وكـــفـــى بـــالـــمـــوت واعـــظـــاً...مـــن واقـــعـــي...

وكـــفـــى بـــالـــمـــوت واعـــظـــاً...مـــن واقـــعـــي...

ما هو شعورك إذا سمعتي نبأ وفاة شخص قريبٍ أو غريب ولكنك تعرفينه؟...

ماذا لو كنتُ أنا من حانت ساعته وانتهى أجله؟...كيف هي حياتي، يمر شريطها

أمام ناظري سريعاً، أبحث فيها عن شيءٍ ينقذني وأنجو برحمة الله بسببه...

كيف كانت صلاتي؟...كيف كان صيامي؟...هل قضيتُ ما علي من صومٍ وصلاة؟...

هل كنت من المتصدقين ولو بالقليل؟...هل ظلمت أحداً ما بكلمةٍ أو نظرة أو فعلٍ

لا يليق اقترفته في حقه؟...هل وصلت أرحامي وقمت بحقهم علي حتى وإن كنت

لا أتلقى منهم إلا الإساءة؟...هل قذفت أحداً أو شتمته أو اتهمته بغير دليل

فقط سمعت إشاعة مغرضة من شخصٍ لا يراقب الله في السر والعلن وبسببها

ارتكبت ذنباً عظيماً في حق شخصٍ لم يؤذيني...هل أديت حق الله علي في

عبادته كما يحب ويرضى؟...هل راقبت الله في كل قولٍ أو عملٍ أو حتى نظرةٍ

خاطفة؟...كيف استعملت جوارحي التي هي أمانةٌ عندي من خالقها سبحانه؟...

هل أنا مطمئنة من شهادتها علي يوم لا ينفع مال ولا بنون لأني استعملتها

فيما يرضي الله عزوجلّ شأنه؟...كيف هي جنتي في الدنيا وهي ذكر الله

سبحانه وتعالى، هل كان لها نصيب في يومي وساعات عمري ولحظاته

هل أحسنت غرسها، وملأتها ذكراً يرفع قدري عند العزيز المقتدر...

هل وضعت هذه الجملة نصب عيني...( سبق المفردون )...والمفردون

هم الذاكرين والذاكرات الله كثيراً...هل أنا منهم؟...

هل توجد قلوب يملؤها الكره والبغض لي لأني اعتديتُ عليها بما لا يليق

ولكن لم أصلح هذا الخطأ وتركت أخدود البغضاء يمتد آملةً من الدنيا

لحظاتٍ طويلة سأعيشها وأعتذر عن إساءتي وأكسب حبهم ورضاهم

والأهم رضى الرحمن الرحيم...هل وهل وهل وهل وهل وهل؟...

ولكن كيف كانت الخاتمة؟...حسنة أو سيئة والعياذ بالله...

إن الموت لا يستأذن، ولا يحدد موعداً لقدومه، ولا يمنحك دقائقاً أو ثواني

لتصلي ركعتين يخشع فيها قلبك، وعقلك، وجوارحك...

أي شخص كان قريباً أو غريباً ولكننا نعرفه...نذكر لحظات حياته التي

قضاها معنا، نذكر أشياءً كثيرة له لا عد لها ولا حصر ولكن الموت

أنهى هذه العلاقة بأمر الواحد الأحد...وأكرر سؤالي ماذا لو كنت أنا

من وافته المنية وليس هذا الشخص؟...

بالفعل كفى بالموت واعظاً...راجعي نفسك وحاسبيها قبل أن يحاسبها

الرقيب الخبير...

اللهم اغفر لأمواتنا وأموات والدينا وجميع أموات المسلمين والمسلمات

والمؤمنين والمؤمنات، اللهم اغفر لهم وتجاوز عن سيئاتهم برحمتك يا أرحم

الراحمين، اللهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا

كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم وجازِهم بالإحسان إحساناً

وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم واجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة

لا حفراً من حفر النيران...

الـــلـــهـــم أعـــنـــا عـــلـــى ذكـــرك وشـــكـــرك وحُـــسْـــنَ عـــبـــادتـــك
كـــمـــا تـــحـــب وتـــرضـــى يـــا أرحـــمَ الـــراحـــمـــيـــن...

الـــلـــهـــم إنَّـــا نـــســـألـــك حُـــسْـــن الـــخـــاتـــمـــة...