غلاي لزوجي

غلاي لزوجي @ghlay_lzogy

محررة برونزية

ومن يزني يزنى به !!

الأدب النبطي والفصيح

قال عبدالعظيم بن مغامز: كنت جالساً على قارعة الطريق مع شيخي أبي الفضل النداد فمرت بنا نسوة فالتفت إلي وقال: غض البصر، فما رأيت أسوأ منه في شدة الأثر. ولئن تمزق قلبك ألف قنبلة خير من أن تخترقه نظرة من الطرف الكحيل مرسلة.
ثم تأوه وحنى رأسه ثم رفعه، وقال: أرايت أخي أبا العطاف وما كان به من العفاف، فلقد ألقي إليه سهم خفي، فطاش بلبه عند ابنة الخزفي. وما والله يعلم فيها حسن ولاجمال ولكنها كثيرة الدلال فما تراها إلا متمائلة وعلى جمال الأحداق معولة. وبعدها جفى أخي كل من في الدار، من الأولاد وزوجته وحتى الحمار. فما تراه إلا منزوياً في ظلمة أو هائماً كأن به مصيبة ملمّة. ولما رأيته على هذه الحال لم يهن علي ما آل إليه ابن الرجال. فعزمت الأمر وتوكلت على الرحيم البر،فاقتحمت خلوته بإحدى الليالي ووجدته لقصائد الوجد يتالي. قربت منه ودنوت ثم رميت بصرة متينة، فيها الدراهم الثمينة، فحدر دمعة عليها وقذفها في وجهي وقال: ليس لي حاجة إليها. فقلت: يا أخرق، خذها وهيا بنا إلى الخزفي لنخطب لك ونزوجك. فقفز بجبته وغطاني وعن أبصار العالمين أخفاني. وتزحزحت كما يتزحزح الجبل ورفعته على قمة هامتي وقذفته. فكانت رجة كرشه مجلجلة ورفسني بكراعه فسقطت على قفاي وعاود غمغمتي.
قال عبدالعظيم، لمّا غضب الله علي أنطقني فقلت: والله ما ظننت أن المصارعة الحرة عند سواكم! فألقى إلي كوعاً محملاً بالشحم المرصوص فشعرت أن وجهي انقلب إلى وجه صوص. “هكذا… وهكذا!” يصرخ أبو الفضل واصفاً الضربات التي وجهها لوجه أخيه بعد أن استلقيت على قفاي من شدة الألم…
يقول أبو الفضل: وبعد أن علمت أن لا حراك به قلت: مابك يا أبله! أأعطيك مالاً لتجلدني؟ فقال ووجهه متورم: منك ولا من أم العطاف، تالله لأنت أحنّ علي منها. وإنها لو علمت لأصبح نهاري ناراً وليلي جهاراً مما ستسومني. فقلت: أغاوٍ أنت! فما كل هذا التوجد؟ فقال: إنما أبكي حظي النكيد وكفها الحديد، فما لي ولهذه الشعثاء الغبراء بتلك الدعوب اللعوب…
قلت: يا شيخنا النداد الكريم، مالك وللحريم. قال: أما إنها الحلال المرام ولكن إذا ملكت القلب أو العقل فعليك السلام. ستجدها كل يوم بك في ديره ومن محبتها توقعك في حيرة. ولا يقنعها منك سوى امرأة تغلبها عليك وسيبقين في دياس حتى تفقد منك الحواس. وحينئذٍ تضع الحرب أوزارها والكراهية أمرارها ويقتسمن تركتهن ويرضين بما خلّفت لهن. فقلت: وأين المخرج وكيف المفرّ ونحن بواحدة نستعر؟ فقال: عليك بنور، ومثيلاتها ممن يسكر العقل بحسنهن ويخور. ولكن إذا رأيت هبة الله تطارد بيحيى وأشباهه فاعلم أن كلاً حرٌ في اتجاهه. ومن يزني، يزنى به!
3
963

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غرور الوررد
غرور الوررد
شكرا على الموضوع الجميل
دمتي بود
غلاي لزوجي
غلاي لزوجي
شكرا على الموضوع الجميل دمتي بود
شكرا على الموضوع الجميل دمتي بود
شكرااا اخيتي غرور الورد عطرتي صفحتي
touta_37
touta_37
ان الزنا دين اذا اقرضته كان الوفاء من اهل بيتك فل تعلم