<marquee bgcolor="yellow" direction="right">ومن يطيــق ما تطـيـق أم خـــالــــد ؟! </marquee>
لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها لزوجة أخي .. ولكنني أدعو لها في ظهر الغيب دائماً أن يوفقها الله ويذيقها بر أبنائها ..
فهي منذ دخلت بيتنا لم نر منها إلا الابتسامة العذبة والكلمة الطيبة وخفة النفس .. كالفراشة تدور في أرجاء البيت تعطره بأنفاسها .. تضفي على حياتنا طعماً خاصاً .. أغبطها حين أسمع عبارات الثناء من والديَّ .. وأرى أكف الضراعة تبتهل إلى الله أن يحفظها ويحفظ لها شبابها وأن يسعدها ويوفقها ..
وحين تزوجت تمنيت لو أن لزوجي أما حتى أعاملها كما تعامل زوجة أخي أمي .. ولكن ـ من يطيق ما تطيق أم خالد .. إن الأجسام تتعب في مراد النفوس الكبيرة .
نحن خمس بنات وثلاثة أبناء كلهم متزوجون ولديهم أولاد .. نجتمع في بيت والدي كل أسبوع .. فستقبلنا ببشاشة ورحابة صدر وتحتفي بنا كأنها لم ترنا منذ مدة .. تشعرنا أن الأرض إذا ضاقت بنا وسعنا قلبها .. لا تتضايق من شقاوة الصغار ولا تبدي تجهماً من طلبات الكبار .
كل أسبوع تتفنن ـ وهي الطاهية الماهرة ـ في تجهيز الوجبات وتبحث عن رغبات الصغار قبل الكبار .. ولا تنسى مرضى السكر " والدتي وأختي الكبيرة " .. فتجعل لهم صنفاً خاصاً .
الأطفال إذا اجتمعوا يعبثون ويكثر صراخهم فتتضايق أمي فتطمئنها بكلمات بسيطة " هم زينة الدنيا لو ما يلعبون قلنا أكيد تعبانين ، خليهم على راحتهم متى يشوفون بعض إلا هذا اليوم " ..
بعد وفاة والدي رحمه الله صارت ملازمة لأمي لا تتركها أبداً .. يسافر أخي في بعض أعماله يمكث قرابة الشهر أو يزيد فلا تغير من عاداتها شيئاً .. تزور أهلها يوماً في الأسبوع كما كانت قبل ـ مع أنه بإمكانها وقد ترك لها أخي الخيار أن تذهب عندهم للراحة ـ وتبقى يوم الخميس تستقبلنا وتعد لنا المائدة العامرة .. وتخدمنا بعيونها ومعسول كلامها .
وتمـر الأيام والشهور والسنوات .. وتكبر والدتي ويهدّها مرض السكر فيصرعها مرات عديدة .. وتزيد وفاة والدي من شدته .. فتتدهور صحتها وتلازم السرير في المستشفى شهراً .. وتبقى عندها زوجة أخي ترعاها وتحفها بعنايتها ـ بعد الله سبحانه ـ
تركت بيتها وزوجها وأبناءها ودراستهم وتفرغت للاهتمام بأمي ..
فالوظائف لم تدع لأحد منا فرصة المشاركة وربما أن البعض الآخر لا يرغب في ذلك .. فأسوأ شي أن تلازم مريضاً في المستشفى في غرفة ليس فيها فراش أو مكان معد للنوم سوى سرير المريض .
وتزداد حالة والدتي سوءاً ـ فرج الله كربها ـ فتفقد الوعي أحياناً وتنسى نفسها وترد إلى أرذل العمر وتعجز عن التحكم بعملية الإخراج ـ أعزكم الله ـ فتوليها أم خالـد كل عنايتها .. وتقوم غير متأففة ولا متبرمة بتنظيفها بنفسها محتسبة الأجر من الله سبحانه ..
ثم تطعمها بنفسها أيضاً تاركة طعامها ليبرد .. وربما اتسخت ملابس أمي فلا يهنأ لها بال حتى تقوم بتبديل ملابسها وتهيئتها للزوار ..
واستمر الحال هكذا حتى استقرت حالة والدتي وخرجت من المستشفى ولكنها صارت مقعدة طريحة الفراش .. فصارت لها ممرضة وخادمة تعطيها العلاج في وقته .. وتقوم بالاهتمام بنظافتها وتحميمها .. وحتى بعد أن جلب أخي لأمي خادمة وممرضة فلقد كانت ترفض ـ جزاها الله خيراً ـ أن يقوم أحد بتنظيفها غيرها .
خرجت أمي .. وكثر الزوار الجيران .. الأقارب .. المعارف .. فلم تتضايق ولم تبد تذمراً .. وكانت تطبع البيت بطابع الرضا والاطمئنان بأقدار الله سبحانه .
لقد انقلبت حياتهم رأساً على عقب بعد مرض والدتي .. ولم يتغير حالهم .. فالابتسامة لا تفارق محياها وبناتها يشاكلنها في فن الخدمة واللياقة والإحسان إلى الناس ..
ولقد رفضت أن تلغي الاجتماع الأسبوعي فهو رباط جميل يجمعنا فيه ذكرى والدي رحمه الله .. الزيارات والأفراح والدعوات ـ حتى ما يخص أهلها ـ لم تعد يهمها .. فلقد تركته غير آسفة على شيء .. فهمها كان رعاية هذه العجوز المسنة الضعيفة ..
وسبحان الله مع أن والدتي تفقد وعيها كثيراً إلا أنها لم ينقطع لسانها عن شيئين : ذكر الله والدعاء لأم خالد .. فهنيئاً لها ..
<center>بقي أن أقول شيئاً أخيراً .. </center>
فأخي هذا ليس أكبر اخوتي ولا أصغرهم .. والبيت الذي يجتمع فيه هو بيته ولكننا اعتدنا تسميته بيت والدي ..
<center><center>بعد هذا ألست محقة حين قلت من يطيق ما تطيق أم خالد ؟! </center> </center>
<center> المقال منتقى من احدى المجلات </center>
<br /><BR> <BR><br /><BR><BODY bgcolor="#005A96" onLoad="alert('مرحبا بكم جميعا من انس وجن ');" onUnload="alert(' <<<< زهـرة الخليـج >>>>');" link="orange" vlink="orange" alink="00FF95"><BR><br /><BR> <center><BR><br /><BR><font color=white><BR><br /><BR><p><BR><br /><P><br /><P><br /><BR>

