وماقدرو الله حق قدره (سبحان الله)

الملتقى العام

العالم العلوي والسفلي بالنسبة إلى الخالق تعالى في غاية الصغر



قال ابن تيمية رحمه الله : " العرش " سواء كان هو الفلك التاسع أو جسما محيطا بالفلك التاسع أو كان فوقه من جهة وجه الأرض غير محيط به أو قيل فيه غير ذلك فيجب أن يعلم أن العالم العلوي والسفلي بالنسبة إلى الخالق تعالى في غاية الصغر :


كما قال تعالى : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } .


وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ } .


وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ } .


وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : أنا الملك ؛ أين الجبارون ؛ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول : أنا الملك ؛ أين الجبارون ؛ أين المتكبرون ؟ }....


وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : { أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال : يا محمد إن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع ؛ والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ؛ فيهزهن . فيقول : أنا الملك أنا الملك قال : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } الآية } .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ففي هذه الآية والأحاديث الصحيحة - المفسرة لها المستفيضة التي اتفق أهل العلم على صحتها وتلقيها بالقبول - ما يبين أن السموات والأرض وما بينهما بالنسبة إلى عظمة الله تعالى أصغر من أن تكون مع قبضه لها إلا كالشيء الصغير في يد أحدنا حتى يدحوها كما تدحى الكرة .اهـ كلامه


وقال أيضا : فإذا قدر أن المخلوقات كالكرة وهذا قبضه لها ورميه بها وإنما بين لنا من عظمته وصف المخلوقات بالنسبة إليه ما يعقل نظيره منا . ثم الذي في القرآن والحديث يبين أنه إن شاء قبضها وفعل بها ما ذكر كما يفعل ذلك في يوم القيامة وإن شاء لم يفعل ذلك فهو قادر على أن يقبضها ويدحوها كالكرة وفي ذلك من الإحاطة بها ما لا يخفى وإن شاء لم يفعل ذلك وبكل حال فهو مباين لها ليس بمحايث لها . ومن المعلوم أن الواحد منا - ولله المثل الأعلى - إذا كان عنده خردلة إن شاء قبضها فأحاطت بها قبضته وإن شاء لم يقبضها بل جعلها تحته فهو في الحالتين مباين لها وسواء قدر أن العرش هو محيط بالمخلوقات - كإحاطة الكرة بما فيها - أو قيل إنه فوقها وليس محيطا بها ؛ كوجه الأرض الذي نحن عليه بالنسبة إلى جوفها وكالقبة بالنسبة إلى ما تحتها أو غير ذلك . فعلى التقديرين يكون العرش فوق المخلوقات والخالق سبحانه وتعالى فوقه والعبد في توجهه إلى الله يقصد العلو دون التحت .
2
411

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

njd283
njd283
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
Rose 2009
Rose 2009
سبحان الله و الحمد لله والله أكبر
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك