فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ ولا تقف ماليس لك به علم ~

ملتقى الإيمان






أختي المؤمنة
في حيث بسيط مباشر ندخل الموضوع ونطرح هذا التساؤل :

لماذا قدم الله تعالى في عموم آياته ذكر السمع على البصر ؟؟
ماهي الحكمة من ذلك ؟؟
....
نحن نعلم أنَّ القرآن الكريم لا يُقدِّم كلمة ولا يُؤخِّر أخرىٰ إلَّا وفق حكمة ولغاية
وما فعله القرآن الكريم من تقديمه السمع علىٰ البصر كشف عن حقيقته العلم الحديث..
حيث تبين أنَّ جهاز السمع أرقىٰ بكثير من جهاز البصر...
ونحن لسنا بصدد بحث علمي فالعلم مصداق لقول القرآن الذي سبقه
في كشف هذه الحقيقة بالبراهين العلمية ، ولمن شاء فليطلب المعرفة بهذا الشأن

والمهمُّ أن نعلم .. أنَّ السمع من أهمّ ميادين جهاد النفس !!

ذلك لأنه قناة مهمَّة من قنوات الروح...
فإنَّ ما يسمعه المرء يدخل مباشرةً إلىٰ قلبه...
ومن هنا كان المرء مسؤولًا عمَّا يسمعه:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
....
لذا يجب تقييد السمع بالمفيد والحلال، وإبعاده عن الحرام واللغو.
فبالسمع تفهم ما يقال لك يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
" جعل لكم أسماعًا لتعي ما عناها، وأبصارًا لتجلو عن عشاها".
....
وبالسمع تُنال الرحمة الإلهيَّة،:
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

....

ولكن هناك مسؤولية لا بدَّ من مراعاتها في السمع، وهي مسؤولية مهمَّة وخطيرة ..
عن الصادق قال :
"من أصغىٰ إلىٰ ناطق فقد عبده،فإنْ كان الناطق يُؤدّي عن الله فقد عبد الله،
وإنْ كان الناطق يُؤدّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان".
....
وممَّا فرض الله تعالى على السمع هو ما قاله تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا

فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ
إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}

والمعنى .. أن الله فرض علىٰ السمع أنْ يتنزَّه عن الإصغاء إلىٰ ما حرَّم الله،
وأنْ يعرض عمَّا لا يحلُّ له ممَّا نهىٰ الله عنه..
فاستماع الغناء، أو الغيبة، أو النميمة، أو هتك الأعراض، كلُّها تصب في قنوات الحرام
والسمع فيها هو المسؤول الأول ..
فجاهدي نفسك، وحرري سمعك من الأباطيل ، وابتعد ي عنها
كي لاتجرفك أسماعك إلى سوء العاقبة .


30
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ



( ملحق هام للموضوع )
بسم الله الرحمن الرحيم
طرح سؤال على الدكتور السامرائي .. وأجاب :
لماذا قدّم البصر على السمع في آية سورة الكهف و سورة السجدة؟

الجواب : د. فاضل السامرائي
قال تعالى في سورة الكهف (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {26})
وقال في سورة السجدة: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ {12})
::
والمعلوم أن الأكثر في القرآن تقديم السمع على البصر لأن السمع أهم من البصر في التكليف والتبليغ لأن فاقد البصر الذي يسمع يمكن تبليغه أما فاقد السمع فيصعب تبليغه ثم إن مدى السمع أقل من مدى البصر فمن نسمعه يكون عادة أقرب ممن نراه ، بالإضافة إلى أن السمع ينشأ في الإنسان قبل البصر في التكوين ؛ أما لماذا قدّم البصر على السمع في الآيتين المذكورتين ؟ فالسبب يعود إلى أنه في آية سورة الكهف الكلام عن أصحاب الكهف الذين فروا من قومهم لئلا يراهم أحد ولجأوا إلى ظلمة الكهف لكيلا يراهم أحد لكن الله تعالى يراهم في تقلبهم في ظلمة الكهف وكذلك طلبوا من صاحبهم أن يتلطف حتى لا يراه القوم إذن مسألة البصر هنا أهم من السمع فاقتضى تقديم البصر على السمع في الآية.
::
وكذلك في آية سورة السجدة، الكلام عن المجرمون الذين كانوا في الدنيا يسمعون عن القيامة وأحوالها ولا يبصرون لكن ما يسمعوه كان يدخل في مجال الشك والظنّ ولو تيقنوا لآمنوا أما في الآخرة فقد أبصروا ما كانوا يسمعون عنه لأنهم أصبحوا في مجال اليقين وهو ميدان البصر (عين اليقين) والآخرة ميدان الرؤية وليس ميدان السمع وكما يقال ليس الخبر كالمعاينة. فعندما رأوا في الآخرة ما كانوا يسمعونه ويشكون فيه تغير الحال ولذا اقتضى تقديم البصر على السمع.


ركايز
ركايز
لا اله الا الله
طرح موفق ومجهود تشكرين عليه
الله يجعله في ميزان حسناتك يارب
🌹🌹🌹