الواجبات والعلاقات ..
حياتي فوضى مابين إنترنت , ومشاغل , وتراكمات شكلت ضغوطات ..
فـ أصبحت حياتي بلا إنجازات...
وهاهو روتين الأيام يتكرر وعلى ذات الشاكلة ..
مللت الفوضى مللت ..
وتصرخ :
أيا نفسي ... أنقذيني ..أنقذيني ...
:
إلى هنا ولا زالت ذاتها تصارع قرار صارم حاسم لـ فوضى أضنتها ..
وهاكم بعض مني والذي لا يختلف عنها كثيراً ربما يكون سابقاً أو حالياً
ليس ذاك هو المهم ..
المهم كيف أصبحنا اليوم تسيرنا الملحات لا الواجبات ..
ونحن هنا لا نريد ذلك بل العكس منه ,
لأن ما يستحق جلّ وقتنا وإلى الآن لم يشكل غاية أهميتنا كـ أمة ..
لا زلنا مشغولون بـ توافه الأمور , وعتيق المفاهيم ! ..
ناسيين متناسيين همنا الأكبر { ديننا , رسالتنا } ..
:
نعود لـ هي :
والتفكير شاغل مساحته العظمى من عقلها وباطنه وكل ما فيها ..
لـ سببٍ بسيط أنها عندما أرادت تغييراً لمْ تكن تريدهـ للحظة أو لـ ساعة
أو حتى على مدار سنة ..
هي تريد تغييراً نمطياً لـ حياتها كـ كل , وما يشغلها أنها لا تفقه في عالم التغيير شيء ..!
بدايةً استشعارها لـ صعوبة ذلك شكل لها بعض الإحباط ...
والأمر أيسر من ذلك ما صاحبه همة وإرادة ...
نعود لـ هي وَ تسألني : و كيف تسهلين علي الأمر ..؟
ألا تعلمين أني سـ أخرج من عالم الرقص على الموسيقى ,
إلى دنيا الفتاة المسلمة والزوجة الصالحة ..
سـ أحمل همها وأصلي صلاتها وأسلك دربها وأنا لا أعي كل هذا ..
بالله عليك كيف وَ كيف ..؟
:
خالج نفسي بعض اليأس رافقه قليل الدمع
والذي حاولت إخفاءهـ حتى لا يكون سبباً في تعقيد الأمر أكثر ..
أخذت أهدي من نفسها وأذكرها أن الله سبحانه وتعالى قدر هذا الكون
بـ نظامٍ ولم يجعل فيه مكان للفوضى ..
قال سبحانه وتعالى : {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} الفرقان ..
:
إذن فما كانت عليه حياتها ليس بـ الطبيعي وإلا لما شعرت باختلال حياتها ,
وتفريطها في أوقاتها ..
فـ الإنسان جبل على النظام و حسن التصرف في الأوقات
بـ حسب طاقته وَ تركيبته الجسمانية ..
:
شعرت بـ بعض الارتياح وكأنها بدأت تنزاح من أمامها تلك العقبات
التي وضعتها في طريقها ..
فـ كان أول خطواتها استعانت بـ الله وسألته التوفيق والعون ومن ثم ..
أخذت ورقة وقلم وبدأت ترسم سير خطوها وكان هذا بداية تفكيرها الإيجابي
العملي في التغيير ..
وحينها تركت لها المجال أن تسير حياتها كيفما تشاء وبما يناسبها ..
فـ أخذت هي تتفقد جوانب حياتها المختلفة ابتداءً من الجانب الإيماني
وكيف كان وماهي التغييرات التي
ستطرأ عليه ومن ثمّ توالت بقية الجوانب :
كـ { الأسري , والثقافي , والخيري , والصحي أيضاً } ...
لم تترك لها شيئاً طرأ بمخيلتها سابقاً إنجازهـ إلا ودونته ..
ووضعته في جدولها بـ حسب ما ينطبق تحت أي جانب يناسبه ..
:
وكانت النتيجة :
حياة هادئة مستقرة مليئة بـ الإنجازات ..
مطالعة وتصفح وزيارات وصلة رحم بـ الإضافة إلى أعمالها اليومية ,
ومشاغلها كـ زوجة وأم تربي أطفالاً صغار ..
تلاشت من حياتها تلك المصطلحات ترسل لها موجات سلبية تؤثر على همتها ..
بل وتحبطها مثل :
{ مافي وقت , وقتي ضيق , ما يمديني } ..
شعرت بـ يسر الأمر وبـ عظيم خيرهـ الذي كان محجوب عن بصرها وبصيرتها ..
أصبحت تحمل بـ حق هم المرأة المسلمة ..
تحمل هم رسالتها في الحياة ..
هم أمتها وكيف تصنع لها خير أجيال ..
ربما لم يفرق معها الوقت فهو ذات الزمن لمْ يتغير فيه شيء ...!
وذات العالم الذي يزج بنفسها وعائلتها أيضاً لمْ يتغير ...!
بل جدولة أعمالها وانتزاع مفاسدهـ منه وَ قوة إرادتها ,
وصدق نيتها وعزيمتها فعلوا المستحيل ...
:
.. أحبتي ..
إذن يجب علينا كـ بشر عامة وكـ نسوة خاصة أن نستجيب
لـ كل مؤثر ينظم لنا مابقي من حياتنا ..
فكلنا يعلم كيف أصبحت الأيام تمر سريعاً وكيف الشهور تنقضي أسرع ..
ونحن لا زلنا لم نعطي الكثير لا لأنفسنا ولا لأولادنا ولا لمجتمعنا ..
ومع ذلك لا زلنا نشعر بـ التعب والتعاسة والتوتر وقلة الإنتاج من لاشيء ..
لا زلنا نهدر الحياة وَ كأننا عليها ليس بمحاسبون ..
بينما غيرنا المنظم المجد قطع شوطاً كبيرا فيها ..
يجب أن نضع أمام أعيينا أن ضياع الوقت مصيبة عظمى ..
محاسبون عليها , و ما ذهب منه لن يعود ..
ولذلك غاليتي انطلقي في الحياة مستثمرة كل لحظة أفضل استثمار ..
محبتكم : أنين
..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..