
رحيلٌ طويلٌ..
وصمتٌ ثقيلْ!
وروحٌ تهرول فوق رصيف الأماني بغير دليلْ..
تسافر خلف الرؤى نحو كونٍ بديلْ...
سحائبه لا تضن بغيث اللقاء لحبٍ غليلْ
وأطيارهُ لا تكف عن البوح
في حضن دوحٍ ونيلْ
ولكنّ كفّ المقادير تطفئ نور الخطا
وتحجب عني النجيمات رغماً
ليستوطن الليل روحي
ويعلن أن انفراد الدجى بسمائي مطيلْ
!وألفيتني..
عند باب اللقاء وحيداً..
أراود نفسي بقلب هزيل...
أفتش عن مخرج للإيابِ
فيخذلني واقعي
والفراق كفيلْ
بأن أمنح النفس محرابها
لتسكن وحدتها
تستقيلْ..!
عن الخوض في لجج المستحيلْ
لتهدأ روحي..
التي آثرت كل شيء عليها
وأعطت
هوىً واهتماماً
حناناً ودفئاً
وأمطار ٓدمعٍ حفيلْ
وشوقاً وعفواً
وأيام عمر جميل
إلى أن تهاوى الفؤاد الكليلْ
كأن الزمان توقف فيه
كأن فصول السنين تلاشت جميعاً
وأضحت خريفاً
يساقط أوراق عمري تباعاً
فوق دربي العليلْ
وكانٓ الرحيلْ..