وَهْوَ الحَلِيــــــمُ فَلا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ بِعُقُوبَةٍِ لِيَتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ

ملتقى الإيمان


العلم بأسماء الله الحسنى معرفة معناها أصل عظيم من أصول الدين,و من أشرف العلوم,وقد أمر الله تعالى عباده أن يسألوه و يدعوه بأسمائه الحسنى فقال سبحانه ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وقد بشر النبي من أحصى أسماء الله الحسنى بجنة عرضها السماوات والأرض, كما قد قال الرسول ﷺ(إن لله تسعة وتسعين اسما.مائة إلا واحدا.من أحصاها دخل الجنة).رواه البخاري ومسلم.
وإحصاء أسماء الله يعني إحصاء ألفاظها وعدها وفهم معانيها ودعاء الله بها والتعبد لله بمقتضاها.

وثمرات معرفة اسما الله الحسنى كثيره وسناخذ منها القليل :
1)تذوق حلاوة الايمان .
2) عبادة الله عزوجل .
3) زيادة محبة العبد لله والحياء منه .
4) الشوق الى لقاء الله عزوجل .
5) زيادة الخشية لله ومراقبته .

وسنتناول بشرح مبسط أحد أسماء الله الداله على عظم فضل الله على عبادة وشدة تقصيرهم في حقه ومع ذلك يغدق ويغدق غليهم فسبحانه مااكرمه



معاني اسم الله الحليم
أولا / المعنى اللغوي:
الحلم بكسر الحاء : الأناة والعقل،
وهونقيض السَفَه، لأن السفه خفة وعجلة، وفي الحلم أناة وإمهال.
ومن معانيه: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، لأنّه تأنِّ وسكون عند الغضب أو المكروه مع وجود القدرة والقوّة، ويُقال: هو ترك العجلة والطيش.

معنى الاسم ودلالته في حق الله تعالى:
هو الذى لا يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوزعن الزلات ويعفو عن السيئات فهو يؤخر العقوبة مع قدرته عليها،قادر سبحانه على أن يأخذنا بذنوبنا لكن لكمال حلمه يؤخر العقوبة لعلنا نتوب رحمة بنا وفرصة لعباده أن يغدو إليه



ورد اسم الله الحليم في كتاب الله في احد عشر موضعانذكر منها



تأملات في رحاب الاسم الجليل:
يقول الحليمي في معنى " الحليم ": إنه الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الآفات والبلايا وهو غافل لا يذكره فضلاً عن أن يدعوه كما يقيها الناسك الذي يسأله وربما شغلته العبادة عن المسألة ".

يقول الإمام الغزالي الحليمهو الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثم لا يستفزه غضب، ولا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام مع غاية الاقتدار عجلة وطيش، كما قال تعالى{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} ، فإن السموات والأرض تهمُّ وتستأذن بالزوال لعظم ما يأتي به العباد من الكفر والفسوق والعصيان، فيمسكهما الله بحلمه ومغفرته، كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ، فلو شاء لعاجل العصاة بالعقوبة، فأذن للسماء فحصبتهم، وأذن للأرض فابتلعتهم، ولكنه سبحانه حليم يمسك بقدرته وحلمه وصبره.



ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:
1// ظهور كمال الله سبحانه وتعالى، لأن إمهاله لعباده مقرونٌ بكمال قدرته وكمال علمه وكمال غناه عن خلقه، ولم يكن عن ضعف وعجز، ولم يكن عن جهلٍ بأعمال عباده: وليس عن حاجةٍ لعباده مقتضيةٍ لإرجاء المؤاخذة بالذنب: {والله غني حليم} البقرة:

2// تبيَّنُ مدى النعمة التي أنعم الله بها على عباده العصاة، حيث لم يعاجلهم بالعقوبة رغم استحقاقهم لها، مهما بلغت ذنوبهم من الفظاعة والشناعة والإجرام في حقّ خالقهم، ولكن يؤخّرهم المرّة تلو الأخرى



3// الرجاء، فحلم الله تعالى يعطي فرصة ثمينة للتوبة -جعلني الله وإياكم من التوابين المتطهرين-

4// ألا يغتر العبد بحلم الله عليه ، فلعله يكون استدراجا ،فهذا الحلم المصحوب بالرحمة والرأفة والكرم، يبعث الحياء من الله في القلوب الحية، كما يبعث على الخوف والحذر؛ لأن الله تعالى حذّر من قدرته على صرف القلوب بالكلية، لو شاء أن يصرفها

5// ظهور صبره سبحانه وتعالى على عباده، وتبيّن مدى العلاقة بين صفتي الحلم والصبر
والصبر داخل تحت الحلم فكل حليم صابر،



يقول الإمام ابن القيّم تعليقاً على الحديث السابق: وهو سبحانه مع هذا الشتم له والتكذيب يرزق الشاتم المكذب ويعافيه، ويدفع عنه ويدعوه إلى جنته، ويقبل توبته إذا تاب إليه، ويبدّله بسيئاته حسنات، ويلطف به في جميع أحواله، ويؤهّله لإرسال رسله ويأمرهم بأن يلينوا له القول ويرفقوا به.

6// دعاء الله تعالى باسمه الحليـــم:عن ابن عباس قال: كان النبي يدعو عند الكرب يقول "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربِّ السموات والأرض وربِّ العرش العظيم " متفق عليه

7// التحلي بخلق الحلم : وفي الحديث قال رسول اللهﷺ للأشجّ ابن القيس"إنك فيك لخصلتان يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة"

اذاً فمن شرف هذا الخُلُق : أنّ من اتصف به يحبه الله ورسوله وهو دليل على كمال العقل وسعة الصدر وامتلاك النفس لأن الأصل في الانسان ان يتشفّى لنفسه ويعاجل بالعقوبة لمن آذاه لكن الحليم لا يلتفت الى سفاسف الأمور وانما يطلع الى معاليها ، فيبتعد المؤمن بحلمه عن الغضب والطيش والسب .

قال القرطبي: فمن الواجب على من عرف أن ربه حليم على من عصاه، أن يحلم هو على من خالف أمره، فذاك به أولى حتى يكون حليمًا فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر سورة غضبه ويرفع الانتقام عن من أساء إليه، بل يتعود الصفح حتى يعود الحلم له سجية، وكما تحب أن يحلم عنك مالِكُكَ، فاحلُم أنت عمَّن تملك لأنك متعبد بالحلم مثاب عليه.



هل كل من كتم غيظه يكون حليما
يقول الإمام الغزالي "الحلم أفضل من كظم الغيظ؛ لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلُّم أي تكلف الحلم .. ولا يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتيادًا فلا يهيج الغيظ وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب وهو الحلم الطبيعي وهو دلالة كمال العقل واستيلائه وانكسار قوة الغضب وخضوعها للعقل ولكن ابتداؤه التحلم وكظم الغيظ تكلفا"

وقد ضرب لنا النبي أعظم مثل في التحلي بخُلُق الحِلْم ..

عن أبي هريرة : أن رجلاً أتى النبي يتقاضاه فأغلظ له، فهمَّ به أصحابه. فقال رسول الله "دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً"، ثم قال "أعطوه سنًا مثل سنه" .. قالوا: يا رسول الله، لا نجد إلا أمثل من سنه، قال "أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء"

وعن أنس أنه قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة ورجع نبي الله في نحر الأعرابي حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله قد أثرت به حاشية البُرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله ثم ضحك ثم أمر له بعطاء. ..
فيا لشدة حُلم النبي على هذا الأعرابي الذي جذبه جذبًا شديدًا من ثيابه، فلم يغضب منه بل ضَحِكَ .
يُعطينا درس في الأخلاق مع انّ الاعرابي كان غليظ الطبع

