ومضــات فـي بنــاء النفــس

الملتقى العام





إن النفس البشرية تبنى كما يبنى الطود الشامخ ... وتصقل كما تصقل المرآة ...

فما من لحظة عمر الإنسان إلا ولها أثر في بناء نفسه وتربيتها ...

والسير بها نحو الكمال البشري – إن أحسن استغلالها -.


وتأمل دعاء المصلين في كل ركعة من صلاتهم

{ اهدنا الصراط المستقيم }

تجد أن المصلي يلهج بهذا الدعاء في صلاته ويسأل الله تعالى الازدياد من الهداية ...

ولذلك تفاوتت مراتب الناس و منازلهم في الجنة ...

بحسب تفاوتهم في سلوك الصراط المستقيم حال الدنيا ...

إن المسلم بحاجة الى كل عمل صالح يقربه من ربه عز وجل ...

ويكون له أثر محسوس في سلوكه ..


(( فالإنسان الذي يروم لنفسه بناء محكما

يكون أساسه على تقوى من الله ورضوان

عليه ان يتنبه لهذه الأمور قبل أن يضع حجر الأساس ))




~ أولا ~

أن بناء النفس لا يقف عند حد ما ...

بل كلما ازداد المرء يوما ... ازداد عملا صالحا لأنه قرب من ساعة الرحيل ...

والذي ظن أنه قد بلغ رتبة الكمال الزائف و أرخى لنفسه العنان

–في فترة هو أحوج فيها للحزم والجد والدأب –

هو الخاسر يومئذ ...والنادم حين لا ينفع الندم ..

ورحم الله الإمام أحمد لما سئل عن طلبه للحديث وقد كان شيخا له وزنه في العلم والعمل ...

فلما قيل له : يا أبا عبد الله الى متى تطلب الحديث ؟!


قال : " من المحبرة الى المقبرة "

وقال تعالى موحيا لنبيه صلى الله عليه وسلم في محكم كتابه

{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } أي الموت ...



~ ثـانيـا ~

لا يحتقر المرء أي عمل مهما كان ...

فكم من عمل صادف قلبا خالصا ... ونفسا راغبة ... كان له عظيم الأجر عند الله ...

ولعل العمل الذي تكون به نجاة المرء يوم القيامة لم يحسن بعد ...

فقد كان عبد الله بن المبارك – رحمه الله –

وهو أمير المؤمنين في الحديث إبان زمانه ...

لما سئل عن كتابته الحديث الى متى ؟!


أجاب بقوله : " لعل الحديث الذي تكون به نجاتي لم يحن بعد "

ولقد رحم الله بغيا بسقيها كلبا ... وغفر لرجل بإزاحة شوك عن طريق المسلمين ...

فكم من عمل حقير كبرته النية ... و آخر عظيم صغرته النية ..




~ ثـالثـا ~

انتهاز الفرص ونفحات الدهر ... فإن لله تعالى في أيام دهرنا نفحات ...

فالموفق من تعرض لها بقلب خالص ولسان ذاكر وعمل صالح ...

و إذا فتح لأحدنا باب خير فليسارع إليه ... فإنه لا يدري متى يغلق دونه ...

فهلم الى الولوج من تلك الأبواب المشرعة من أبواب البـر ... والأخذ منها بحظ وافر ...

قبل أن لا يكون ثم دينار ولا درهم وعند الصباح يحمد القوم السرى ...


ومن لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف

ونستغفرك اللهم فيما مضى ونسألك فيما بقي التمام وحسن الختام

للكاتب / مسرج بن منيع الروقي

أثابه الله وجزاه خير الجزاء




6
577

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
ومضــات فـي بنــاء النفــس

إن النفس البشرية تبنى كما يبنى الطود الشامخ ... وتصقل كما تصقل المرآة ...

فما من لحظة عمر الإنسان إلا ولها أثر في بناء نفسه وتربيتها ...

والسير بها نحو الكمال البشري – إن أحسن استغلالها -.

وتأمل دعاء المصلين في كل ركعة من صلاتهم

{ اهدنا الصراط المستقيم }

تجد أن المصلي يلهج بهذا الدعاء في صلاته ويسأل الله تعالى الازدياد من الهداية ...

