وقفة الأغبياء

الأدب النبطي والفصيح



بعد انتهاء شجون النسمات والهوى، وبعد ولوج أحرف المساء داخل سطور الفراش، لترسم روح تهادت على سرير الحياة لتنعم بقليل من المساحات القزحية التي تعانق شغف التشبث بكل ما هو مريح وحالم وهادئ، بعدها تدور رحى شريط الأحلام السينمائي فتارة أكون أنا البطل الأشم ذي الحواس الخمس المشبعة بالنهم الخارق لتخطي حواجز الزمن، وتارة أكون أنا الأبعاد الجديدة لتوقيت جديد يبحر بالعالم نحو الألق الدائم مروراً أحياناً بالروح النرجسية التي لا تخلو منها عصارة مخدتي الحالمة، التي من تحت ريشها الناعم تأتي معظم سيول أفكاري، لتعانق أروع ما كنت أتمناه من واقع غير واقع ومن وهم أصبح كالجبل الطود في شموخ نسماته، لعل ما تقرؤونه اليوم، من حروف مزجت هنا في قدح صغير لا تساوي حفنة من بر وحليب، لا تسد رمق الجائع إذا تكالبت عليه هموم المعدة وعصاراتها، وجفاف الريق وملوحته، ولا تزن بالميزان سوى القليل من الريش سقط سهواً من جناح طير مر عابراً بطعامه إلى عش صغاره، لعل هذه الطلاسم وإن إنعدم وجود الفيتامينات بها، تشير إلى صعود مؤشر المعيشة نحو الرخاء وزوال تعب ونهم الجري وراء لقمة العيش وكسوة الشتاء.
ولكن؟... متى يأت اليوم الذي تتحقق فيه نعمة العيش في الثراء ومجاورة الأغنياء والبعد عن حماقات الأغبياء، من باب (من جاور السعيد يسعد)، إن مجرد التفكير والشعور بالحرية يعد من مآسي العقل، ومن مهبطات العزم، ورفع الضغط وتقليل الوزن وانتشار الحساسية في سائر الجسد، وتنمل في اللسان وقشعريرة عند الآذان واحمرار في الأنوف و دموع من الخوف، وغيرها من الأعراض التي تسد الأرماق وتعجز القدم عن ترجل خطواته تجاه عنان السماء، ولكن لنبقى نحن على ما جبلنا عليه بدون كرامة تسلب أرضنا وتتهم سيوفنا وتغتال رموزنا ويداس تاريخنا كل هذا ونحن نحلم ونحلم ولا غير الحلم نجيد، ولا غير تطريز الأماني وإلباس حياتنا ملبس الأمل الفارغ بدون عمل!!.
نعم حالنا نحن المسلمين والعرب لا يسر ولا يغري، لا يسمن ولا يغني، لا يرفع ولا يثري، عيش أتخذ له كلمة كنا هي أعلى قممه وضعها في برواز من ذهب وعلقها على حائط شبيه بحائط مبكى اليهود، ولكن الفرق شاسع بين من وصل إلى معظم مبتغاة (اليهود) وبين من يسير واقفا مكانه لا يحرك سوى الهواء، ولا يتحدث إلا بالهراء، ولا يعانق إلا الشقاء، فهنيئاً لنا بكل عربي ومسلم وضع يده مضمومة على صدره ينتظر دوره وحده في طابور المجد الذي سبقه الكثير إليه وهو لا زال ينتظر دوره مع أنه الوحيد في طابور الحياة لا أمامه ولا خلفه من يزاحمه وقفت الأغبياء.

== ما بين وبين ==

بين الرأفة والرفات سيف
وبين سكون العظيم وأنيابه كأس
وبين الحزين وفرحه نسيان
وبين العشق والكره ممات
وبين المسلمين ومجدهم جفاء
وبين الحق والظلم حياة

تحياتي ... أخوكم عديل الروح..
4
506

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
ماشاء الله طرح جيد..


سأمر مرور الكرام ...وسيكون لي عودة...


وأفكار واضحة في ذهن الكاتب لهذه الحروف ..ربما جعلت حروفه تتسم بالسوداوية والنظرة

المتشائمة للحياة..ودور الإنسان فيها..

وإن كنت أخالف الكاتب حفظه الله في تلك النظرة التي يشترك فيها مع طائفة من الناس ليست

بالقليلة..تميزت على عامة الناس بفكرٍ حر وقدرة على اعتلاء صهوة القلم وإطلاق الفكر من

خلال هذا القلم...

لاأعرف لماذا يتفق العر ب حين يهبهم الله شيئاً من الفكر الناضج والشعور بهموم الآخرين

أول ما يلتفتون إلى جنس هذا الإنسان المسكين ويسِمونه بأنه يعيش الحياة ملاحقاً للرغيف

والرغيف يسبقه بآلاف الكيلومترات..فلا يستطيع ذلك المسكين به لحاقاً...

هل هذه هي هموم الإنسان..والتي يسعى كثيراً من الكتاب إبرازها وإظهارها للنور..

صدقاً نحن نرى هذا الأمر ماثلاً في كثير من البلدان المجاورة..شاهدنا هذا ورأينا كيف

يتصارع المرء منهم مع الرغيف ..ويستبيح أموراً كثيرة كي يحظى بصحبته..رأينا هذا

لكن من العدل أن نقول في حقاا ولئك القوم الذين هذا وصفهم ..أولئك القوم..أولىسيماهم

البعد عن الله ..

وأكبر همومهم بطونهم وفروجهم..

وهذه صورة الإنسان البدائي الذي ينزل عن سرير الإنسانية التي كرمه الله بها ليلتحف

فراش هموم أرضية ..فيصبح ويمسي عليها ..وهذا حال من ضعفت الآخرة فيقلبه وتشرب

قلبه بحب الدنيا...

ماذا قال رسولنا صلى الله عليه وسلم لطائفة من صحابته حين جاء عطاء البحرين

فتسابق نفر للظفر بالقسم وتعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم...

تبسم بأبي هو وأمي ...وقال لهم ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح

عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم...

لم يخش عليهم الفقر فسيصبرون ويملكون من الإيمان ما يعينهم على الصبر

ولكن خشي عليهم من أمر إذا داهم الإيمان ضعضع بناءوه..وخصوصاً أن فتنة

هذه الأمة جعلت في المال...

خشي عليهم أن يصبحوا ويمسوا وهذا همهم...

وهذا مانراه في كثير من الناس يصبح ويمسي هذا همه..

ليس شرطاً أخي الفاضل أن يكون فقيراً ...فكم من الأغنياء نراهم يعالجون هذا الهم

وحالهم فيه أشد حال من الفقير ..والواقع يشهد بذلك...هي مسألة نفوس تحمل مبادىء وقيم

أو لاتحمل أو همتها عليا ..أو تكتفي باليسير مما يلقى إليها من فتات الموائد...

أشكرك على الطرح وقد يكون لي عودة لموضوعك..مرة أخرى..

وأتمنى من الجميع المشاركة...
عديل الروح
عديل الروح
الأخت عطاء

للأسف.. ادعيت فهم حروفي وأنت لست كذلك

فيا حبذا عدم التسرع والحكم على أفكار الغير

وتسرعك هذا جاء من أحد أمرين ..

1) أما لأنك لم تكملي قراءة الموضوع كاملا.
2) أو انك لم تتعمقي أكثر لتفهمي ما بين السطور.

وودت أن اجد ردا أفضل من هذا الرد..

لا أن أجد رؤية مغايرة من زاوية واحدة.. تحكم بسيفها على عنق حروفي

فأتمنى ان تقرأيها بتأني ومن عدة زوايا.

تحياتي أختي ... (ومن غير زعل) :)

لا أقصد بالرد التجريح بل التوضيح.

للمعلومة...

* هذه المقالة تصدرة أحد الصحف السعودية في الصفحة الدينية.
عطاء
عطاء
على كل حال رؤانا وإن اختلفت ..لايجعلنا نحتدونطلق الأحكام جزافاً..ويا أخي الفاضل القطعة الأدبية الواحدة

على أنها لكاتب واحد كل ناقد يراها من زاوية غير الآخر ولايعيب أحدهم على الآخر..

وقد يكون من يقرأ رأى من وجهة نظره أموراً نفسية بثها الكاتب دون أن يشعر..

لكنها تفلتت منه...

وسواء كان الموضوع لك أو لغيرك ليس هذا صلب الموضوع..



وإن كنت أخفقت في عدم موافقة ما كنت ترنو أن أصيبه هذا لايعني أن غيري لن يصيب

ذلك...وهذا في اعتقادي أنه شيء لايعاب...

ويبدو أن الاستعجال صفة لاأتصف بها وحدي فربما كنت تشاطرني إياها..

لأنني قلت أنني سأمر مرور الكرام وسيكون لي عودة...

ربما يكون أحياناً الحماس لما نعتقده أونراه أونعظمه ونرى الآخرين لايشاطروننا

حرارة مانكتب يجعلنا نتعجل في الحكم...

وبكل حال ...أهلاً بك في واحتنا .. وأعلنها دعوة لكل من هم أكثر كفاءة منا..ليشاركوا

في الموضوع..وسيسعدني أن زهرات الواحة...يشاركن في نقد مثل هذا الطرح...

بارك الله فيك...
عديل الروح
عديل الروح
الخت عطاء:)

سامحيني إن كان كلامي حاد قليلا

وأنا لم اتسرع على الرد عليكي... بل كان بمقدار ما قرأته من رؤيتك أعلاه

لو قرأ احد غيري من الأخوات أو الأخوة ربما ينحاز لطائفة ماقلتي..

لأن الرد كالسكين تقطع وتقتل فيجب ان يكون كاملا أو واضحا

وكان قصدي بردي هو قليل من التأويل المتفائل لحروفي لا أكثر:)

ولم أقصد الإساءة أو التجريح أو أي شئ آخر

=====

على العموم إختلاف الرأي هو حلاوة النقاش

========
وأنا اقبل مشاركة الغير ... وتقيمهم للموضوع

وشكرا لردك الراقي...

تحياتي وتقديري أختي..

................................أخوك عديل الروح

* ملاحظة المقالة هي عبارة عن قطرات متواضعة من حبر قلمي..:)