

ان من اجمل الاشياء في الحياة ان تكون لك رابطة قوية مع خالقك ، الذي اذا تقربت منه شبرا تقرب اليك ذراعا واذا اتيته مشيا اتاك هرولة و اذا عصيته ثم استغفرته غفر لك وان ذكرته في نفسك ذكرك في نفسه ، وان ذكرته في ملا ذكرك في ملا خير منه

الكثير من الاعمال الصالحة تقربنا اليه سبحانه و تعالى وتزيدنا شوقا اليه و محبة له و فرحا بالقرب منه و هنا اذكر عبادة هي من اسهل العبادات التي تزيدنا قربا منه عز وجل و لا تحتاج الى جهد او مشقة ،انها ما امرنا به حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم عندما ساله احد الصحابة
عن عبد الله بن بُسر قال: "أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله! إنَّ شرائعَ الإسلام قد كثُرت علينا، فبابٌ نتمسَّك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلَّ" خرَّجه الإمام أحمد بهذا اللفظ، وخرَّجه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه بمعناه، وقال الترمذي: "حسن غريب
نعم انه ذكر الله
نور القلوب و حياتها و صفاءها
هو غداء الروح وقوة الجسد
بلسم حاني على النفوس الحيرانة و سلوى للقلب الحزين
دواء لكل داء وراحة و طمانينة و سعادة تزين ايامك في الدنيا
بركة في حياتك و نور في وجهك وقربة من خالقك
كنز عظيم لا يقدر بثمن و باب يفتحه الله عليك ان احبك
سلاح بيدك يقهر عدوك ابليس ويحميك و يحفظك منه
ييسر الله به امورك ويملء صحيفتك به يوم القيامة

ان ايات القران الكريم اطلقت الذكر على عدة معان و هي :
1/ تارة قُصِدَ بها القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {إنَّا نحن نزّلنا الذِّكرَ وإنّا لهُ لَحافظونَ} .
2- وتارة قُصِدَ بها صلاة الجمعة: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودِيَ للصلاة من يوم الجمعة فاسعَوا إلى ذكرِ اللهِ} .
3- وفي موطن آخر عُني بها العلم: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فاسألوا أهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمونَ} الأنبياء:
4- وفي معظم النصوص أُريدَ بكلمة ?الذكر? التسبيحُ والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: {فإذا قَضيتُمُ الصلاةَ فاذكروا اللهَ قياماً وقعوداً وعلى جنوبِكُم} .
﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾﴿الأحزاب : 35﴾.
قالَ الإمام أبُو الحسن الواحدي: قالَ ابن عبَّاس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: "المُراد: يذكرون الله في أدبار الصَّلوات، وغدوًّا وعشيًّا، وفي المضاجع، وكلَّما اِسْتيقظ من نومه، وكلَّما غدا أو راح من منزله ذكر الله تَعَالَى".
? وقالَ مجاهد: "لا يكون من الذَّاكرين الله كثيرًا والذَّاكرات حتَّى يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا".
? وقالَ عطاء: "من صلَّى الصَّلوات الخمس بحقوقها فهو داخلٌ في قول الله تَعَالَى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾
سُئِلَ الإمام المُبجّل عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-: ما العمل الَّذي يقوم به الإنسان ليكتب من الذَّاكرين لله عزَّ وجلَّ؟
فقالَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-: عليه أنْ يجتهد في العمل الصَّالح الَّذي شرعه الله، وليكون لسانه رطبًا من ذكر الله حتّى يُكتب من الذَّاكرين، يقولُ النَّبيصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سبق المفرّدون))، قالوا: يا رسول الله! ما المفردون؟ قالَ: ((الذَّاكرون الله كثيرًا والذَّاكرات))، ويقولُ الله جَلَّ وَعَلَا في كتابه العظيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾﴿الأحزاب: 41، 42﴾، ويقولُ جَلَّ وَعَلَا: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ﴾، إلى أنْ قالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾﴿الأحزاب: 35﴾.
إذا حافظ على طاعة الله ورسوله وترك ما حرّم الله ورسوله كانَ من الذَّاكرين والذَّاكرات، إذا حافظ على طاعة الله وأداء حقه وأشغل وقته ولسانه بذكر الله فهو من الذَّاكرين والذَّاكرات، والحمد لله، إذا أكثر من ذلك عن إخلاص لله لا عن رياء ولا سمعة، عن إخلاص لله، ورضا بما عنده، يكن من الذَّاكرين الله كثيرًا والذاكرات.اهـ.
ايات و احاديث نبوية شريفة في فضل الذكر:

قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } .
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } .
وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } .

وقال الله تعالى:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } .

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً، وَإِنْ أتَانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». متفق عليه.

وَعَنْ أبِي مُوسَى رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ». أخرجه البخاري.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ فَقَالَ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ المُفَرِّدُونَ» قَالُوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ الله! قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتُ». أخرجه مسلم.

وَعَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُنَبئُكُمْ بخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذهَب وَالوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ الله تَعَالَى». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أحْيَانِهِ. أخرجه مسلم.

القران الكريم و السنة النبوية الشريفة مليئة بما يدل على فضائل الذكر ، و لكني هنا ذكرت بعضا منها و اختمها بالحديث الذي يبين لنا ان الملائكة تحب مجالس الذكر و تحضرها و تحفها باجنحتها:
وعَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». أخرجه مسلم.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضُلاً يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِساً فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ». متفق عليه.

ياله من شرف و يا لها من بشرى اذا كان هذا كله بذكر الله فقط دون غيره من العبادات و الاعمال الصالحة فهل سنترك ذكر الله بعدها و هل هناك شئ يمنعنا من هذا الخير الكثير الذي هو من ايسر الامور و من اعظم القروبات و اجمل ما يحصل للانسان
هل هناك افضل او اروع من ان نذكر الله فنزيد حبا له و شوقا اليه و رغبة اليه و رهبة منه و فوق هذا تحفنا ملائكة الرحمة وتحضر مجالسنا؟
و الله اننا بعدها اذا تركنا ذكر الله اننا محرومون حقا
و الذكر له اقوال عدة عند سلفنا الصالح رضوان الله عليهم :
يقول فيه أبوبكر رضي الله عنه
وقال معاذ :ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله
وقال أبو الدرداء :لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل
وقال كعب : من أكثر ذكر الله بريء من النفاق
قال شيخ الإسلام :الذكر للقلب مثل الماء للسمك , فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟
وربما يأتي العبد يوم القيامة بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى
ولمّا شكا رجل إلى الحسن البصري ? رحمه الله ? قسوة قلبه قال :أذبهُ بالذكر
اخواتي الى هنا اصل الى نهاية مشواري معكن في هذه المقتطفات
و ارجو الله عز وجل ان يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات و اساله عز وجل ان ينير قلوبنا و يهديها الى ذكره و شكره و حسن عبادته
ما كان من كمال فهو من عند الله و ما كان من نقصان فمن نفسي و الشيطان
واخيرا و ليس اخرا انهي كلامي بما قاله ابن القيم:
قال ابن قيم الجوزية: (ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا تُرك صدىء، فإذا ذكر جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة، والذنب ؛ وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر. فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكماً على قلبه، وصدؤه بحسب غفلته. وإذا صدىء القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه ؛ فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، لأنه لمَّا تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ، واسودَّ، وركبه الرانُ فَسَدَ تصورُه وإدراكه فلا يقبل حقاً، ولا ينكر باطلاً، وهذا أعظم عقوباتِ القلب. وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره.
قال تعالى: {ولا تطعْ مَنْ أغفلْنا قلبَه عن ذكرِنا واتَّبَعَ هواه وكان أمرُهُ فُرُطاً} )
