و تركت صديقتي

افتقدت صديقتي منذ فترة ، حاولت الاتصال بها فإذا هي نائمة أو مشغولة

وإن هاتفتها حدثتني بشكل سريع ، أصبحت أعبث بأزرة الكيبورد علّني أجد إيميلاً لها لم أفتحه

،،

يااااااااااا إلهــــــي ما الذي حدث لهذه المخلوقة

أصبحت الأفكــــار تعصف في ذهني ذات اليمين وذات الشمال

ولم استبعد أن تجرفني الهواجس ونزغات الشيطان

كما جرف ( تسونامي ) قرى بأكملها

ربــــــــــــــــاااااااااااااااه ما الذي حدث ، رحماك بها ربي

ها قد انتهت الامتحانات ، ومع ذلك لا أثر لحبيبة قلبي ، وتوأم روحي

ماالذي تراه أبعد أخيتي عني ؟؟

لا شك أنه أمر عظيم وخطب جلل !!!! و إلا فإني وإياها لم نتعود على

أن تنقطع أخبارنا عن بعضنا كل هذه الفترة ( ثلاثة أسابيع ) أحسست بأنها دهر

هل سافرت بعد الامتحانات ؟

هل حدث لها مكروه ؟ يارب تحفظها من كل سوء

يجب أن أقطع الشك باليقين

قمت من مكاني مفزوعة ، كأنما لدغتني عقرب

وبدأت أصابعي بالضغط على الرقم الذي حفظته ، وبأمكاني الاتصال به وأنا مغمضة العينين

( 46***********)

ها هو الهاتف يرن

السلام عليكم ،، هل ....... موجودة ؟

نعم ، انتظري لحظات كي أُناديها لكِ

نعـــــــــــــــــــم ،

لا تصدقون مالذي شعرت به حين سماعي لصوتها المبحوح ، حتى كلمة نعم اشتقت إليها من تلك الغالية

هل ما زلت على قيد الحياة ؟ أين أنتِ يا .............. ، عسى ما شر ؟

أبداً عزيزتي ، لاشيء هنالك يقلق ، فأنا وأهلي والحمدلله بأتم الصحة والعافية

إذاً ، انشغلتِ بالتجهيز لعيد الأضحى ؟

هههههه ، هل تعلمين إلى الآن لم اشتري حاجيات العيد !!!!!!!! ليس لدي وقت للذهاب للسوق

فغرت فاهي متعجبة ،، وما الذي يشغلكِ ونحن في إجازة ؟

كما تعلمين بدأ برنامج ( ستار أكاديمي ) ولا أجد وقتاً للقيام بباقي أموري

أنتِ الآن تلومينني ، ولكن صدقيني ما أن تشاهديه فلن تتركي دقيقة واحدة تذهب دون مشاهدتها

ألم تشاهديهم وهم يصلون ؟

كم هو منظر جميل ورائع !!!!! ولم تشاهدي ذا.... وبدأت تتكلم دون أن تتوقف

يكفي قفي يا صديقتي الغالية ، قفي يا مهجة فؤادي قفي أرجوكِ

قفي يكفي طعناً في فؤادي الجريح

شغلت فكري بكِ ، وشغلت فكركِ ووقتكِ بأناس اتخذتيهم أصدقاء بدلاً عني



يكفيك ضرباً بأسواط كلماتكِ التي أثقلت ظهري

تلهفت لمعرفة جدولكِ في هذه الأسابيع ، وكيف نكون أنا وأنتِ وباقي الشلة أكثر قرباً من الله في هذه الأيام المباركة

ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب

عرفت الآن ما الذي شغلكِ عني

مع السلامة ، فقط أحببت أن أطمأن عليكِ

مع السلامة ( خلينا نسمع صوتك ) قالتها وأنا أعدها بألا تسمع صوتي

أغلقت سماعة الهاتف و العبرة تكاد تخنقني

توجهت مسرعة كي أقتل العبرة قبل أن أغرق بها

فليس هناك من يستحق أن تنزل من أجله دمعة

استخسرت أن تنزل دمعة من أجل غاليتي ، لأنها لم تستخسر دقيقة من أجلي

فضلت طلاب وطالبات الأكاديمية الفضائحية

فضلتهم عليّ

وأنا كنت أفضلها على الجميع

غسلت وجهي بماء بارد ، لا يقل برودة من مشاعر صديقتي

صحيح أن الشتاء هذا العام بارد ، لكن لم أتوقع أن تتجمد مشاعر الآخرين تجاهنا

والسبب هو انشغال من كن لي بمثابة أخواتي

وانشغالهن بماذا ؟؟؟؟ بتفاهة

تفاهة عقول ترى هذا البرنامج وما يشابهه قبل أن تكون تفاهة القائمين عليه

حقاً اكتشفت أن صديقاتي غبيات

غبيات لأنهن أطعن الشيطان

اتفقت وإياهن على سماع كلام معلمتنا وأن نكون (طالبات مميزات ) كما أرادت

ليس معنى أن نكون بعيدات عن بعضنا وعن معلمتنا أن نكون عوناً للشيطان

عاد ذلك الإعصار كما بدأ وبدأت تلك الأفكار بالعودة

ولكن



لماذا أدع هذه الأفكار تنهش بقايا عقل ،ذهب معظمه من هول ما يراه

في عالم بين طرفي نقيض

طرف يرى الجهاد فرض عين ، واجب على شاب وشابة فقتل وخرب وطنه بيديه وقتل أهله قبل أن يقتل أعداءه، أو من يظن أنهم أعداؤه

وطرف ثانٍ غرق في ملذات الدنيا ، وتسمّر أمام شاشات الفضائيات فعليها يصحو وعليها مسك ختام قبل المنام ، شباب وشابات يتسكعون في الأسواق يلبسون كل ما هو غريب ، ويتحججون بالمدنية والحرية

وما علموا أنهم كالطرف الأول ليسوا أقل خطورة

أما من بقي ، ومن سلمه الله من الطرفين ، فهو مشتت الجهود بين دعوة هؤلاء إلى جادة الصواب

والرجوع إلى الحق ، والالتفات حول ولاة الأمر وتوحيد الجهود

ودعوة أولئك للبعد عن زخرف الدنيا ، وعدم الانغماس في الشهوات

لأن ما عند الله خير وأبقى

و أنا أترك صديقتي بسبب



برنامج تافه ،، قد يتحجج البعض ويقول ما هكذا تورد الأبل ،، وعليكِ بالمناصحة

والدعوة بالتي هي أحسن ، والدعاء لها

نعم أتركها ،، وأنا أتشوق للمدرسة ،، وبعض الأحيان أتمنى غير ذلك

أتمنى أن أرى صديقتي لأبدأ معها المشوار من جديد

وأتمنى ألا تعود لأن صديقتي ضعيفة الشخصية فما أن تسمع الهرج والمرج في المدرسة

حول ذلك البرنامج حتى تذهب جهودي أدراج الرياح



صديقتي فقط أقول لكِ

دعي الشيطان للشياطين

وابتعدي عن أكاديميته

لو كان هناك حريق بالقرب منكِ فما تراكِ تفعلين ؟



فليكن هروبكِ من تلك البرامج الساقطة كهروبكِ من ذلك الحريق

هذا ما أحدثه برنامج ، فكيف ببقية ما يعرض ؟
برنامج أبعد أناس عن ربهم وشرعهم ، ومن ثم ابتعدوا عن أهلهم وأحبابهم
نسأل الله السلامة


كتبته : محطات الخير









محطات .. نقف عندها .. نلتقط أنفاسنا.. لنعاود المسيرمعاً.. يداً بيد .. نحو الدعوة إلى الله