
أختي المؤمنة
في حيث بسيط مباشر ندخل الموضوع ونطرح هذا التساؤل :
لماذا قدم الله تعالى في عموم آياته ذكر السمع على البصر ؟؟
ماهي الحكمة من ذلك ؟؟
....
نحن نعلم أنَّ القرآن الكريم لا يُقدِّم كلمة ولا يُؤخِّر أخرىٰ إلَّا وفق حكمة ولغاية
وما فعله القرآن الكريم من تقديمه السمع علىٰ البصر كشف عن حقيقته العلم الحديث..
حيث تبين أنَّ جهاز السمع أرقىٰ بكثير من جهاز البصر...
ونحن لسنا بصدد بحث علمي فالعلم مصداق لقول القرآن الذي سبقه
في كشف هذه الحقيقة بالبراهين العلمية ، ولمن شاء فليطلب المعرفة بهذا الشأن
والمهمُّ أن نعلم .. أنَّ السمع من أهمّ ميادين جهاد النفس !!
ذلك لأنه قناة مهمَّة من قنوات الروح...
فإنَّ ما يسمعه المرء يدخل مباشرةً إلىٰ قلبه...
ومن هنا كان المرء مسؤولًا عمَّا يسمعه:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
....
لذا يجب تقييد السمع بالمفيد والحلال، وإبعاده عن الحرام واللغو.
فبالسمع تفهم ما يقال لك يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
" جعل لكم أسماعًا لتعي ما عناها، وأبصارًا لتجلو عن عشاها".
....
وبالسمع تُنال الرحمة الإلهيَّة،:
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
....
ولكن هناك مسؤولية لا بدَّ من مراعاتها في السمع، وهي مسؤولية مهمَّة وخطيرة ..
عن الصادق قال :
"من أصغىٰ إلىٰ ناطق فقد عبده،فإنْ كان الناطق يُؤدّي عن الله فقد عبد الله،
وإنْ كان الناطق يُؤدّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان".
....
وممَّا فرض الله تعالى على السمع هو ما قاله تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ
إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}
والمعنى .. أن الله فرض علىٰ السمع أنْ يتنزَّه عن الإصغاء إلىٰ ما حرَّم الله،
وأنْ يعرض عمَّا لا يحلُّ له ممَّا نهىٰ الله عنه..
فاستماع الغناء، أو الغيبة، أو النميمة، أو هتك الأعراض، كلُّها تصب في قنوات الحرام
والسمع فيها هو المسؤول الأول ..
فجاهدي نفسك، وحرري سمعك من الأباطيل ، وابتعد ي عنها
كي لاتجرفك أسماعك إلى سوء العاقبة .