وعن عائشة أنها سألت الرسول : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟، فقال "لقد لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إلا في قرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال: فناداني ملك الجبال فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربُّك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين، فقال رسول الله "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا"
وقفة لابدّ ان تقفها كل اخت منّا
تخيلي معي اخيتي حبيبك عليه الصلاة والسلام يذهب الى الطائف
ليجد من ينصره ولسان حاله من ينصرني!!!من يحميني!!!
ويكون الرد ّمنهم رمي بالحجارة حتى ادمو قدميه الشريفين
ويسمع الإجابات القاسية من السنتهم ويسمع ربي ردهم وما فعلوه
بحبيه وخليله فيبعث له بملك الجبال ولو شاء الله لخسف بهم الأرض
دون ان يسأل حبيبه لكنه حليييييم ويعلم سبحانه موقف نبيه ماذا سيكون
اليس هو من أدّبه ومدحة في كتابه وانّك لعلى خلق عظيم
صلوات ربي وسلامه عليه


من الجميل هنا ايضاً ان نذكر ان من صفات عباد الرحمن انهم حلماء
اذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاماً،ولنتذكر دائماً انّ الله يُعامل الحليم بالحلم
فكلما ازداد الانسان حلماً ازداد حلم الله عليه

ومن منّا لايحتاج الى حلـم الله



وأخيراًمسك الختام بعض من وصايا الحبيب عليه السلام
قال رسول الله ﷺ "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
عن أبي هريرة: أن رجلاً قال للنبي : أوصني. قال "لا تغضب". فرد ذلك مرارًا، قال "لا تغضب" [رواه البخاري

جعلني الله وإياكن ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
16
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

touchy26
touchy26
جزاك الله الفردوس الاعلى من الجنة
موضوع راااااائع
نووونه8
نووونه8
جزاك الله خير موضوع رائع
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
الله يجزيك الخير ياام صلوحي

الله يجعل في ميزان حسناتك يارب
غدا نلقى الاحبه
غدا نلقى الاحبه
سبحانك ربي ما احلمك

الله يجزاك خير وينفع بك
ويجعله في ميزان حسناتك



لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربِّ السموات والأرض وربِّ العرش العظيم
دونا
دونا
ماشاء الله تبارك الرحمن..
أشرقتِ شمسا دافئة
تقشع برود المشاعر وتبلدها
لتردد
د


ماشاء الله عليك ام صلوحي
موضوع متكامل من جميع النواحي..
غني بالهدوء و السكون و الحلم و الطمأنينة
أسال الله أن يجعل لك وافر النصيب منها كلها

تالقتِ في الطرح و العرض و التدرج
موضوع غاية في الترتيب و الوصف
المقدمة جمييلة و الخاتمه اجمل

احببت كثير القصص التي اوردتيها عن الرسول
والتي تصف حلمه صلى الله عليه وسلم
وعجبت كثير من حلم الله علينا ورافته بنا
اللهم ماعبدناك حق عبادتك فاغفر لنا وارحمنا


تفاجات بالتصاميم
جميييييييييييلة أم صلوحي جميلة جميلة
تعرفت اليوم عن لون جديد من الوان ابداعتك وعطائك

ومن خلال رحلتي بينها وبين سطورك العذبة
شعرت بالارتواء و السعادة
شكرا لمشاركتك المميزة و القيمة
وشكرا لعطائك المتواصل


اسال الله لك ثلاث وردات .....
الوردة الأولى بتقول .... الله يفتح عليك ويرعاك .
والوردة التانية بتقول ..... ربي يحفظك ويسدد خطاك .
والوردة الثالثة بتقول ...... عسى السعادة دوم رفيقة دنياك

أسأل الله الحليم أن يزرع هذه الخصله فيك
ويرزقك ثمارها في الدنيا قبل الاخرة
وأن يبارك لك في كل ما انعم به عليك
ويسخرك لطاعته وشكره وحمده
وأن يقر عينك بذريتك
ويسعدهم ويهنيهم ويرزقهم الصبحة الصالحة
الله يسر خاطرك ويغمرك بالتوفيق و النجاح
اللهم اجعل يومها صباحا باسما بالذكر ..
وظهرا مشرقا بالشكر ..
وعصرا يافعا بالدعاء ..
ومغربا مفعما بالإجابة ..
وعشاء فاتحته الرحمة والمغفرة ..

ام صلوحي ممكن استعير مقدمتك
في الموضوع اللي إن شاء الله راح نجمع فيه التقارير؟