صراع القوى !!
قوة الارادة والصبر
وقوة الشهوة والغريزة !!!
صراع أزلي
ولكنه يتجدد في رمضان شهر الصبر
ويبرز بصورة فريدة
هذا الصراع الذي يتخذ شكلا خاصا
ومتميزا في رمضان ....
في رمضان
مزايا ومنح ربانية كريمة
وتهيئة لاجواء ايمانية روحانية
وعطايا وفضل كبير
رمضان موسم حافل بالخيرات
رغم انف من ادركه ولم يغفر له
رغم انفه
رغم انفه !!!
الصيام
صيام محدد عن الطعام
وصيام مستمر عن الاثام
صيام مؤقت
وصيام دائم
رمضان مدرسة
يتعلم منها المسلمون معاني وادابا وقيما سامية رفيعة
واليوم لم يعد القلق محصورا في اللقمة اللذيذة
أن تكسر قامة الصبر
ولم يعد الخوف مقتصرا على القطرة الباردة
أن تذيب صلابة الصبر على العطش ...
ولكن الالم والاسى
حين تتعدد صور الفتن
وخدعةالمصارف
ومجاري الانحراف ,,,
حين تقوم قوى الشر بعملها الفاسد والجبان
وتسرق لذة العابدين
وتغتال طمأنينة المقبلين
على شرف ادراك هذا الشهر المبارك ,,,,,,
تلك القوى التي لم تفتر ولم تكل
في صرف الناس عن الطاعة
والاقبال على الله تعالى
فقد سارعت بكل الحيل ان تغرق الناس بسيل الفتن والبلايا
وترسم لهم خططا
وتضع لهم اهدافا
لتحول شهر الخيرات الى شهر مليء بالمنكرات !!!
وبينما يتطلع الصائمون الى المسارعة في نيل الحسنات
اذ هم يجدون انفسهم في مسارعة حثيثة ولهاث فضيع وراء مسابقات الفساد !!
او في تتبع برامج مسيئة تنحر الفضيلة وتغيب العقل وترفع السقط !!
هل كان يتصوركثير من الصائمين والصائمات
ان ينحدر مستوى تفكيرهم الى هذا الحد ؟؟!!!
معصية لله عز وجل صريحة
في شهر شرع الصيام فيه لترك المعصية بالتقوى
بل اسراف في المعصية كذلك
حين يستغرق المسلم بدقائق حياته وثوانيه
في متابعة الشرور والاعمال السيئة
وينسى انه في شهر التزود بالخيرات ....
ولهذا كان اعتياد رؤية المنكر وفعله ومصاحبة
اهله او الاعجاب بهم
كانت سببا في تقليل جرمه وفداحة مسلكه
وبالتالي الانغماس في المعصية وتبلد الاحساس ....
ولهذا نرى كثير من الناس وللاسف الشديد يعملون المعصية لا للتلذذ بها ولكن
لانها عادة وامر مستساغ ومقبول
ومثال ذلك سماع الموسيقى والحرام او رؤية الحرام
حين يطلق لاذنه العنان في سماع الموسيقى بلا تحفظ
وربما ان فكره مشغول عنها ولا تشعر نفسه
بمتعة ولكنه اعتاد سماعها
وهذه مصيبة كبيرة فهي اصرار وتجاوز ولم تبقى في دائرة الضعف والاحساس بالخطأ
الذي يعقبه استغفار
ذلك ان مفتاح الاستغفار هو الشعور بالذنب
اما الذي لايشعر بالذنب فكيف له ان يفكر بالاستغفار ؟؟!!
فيامن اكرمك الله بادراك رمضان
تذكروا رمضان الماضي وماذا بقي منه
ذهبت اللذات وبقيت الحسنات والسيئات
ورمضان اليوم صفحة ستطوى كماطويت الصفحات السابقة
فباي شيء ستطوى صفحة رمضانك هذا العام؟؟!!
كم من ميت تمنى ان يبلغ رمضان ولكن حال الاجل وحان وكان الاقرب من رمضان
كم من المرضى صرعى على الاسرة يتشوقون للذة العبادة والمسابقة في الخيرات
كم من كبار السن الذين يتمنون نشاط الشباب لاغتنام ساعات رمضان الطيبة
كم وكم ؟؟!!
وبين ان يصوم المسلم ويمتنع عن الطعام والشراب
وبين ان يدرك حكمة الصيام وهي ( لعلكم تتقون )
مابال صلاتنا لم تنهى عن المنكر ؟؟!
ولم يكن صيامنا باعثا للتقوى ؟؟!!
ان سبب ذلك هو عدم استشعارنا لحقيقة الصيام وجوهر الصلاة
وضعف الايمان
وعدم تدبر كلام الرحمن
وهجر القران
ان التزود بالطاعة يزيد في الايمان
وان تدبر القران يمنحنا مناعة ضد المعاصي بارتفاع الايمان والخشية ...
وان الانغماس والتهافت على المعاصي سيزيد القلب قسوة
ويفوت علينا فرصا ذهبية نادرة !!!
اختي الحبيبة
اوصيك ونفسي بتقوى الله تعالى
والاقبال على الله تعالى
فلنتعرف على الله في الرخاء ليعرفنا الله في الشدة
ثقي اخيتي ان لا منجأ من الله الا اليه
والله تعالى المقدر للامور
والحياة مصائب وافراح واحزان
ولا مقارنة بين سمو العبادة ولذتها وبين دناءة المعصية وحقارتها
لاتجعلي صحيفة اعمالك جسرا يعبره اهل الشر ليبثوا سمومهم
ويكبلوك بالسيئات تباعا
اغتمي مواسم رمضان لزيادة رصيدك من الحسنات
اكثر ممايغتنمه اولئك الاشرار
بزيادة ارصدتهم الدنيوية على حساب وقتك وعمرك ومواسم الخير
التي شرفتك الله ببلوغها ,,,,
اسكبي العبرات بمناجاة الله تعالى
والتضرع اليه
وتدبر كتابه
دموعك غالية فلاتبذليها الا في مكانها الصحيح
كم يصبر اهل الفسوق على فسقهم وكم يبذلون
وكم يفاخر اهل الفجور ويعلو صوتهم
فهل لدينك باقدام وتضحية واقبال منك ايتها الكريمة
تعلمي من مدرسة رمضان وكوني مدرسة لاجيالك
ليعلموا ان رمضان موسم عبادة
وليس موسم لهو وعبث واستعراضات
وفحش !!!
اياك والتسويف فلا وقت لديك يضيع !!!
وتأكدي ان كل خطوة للامام ستعينك على خطوات متقدمة
لا تركني للروتين والعادة وتكوني اسيرة لغيرك
ليكن لك برنامجك اليومي المفيد
....
جزاك الله خير يا كاندريل و كثر من امثالك