غريبة الفكر @ghryb_alfkr
عضوة فعالة
...ولهذا كان العشق والشرك متلازمين
:.: فصل :.:
وأما نجاسة الذنوب والمعاصي فإنها بوجه آخر فإنها لا تستلزم تنقيص الربوبية ولا سوء الظن بالله عز و جل ولهذا لم يرتب الله سبحانه عليها من العقوبات والأحكام ما رتبه على الشرك وهكذا استقرت الشريعة على أنه يعفي عن النجاسة المخفقة كالنجاسة في محل الاستجمار وأسفل الخف والحذاء أو بول الصبي الرضيع وغير ذلك ما لا يعفى عن المغلظة وكذلك يعفي عن الصغائر ما لا يعفي عن الكبائر ويعفي لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك مالا يعفى لمن ليس كذلك فلو لقي الموحد الذي لم يشرك بالله شيئا ألبتّة ربه بقراب الأرض خطاياه أتاه بقرابها مغفرة ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده وشابه بالشرك فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب فإنه يتضمن من محبة الله تعالى وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الأرض فالنجاسة عارضة والدافع لها قوى فلا تثبت معه ولكن نجاسة الزنا واللواطة أغلظ من غيرها من النجاسات من جهة أنها تفسد القلب وتضعف توحيده جدا ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركا فكلما كان الشرك في العبد أغلب كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر وكلما كان أعظم إخلاصا كان منها أبعد كما قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } فإن عشق الصور المحرمة نوع تعبد لها بل هو من أعلى أنواع التعبد ولا سيما إذا استولى على القلب وتمكن منه صار تتيما والتتيم التعبد فيصير العاشق عابدا لمعشوقه وكثيرا ما يغلب حبه وذكره والشوق إليه والسعي في مرضاته وإيثار محابه على حب الله وذكره والسعي في مرضاته بل كثيرا ما يذهب ذلك من قلب العاشق بالكلية ويصير متعلقا بمعشوقه من الصور كما هو مشاهد فيصير المعشوق هو إلهه من دون الله عز و جل يقدم رضاه وحبه على رضى الله وحبه ويتقرب إليه ما لا يتقرب إلى الله وينفق في مرضاته ما لا ينفقه في مرضاة الله ويتجنب من سخطه ما لا يتجنب من سخط الله تعالى فيصير آثر عنده من ربه : خبا وخضوعا وذلا وسمعا وطاعة , ولهذا كان العشق والشرك متلازمين وإنما حكى الله سبحانه العشق عن المشركين من قوم لوط وعن امرأة العزيز وكانت إذ ذاك مشركة فكلما قوى شرك العبد بلى بعشق الصور وكلما قوى توحيده صرف ذلك عنه والزنا واللواطة كمال لذتهما إنما يكون مع العشق ولا يخلو صاحبهما منه وإنما لتنقله من محل إلى محل لا يبقى عشقه مقصورا على محل واحد بل ينقسم على سهام كثيرة لكل محبوب نصيب من تألهه وتعبده ؛ فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله فإنهما من أعظم الخبائث فإذا انصبغ القلب بهما بعد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب وكلما ازداد خبثا ازداد من الله بعدا ولهذا قال المسيح فيما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد لا يكون البطالون من الحكماء ولا يلج الزناة ملكوت السماء , ولما كانت هذه حال الزنا كان قريبا للشرك في كتاب الله تعالى قال الله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين }
ـــــــــــــــــــــــــ
من كتاب :: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ::
للإمام || ابن القيِّم الجوزية || رحمه الله تعالى .
8
813
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خير على الطرح القيم نفع الله بك
وغفرالله لوالديك ورزقك الله الفردوس الاعلى
كيف تعملين مشروع ناجح من راتبك( يوجد دراسة جدولي )مجرب وناجح100%
جميع الفتاوى الصوتيه للشيخ بن باز رحمه الله ( نور على الدرب )
اوقات واماكن واحوال واوضاع يستجاب فيها الدعاء فتحورها
الى كل من تتوب ثم تعود الى الذنب وتتوب ثم تعود اليك الحل
هذا اميلي فهل تشرفيني بقبول اضافتي
ْْْهل رفقتك ,,, وساده وكأس دموع
وغفرالله لوالديك ورزقك الله الفردوس الاعلى
كيف تعملين مشروع ناجح من راتبك( يوجد دراسة جدولي )مجرب وناجح100%
جميع الفتاوى الصوتيه للشيخ بن باز رحمه الله ( نور على الدرب )
اوقات واماكن واحوال واوضاع يستجاب فيها الدعاء فتحورها
الى كل من تتوب ثم تعود الى الذنب وتتوب ثم تعود اليك الحل
هذا اميلي فهل تشرفيني بقبول اضافتي
ْْْهل رفقتك ,,, وساده وكأس دموع
يالله .. و الله هذا شيء خطير للي يطيحون بالعشق نسأل الله السلامة و العافية و المعافاة و النجاة من حبال الشرك و الفواحش
شكرا لك أختي و جزاك الله الفردوس الأعلى
شكرا لك أختي و جزاك الله الفردوس الأعلى
الصفحة الأخيرة
واسعدك في الدارين