فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ وقع أقدامي على ناي الطريق ~

الأدب النبطي والفصيح



كم من خطوات عزفت أقدامي على نايك أيها الطريق..!!
كم من أنةٍ حزينة ..!!
كم من شجن خفي.. !!
كم من غصة مخنوقة..!!
كم من لوعة مكتومة .. اختلجت في الصدر وماتت..
اعتصرتني على رصيفك اعتصاراً ..أيهاالطريق ..!!


ألوذ بذاتي أبحث عن دفءٍ يحتوي رعشة قلبي ..!
ذلك العصفور الصغير..
الذي تاه عن عشه في ليلة مقرورة ..!


تركت لقدمي أن تقودني .. وأطلقت أنفاس رئتي المخنوقة لعرض الفضاء..
علّ بعض الشهيق يملأ صدري المنغلق ..
ويعيد الصفاء الى سماء نفسي الغائمة !
بشائر الصباح تصافحني برقة أنفاسها العذبة ..
وخيوط الشمس تتسلل ناعمة من كوة السماء ..
وأسراب الطير تمر خفافاً الى حيث رزقها..
كل شي يحيط بي ..يتنفس حياة ..
يخبرني أنني حية .. أستنشق من رئة الأرض ذات نسيمها...!
وإن عجز في التسلل إلى مسام ارتياحي ..!


لايزال الطريق يتثائب ..لم يستعد نشاطه البشري ..
فاليوم استراحة.. والعقول المكدودة تنشد الراحة ..
والأجساد أخلدت للكسل .. إلا من القليل الذي ينشد رياضة المشي ..
إذن ليكن الشارع ساحتك فلتقطعيه وليقطعك ..
كيف شئت..
بأفكارك المفجوعة .. أو بالخواء!


( ليتك معي ياصديقتي ..! إذن لقطعناه على أوتار الفرح ..!!)


لكنني وحدي حتى الإفلاس ..!
وحدي ومشارط قلبي التي تتناغم مع أناتي..!
تغزوني رغماً عني أفكار الحزن التي أتلفتني ..!
أخاطب قدمي التائهة في ضياع الرصيف .. سائلة :
هل حملت مثلي قلباً لايعرف غير الحب ؟
هل قطعت بك رحلة الطريق روحاً نقية في رداء هذا الجسد كروحي
لاتعرف حدود العطاء..؟!
روحاً معلقة بجنحي ملاك ..!
روحاًتجسدها براءة الوليد .. ودمعة المطر .. وأنفاس الفجر ..!
روحاً قدرها أن تكون عرضة رياح الظنون ..وعواصف النكران .!.
روحاً أبت إلا المضي إلى آخر أشواط الوفاء..!
حاملة جراح البشر .. وقد توزعت في ردائها نقوشاً محفورة على الجسد
واختصت القلب بالنصيب الأكبر ..؟!!

أوجاعي يعزفها ناي الطريق تحت وقع أقدامي الشاردة ..!


لكلّ منّا أحزانه .. رغم تباين الأسباب وتشعب الدروب ..!
ولكن المسمى يبقى واحداً في القلوب كلها وعنوانه: الحزن..!

ومع وقع أقدامي الرتيب على أسفلت الشارع استيقظت ذكريات الفقد
وانبعثت منها أنات ناي آخر ذائب الملامح،غائم الوجه ..
يطفو على السطح شراعاًممزقاً ..
انتزعته العواصف من سواريه ..ورمته في لجة ليلٍ داج ..
يصعد به الموج الشارد .. ثم يسلمه للهبوط ..


ويستمرالناي يعزف الأنين ..!!


