وقفات على أطلال بيت مهجور ..
خانته دمعة وانفلتت من بين الدموع المتجمعة في عينيه وانحدرت حارة ساخنة على وجنته الملتهبة فمسحها بكفه
في حركة تحذيريه لبقية الدمعات التي تحاول جاهدة نيل الحرية كسابقتها ..
سنوات عجاف مرت به تجرع فيها كؤوس من المرارة والقهر والألم ..
ضم دفتره الخاص لصدره وبحث عن مكان يصلح للجلوس فوجده في ركن غرفته الحبيبة .. أزاح الغبار عن الورقة براحة يده وجلس عليها .. وأخذ يعبث بما حوله ( كتب , أوراق , دفاتر , لعبة , حقيبة مدرسية ) ..
فتح الحقيبة وعاد به الزمن عشر سنوات للوراء ..
عندما كان في الصف الثالث .. يستمع لتلاوة المعلم لسورة الطلاق !!
تذكر سؤاله البريء لمعلمه !!
( يعني إيش طلاق ) ؟؟
.....
( الطلاق هو نهاية الحياة الزوجية بسبب من الأسباب .. بمعنى آخر فراق الزوج عن زوجته .. ويعيش كلاً منهما
بعيداً عن الآخر ..
فهمتوا ياحلوين ؟؟ )
ضحك عندما تذكر رده على معلمه !!
ضحك رغم الألم والحزن الذي يعتصر قلبه ويدمي فؤاده ..
فهمنا ياأستاذ بس هذا الطلاق ماجاء عندنا .. بابا وماما عايشين مع بعض !!
وضع الحقيبة جانباً وضم رجليه إلى صدره وأرجع رأسه للوراء وأطلق زفرة حارة من أعماقه ومعها حنينه
وشوقه لتلك الأيام ..
فتح دفتره وراجع ماسجله بالأمس ..
الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله وهو إنهاء للعلاقة الزوجية بسبب من الأسباب، وقد أباحه الشرع عندما تصبح الحياة بين الزوجين مستحيلة، وعندما يشتد الشقاق والنزاع بينهما.
الطلاق حل نهائى لما استعصى حله على الزوجين وأهل الخير والحكمين ..
أسباب الطلاق ..
ـ انحراف الزوج أخلاقياً أو مزاجياً، كإمعانه في تناول الخمر والمخدرات وما يتبع ذلك من حالات العنف والقسوة وسوء الأحوال المادية والاجتماعية للأسرة.
- عدم اهتمام المرأة ببيتها وأطفالها وزوجها، فهذه دعامة مهمة لبناء الأسرة، والاهتمام بالهندام والزينة أمر طيب، ولكن المبالغة فيه غير محمودة.
- الاعتماد على المربية في شؤون الأسرة، فهناك من تعد ترك شؤون الأسرة والاعتماد على الخادمة والمربية من مظاهر الرقي والتمدن، بحيث تترك أمورها بيد خادمة جاهلة إضافة إلى أن هذه الخادمة لا يعنيها أمر تلك الأسرة بقدر ما يعنيها الراحة والربح من تلك العائلة.
- استهتار بعض النساء في المسؤولية الملقاة على عاتقها وواجب المحافظة على سمعة وشرف العائلة، وهذه المسؤولية كبيرة وعظيمة جداً، وتركها يؤدي إلى الإخلال بسمعة العائلة، فترك المرأة أمور الأسرة على الغارب وعدم مراقبة الأطفال إن كانوا بنين أو بنات تكون العاقبة وخيمة وبالتالي لا يمكن علاج ذلك الأمر.
- تدخل الأهل في أمور وعلاقة الزوجين، مما يعقد حل المشكلة وإن كانت بسيطة، فتدخل أم الزوج أو أم الزوجة في الصغيرة والكبيرة كثيراً ما يؤدي إلى المشاحنات ويجعل تلك الاختلافات والمشاحنات قائمة على قدم وساق.
- قلة التفاهم بين الأزواج بحيث يتكلم الاثنان معاً ولا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر، وما يعاني منه من الآلام والمصاعب، مما يعقد المشاكل، وقد يتنبه هؤلاء لهذا الأمر، ولكن بعد فوات الأوان.
- قلة الخبرة بالزواج حيث تفاجأ الزوجة بواقع ومتطلبات لم تخطر على بالها، واصطدامها بهذا الواقع يجعلها تعيش بتعاسة مما تعكسه على العائلة ككل.
- إصرار المرأة على الخروج للعمل واعتقادها بأن الحياة تبدَّلت، وأصبحت تطمح في المساهمة بالعمل أسوة بالرجل، بعض الرجال لا يعجبهم هذا
- التوتر والقلق والشعور بعدم الاطمئنان والكآبة، نتيجة لما تزخر به الحياة في وقتنا الحاضر من صراعات ومشاكل يؤدي إلى إصابة الفرد بالتوتر والقلق وعدم الاطمئنان، ، وهذا الوضع ينعكس على المعاملة القائمة بين الزوجين مما يؤدي بالتالي إلى كثرة المشاحنات والشجار وتوتر العلاقة فيما بينهم، الذي يؤدي إلى فسخ ذلك العقد بالطلاق.
