يلمّ شتات الحضارم في أرخبيل الملايو ويتألق بالحضور العربي فيه
في أوائل القرن السابع وصل الحضارم إلى أرخبيل الملايو حاملين سلعهم التجارية ومؤونهم الخاصة وثقافتهم العريقة، فدخلوها تجارا وعلماء ومثقفين، وقد كانوا غريزي العلم والمعرفة.. أسروا بسلوكهم وأخلاقهم حكام الأرخبيل، فاعتنقوا هذا الدين وحثوا شعوبهم على اتباعه.. وتزاوج الحضارم من بنات السلاطين والملوك، وصار لهم صيت واسم في الأرخبيل الملايو.. ومن خلال هذا الانصهار والتزاوج مع العرق الملايو، نسي منهم بعض العادات والتقاليد الحضرمية الأصيلة، فصاروا يعرفون بالملايو العرب، تحددهم ملامحهم العربية، دون ألسنتهم، إلا أن عددا منهم مازالوا حريصين على لمّ شتات وفرقة الحضارم في أرخبيل الملايو، وذلك عبر إقامة التجمعات الصغيرة في إطار الجالية الحضرمية، وإحياء المناسبات الدينية، وإقامة حفلات الزفاف وجلسات السمر والطرب فيما بينهم.
وإحياءً لهذا التراث الحضرمي العريق في أرخبيل الملايو، أقامت الجالية الحضرمية في ماليزيا بالتعاون مع الجالية الحضرمية في إندونيسيا شهراً حضرميا، أحيوا فيه ليالي السمر والطرب الحضرمي، وذلك ابتداء من منتصف شهر يوليو إلى منتصف شهر أغسطس من هذا العام 2007، وإن كانت تشوبها بعض الخلل في التركيبات والدلالات اللغوية، نظراً للحقبة الزمنية والبعد المكاني بين أرخبيل الملايو وحضرموت، إلا أن تفاعل الجمهور العربي والماليزي في شارع بوكيت بينتانج، بالعاصمة كوالالمبور كان له وقع كبير في إثارة حماسة المغنيين والفنانيين الحضارمة في هذا الأرخبيل ليقدموا أفضل ما لديهم من خزانة الفن الحضرمي والعربي العتيق.
يتمركز الحضارمة بماليزيا في ولاية جوهور ومدينة كوالالمبور ومدينة بينانج وولاية ترنقانو، ويشكلون ثمانية مجتمعات يمنية منها ثلاثة في جنوب ماليزيا، وأربعة في شمالها، وواحد في العاصمة كوالالمبور. وفي اندونيسيا يتمركز أكثر من 10 ملايين حضرمي منطقتي سورابايا وجاكرتا، بجزيرة جاوة. وقد التقينا بالسيد فيصل هادي الجفري رئيس الفرقة الحضرمية التي أحيت جلسات السمرة في كوالالمبور، والذي كان له الفضل في لمّ شتات الفرقة الحضرمية المتفرقة في إندونيسيا وماليزيا، وقد عبر عن فرحته الغامرة عن تنظيم مثل هذه الاحتفالات التراثية، لإحياء بعض من تراث وثقافة أرخبيل الملايو المغمورة. كما شكر بدوره تفاعل العرب والماليزيين في هذا المهرجان.
ومن جهته عبر المغني نزار علي الحداد عن تجربته في الغناء العربي: "تعلمت الغناء العربي والعزف على الآلات الموسيقية الشرقية من والدتي التي قدمت من بلاد حضرموت، وكنت أراها تغني كل يوم أغاني شعبية حضرمية، فتعلمت الغناء منها. ونحن معشر الحضارمة نعقد بشكل مستمر جلسات طرب وسمر في الأفراح والتجمعات العائلية، بهذه الطريقة استطعنا أن أن نحافظ على التراث الحضرمي العريق". وعلى الرغم من عدم مقدرته في التحدث باللغة العربية إلا أنه يستطيع الغناء باللغة العربية، ويساعده في ذلك كما يقول: "تساعدني زوجتي في اختيار كلمات الأغاني العربية وكيفية نطقها".
كما يحكي لنا التاريخ بأن أجدادنا اليمنيين نشروا الإسلام في أسيا بأخلاقهم العالية وصفاتهم الحميدة ,, فقد تمثلوا تعاليم الإسلام في حياتهم ,وجعلوها واقعا في تعاملاتهم اليومية في البيع والشراء والأخذ والعطاء والمعاملة .
فالامانه والصدق والأخلاق الكريمة أدت إلى نشر الإسلام في عموم أسيا فقد دخل هؤلاء الإسلام بدون حد سيف أو إكراه وإنما دخلوه تأثرا بالأخلاق الفاضلة التي تحلى بها أجدادنا اليمنيون

دلوعه ماما سارة @dloaah_mama_sar
عضوة فعالة
وكالة الانباء الوطنية الماليزية.. تغلق موقعها بسبب تعليقات عنصريه بين حضارم ويمنيين
0
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️