وتجاوبه الأقدام في رتابة ... وفؤادي فارغاً.. وإن كدت لأبدي به..
لولا رباط الله على القلب ..
كل مافي الأعماق .. مع التوغل في الطريق أصبح خواءاً..
موحشاً ..إلا من إيقاع نايه الحزين..!
تذكرت الصدر الذي ضمني بحنو واصطفاني بحب غير مشروط
تحتضنه طباق الثرى ..
نبع غدوت إليه اليوم صادية .. ملتاعة الحاجة إلى رشفة منه ..
إلى عودة مستحيلة من غياب ..
وهل من مورد يروي غلة الحاجة الى الحب..
كأحضان قلب أحن .. وأغلى الناس ؟!
نبع الأمومة الصافي .. عطية السماء وهبة الرحمن؟!.
سنوات مرت .. وأخرى قبلها..عذاب يلحقه عذاب ..
قصرت يدي عن طبّها ... فلم أملك من أمري إلا الدعاء..
وانا أرى العيون تذبل ..
والقوى تتلاشى ..والعجز يطغي..
والجسد يذوي رويداً رويداً
والمرض يستعصي على الحياة..!


الله تعالى رحمن رحيم يظهر لنا ملكاتنا المخفية ،وقدراتنا المتوارية خلف الستار
في أيام المحن ..
لا تلبث أن تشق بعنف الإرادة وصدق التوكل ..ستار الضعف..
وتظهرنا في أقصى حالات الطواريء..
تحمل كامل شحناتها لتقول لنا:
هاأناذي أتيتك ..فلا تضعفي ..!
هذا يوم الحاجة ... هذا يوم الإمتحان!.
ومن منا من لا يستمد من نفسه أقصى قدراته لأجل أعز أحبائه؟! ..
وحين يكون وحيداً مفرداً يصبح الطريق أشق..
وعليه أن ينحت بأسنانه على جلمد الصخر ..
وهذا احدى اختبارات الصبر..!!


ويعزف الناي على وتر السنين..
ويستمر الأنين مع الذكرى ..!


وتخفق الشمعة الذاوية النفس الأخير ..
وتذوي شجرة العطاء .. وتموت وهي واقفة.. كما تموت الأشجار..
وينقطع الخيط بين الماضي والحاضر..
الذي لازال يلوذ .. ويتعلق كثيراً بقشة الذكريات ..!!
لتنقذه من طغيان الأمواج ..!


أغلقت كتاب أحلامي .. طوال تلك المحنة ..
ونأت بي الكآبة عن الحياة : متعها... سعادتها... صلة الناس...رفقة الأصحاب
حتى ضاع الأصحاب!
فلا أحد يحب كآبة الليل البهيم ..
بل يعشقون أنواره ..
وهل من جمال في سماء يفتقد دجاها رعشة القمر وخفق النجوم ..؟!!


وتستمر الأقدام على ناي الطريق..!


الله رحيم بعباده
تتسلل رحمته الى قلب المؤمن ..
لتمسح عليه بيد الرفق والشفاء ..
وتأخذه الى دروب نقاهة روحية ..
تطهر قلبه المكلوم وتمنحه عطاء الرضا والتسليم .!!


