ومضات من حياة صابرة ( مشاركة فى حملة وماصبرك إلا بالله)

الأدب النبطي والفصيح

بسطت بساطها الوردي الذى يلج بها إلى عالمها المتلألئ
وارتدت رداء النور ومدت يداها إلى آخر مدى تستطيع الامتداد إليه
ثم بدأت مناجاتها التى رافقتها منذ أمد بعيد
وفى مناجاتها بدأت شفتاها ترتل قوله تعالي
( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)
وتسللت عبراتها لتسدل معها شريط من الذكريات فى ومضات سريعة
منذ نعومة أظافرها وبدأت رحلتها مع الصبر
كان أولها عندما سلبت منها براءة الطفولة ومرحها ولهوها كأى طفلة فى مثل عمرها على يد أبيها الذى استبدل الرحمة بالقسوة والحنان بالجفاء والقهر واستبدل امنها خوفا
فما كان منها وهى فى هذه السن الصغير إلا أن توارت بحضن أمها التى بسطت أمامها سجادتها لتبدأ رحلتها المطمئنة
وبدأت تتعلم الصبر والدعاء وتأنس بخلوتها حتى بلغت سن الثالثة عشرة
حتى جاءت محنتها الثانية متمثلة فى زوجة أب اقتحمت حياتها هى وأمها وأختيها فجأة لتتفنن فى آيات التعذيب والحرمان فأصبحت طفلتنا مابين رحى زوجة أبيها وبين الآم أمها التى قاست هى الأخرى مالاتحتمله ابنة على أمها
ومرت السنوات بطيئة قاسية حتى دخلت الجامعة
وما زادت حياتها إلا حرمانا من متطلبات الفتاة فى مثل مرحلتها رغم سعةحال أبيها لكنها مازالت مبتسمة راضية توزع حبها وحنانها على رفيقاتها ومن قبلهن أمها وأختيها
حتى تخرجت من الجامعة فإذا بأبيها يلقى بها هى واسرتها الصغيرة إلى عرض الطريق
فما كان منها إلا ان قامت صابرة محتسبة لتغرق نفسها فى العمل الشاق ليل نهار لتلبي احتياجات الحياة الكريمة لآسرتها التى أصبحت فيها الأب والصديق والأخت الكبيرة
مرت السنوات حتى تخرجت أختها من الجامعة لتبدأ معها رحلة الكفاح وفى زحمة الحياة لم تنسيا ابدا الشكر والدعاء والرضا
وفى درب الجهاد قابلت من بارقة الحب ومضات كثيرة التى سرعان ماخفتت وخبت أمام مسئولية الأسرة
وفى هذه الوقفات من حياتها عانت كأى عفيفة ناجحة من المؤامرات والدسائس التى وصلت الى حد الطعن فى العرض عندما أبت إلا العفة والتقوى وما كان صبرها إلا بالله
وكانت تردد بين جنباتها (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
وأذن الله لها بالارتباط بزوج محب وحنون وكريم
لكن ما إن بدأت ايام الزواج الأولي إلا وبدأ معها صراع من قبل ام زوجها لا لشئ سوى أنه اختارها وفضلها على من اختارتها هى له
لم تجد امامها سوى قول الرحمن ( وادفع بالتى هى احسن ) فأصبح من يعاديها كالولي الحميم
وهنا بدأاختبار أقسي باغترابها عن أمها وأختيها ورفيقاتها وبلدها الذى تعشق ترابه
وبين براثن غربتها فقدت ولدها الاول
ثم دخلت فى تجربة قاسية مع حملهابابنتها التى ولدتها مبكرا بعملية جراحية صعبةعانت فيها ومنها وما إن مر عام ابنتها الثانى حتى قاست من حمل جديد حيث ولدت ابنتها الثانية ايضا مبكرا وفى حالة تسمم
ومكثت هى وابنتها لأيام فى العناية المركزة كانت فيها بين الحياة والموت لا ينطق لسانها الا بالاستغفار والدعاء
حتى اذن الله بالفرج بضعة شهور
