الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الشيطان هو العدو الأول للنفس البشريه
وحريص كل الحرص على الإيقاع بها في شراكه
فهو يأمرها بالسوء والمعاصي والمنكرات
ويدفعها إلى هذه المعاصي دفعاً,حتى إذا غرقت هذه النفس الضعيفه
في وحل المعاصي والآثام وإتيان المحرمات والبعد عن الله,
تبرأ هذا العدو منها وأخذ بالتلويم عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولتجنب ذلك دلنا المولى عزوجل إلى الحل الأمثل حتى لا نقع
فريسةً سهله لهذا العدو و وسوسته,وعلاج ذلك بسيط يسير على
من يسره الله عليه
قال تعالى:"وإما ينزغنك من الشيطان نزعٌ فاستعذ
بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان
تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون".
فالإستعاذه هي الحل الأقوم والأمثل لطرد هذا العدو
وهدم بنيانه الأثيم الذي يحاول بناؤه وغرسه في نفس الإنسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد بيّن الله عزوجل أن الإنسان حين يتسلّط عليه هذا العدو
محاولاً الإيقاع به في شراك عمله الآثم فهو من أحد شخصين:
1-أن يكون من العباد المؤمنين المتقين وهؤلاء حين
يحصل منهم الغفلة وينال الشيطان مهم يهرعون إلى ربهم عزوجل
بالإستغفار,والتوبه,و الإكثار من الحسنات فيولي الشيطان بعد هذا التحصن
من العبد المؤمن خاسئا,مدحوراً,مذموماً,مقهوراً
لأنه لم يستطع أن يفسد على المؤمن إيمانه.
2-أن يكون من أتباع الشيطان وأوليائه والعياذ بالله
وهؤلاء لا يستدركون أنفسهم بالإستعاذه,والتوبه
وبذلك تصبح نفسه ملعباً للشيطان وأتباعه من شياطين الإنس
والجن فيقع فلا يتورع عما حرم الله فيقع في المعاصي والشرور
******************
*يقول الشيخ ابن سعدي(رحمه الله) في تيسير الكريم الرحمن:
( لما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان
الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين
وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه طائف من الشيطان فأذنب بفعل محرم
أو ترك واجب - تذكر من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه
وتذكر ما أوجب اللّه عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر اللّه تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه
خاسئا حسيرا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه.
وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم فإنهم إذا وقعوا في الذنوب
لا يزالون يمدونهم في الغي ذنباً بعد ذنب ولا يقصرون في ذلك
فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء,لأنها طمعت فيهم حين رأتهم
سلسي الانقياد لها وهم لا يقصرون عن فعل الشر).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هذا المنطلق أود التوجيه والتنبيه إلى سنة مهجوره من سننه
صلى الله عليه وسلم ألا وهي الإستعاذه في الصلاة بلفظ:" أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطانالرجيم من همزه ونفخه ونفثه"
ذكر الشيخ الألباني في كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
"روى أبوداود و الترمذي بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله فيقول:"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطانالرجيم من همزه ونفخه ونفثه"
ومعنى همزه فسره بعضالرواة بنوع من الجنون، وفسر الراوي نفخه بالكبر
وفسر الراوي نفثه بالشعر والمرادبه الشعر المذموم,ثم يقول بعد ذلك "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا يجهر بها. رواهالبخاري ومسلم.
*************
نعوذ بِكلماتِ الله التامة من شر الشيطانِ وشركه
جعل الله جميع مداخلهمُوصدةٌ في وجهه وكفانا المولى شروره ووسوسته
سبحان الله العظيم