- الإهانات وجرح المشاعر مما تؤدي إلى تأزم الأمور، وفقدان السيطرة على الانفعالات تؤدي أحياناً إلى الضرب والإهانة، واستعمال الكلمات النابية بين الزوجين يزيد الطين بلة، وفقدان الاحترام بين الزوجين يؤدي إلى فقدان الحب، وبالتالي يكره الواحد منهما الآخر.
- ضعف استعداد الفتاة وتوقعاتها غير المنطقية، إذ تحلم الفتاة أحياناً بحياة رومانتكية مفعمة بالحب والحنان ،وبحياة خالية من المسؤوليات، وبعد الزواج تصطدم بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها.
- المقارنات التي تتبعها الفتاة، وذلك بأن زوج صديقتها يمطرها بالهدايا ويحيطها بالحنان والرعاية، ويعطيها كذا وكذا وإلى آخره من المقارنات التي تسمم حياتها الزوجية وتجعلها جحيماً لا يطاق.
- المشاكل الاقتصادية وعدم التعاون واحتمال الزوجة على ذلك، فتكثر الشكوى مما يجعل الزوج يخرج عن طوعه ويذكر كلمة الطلاق .
- طلب الزوجة وذكر وترديد كلمة الطلاق بشكل جدي أو غير جدي مما يؤدي فعلاً إلى وقوع الطلاق، عندها تندم على ذلك في الوقت الذي لا ينفع الندم
- الغيرة القاتلة ومراقبة حركات وسكنات الزوج مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما.
إلى هناك .
إلى أسوأ لحظة في حياته ..
إلى اليوم الذي انطلقت فيه أول شرارة لإشعال فتيل النار التي أحرقت بيته وقضت على
كل آماله وأحلامه ..
يعلم أن والده مخطيء ..
ويعلم أن والدته كانت البادئة !!
ولكنه يعلم ايضاً أن لشياطين الإنس والجن دور كبير في استمرارية هذا الخطأ وتضخيمه
حتى بدا كليهما يشعر بأن الآخر كابوس لابد أن ينزاح من حياته ..
رن هاتفه المحمول وألقى نظرة سريعة على اسم المتصل وأعاده إلى مكانه بهدوء ..
إنه يكره جميع وسائل الإتصال !!
فهو لاينسى كيف ساعدت هذه الوسائل في وصول الأمور بين والديه للأسوأ ..
فكم من متصلة أوغرت صدر والدته نحو والده ..
وكم من متصلة نصحتها بــ ( رمي فلذة كبدها عليه والخروج من بيتها ) لالشيء
إلا لمجرد الانتقام لنفسها ورد الكرامة كما يزعمون ..
عاد لدفتره الخاص وسجل ماجال بخاطره ..
ماذا يجب عليك فعله قبل وبعد الطلاق ؟
1-أولا يحرم عليك الخروج من بيت زوجك”طليقك ” فهو لايزال زوجك
2-ينبغي عليك التفكير بجدية في حياتكما وفي الأسباب التي أوصلتها إلى طريق مسدودة
3-إن كان الزوج هو الذي تخلى عنك فحاولي فهم الأسباب واعلمي أن الرجل لايتخلى عن زوجته بسهولة
4-حاولي ان لا تقحمي الحمقى في حياتك واحذري ممن يعزز لك الانفصال فالانفصال وبال على المرأة
5-لاتنسي البكاء فهو مصدر تخفيف للألم
6-حاولي قدر المستطاع التنازل قليلا لزوجك ..
7-اجلسي معه جلسة صفاء وصراحة دون أدنى نوع من الحساسية
8- حاولي فهمه وخذي منه مافي خاطرة وصححي أفكاره او يصحح أفكارك
9-تذكري الأيام السعيدة التي قضيتها معه وتذكري خوفك عليه من الفراق وخوفه عليك من الناس
10-كوني مستعدة للتسامح فإن سامحته فهو نصفك الأخر
11-لاتنساقي وراء عواطف والدك , والدتك , أخوانك وتخرجي من البيت فإن خرجت من البيت فأنت التي جنيت على نفسك
12-إن صلحت أوضاعك مع زوجك حاولي الاتفاق معه على سفرة إلى مكان ما
13-اذهبوا بعيدا عن البلد اذهبوا إلى حيث تحسين بقيمته ويحس بقيمتك
14-لاتعيري زوجك بالطلاق ولاتفتحي سيرته .
15-لعل هذا الطلاق أن يكون مفتاح سعادة في حياتك الزوجية .
16-لاتنساقي وراء الأشخاص السلبيين الذين يؤيدون الطلاق..
17-مهما حدث لاتلتفتي لآراء الناس فهذه مطبة في حياتك وسوف تنتهي ..
18-تذكري أن أبغض الحلال عند الله الطلاق وتذكري أن إبليس يفرح بالتفريق بين الزوج وزوجته ولاتتبعي أحفاد إبليس من الإنس الذين يبثون سمومهم دوماً ..
نظر لساعته وتنبَّه لمرور الوقت الذي حدده يومياً للوقوف على أطلال منزل أسرته المهجور ..
قام متثاقلاً .. ومسح بقايا الغبار عن ملابسه .. وجر رجليه جراً للخروج من المكان ..
وفي الطريق حاول أن يتذكر أين مبيته اليوم ؟؟
عند والده أم عند والدته ؟؟
ابتسم ابتسامة متألمة ..
هنا زوج والدته !!
وهناك زوجة والده !!
فالأمر سيان لا فرق بين المبيت هنا أو هناك ..