وصلى الله على محمد سيد الخلق أجمعين
إخواتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأول مرة استجمع كل شجاعتي وقدراتي البسيطة لكي أخط بقلمي هذا الموضوع
فكلي رجاءا أن تعذروني على أي خطأ مني وأطلب منكم أن تقوموني وتنتقدوا أسلوبي حتى أقدر على تصحيح نفسي مستقبلا بإذن الله
الآية 145 من سورة آل عمران : ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين

هي آية استوقفتني اليوم وتفكرت فيها مليا
فكرت في كل من ينامون على الحرير
وفكرت في من لا يجد سريرا ينام عليه
فكرت في كل من يبنون القصور ويعلون البنيان
وفكرت فيمن لا يجدون مأوى يلجئون إليه
ثم تفكرت فيمن يسكن مع أهله ويشاركهم الفرح والإحزان
ثم تذكرت اليتامى والمشردين وأطفال الشهداء
رحم الله موتي المسلمين جميعا وغفر لهم
قد تطول القائمة من مفارقات هذه الحياة
واختلاف الظروف وانعكاسها بيننا
هذه صور عادية جدا فرضتها علينا الحياة ولم نخترها بل هي اختارتنا وأعطانا الله الخير وهو من يحرمنا ويعطينا
والله المستعان
ولكني في خضم كل هذه المشاهد زاحمت عقلي صورة مذهلة
عندما دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ووجده نائما على حصير وقد ترك الحصير أثرا على جسده الطاهر صلى الله عليه وسلم
فبكى أبو بكر فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائه فرد عليه قائلا
يا رسول الله ملوك الفرس والروم ينامون على الحرير
وسيد الخلق وسيد المرسلين ينام على حصير؟؟
فإجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا بكر هم لهم الدنيا ونحن لنا الآخرة
هم لهم الدنيا
ونحن لنا الآخرة

هل يقدر أحد منا أن يستغني عن الدنيا كما فعل نبينا وحبيبنا
بابي أنت وأمي يا رسول الله
هل يقدر أحد منكم أن يترك السرير ودفئ البيت ويطلب عرض الآخرة؟؟؟
الإجابة أكيد انه لا أحد يقدر على فعل ذلك ولا أحد يستغني عن السرير وينام على الأرض وعلى حصير (إلا من رحم الله)
هذا قدوتكم ونبيكم وحبيبكم كان يفعل ذلك وكان يقدروا على أن يأخذ ما يريد لو طلب بإذن الله
ولكنه هو تزهد عن ذلك
طيب هل تقدروا أنت على أقل من ذلك بكثير
أن نخرج حب هذه الدنيا الفانية من قلوبنا
أن نرى ما عندنا من نعم وخير ونحمد الله عليها ونشكره
ونظهر هذا الشكر بإتباع قرآنه وسنة نبيه؟؟؟

هل تقدرى أختي في الله أن ترى الكأس من نصفه المليان
ونقول أن الله أعطانا وأعطانا وأن لا نقول أن الله حرمنا
ولماذا فلان عنده وليس عندي
لماذا هو له المال وأنا عندي البعض من المال
لماذا فلان عنده قصر وأنا عندي بيت بسيط
أو كما يفكر شباب هذه الأيام _(عياذا بالله)_ مع أنه غير موجود في ديننا الحظ بل هو قدر فيقول
أن الدنيا حظوظ وهو ليس عنده حظ وإلا لكان مثل الذي توظف سريعا واخذ مالا وبنا بيتا وتزوج أجمل الفتيات وأنجب الولد
فكروا أن الله منحكم الكثير والكثير لم يمنحه غيركم
منحكم الصحة في حين حرم غيركم منها
منحكم الإسلام في حين الكثير غيرهم على شرك
منحكم نبيا هو أفضل خلق الله و أصحابه أفضل البشر
تفكروا إخواتي في كثير من نعم الله وستخجلون من أنفسكم كثيرا أنكم ترفضون النظر لكل خير انتم فيه
ولمجرد تلبية لأمر الله تفزعون
وتبحثون عن آلاف الأعذار لعدم الاستجابة
أخر قولي لكم
تدبروا بأنفسكم هذا الكلام
سعد بن معاذ "
أسلم وعمره 30 عاما .. توفي وعمره 36 عاما ..
فماذا قدم في 6سنوات .. حتى اهتز لموته عرش الرحمن !!
قال ابن إسحاق : ولسعد يقول رجل من الأنصار :
وما اهتز عرش الله من موت هالك .. سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو
كم أعمارنا في الإسلام ؟؟ ماذا قدمنا له ..
هل ما قدمناه سيهز عرش الرحمن ؟؟؟
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والله من وراء القصد
إن كان يطمع عاشقو الدنيا بها * * * فلنحن بالجنات منهم أطمعوا