اتهم بالجنون لأنه همة عالية .. ايمان قوي .. قلب متعلق بالله وحب الجهاد ونصرة اخوانه ..
تمنى مولود كأمثال صلاح الدين وخالد بن الوليد وطارق بن زياد
تمنى فاتح القدس ومنصر الاسلام والمسلمين
ما أحلى ذلك الجنون إذا كان كذلك !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت أنتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر ، أتجرع الدقائق ولون الباب الذي أمامي بمشقة زائدة .
خلف هذا الباب تكمن زوجتي تصارع الموت بحثاً عن حياة جديدة تخرج للنور ، تسمى ولادة .
قمت بعدّ بلاط قسم الولادة في المستشفى ، فزادت عملية العد من توتري وتصاعد القلق حتى آخر شعرة في رأسي .. فُتحَ الباب وفَتحَ قلبي مصراعيه استعداداً للخبر القادم من بين شفاه المبشرة ، خرجت الكلمات من فمها باردة برود الصقيع : عائلة أسعد ! ـ وكأنها بكلمتيها قد استدعت المارد من خاتمه لأن إجابتي عليها كانت بوقوفي أمام وجهها مباشرة لذلك ارتدت إلى الخلف بحركة غريزية قام بها جسدها اتقاء سرعة جسدي المندفع نحوها ـ أنت أسعد ؟
نعم أنا أسعد . خير ! كيف الأم ؟ والمولود ذكر أم أنثى ؟ لم لا تخرج ؟ ماذا فعلتم لها ؟
وهكذا أسئلة كثيرة انطلقت من فمي لا أبحث لها عن جواب واحد أو أنتظر الرد لشدة توتري فكان عقابي أن قاطعتني قائلة :
مبروك جاءك ولد والأم بخير .
صحت بأعلى صوتي دون شعور : الله أكبر جاء فاتح بيت المقدس ، وسجدت في مكاني شاكراً لله .
عانقني أخي مهنئاً . سألني أخي ونحن في المنزل : أتذكر الكلمة التي صرخت بها في المستشفى ! " الله أكبر جاء فاتح بيت المقدس " .
ما هذا الجنون الذي في رأسك ـ قاطعته مندهشاً ، أنا قلت ذلك ، وأخذ يضحك مني ومن خيالي ، ولم يعلم أني طوال فترة حمل زوجتي بولدي ، طوال تسعة أشهر بكاملها أحلم به يفتح بيت المقدس ، أستيقظ في الفجر وفي فمي نصر عذب المذاق ، أحلم كل ليلة به يدك الحصون والقلاع ، يحطم الجيوش ، يقود الطائرات ، يقصف معاقل اليهود الجبناء ، أحلم كل ليلة به على فرس أدهم يحمل في يده راية خضراء خفاقة وخلفه جموع الفرسان تثير النقع ، تهز الجبال بتكبيراتها ، الله أكبر ، أحس أنني أضرب معه بالسيف ، وتارة يأتيني الخيال فأضرب بالبندقية أحشوها من لهيب حماسي وأزيدها حشواً من دمي ،
ثم أحلم أخرى بأني أصلّي في الأقصى والناس يرفعون راية النصر والأطفال يلعبون في الشوارع فرحين واليهود يباعون في سوق النخاسة عبيداً وجواري ، أحس كل ليلة بهزيمتهم ، أرى كل ليلة أساطيلهم وهي تغرق في البحر ، وتختفي راياتهم في خضم الأمواج التي تغسل كل دنسهم وقذارتهم ،
وكلما اقتربت ساعة الصفر واقترب موعد خروجه من رحم أمه أحس أننا على أعتاب النصر ، أحس أننا مرابطون على نهر الأردن ، وحين جاء المولود أخذت أكبّر دون وعي ، نسيت أنني أقبع في طوارئ الولادة ، كنت أعلم أن روحي هناك عند اليرموك تشير إلى مواقعهم وأرى ولدي يشير إلى الجيوش فنتقدم وما علي أن أحلم بالنصر وأن يكون الفاتح ولدي .
أخذت أدعو وأنا ساجد أن يخرج الله من صلبي من يفتح الحصون ، وازداد النور في صدري فتبّرنا كل المستعمرات اليهودية حول القدس ، تبّرناها تتبيراً ، ثم تقدمنا والعيون مليئة بالدموع ، والقلب يقذف شوقه في شراييني صوب القدس ، واللسان يلهج بالشكر لله الجبار على نصره لنا ، والأقدام ترتجف تتحرك بصعوبة يشدها إلى الأرض أريج الأرض فتتوقف عن الحركة فيمدها بالحركة عبق الأقصى فيغلب العبق الأريج ، فتتحرك قدماي نحو المسجد الأقصى ثم أقف عند بابه أسمع بلالاً ، أسمعه جيداً وبكل وضوح ، وهو يهتف بالأذان ، يردده في فضاء الكون : " لا إله إلا الله " فأقفز نحوه أريد تقبيل هامته ، فتصطدم يدي بجسد زوجتي وأنا نائم " .
أستيقظ وأسمع المؤذن يردد الأذان لصلاة الصبح وألتفت أرى ولدي إلى جواري فأقبّله على جبينه وأسميه عبد الرحمن وفي نفسي … " الفاتح " .
مجلة مساء / العدد 21
قصة روووعة
ان شاء الله يكون الفاتح بإذن الله وماأجمل ان يكون هناك آاباء كهذا الأب البطل
وجزاك الله كل خير اختي زهرة الخليج :27: ووفقك الله لما يحبه ويرضاة