وقفة تأمل عند نهاية العام

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هاهي أيام العام الهجري قد أزفت للرحيل ، ونحن نودع عاما ونستقبل عاما جديدا ينبغي علينا أن نتوقف وقفة تأمل ومحاسبه للنفس ، فالأيام تمضي والأعمار تنقضي ، وفيها دروس وعبر ، وكم من أناس نحبهم من اقرباء وأصدقاء وجيران استقبلوا معنا بداية العام الماضي ولكنهم ودّعوا الحياه قبل أن ينتهي بهم العام ، وصاروا تحت أطباق الثرى لا أنيس لهم ولاجليس إلا عملهم الصالح ، وانقطعت آمالهم التي طال انتظارهم لها ، ولا يدري أحدنا أيطول به العمر فيستقبل عاما بعد عام أم نلحق بمن سبقنا فتتصّرم منّا الآمال وتنقطع الأعمال وينقضي الأجل المحتوم ؟.






ولقد وردت آيات كثيره في كتاب الله سبحانه في الحث على محاسبة النفس والتوقف وقفات تأمل ؛ للنظر في أحوالها ومآلها والنظر فيما قدمت من أعمال ، والعزم على الاستقامه والعزم الجديد في مستقبل الأيام .





وفي ذلك يقول الله سبحانه : ( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدّمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) سورة الحشر الآيه : 18 .






ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله ) رواه الترمذي ، رقم ( 2459 ) وقال : حديث حسن .






وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر) رواه الإمام أحمد في كتابه الزهد ص117 ، والترمذي في سننه 4/ 550 .






وقال ميمون : ( لايكون العبد تقّيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا ص33 ، إغاثة اللهفان لابن القيم 1/ 79 .






فما أحوجنا أن نقف وقفات لمحاسبة أنفسنا لحساب الربح والخسائر فيما عملنا من أعمال ، مع النظر في النيه والقصد ، وليكون ذلك استعدادا لاستقبال عامنا القادم بعزم جديد على الاستقامه ، وبهذا تشمل المحاسبه الماضي والحاضر والمستقبل .






يقول الحسن البصري يرحمه الله : ( لاتلقى العبد المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردتِ بكلمتي ؟ ماذا أردتِ بأكلتي ؟ ماذا أردتِ بشربتي ؟ والعاجز يمضي قُدما لايعاتب نفسه ) محاسبة النفس ص31 .






وهكذا ينبغي التأكيد على محاسبة النفس والتدقيق عليها ليسلم المسلم من أخطارها وشرورها ، ويقوي الواعظ الإيماني فيها ، ويوقظها من غفلتها ، ويذكّرها بموقف الحساب العسير لمن أتبع نفسه هواها وتهاون في طاعة ربه سبحانه ، ذلك اليوم الذي تنكشف فيه خفايا النفوس ، وتُنشر صحف الأعمال ، وتنطق الجوارح والأعضاء .





( اليوم نختم على أفواههم وتكّلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) سورة يس~: الايه 65 .






ومن أكرمه الله سبحانه بالنجاه والفوز يوم الدين ، ومنّ عليه بالمغفره والرضوان فهو في سعادة عظمى




( فأمّا من أُوتي كتابه بيمينه فيقول هآؤُمُ اقرءُوا كتابيه * إني ظننتُ أنّي مُلقٍ حسابيه * فهو في عيشةٍ راضيه * في جنةٍ عاليه * قُطُوفها دانيه * كُلُوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخاليه )سورة الحاقه : الآيه 19 ـ 24 .





اللهم اجعلنا منهم ، وارزقنا عمرا مديدا مباركا في طاعتك ، وألهمنا رشدنا يا ارحم الراحمين .





منقول
3
553

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لمعة ألماسه ؛؛
موضوووووع رااااائع
الله يجزيك الجنه
الامل المنتضر
امين حبيبتي ومشكوره ع المرور
الامل المنتضر
ااااامين مشكوره حبيبتي عالمرور