زهـرة الخليج @zhr_alkhlyg_1
محررة فضية
هذا الموضوع مغلق.

الله يجزاها الف خير وامثالها قليل فى هذا الزمان وانشاء الله تجده فى موازين اعمالها ويعوضها الله خيرا فى اولادها

أحلى أخوووات في الدنيا
مع الايام
سكارلت
سديم الحلوه
جزاكن الله خيرا على تواصلكن وبارك الله فيكن جميعا :24:
مع الايام
سكارلت
سديم الحلوه
جزاكن الله خيرا على تواصلكن وبارك الله فيكن جميعا :24:

daria
•
جزاها الله خيرا.وشفي والدتك, فزوجة ابن بهذه المواصفات في هذه الايام هي ندرة نادرة.وان شاء الله ربنا بيوفقهاويكتبه لهل في ميزان حسناتها

سبحان الله العظيم
مااعظم ثوابها عند الله(باذن الله)
فعلا امراة نادره حتى انها والله اعلم اكثر برا بالمراة الكبيره من بناتها ...
الله لايضيع اجرها وستجد ثمرت برها في اطفالها وحياتهاان عاجلا او اجلا
تسلمي زهرة على النقل
مااعظم ثوابها عند الله(باذن الله)
فعلا امراة نادره حتى انها والله اعلم اكثر برا بالمراة الكبيره من بناتها ...
الله لايضيع اجرها وستجد ثمرت برها في اطفالها وحياتهاان عاجلا او اجلا
تسلمي زهرة على النقل
الصفحة الأخيرة
وجزاها الله الف خير
وبالفعل من يطيق ما تطيق أم خالد
وتقبلي تحياتي