ثم دخلت فى ابتلاء يختبر الصابرين فى صبرهم حين اصيبت بمرض اقعدها تماماعجزت معه عن الحركة وحيدة مغتربة مع بناتها الصغار
ومن اشد ما عانته فى مرضها هو حرمانها من تلك اللحظات الرقراقة التى تصل قلبها بالسماء وهى ساجدة لربها لكنها ظلت صابرة محتسبة تحظى بتلك اللحظات القدسية فى نومها وصحوها وهى اسيرة الفراش
حتى من الله عليها بالشفاء الجزئي وان اخبرها الاطباء ان مرضها سيستمر بقائها فى هذه الحياة وسيعاودها على فترات
لكن كان يكفيها أن تحتضن سجادتها وتبللها بدموع الشوق والحنين ليلا حيث السكينة والطمأنينة
ومع محنة وطنها التى أوجعت كل ذرةمن كيانها فقدت الأعزاء الواحد تلو الآخر دون أن تحظى بلحظة وداع تثلج قلبها المكلوم
وها هى الآن مع سلسلة الاختبارات المتتالية
من ابتلاء فى الطفولة والصبا
وابتلاء فى الأهل
وابتلاء فى العرض
وابتلاء فى فقدان الولد
وابتلاء المرض
وابتلاء الوطن
وابتلاء فقدان العزيز فى الغربة
لكن
تبقى ابتسامتها صامدة مشرقة راضية تبعث السكينة لكل من حولها
لازالت تفتح صدرها لكل قريب وحبيب لتضمد الجراح وتهون الالام
لازالت تسخر قلمها للبحث عن العالم المثالي الفاضل الذى لا يكون الا بالقران والتقوى
لا زالت تبسط بساط الاخرة على الدنيا
وتختلس لحظات تختلي فيها بالقران والدعاء
ولا زالت تردد لكم تلك الأحرف الربانية ( وبشر الصابرين ) وتردد لكم بضع كلمات كتبتها نورا فى الدروب :
إن أردت الفوز فاصبر لا تقل هذا محال
فجزاء الصابرين لا يضاهيه الخيال
عند رب سيوفى أجرهم بلا حساب
فدوام الحال درب من محال فى الكتاب
سطرت الآمنا , افراحنا من قبل ، فاصبر
فسواء إن جزعت أو صبرت لن تغير
فاتخذ منه دواء يرفع الرحمن عنَّا
بالدعاء يصبح الخوف سكينة وأمنا
ويداوى الجرح بالأيام ذكرى فى القلوب
ثم يبقى لك ايمانك نورا فى الدروب
46
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
يالها من رحلة موجعة مؤلمة ينفطر لها الفؤاد .. يالله كل انواع الابتلاءات هنا .. كل الوان الصبر هنا ..
كم أحسست بضآلة ما انا فيه.. أمثلي انا يشتكي ويقول صبرت ؟! لا والله
لأسكت فأنا لا اعرف ما أكتب !! ليس هناك ما يكتب هنا.. 
حنين المصرى
حنين المصرى
حبيبتى نعمة ام احمد حياتى ماهى اﻻ حب من الله فاﻻبتﻻء حب والصبر فوز وبشرى  ثبتنى الله واياك على الصبر وجعلنا من اهله
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
كم اغبطك على هذه الروح المؤمنة القوية ... الراضية بما قسمه الله لنا .. وسينجلي الليل قريبا وستقطفين ثمار صبرك زهراً وريحاناً عاجلاً وليس آجلاً بإذن الله..
غاليتي ضعي رابط المشاركة في قسم الأسرية
حنين المصرى
حنين المصرى
عفوا اطلت عليكم لكنى كتبت باختصار وما كنت احب الحديث عن نفسي لكن من باب التاسي لعل غيري يجد فى كلماتى مواساة ﻻبتﻻئه
حنين المصرى
حنين المصرى
عفوا اطلت عليكم لكنى كتبت باختصار وما كنت احب الحديث عن نفسي لكن من باب التاسي لعل غيري يجد فى كلماتى مواساة ﻻبتﻻئه
عفوا اطلت عليكم لكنى كتبت باختصار وما كنت احب الحديث عن نفسي لكن من باب التاسي لعل غيري يجد فى...
نعمة ﻻ ادري كيف اضع الرابط ﻻ هنا وﻻ فى اهداءات اﻻحبة