nooran.. @nooran_2
عضوة نشيطة
وقَليلٌ مَا هُمْ ...
ما أتفهنَا حين نركضُ خلف الدنيا، حينما تُصاب بصائر قلوبنا بالعمى وتكسوها غشاوةٌ غليظة. ويعترينا العجزُ ونتكاسل في الفرارِ إلى الله. أمن أجلِ الدنيا خُلقنا؟ امن أجلِ المتاعِ والمالِ والمساكنِ الفخمة والسيّارات الفارهة والملبس الأنيق والمأكل والمشرب فحسب؟ بتنا لا نفرّق بين ما هو من ضرورياتِ الحياة وما هو من الكماليات. أصبحنا نظنّ أن الجمال أساس كل شيء ونادراً ما ننظرُ عميقاً لما وراءه؟ وصرنَا نقدّس المال للدرجة التي تجعلنا نتنازلُ عن قيمنَا ومبادئنا من أجل الحصولِ عليه؟ أولوّياتُنا أصبحت مشوّهة بل عبثيّة وسطحيّة. والغايةُ السامية التي خُلقنا من أجلها قلّما تتبادرُ إلى أذهاننا؛ لأننا بكلّ جشع مشغولونَ بتحقيق أهداف مؤقتة..قليلون جداً من يكرّسون حياتهم وجهدهم لغاياتٍ سماويّة..ووعودٍ ربّانية. قليلون جداً أولئك الذين إذا ما حُرموا من متعِ الحياة ذكّروا أنفسهم بأنّ ما عند اللهِ خيرٌ وأبقى وأن الدنيا بكل ما فيها لا تُساوي عند اللهِ جناح بعوضة. قليلون جداً من يمشونَ على هذهِ الأرض لا يبغونَ شيئاً بحق سوى مرضات الله وجنةٍ عرضها السماواتُ والأرض، زهدوا بزخرفِ الدنيا لأنهم يطمحون إلى الفوزِ بزخرفٍ أسمى وأجمل لا يقدمه لهم صاحبُ الأموال والجاه والسلطة، بل يقدمه لهم أغنى الأغنياء وملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأكوان، عطاءٌ بكرمٍ ليس بعده كرم، لا منّ فيه ولا أذى، وفوقَ هذا العطاء رضوانٌ منه ومغفرة.فهو الذي غفرَ لهم ما كسبوا من السيئات، وتاب عليهم ليتوبوا ويُنيبوا إليه، وهو الذي خلق ما في الأرضِ جميعاً وجعل الظلمات والنور والليل والنهار والشمس والقمر، وأجرى الفلكَ في البحر بما ينفعُ الناس، وأنبتَ الأرض بالطيّبات، وبثّ فيها الدواب ليركبوها ومنها يأكلون ويلبسون، وأنزل الماء وجعل منهُ حياةً للكائنات، وخلق السمع والأبصارَ والأفئدة والألباب والأجساد بأعضائِها ودمائِها وعظامِها. أتعجزُ هذهِ الأسماعُ عن الإصغاءِ لكلامه؟ أتعجزُ هذه الأبصار عن النظرِ في خلقهِ وملكوتهِ وقرآنه؟ أتعجزُ هذه الأفئدة عن الإقبال على كلامه وتشرّبه وحبّه والاطمئنانِ به؟ أتعجزُ هذه الألبابُ عن التفكّر والتدبّر في كتابه والانغماسِ في معرفةِ ربّها؟ هم قلة الذين لم يعجزوا، وسارعوا، وثابروا، وجاهدوا أنفسهم، وهزموا أهواءهم، وتصدّوا لأعدائهم من شياطين الجنّ والإنس. وحاشا أن يضيّع الله إيمانهم فهو بالناسِ رؤوفٌ رحيم.فهلّا نفضنا الغبار عن همّتنا الأخرويّة يا أحبتي ووضعنا جانباً همّ الدنيا وأصبحنا من هؤلاء القلة؟
2
414
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك اختي على هذا الانتقاء النافع
كان من دعاء النبي صل الله عليه وسلم :
"اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا"
وفي الحديث الشريف (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)