على صفحات عينيه الصافيتين أنزلت كل حمولتي لأصنع منه فجرا وأملا، هو من تبقى لي في هذه الدنيا بعدما اصطفى
الإله أباه شهيدااااااااا....
فكرت وخططت وقررت........لن أتزوج بآخر مهما كانت الظروف...سأحفر على جدران الزمن حكاية الكفاح.....
سأرسم ولدي في خارطة المستقبل شابا قويا ...متعلما ومثقفا....سأزوجه بخير بنات الأرض حسنا وجمالا...
وسيشهد التاريخ نضال امراة كما سجل نضالات الرجال...
في ضحكته ألمح أباه...وفي مشيته أراه...هو حاضر اختزل في جسده الصغير كل آيات الماضي يذكرني بها كلما غدا أو راح......
على مسامع النسوة اللائي يتهامسن أردد سأبقى على العهد وفية ولن أفرط بثوابتي يوما............
ألمح نظرات استغراب.....كيف سأحيا العمر بدون زواج...أحتاج إلى رجل يحميني.....لا آبه لتلك الكلمات
إلى أن قابلتني تلك المرأة...... على وجهها تكدست تجاعيد الزمن بشكل مريب..ووقّع الألم على جانبي وجهها ختما أسودا طويلا عبره مرت
كل الدموع......
هالني حالها... قالت سأصبر حتى يشاء القدر.......قلت..وهل صبر عجوز كصبري.......أنا يا أماه فقدت زوجي وأعيل ولدي...لا أحرمه
شيئا... أكد ليل نهار...لأبعد عنه الحاجة والنظرات...
حدقت فيّ....وصاحت..أهو وحيد...أومأت برأسي....
وبانتفاضة جريح هبت من مكانها والتفت كفاها حول يداي تهزني هزا أدمى الفؤاد...أمي ما بك.... كفى أرجوك
سكنت حركاتهااا....وتلعثمت شفتاها فأخرجت كلاما مبعثرا....يلتفه الغموض
اجلسي.....جلست فإذ بماعون حياتها يفيض دمعا فأغرقني
أنا يا ابنتي كنت مثلك..توفي الزوج الذي ما غادر جزءا من جسدي إلا احتله بالحب، فلم أر في دنياي أحدا سواه، ورث ابنه عنه كل
آياته...فاختزنته قلبي ومفتاحا لباب حياة أقفلت فيها كل الأبواب.....
جلت البيوت أخدم رباتها.....طفت الأسواق بائعة..... لم أهتم بحديث اللائي كن يرمينني بنظرة استغراب ولا لآلام جسمي بعد جهاد يوم
طويل
فابتسامة ولدي ورضاه...كانت تبني ما يهدم الزمن في ذاك الجسد المتعب بأوجاع الحياة
كبر ولدي.....حصل على الأول دائمااااااااااااااااااا...وكنت أمني نفسي بيوم زفافه........
لا أدري لماذا كان يوم زفافه يعني لي الكثير.......
عندما أذهب إلى فرح أقول وبنبرة المعتز بنفسه وولده...غدا سترون كيف يكون فرح ولدي...سأنقش الحنة على يد كل المدعوات..سأزفه كل
يوم.على مدار شهر...سأنثر الورود على باب المنزل............
وشابا أمامي رأيته..يحمل في طيات وجهه صورة والده...وفي قلبه أسكن أنا
جاءني قائلا....أمي أنهيت الثانوية بامتياز وأمنيتي دراسة الطب..
لم لا؟؟؟........سأنحت في الصخر طريقا لتعد لي يوما وقد نلت الشهادة.........
لكن لا تتأخر على قلب أمك.فما لي في الدنيا بعد الله سواك
...أنتظرك لأخطب لك عروسا كالقمر...وأبني لك بيتا...يخطف النظر.فأنت حكايتي وبك ولك أحيا
انكب على اليد يقبّل..وانطلق لساني للمولى يشكر....
غاب قرة عيني عني......وبغيابه عاد الحنين إلى صورة والده......وحيدة أمضيت ست سنين يطل علي فيها كالقمر ثم لا يلبث أن يغيب.....
أنهى دراسته وإلى عاد.......
الحمد لله زرعت بذورا فجنيت رائع حصاااااااااااد
يومها عدت إلى المنزل متأخرة فبادرني بالسؤال، أين كنت يا أماه؟
قلت أدور الأرض طولا وعرضا.....لن ترضيني أي فتاة........سأختارها طويلة شقراء......صوتها يصدح كالبلابل......تحفظ عليك
دينك...........
ضحك.........وفرح قلبي لفرحته
ثم أعقب ضحكته بخنجر استله حديثا فغرسه في قلبي الموجوع........
أمي أنا عائد....لن أبقَ هنا
ماذا تقول؟؟؟
أمي لا تبحثي لي عن عرووس فأنا قد تزوجت.......
كان يتحدث...ولا يلقِ بالا....وكأن ما يفعله حلالاااااااااااااااااااا
نعم هو حلال....ولكنه عليّ حرام
أنا من انتظر الفرح
لماذا حرمني منه ألا أستحق ان أفرح
أليس من حق المجتهد شهادة
ونضالي وكفاحي وخدمتي في البيوت
في الوقت الذي أردت أن أستريح من قطار الحياة ....من خدمة المنازل.....من تطفل الزبائن ........ضاع مني ولدي
حزم حقائبه وعاد..لم يرحم دمعتي.....لم يروِ اشتياقي
كنت دوما أحن أليه
ألمح أحفادي في عينيه
هو يتركني الآن ويمضي
أسمعت مضى ولدي............ عدت إلى بيتي أنقش تاريخ كفاح لم يثمر.....مع أني آمنت دوما أن الزارع خيرا يحصد خيرااا..........
اذهبي...ولدك سيحيا..في حضنك أو في حضن أهله
لكن خبريني.إن تركك ولدك للآهات فمن يأويكِ......
إن أكل الدود زروعك من يجزيكِ
أعلم أن الأجر عند الله كفاية
لكن هل تحلو حياة دون ونيس.........
أنا الآن أدور في الطرقات أساءل أعين أطفال.....أين ذهب ولدي؟؟؟....
يجري الأطفال ورائي حبا يرددون أمنا الغوله........
مع أني أملك أطيب قلب...وأجمل صورة
قصه من واقع الحياه في فلسطين اتمنى ان تنال اعجابكم
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شكر كتير الك اخت روح الفن وكلو من ذوقك بس غريبه اتوقعت الردود تكون اكتر من هيك شكلها ما عجبتكم ولا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
روح الفن
•
^^
بسم الله الرحمن الرحيم
العفو أخيّة و قصّتك جميلة بلا شكّ
ولكن الردود بواحتنا تهطل على مُهل
فلا تستغربي و ارتقبي :39:
و زيدينا من هذه المتع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
العفو أخيّة و قصّتك جميلة بلا شكّ
ولكن الردود بواحتنا تهطل على مُهل
فلا تستغربي و ارتقبي :39:
و زيدينا من هذه المتع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصفحة الأخيرة
يسم الله الرحمن الرحيم
هكذا الوفـاء من شيم الزوجة الأرملة !!
وهكذا التضحيّة من قبل الأمّ المناضلة !!
وهكذا الحياة حينما تدير ظهرها،
فتطعن قلوبا آثـــــرت العطاء،،
وقُوبِلت بالنكـــران و الجفاء،،
قصّة من رحم الواقـع ..
وأحييّ قلمـــك الماتع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته