وقفه مع المعلم والمتعلم

الطالبات والمعلمات



وقفه مع المعلم والمتعلم
فضل العلم:
فضل العلم إنّ فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وهذا دليل على رفعة ومكانة العلم عند الله عز وجل فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وكذلك الأنبياء الذين جاؤوا برسالات تحث على العلم وفضله فالأنبياء لم يورثوا درهم ولا دينار بل ورثوا العلم، فهذا دليل على فضل العلم ومكانته الكبيرة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مَن سلَك طريقًا يَطلب فيه علمًا، سلَك الله به طريقًا من طرق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يَصنع، وإنَّ العالِم ليَستغفر له مَن في السموات ومَن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإنَّ فضل العالِم على العابِد كفضل القمر ليلة البَدر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافِر))



الحث على تعليم الخير :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
من كلام النبي عليه الصلاة والسلام نستدل بأن المعلم يحمل أمانةً كبيرةً على عنقه، وهي تأديه واجب توريث العلم،. كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السماوات وَالْأَرَضِينَ، حتى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ، لَيُصَلُّونَ على مُعَلِّمِ الناس الْخَيْرَ). والمقصود بالصلاة هنا هي الدعاء.
فيا للمنزلة الرفيعة التي وصل إليها المعلم ,
قال الرسول: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))


المعلم
أحاديث عن مكانة المعلم في الإسلام:
- قال الرسول عليه السلام: (ليس من أمَّتي مَن لم يُجِلَّ كبيرَنا ويرحَمْ صغيرَنا ويعرِفْ لعالِمِنا حقَّه) المحدّث الهيثمي
- قال الرسول عليه السلام (فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، و أهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ) المحّدث الألباني.
فمما لا يجب أن نشك فيه، أن أكثر الناس حقاً في التكريم والتبجيل، هم أولئك الجنود المجهولون، هم أولئك القادة العظام، الذين ساروا ومضوا بطلابنا حتى أوصلوهم إلى شواطئ العلم، وبر النجاة من الجهالة . أما عن لفظ المعلم فهو لفظ مشتق من العلم، ومأخوذ منه انتزاعاً، وكما قيل فالمعلم يجول ويصول، يصيد ببحر علمه على تلك الأرض القاحلة، فتغدوا بعد اصطياده خضراء يانعة، وقد كانت من قبل قاحلة .
وُجدت وظيفة وفكرة نقل العلم والأدب معاً منذ بداية الزمن، بغض النظر عن اللّقب الذي كان يُطلق على هذا الشخص الجليل الذي كان يُعتبر مُقدساً بالماضي، فهو المؤدّب، والمعلّم، والعالم، والمرشد الذي يُفني عمره وهو يُنشئ جيلاً مُغذىً بالعلم والمعرفة والقيم، فيحل الخير العميم على الأمة بسبب اتباع نصائح هذا الرجل الأمين.
قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولاً
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفساً وعقولاً
هذين البيتيْن لأمير الشعراء أحمد شوقي،
فاحترام المعلم وتقديره واتباع نصائحه، هو حقّ من حقوقه لا يُقدره إلّا أصحاب العقول الواعية الراقية.


حق المعلم على الطالب:
احترام المعلم هو حقّ من حقوقه الأخلاقية التي يتوجّب على الطالب أن يتعلّمها منذ صغره من خلال أهله؛ وإلاّ ستتخلخل وتهتزّ صورة المعلم في نظر طالبه، فينشأ ويتربّى على عدم تقدير الأشخاص بشكل عام، وهذا يؤثر عليه فيما بعد في كيفيّة تواصله وتحاوره مع الناس، فالمعلم هو أوّل الأشخاص الذي يلتقي بهم الطالب في حياته ومحيطه الخارجي ويتناقش ويتحاور معه، فكيف لطالب يستطيع أن ينهل من علم ومعرفة معلمه إذا كان لا يحترمه ويُقدر مكانته.
هناك عدة أمور يجب أن يُراعيها كل طالب مع معلمه:
  • - الاستماع إلى المعلم، وعدم مقاطعته حتى لا يقطع أفكار المعلم ويشوّش على باقي الطلاب.
  • التحاور والمناقشة معه بأسلوب راقٍ، وبصوت منخفض، وعدم مجادلته، وأن ينظُر إليه بوجهه، بعيداً عن الفكاهة التي يتصنّعها الطالب لينال إعجاب أصدقائه.
  • - اتباع ما يُمليه الطالب على المعلم من نصائح وإرشادات حول موضوع معيّن.
  • - على الأهل احترام وتقدير المعلم أمام أولادهم؛ لأنّ الطلاب يقلّدون أهلهم في العادة، وإذا حصل موقف ما، تتمّ معالجته بطريقة ذكية ليس بالضروري أمام الطالب، وأن يُعذر المعلم ويبرر خطؤه إذا أمكن، فلا يجوز أن تهزّ صورة كيان المعلم أمام الطالب.
  • عدم تذمّر الأهل وكثرة الشكوى من جانب الأهل على المعلم أمام الطالب، أو نعته بألقاب تخُلّ بالأدب.
  • على الأهل أن يوازنوا بين نفسية ابنهم إذا شعر بالملل، وبين متطلبات المعلم. عدم مناداة المعلم باسمه دون ذكر لقب أو تناديه بكاف المخاطبة، إنما تناديه بلقب، يا أستاذ، وحتى في غيبته تتحدث عنه مع مراعاة ذكر اللقب بإجلال وهيبة.
  • على الطالب أن يُكرم المعلم، ويعرف فضله، ويُقدره، فهو يفني كلّ طاقاته لأجل الطلاب.
  • على الطالب أن لا يُجادل معلمه، ويتعمد إحراجه في أسئلة قد تكون خارج تخصُّصه.
  • إكرام المعلم، وتهيئة وتوفير الراحة له قدر الإمكان.
  • عدم التدخّل في حياة المعلم الخاصّة.

حق الطالب على المعلم:
بما أنّ المعلم يحتلّ مكانةً في قلب الطالب قد تصل بمكانة الأبوة، وهو رمز للعطاء في مرحلة من مراحل حياته، فيترتب على هذا مسؤوليات تقع على عاتق المعلم، لا بد للمعلم التحلّي ببعض الصفات والفضائل حتى يستطيع أن ينقل رسالته في أفضل طريقة حيث يجب على المعلم:
- أن يكون حكيماً، وعادلاً، منصفاً مع جميع الطلاب.
- أن يكون هو مثال للقدوة الحسنة الذي يُحتذى به في المواقف.
- تشجيع الطلاب، واكتشاف قدراتهم، ومواهبهم، ومساعدتهم على تنميتها. - مراعاة الفروق الفرديّة بين الطلاب، وبالتالي مراعاة قدراتهم.
- مراعاة الظروف النفسيّة التي يمرّ بها الطالب.
- الاهتمام بمصلحة الطالب، ويعتبره أحد أبنائه.
- معاملة طلابه برحمة، وشفقة، والصبر عليهم إذا أخطأوا.
- أن يسعى في تجميع وتوحيد قلوب الطلاب من خلال المساواة بينهم، وجعلهم يعيشون كالأخوة.
- مراقبة أحوال الطالب باستمرار، وفي حال ملاحظة أي خلل يجب تقويمه وتسديده باللين والرأفة.
- أن لا يبخل بعلمه ولا بالمراجع والبحوث أبداً على الطالب.
- تطوير نفسه، وقدراته، وعلمه، وأسلوبه باستمرار، وأن لا يقف عند علم معيّن.
0
257

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️