وللقلب ساعات يعود بها الى مخبأ أحزانه.. حين تتناوشه أحزان الحاضر ..
لئلا ينسى ..ليستمد العزاء ..!
لئلا يسلم بالدنيا .. فتصفعه الدنيا ..وتأخذه على حين غفلة ..!
لئلا يملكه شيء من غرور الأنا ..
ليتوسط الطريق ..!
ويترك للروح أن تستقبل أنين الناي وأنغام الفرح ..
ليوازن حياته ويقود دفة سفينه إلى نهاية الرحلة ..
حيث يرسو على الضفة الأخرى ..
التي فيها لكل منا مكان..!
15
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تغريد حائل
تغريد حائل
مرثية حزينة تقطع نياط القلب ياصديقتي
ومع أنين نايكِ أرتعش أنين حزني وخارت قواي حد الانصهار..!
فماذا عساه أن يقول صوتي المخنوق في فلك الآه؟!
كيف لروحي أن تُشعل شموع الحب وسط غياهب خيبة الآمال؟!
آه وألف آه... مرثيتكِ بعثرتني كذرات سائبة في الفضاء
أشحتُ بوجهي نحو الصمت لعلني أُخفي دموع الضعف والأشواق
ولكني نسيتُ أن لون الورد يطفح على شاطيء الضغوطات
وأن عبير الإنتماء يتسلق سلم الشعور الوجداني فتهمي دموع الحنين والأخلاص..!
صديقتي... روحي هنا تنفست الإحتواء
هنا أطلقت أسراب الحروف
هنا وجد الشعور... الحب والألفة والإخاء
هنا كان للزرع ثمار النجاح
هنا امتزج لون الشفق بسحاب البوح وتقلد سطوة القلم الصادق
عطش روحي أقولها بأعلى صوتي أرتوى من غدير هذا المكان
وقحط سعادتي هنا تحول لخميلة وارفة الأفراح
هنا فقط ألمي ذاب وتلاشى بلقاء صحبة لاتُقدر بثمن
واهداني خالقي قلب صديقة كالالماس..!
نص شامخ بالشجن لم أستطع الهروب من نداء الروح للروح
ولم أستطع تجاهل خفقات الصدق في ميدان البوح..!
أتيتُ لأرتوي بجمال الحرف... فوجدته شجن حزين
وفي كل حالاتكِ... أنتِ مذهلة ياريحانة الواحة الأدبية..!
حفظكِ الله!!
أم رسولي...
أم رسولي...
لاأعلم بماذا أرد هل ستسعفُني الحروف لأكتب
أمام هذا الزخم من النص الحزين
نبضات حروفك بعثرت مشاعري
أحاسيس مؤلمة تغرقُ في الحزن
وتذوب إحساساً وعذوبة فهو يحترقُ بــحرارة المعاناة
أجدت في التصوير .. بصورة جميلة
ولكن انفضي عنكِ بقايا الألم
واخطي خطوة نحو الفرح

فــ لكِ الحب وإشراقة غدٍ أجمل
ويبقى لسان الثناء عاجز عن التعبير
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
زخمٌ في تصوير الألم .. الفقد .. الوحدة
ما هذا يافيض الحنان ؟!
إنسكبت الدموع هنا على قارعة الطريق
ورأيتُني هناك أمشي معك على رصيف الألم !!
وهل الحياة الا دار إختبارٍ وإبتلاء!!
تعطينا قليلاً وتأخذ منا كثيراً !!
تضحك لنا سويعات وتبكينا أيام!!
مر الحياة يارفيقتي أصبح أكثر من حلوها
وما أعلمه يقيناً أنها لحظات وتنقشع
بارك الله في مدادك
وفي حضورك .. فلحروفك غاليتي سحر خاص
نص فاخر بكل المقاييس
Nawal**
Nawal**
هذه هي الحياة دموع ولكن هناك ايضاً فرح غاليتي


كلماتك امتزجة بمشاعري

رااائعة مفرداتك اللغوية
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
تغريد الغالية :
المشاركة الوجدانية دائماً.. لها عميق الأثر في النفس ..
تساعد على تخفيف الألم مهما تعددت مصادره ، وتنوعت أسبابه
فما بالك بمشاركتك الدافقة ..؟! وبرقة شعورك وشفافيته ،ورهافة حسك
بهذه الحروف المتناهية في التفاعل القلبي ، و في العطاء ..!!؟؟
صديقتي : حروفك لامست أعماقي وخففت ضغوطات الحياة المحيطة بي
وحفزت عوامل الثقة بنفسي..والانتباه إلى خطواتي!
بالنبض العالي من هذا الحس..سآعبر جميع المعوقات ،وأجتاز عقبات الحياة
وأواصل المسير في صحوة.. ويقظة من الغفوات ، وانتباه للعثرات ..!
وسأشعل شمعة توضح لي معالم الطريق الذي اختلطت ملامحه في عقم أفكاري
وفي وادي الإيمان أزرع الثقة وأحصدها يقيناً ..
بأن مايأتي من خير فمن الله .. ومن سوء فمن أنفسنا ...وأن الحياة محن وتجارب
أسعدك الله ياغالية ..وأراح قلبك ، وأزهر أيامك بالمحبة
والعطاء الجميل الخالص دون شائبة ،،!