((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا )) ماذا تخبئ هذه الآية

ملتقى الإيمان

نعرف جميعا ان القران عظيم جدا وكل اية فيه لها معاني رائعة وجميلة ومهمة في حياتنا ... لكن ربما نغفل عنها هذه الايام !!! ونمر من الآية مرور الكرام







لقد استوقفتني هذه الاية من سورة الكهف للحظة ((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ))... وتذكرت بعض المواقف

التي حصلت لي في حياتي .... حينما اعزم لفعل امر واكون واثقة من تحقيقه ولا استعين بالله

فما تفسير هذه الاية ؟؟؟




التفسير

[{ 23-24 } { وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا }

هذا النهي كغيره، وإن كان لسبب خاص وموجها للرسول صل الله عليه وسلم، فإن الخطاب عام للمكلفين،
فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة، { إني فاعل ذلك }من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو: الكلام على الغيب المستقبل، الذي لا يدري، هل يفعله أم لا؟





وهل تكون أم لا؟ وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالا، وذلك محذور محظور، لأن المشيئة كلها لله { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } ولما في ذكر مشيئة الله،




من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه، ولما كان العبد بشرا، لا بد أن يسهو فيترك ذكر المشيئة،
أمره الله أن يستثني بعد ذلك، إذا ذكر، ليحصل المطلوب، وينفع المحذور، ويؤخذ من عموم قوله







{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ }الأمر بذكر الله عند النسيان، فإنه يزيله، ويذكر العبد ما سها عنه، وكذلك يؤمر الساهي الناسي لذكر الله، أن يذكر ربه، ولا يكونن من الغافلين، ولما كان العبد مفتقرا إلى الله في توفيقه للإصابة، وعدم الخطأ في أقواله وأفعاله، أمره الله أن يقول:

{ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا } فأمره أن يدعو الله ويرجوه، ويثق به أن يهديه لأقرب الطرق الموصلة إلى الرشد. وحري بعبد، تكون هذه حاله، ثم يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في طلب الهدى والرشد، أن يوفق لذلك، وأن تأتيه المعونة من ربه، وأن يسدده في جميع أموره.



وهنا نتذكر قصة قديمة ... لطالما قصها الاجداد علينا وكنا نضحك في نهايتها دون تلمس المغزى منها

كان جحا ذاهبا الى الســـوق ليشتري حمار يعينه ويركب عليه لقضاء حاجته, وبينما هو في الطريق الى الســـــوق قابل صديقا
لــــه , فسأله صديقة إلى أين أنـــــت ذاهـــب يا جحــــــا , قال جحـــــا متلعثما من سرعــــــــــــــــة الإجابــــــة
الــــــى السوق لأشتــــري حمـــــــــــــــــــــاراً .
قال له صديقـــــة المخلص قل إن شاء اللــــــه, قال كيف أقول إن شـــاء اللـــه والدراهم فــي جيبي .
فذهب جحــــــا الـــى السوق ليشتري الحمار .
فبيمنا هو يقلـــب الحمير ليشتري أحسنها سرقت منه الدراهم
فخجل خجلا ذريعا . ورجع الى البيت وبينما هو في الطريق قابل صاحبه فقال لــــه :
أين الحمار يا جحـــا.
فقال سرقت الدنانير إن شاء اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــه.
فضحــــــــك صديقة وقال له : يا جحـــــا إن هذا ليس موضع قول إن شاء اللـــــــه.
(إن من الحمق أن يتكل الإنسان على نفسه بل يقول دائما إن شاء اللــــــه لأنه لا يعلم ما يعرض لـــــــه)



وفي الختام .. اتمنى الافادة من الجميع ... والحرص على التوكل على الله دوما

منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــــول
2
481

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الوسام الوردي
جزاك الله خيرا ,ولا يدري الانسان ما كتب له فكل شي في علم الغيب عند الله لذلك يعلق الانسان جميع اموره بمشئية الله