Elektra_07

Elektra_07 @elektra_07

عضوة نشيطة

ومضات عابرة

الأدب النبطي والفصيح




هل يعقل أن يكون هناك أناس نعرفهم منذ زمن، بحكم أننا نسكن في نفس المنطقة، وأحيانًا نتقابل في الأفراح والأتراح، لكن لم نتبادل يومًا الكلام؟ مجرد سلام من بعيد أو إيماءة خفيفة بالرأس، لكننا نتبادل النظرات.

كثيرا ما تبادر هذا السؤال لذهن سلمى، تلك الفتاة النحيلة الجميلة.

ولانها خجولة لم تقدر يوما على الغوص في عالم النظرات، لم تستطيع التحديق في الناس، لكن كلما رفعت نظرها، تلاقت مع عيون ربما تحمل نظرات حنين او إعجاب أو لا تعرف. في الحقيقة، لم تستطع يومًا التحديد.


---مليكة

مليكة كانت إحدى الأشخاص اللاتي تبادل سلمى النظرات، وكانت أقل واحدة قابلتها منهن.

كل لقاء بينهما كان صدفة، تقابل نظراتها من بعيد. سيدة هادئة الحضور، متناسقة الملامح، طويلة القامة ،شاحبة الابتسامة
المرة الوحيدة التي اقتربت فيها سلمى منها كانت في وفاة ابنها أسامة، زميل دراستها.

لطالما كان مثابرًا، مجتهدًا، ومن الأوائل في صفه، رغم مشاكساته.

فرقتهما ظروف الدراسة وانقطعت أخباره لفترة، حسبت أنه بخير، لكنه عاد للظهور كبعبع مخيف.

قال الناس إنه مسحور أو ملبوس، وراحوا يروون عنه أحاديث غريبة، لكنه عاش حياة حزينة انتهت بانتحاره.
لطالما احترمت سلمى مليكة، وأوجعها ما مرت به. كانت صامتة يوم وفاته، متقبلة لقضاء الله بسكينة ووقار.

شعرت سلمى عندما تلتقيها كأنها تتذكر ابنها من خلالها أو من خلال ما أصبح عليه رفاقه، وكأن لسان حالها يقول:
أين أنت الآن يا ولدي؟ ليتني استطعت أن أفرح بك وأن أرى أولادك.---

هدى 


هي الشخصية الثانية صاحبة النظرات الجميلة والانف الروماني ، عرفتها فتاة مليئة بالنشاط والحيوية، تدرس بالبكالوريا، بينما كانت سلمى في السنة الأولى ثانوي.


كانت احاديثها وضحكاتها تملأ المكان ،لم تتبادلا أكثر من التحية والنظرات، ثم انتهى العام الدراسي واختفت، ولم تصلها إلا مقتطفات عن حياتها كزواجها أو تخرجها.

تقابلتا مؤخرًا في مناسبات مختلفة بعد سنين طويلة. لم تتغير كثيرًا، لم تكسب وزنًا كما الحال عند بعض المتزوجات، ولم تحافظ على نظارة العزوبية كذلك.

كانت نظراتها تائهة، كأنها لم تتعرف على سلمى بادئ الأمر، أو كأنها تسترجع من خلالها طيف الأيام الخوالي.

شعرت سلمى بأن بإمكانهما أن تصيرا أعز الأصدقاء، لكنها لم تبادر يومًا، لا تعرف كيف تتكون الصداقات او من اين تبدأ وكانت تخاف المجازفة ولا تتقبل الرفض بسهولة.---

نجاة


هي الشخصية الأخيرة وكانت الأكثر احتكاكًا بسلمى بحكم أنها أستاذتها بالمعهد.


كانت تلقي نظرات ثقيلة تخنق الجو. لم تستطع سلمى يومًا تفسيرها، ولم تقوَ على مبادلتها.


كانت نظراتها قوية مركزة اتجاهها، لا تفوتها شاردة ولا واردة، وكأنه لم يكن هناك أحد موجود سوى سلمى. أربكتها وكرهت حضورها، وكانت تستغل أي فرصة للغياب عن فصلها رغم انها هادئة الطباع عادة حريصة على دراستها.
عند نهاية السنة ، فرحت سلمى بالتخلص منها، وما أكثر الصدف التي جمعتها بها لاحقًا، لكنها كانت تتهرب منها ومن نظراتها التي لم تفهم يومًا المغزى منها. مرت سنوات عديدة، لكنها لا تزال حاضرة في أحلامها، تنبتق من العدم بلا سبب واضح.


---قد تكون مجرد نظرات عادية لم يقصد أصحابها شيئًا، لكنها فقط كانت موجهة نحو شخصية مرهفة الإحساس، شاسعة الخيال. ربما في الحقيقة لم تستطع يومًا التحديد.


بقلمي
13
307

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
سلم القلم ..
شخصيات صاغها قلمك بتمكن
وتفاصيل معبرة لومضاتك الفكرية
العابرة
بوركت وأجدت .
Elektra_07
Elektra_07
سلم القلم .. شخصيات صاغها قلمك بتمكن وتفاصيل معبرة لومضاتك الفكرية العابرة بوركت وأجدت .
سلم القلم .. شخصيات صاغها قلمك بتمكن وتفاصيل معبرة لومضاتك الفكرية العابرة بوركت وأجدت .
شكرًا فيض 🌸
سعدت بكلماتك، وأرحب بأي ملاحظات أو نقد يثري قلمي.
المحامية نون
المحامية نون
تفاصيل جميلة وسرد مميز.
سلم مداد قلمك 🌷
أضغاث أحلام
أضغاث أحلام
اللهم بارك كم يجذبني سردك وكلماتك الفصحى🌷💗
Elektra_07
Elektra_07
تفاصيل جميلة وسرد مميز. سلم مداد قلمك 🌷
تفاصيل جميلة وسرد مميز. سلم مداد قلمك 🌷
تسلميلي يا نون 🌸 شكراً على تعليقك 💖