
الماء الزلال الصافي
إذا قدمته بكأسٍ بلورية جميلة شفافة ..
ستشتهيه الحواس
وتتذوق عذوبته
قبل أن ترتشفه ..
ولو قدمته في إناءٍ غليظ..
فلن يقبل عليه إلا من ألحّ به الظمأ..!!
وكذلك الحب ..
يجب أن يهدى بمشاعر شفافة
من نسيج القلب
لينساب إلى القلوب
بعذوبة وقع الندى على أشجار الحور..!
الحياة زادها التقوى
وخبز الحياة - وهو روح الزاد -
لا يلذ إلا بالخميرة..!
وخميرته هي الحب
وكثيراً مانتناول هذا الزاد قبل أن يتخمر
فنعاف طعمه ونزدرده لقيمات ..
ثم نزهده .. قبل أن نمتلىء
وتبقى الروح جائعة
لأنها تنشد خبزاً ممزوجاً بالحب..!
ولكن ماالحب ؟؟
الحب هو المعين الصافي
الذي يروي ظمأالروح
الحب ذاك الذي يتوجنا
بإكليل من الإنتصارات
على الذات والخيبات..
في مساحة الحياة..!!
فحافظوا عليكم بالحب
فإنه الوِردَ لشجرة العروق في أجسادنا..
هو يجبر .. كسر تعثراتنا
ويلحم صدوعنا..
ويطبب جروحنا..
كونوا بكل خير..!
ولا تسلموا قلوبكم للخذلان المبكر ..
وأسرفوا عليها الاحتواء والحرص..
واشرعوا أمام الحب نافذة الغفران
ليتسع ويكبر .. ويعمّ القلب كله..
فيشهد لكم غداً حين تفترق الأرواح
وتتباعد الأجساد
أنكم خالدون في كل القلوب
مقيمون في كل الأرواح
تبتسم لكم ..كلما عبرها طارق منكم..!
وتنتعش بعطر هبوب
كل نسمة تحملكم إليها..!
لأنكم سافرتم معها على سفينة المحبة
ولم تغادروها..!
ولم تتناوشكم الرياح التي تغرق القلب
وتسمر الوجدان..
على خشبة الخذلان..
لأنكم اجتزتم بحار الأنواء.. والعواصف
وتواطئ المشاعر على الظنون
وأوقدتم شموع الغفران..
وأغلقتم بينكم ذاكرة الأخطاء والأحزان..
وحافظتم على قلوبكم
من أن تهوى على الرمل الساخن
الذي تمشون عليه..!
ولأنكم أسقطتم كل خيباتكم العاطفية
ورفعتم شعار الحب المجرد
فإن أوراق الخريف التي شحبت على أغصانكم
ستذروها الرياح
وتنساها ذاكرة الزمان والمكان...!
ولكن في كل ربيع يورق في الشعور
ستكونون أطيافاً خضراء تهمي بالجمال..
وحنين دعاءٍ على الشفاه..
ورجع الأرواح المُحبة ..
في وادي التذكار..
غداً..
سيبقى الحب وحده !!
لأن الروح تتوق إلى الجنة دائماً
والحب جنة الأرواح ..!
صبحنى موضوعك يافيض بالجمال والعذوبة
رائع ماخطته يداك حبيبتى
وحقا الحياة هى الحب سواء حياتنا الدنيوية او اﻻبدية
بورك الفيض غاليتى
وسلم الفكر والقلم