تمضي الأيام وتنقضي يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر و يمر عام كامل علينا وما أسرعه، لكن الأيام والشهور والأعوام لا تجري بنفسها ولكن الانهماك والانشغال ونحن نسير داخل عجلة الحياة يجعل الأيام تمر بنا سريعة.
عام مضى وهو يحمل في طياتها لكثير من المواقف المفرحة والمحزنة، فكم من إنسان فرح هذا العام بمولود؟ وكم من إنسان حزن هذا العام على مفقود؟ فهذه سنة الله في الإنسان، وهو يؤدي دوره على مسرح الحياة التي ما خلق فيها إلا لعبادته تعالى، فهل وقف هذا الإنسان وقفة تأمل وهو ينظر إلى انصرام هذه الأيام وانطواء هذه الصفحات؟
إننا الآن في دركات الغفلة فإلى متى؟ أفلا نستعد للسفرة التي لابد منها ونتزود لها بالزاد الذي لا ينفع غيره فيها؟ أم نحن نتناسى الموت وهو أمامنا فنظنه ابعد شئ عنا وهو اقرب الأشياء منا؟ نصلي على الأموات ونشيع الجنائز ونحن نفكر في أمور الدنيا وكأننا مخلدون فيها وكأن الموت كتب على الناس كلهم إلا علينا.
إننا نعيش الأيام في غفلة، فلننتبه ولنقف كما يقف المسافر على المحطة، ينظر كم قطع من الطريق وكم بقي منه، ولنحرص على وقت بين وقتين هو في الحقيقة عمرنا الذي بين الماضي والحاضر، فالماضي نصلحه بالتوبة والاستغفار، والحاضر نصلحه بالامتناع عن الذنوب والعزم والنية على دوام الأعمال الصالحة.
رحم الله عبدا اغتنم أيام القوة والشباب، وأسرع بالتوبة والانابه قبل طي الكتاب، وأخذ نصيبا من الباقيات الصالحات قبل أن يتمنى ساعة من ساعات الدنيا فلا يتمكن منها، فلننظر لأنفسنا ما دمنا في زمن الإمهال ولنغتنم حياتنا في صالح الأعمال قبل( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله)
نسأل الله الكريم المنان أن يختم عامنا هذا بالعفو والغفران، وان يختم لنا بخاتمة السعادة، ويجعلنا ممن كتب لهم الحسنى وزيادة آآآمييين..
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب،،
وإلى الطاعات أسرع،،
ومن الذنوب أبعد،،
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب،،
وإلى الطاعات أسرع،،
ومن الذنوب أبعد،،
وجزاك الله خيرا