ولذلك تفاوتت مراتب الناس و منازلهم في الجنة ...

بحسب تفاوتهم في سلوك الصراط المستقيم حال الدنيا ...

إن المسلم بحاجة الى كل عمل صالح يقربه من ربه عز وجل ...

ويكون له أثر محسوس في سلوكه ..

(( فالإنسان الذي يروم لنفسه بناء محكما

يكون أساسه على تقوى من الله ورضوان

عليه ان يتنبه لهذه الأمور قبل أن يضع حجر الأساس ))


~ أولا ~


أن بناء النفس لا يقف عند حد ما ...

بل كلما ازداد المرء يوما ... ازداد عملا صالحا لأنه قرب من ساعة الرحيل ...

والذي ظن أنه قد بلغ رتبة الكمال الزائف و أرخى لنفسه العنان

–في فترة هو أحوج فيها للحزم والجد والدأب –

هو الخاسر يومئذ ...والنادم حين لا ينفع الندم ..

ورحم الله الإمام أحمد لما سئل عن طلبه للحديث وقد كان شيخا له وزنه في العلم والعمل ...

فلما قيل له : يا أبا عبد الله الى متى تطلب الحديث ؟!

قال : " من المحبرة الى المقبرة "

وقال تعالى موحيا لنبيه صلى الله عليه وسلم في محكم كتابه

{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } أي الموت ...


~ ثـانيـا ~


لا يحتقر المرء أي عمل مهما كان ...

فكم من عمل صادف قلبا خالصا ... ونفسا راغبة ... كان له عظيم الأجر عند الله ...

ولعل العمل الذي تكون به نجاة المرء يوم القيامة لم يحسن بعد ...

فقد كان عبد الله بن المبارك – رحمه الله –

وهو أمير المؤمنين في الحديث إبان زمانه ...

لما سئل عن كتابته الحديث الى متى ؟!

أجاب بقوله : " لعل الحديث الذي تكون به نجاتي لم يحن بعد "

ولقد رحم الله بغيا بسقيها كلبا ... وغفر لرجل بإزاحة شوك عن طريق المسلمين ...

فكم من عمل حقير كبرته النية ... و آخر عظيم صغرته النية ..



~ ثـالثـا ~

انتهاز الفرص ونفحات الدهر ... فإن لله تعالى في أيام دهرنا نفحات ...

فالموفق من تعرض لها بقلب خالص ولسان ذاكر وعمل صالح ...

و إذا فتح لأحدنا باب خير فليسارع إليه ... فإنه لا يدري متى يغلق دونه ...

فهلم الى الولوج من تلك الأبواب المشرعة من أبواب البـر ... والأخذ منها بحظ وافر ...

قبل أن لا يكون ثم دينار ولا درهم وعند الصباح يحمد القوم السرى ...

ومن لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف

ونستغفرك اللهم فيما مضى ونسألك فيما بقي التمام وحسن الختام

للكاتب / مسرج بن منيع الروقي

أثابه الله وجزاه خير الجزاء
الداعيـــة
الداعيـــة
أخيتي الحبيبة .. نور الشمس ..
جــــــــزاك الله جــنـــات وأنــــــهــــــارا .. وجمعني بك في مقعد صدق عند عزيز مقتدر .....

نعم المؤمن يزداد خيرا ..
ولكن ما حالنا إذا تراجعنا ونقص إيماننا ..
وكما ذكرت في نقلك المبارك .. أن لا نحقر من المعروف شيئا ونبادر في المسارعة في الخيرات ما دامت أوحه الخير مفتوحة ..

حياك الله يا غالية ..
حفظك الباري وحرسك ..

محبتك في الله الداعيـــة ..
نــــور
نــــور
أثلجن صدري بردك الرائع هذا

جمعنا الله تعالى في فردوسه الأعلى
قلب الليل
قلب الليل
جزاك الله كل خير

وجعل ماكتبتى فى موازين حسناتك
حفيدة عثمان بن عفان
بارك الله فيكي
واسلوب رائع في الطرح
جزاءكي الله كل خير ئ