
بعد أن تقاربت المسافات بين أطراف العالم ..
واختلطت أمزجة البشر ،
وتداخلت الثقافات ، وتأثرت التقاليد والعادات ،
وتغيرت كل أساليب الحياة ..
وأصبح العالم كله قرية صغيرة ..يتصل أوله بآخره في أتم اليسر
حتى من دون أن يتزحزح الإنسان عن مقعده إن شاء ..
بعد ان أصبح كل مستحيل ممكناً..
بعد ان اغتنت الحضارة ..!
أفلست الإنسانية ، وتباعدت قلوب الناس .. وصار جمعهم شتى
خفٌ دفء التقارب ، وحميمية التواصل ، والعلاقات الوجدانية
🌹🌹
قد يضمّ الأجساد مكان واحد ولكن القلوب تكون غائبة عن بعضها..
إلى مكان وزمان آخرين ..
مرتحلة إلى عالم صنعته ليرضيها ..ويسد عوز مشاعرها
لكنه في الغالب عالم مخادع يفتقد المصداقية ،
تجري فصوله خلف زجاج بارد،
عالم يغري الكثيرين بأضواءه المبهرة ..
ووعوده الزائفة .. يتبخر حين تمتص قطراته سطوة الحقيقة
هناك يضيع الزمن ..
وتهدر ساعات العمر في الغالب ..
في الترويح عن النفس ، والثرثرة اللامجدية..
والانسياق خلف وهم تحقيق الأمنيات .
🌹🌹
كثيراً ما يسرق منا حياتنا ويؤثر بعيداً في عالمنا الواقعي
هو عالم مغري إلى حد الجنون
خادع إلى حد التصديق..
يتلاعب بعقولنا ومشاعرنا ..
ويقدم الفرص لنا لتحقيق الأمنيات على طبقٍ .. برّاق:
أنت مميز .. ! أنت محبوب ..! أنت جميل ..! أنت مثالي ..!
أتود أن تصبح غنياً ؟ مشهوراً؟ قوياً ؟
هذه فرصتك فانتهزها ..!!
🌹🌹
وأنا أتنقل بين المحطات الفضائية أبحث عن شيء مفيد
جذبني برنامج وثائقي اجتماعي EAM يدور محوره
حول العلاقة بين الإنسان وأخيه و الكون من حوله..
ويؤكد على وحدة كل الكائنات واتصالها ببعض
وكيف أننانسير في الاتجاه الخاطئ.
ونساهم بجهلنا في تدمير الحياة بدل الحفاظ على مقوماتها
لأننا نعمل فرادى .. كل منا لأجل مصلحته ونفسه ..
وعليه فقد فقدنا بوصلة الاتجاه الصحيح وتجاهلنا تماماً
أن المعادلة الصحيحة لعلاقة الإنسان باخيه الإنسان ،
وعلاقته بكل الكائنات ..علاقة تكافليةً..
تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء..
تلك العلاقة التي أصابها داء الأنانية والأثرة والطمع وحب التسلط
فانتصرت الفردية .. ورجع الإنسان خطوات شاسعة للوراء ..
وبدأ عطاء الطبيعة يشح ..
نتيجة الجشع والاستغلال الجائر ، في التعامل مع الموجودات.
🌹🌹
فاتني الكثير من ذلك البرنامج الشيق ..
وضاعت بين القراءات كلمات تركت فراغاً وعلامات استفهام
لأني بين المتابعة وتسجيل رؤوس أقلام..
وبين الشاشة والورق والقلم
تعداني استكمال وربط بعض المعلومات ببعضها
المهم أنني خرجت بالمراد من هذا البرنامج الوثائقي
وهوالتأكيد على وحدة الكون
ووحدة البشر ..
والعمل من أجل سلام العالم يداً واحدة ،
والامتنان لما وهبه الله تعالى لنا من موارد الحياة ..
وتنمية هذه الموارد والحفاظ عليها
والتعامل بحب ورفق مع جميع أرواح الكون .
وأن ذلك كله من شأنه أن يساهم في التطور البشري الحضاري و الأخلاقي ..
نحو آفاق إنسانية تسمو بالبشر
وتفتح مداركه ليتعامل مع الكون من حوله بعدل على أساس أنه جزء لايتجزأ منه .
🌹🌹
ماقصة الارغون؟ 🤔
في ربط بين وحدة الكون والهواء الذي يحيط بنا
يتحدث البرنامج عن غاز الارغون Ar
الذي يعتبر أكثر الغازات الخاملة توافراً على سطح الأرض
هذا الغاز موجود في الهواء الذي نستنشقه ..
ويتم إطلاق الأرجون بصفة مستمرة في الغلاف الجوي
من انحلال البوتاسيوم المشعّ في قشرة الأرض..
:
وحدة الكون 🌎
ويستطرد البرنامج : نحن نستنشق هواء الكائنات الاولى
وهذا يجعلنا متصلين غير منفصلين مع بعضنا .. كالسلسلة
منذ الازل..!
نحن الكائنات الحية أساسنا واحد
كلنا من خلية لها وحدة بنيوية ووظيفية
و لها نفس التركيب الكيميائي..
وأن جميع تدفقات الطاقة للحياة تحدث داخل الخلايا.
وأن جميع الخلايا تأتي من خلايا موجودة مسبقاً عن طريق الانقسام.
وجميعها تحتوي على معلومات وراثية تنتقل مع الإنقسام ..
هذا يجعل الجينات متشابهة عند كل المخلوقات
:
ويتابع .. !!
عندما نحتضن فكرة ( أننا واحد .. )
سنبدا بإصلاح الأمور التي أخلت بتوازن الحياة ..
:
أنت اذا غيرت فهمك للعالم فستغير العالم
كل شيء يتغير ليس بفضل واحدٍ فقط
ولكن إ ن استوعبنا جميعاً هذه الحقيقة
وعملنا كلنا كواحد في الوقوف بوجه سلبيات الحياة
فسنغير كل مانريد لأجل الوصول إلى حياة أفضل .
يدور الشريط ليعرض صوراً عن التفرقة العنصرية
وكيف ألغيت هذه الظاهرة المتخلفة بتحالف
بين العناصر الإنسانية في مسيرات وتظاهرات الحرية
الأبيض والأسود يدا بيد ..لتقدم الإنسان والمجتمع
وبناء حضارة التوازن من أجل حياة افضل للجميع .
وديننا الحنيف أرسى هذه القاعدة في بنيانه ..منذ فجره الأول
فكان :لافضل لعربي على أعجمي ..
ولا أبيض على أسود ..
ولا غني على فقير ..
والتقوى كانت هي الميزان ..
فكان أن ازدهر الإسلام وعلا بنيانه بتطبيق مبدأ التساوي
والشعور بالانتماء ..
وعندما تأثرت القيم العالية بموجات دخيلة ..
وأصبح كل واحد ينادي :انا..
ضعف البنيان ..
🌹🌹
ويدور الشريط ليحكي لنا قصة ..!
عن قبائل من الهنود الحمر عاشوا بسلام واكتفاء مع بعضهم ..
حيث كان الصيادون من كل القبائل يخرجون مجتمعين .. للصيد
وحين العودة يتقاسمون الحصيلة بين الجميع بالتساوي
فلم يجوع أحد أبداً..!
حتى جاء من قال انا افضل الصيادين..! فلم أتساوى مع الجميع ؟!
فوفر حصيلته لنفسه
وهنا حدث الانقسام .. وبدأ كل واحد يكدسّ مايحصل عليه
واتبعوا عادات التكديس وعلموها لابناءهم..
فجاع البعض وشبع البعض.
وهكذا نحن نكدس من الأشياء مايفوق حاجاتنا ..
وكذلك المال ..فكلما ازددنا ثراء ً طلبنا المزيد ..!
وبالمقابل يجوع الكثير ويقضون جوعاً.
🌹🌹
(اليزابث ساتوري)
الباحثة وعالمة الأحياء تعلق على مشكلة الفقر العالمي
فتقول:
أنت لاتستطيع ان تحل مشكلة الفقر العالمي وحدك
لكن قد تنقذ رجلا واحداً من الناس ..
تذكر أن البحر الكبير مجرد قطرات ماء متجمعة..
ولو ساهم غيرك وكل واحد بدوره في حل مشكلة فرد
لما بقي هنالك جائع .. !
من ملايين الاشياء البسيطة يكون الحل ..
:
وهناك مثل أفريقي يقول :
انك لاتستطيع ان تاكل الفيل دفعة واحدة..
ولكن قطعة اثر قطعة.
🌹🌹
أين وجد هدفه ؟
هنالك بين الناس أفراد يحملون الشغف
مهيئين لإحداث التغيير .. نحو الأحسن ..
فيهم هبة العطاء ..والحس الإنساني العالي
حين تظهرهذه الصفات الكامنة ..
يندفعون بها محققين ذاتهم التي وجدوها ..
لابالمال ، ولا بالجاه ، ولكن في التفاعل مع ماحولهم
والتعايش مع مشاكل البشر ..
وترك بصمة على خريطة الحياة ..
والغناء الروحي ، والشعور بالحرية ، وبالرباط الإنساني
وهذه قصة حقيقية مدعومة بالصور ..
وفصل من فصول البرنامج المتنوعة .
تذكر الأحداث أنه رجل غني كوّن لنفسه ثروة طائلة ..
كان بطبعه حساساً متعاطفاً..
من نوعية البشر الذي يتفاعل مع مشاكل الناس ..
ظل يشعر أن في حياته شيئاً مفقوداً ..
فشل في حياته الزوجية ..
لم يشعر بالسعادة في داخل بيته المترف ..
وقد صرف أجمل سنوات عمره في جمع المال ..
والمال آفة صعب السيطرة عليها ..
استيقظ يوماً وكانه يرى حقيقته لأول مرة ..
انتبه لتفاهة حيا ته وبعدها عن الهدف الذي يجعل لها قيمة وأثراً
وقد صمم أن لايستمر أسير قيود المادة
وبدون تردد ..باع بيته وضيعته ولوحاته النادرة وطائرته وسياراته ..
يقول متحدثاً عن نفسه :
بعد أن تحررت من كل شيء ..تنفست الصعداء
كأنّ ثقلاً أزيح عن كاهلي .. لم أعدمرتبطاً بشيء ..
سكنت حيّاً محاطاً بالبيوت بدل بيتي الفاره..
وبدأت أركب الدراجة .. قاصداً مكان عملي ..
حيث اشتغلت محاضراً
أعلم الناس ان هناك أشياء تجد فيها السعادة غير المال ..
وهي أن يكون لك دور فعال تساهم من خلاله في تحسين الحياة
يقول :
لأول مرة أعرف طعم الحرية والسعادة الحقيقيان
في عالم الترابط والمشاركة والوحدة مع الطبيعة البشرية
قد يقولون جننت .. ! ولكن لاأبالي..!
ماأشعر به مخالف تماماً لما يعتقده أغلب الناس ..
عرفت أ ن شعور المعطي .. أكبر وأغنى وأدعى للسعادة من شعور الآخذ ..
:
ليس فينا محايد نحن البشر ..
بل افعالنا واقوالنا توجهنا
مليارات الخلايا تشكلنا في عالم كل مافيه واحد
لو ظللنا نتعامل مع كوننا على اساس منفصل لن ننجح.