قصة من إنتاج (أفكر فيك ) و (بسمة الأمل)
شكر خاص لكل من شاركوا في إنجاح هذه التجربة الفريدة
____________________________________________________________
و عاد القلب ... ينبض ____________________________________________________________
____________________________________________________________
تنهدت شابة حسناء و هي ترقب صورتها على صفحة الماء البراقة....
بينما الشمس تغازل ظلامات الدجى....بشعاع تتبعه الإشراقة...
لم كل هذا العذاب و القهر...
أخذت تخاطب نفسها باستغراب يخالطه إحساس بالضجر...
تسائلت ..مالذي جعل الجميع يبتعد عني..
جميلة رقيقة لطيفة ناعمة ....قالنها بنوع من الغرور والإعجاب
أمسكت خصلة من شعرها الكستنائي..وبدأت تنظر إليها بنوع من التأمل و التكبر..إلا أن العبوس ...والتشائم ..عاودها بشكل أكبر..
أمسكت حجرا وقذفته على صورتها المنعكسة!!! سحقاً !!!
نهضت من مكانها واتجهت إلى ذلك المنزل الكبير ..كانت تشتم كل ما تراه في تلك الحديقة ..أزهار ..أشجار ..حتى العصافير ...
قابلتها أختها الصغرى عند دخولها المنزل بابتسامه عطرية... تفوح منها البراءة الوردية ..فاكتفت ببتسامة صفراء مزدرية ..
اتجهت الحسناء إلى غرفتها ... وقبل الدخول تأكدت من أن أحدا لا يتبعها ..وبهدوووء فتحت الباب ودخلت الغرفة و توجهت نحو المرآة
تفحصت وجهها قليلا ..أخرجت تلك العلبة الوردية المليئة بالألون الهادئة والصارخة ..أمسكت طلاء الشفاة ..وقليلا منه هنا وهناك ...بدت كالمهرج الذي يستعد لمسرحية مضحكة ...وبعد أن إنتهت من لوحتها الفنية ..
إبتسمت وهي ترى وجهها في تلك المرآه ..
-آآآآآه ..كم أنا رائعة .....أيها الوجه الجميل ...من سواك يدخل البهجة في نفسي ..ويضفي على غرفتي لمسات جمالية
رمت بنفسها على فراشها الوثير ..و استسلمت لأفكارها الخيالية...
طرحت الأسئلة نفسها... و شغلت الذكريات عقلها ...يا ترى لماذا ليس لي أصدقاء .. أكن لهم الحب و الوفاء... لم كل هذا الجفاء؟؟؟
هل طلبت منهم الكثير ... ربما كان بعدهم لأنني وصفتهم بالغباء ...
لكنني لم أقصد جرح الإحساس... يا إلهي ...ماذا علي أن أفعل لأحظى بحب الناس....
دخلت أختها إلى غرفتها بهدوء... علها تحظى بابتسامة من أختها الجذابة
أحست بالفرحة تغمرها.. عندما بادلتها أختها بابتسامة خلابة....
أحست الكبرى بشيء غريب يجذبها نوع أختها ..ضمتها بقوة وأخذت في تقبيلها ..
فجأة !! طرحتها أرضاً وهي تصرخ غاضبة ...
أنظري!! أنظري ماذا فعلتي ...لقد إتسخ فستاني ..بسبب يديك القذرتين ..لا أدري متى ستتعلمين النظافة ..
لم تتمالك االصغيرة نفسها..وهي تنظر لشرر يتطاير من عيني أختها وأخذت تجهش بالبكاء ..
لم تتحمل بكاء الأطفال وقامت بطردها وإغلاق الباب مرة أخرى ..
لحظات..!!
عندها رن هاتفها الخاص ...
-ألو ..
-نعم ..
- ما عرفتيني!!
-لا ..
- أنا صديقتك (...) ..و لا نسيتي
-تذكرتك ..لكن غريبة متصلة
- لا أبدا ,,بس كنت بأعزمك على حفلة نجاحي ....وأنتي قمر الحفلة ولازم تجين .. - موافقة ..باي
رمت بالهاتف بعيدا وهي في فرحة بائنة..وأخيرا ..سوف أثبت أنني الأجمل والأروع ..و الفاتنة ...
خرجت مع السائق وحدها وبدون حياء إلى الأسواق و المحلات ...واشترت ما هب ودب من الملابس و العطورات..
رجعت تتأمل نفسها مرة أخرى في المرآة ...بلباسها المتكشف ..وهي تتمتم بكلمات ..
كلمات كبرياء ... كلها إعجاب بمظهرها الفتان البعيد عن الحياء
دخلت أختها عليها وقالت : أبهذا الفستان الخليع ستحضرين الحفل؟؟؟
صرخت الحسناء قائلة : هذا ما ينقصني ... رأي من طفلة!!
و خرجت بعد الساعة المحددة بساعة أو ساعتين.. لتثبت أنها الأفضل ... الأجمل .. الأروع
و بالطبع...الأكثر فتنة بين الحاضرين
أسعدها جدا حضورها متأخرة... ليراها أكبر عدد من الحضور شامخة متبخترة
تغزل خيوط الغرور بنظراتها الساحرة ... و تشغل نيران الأسى في القلوب العابرة..
تخيرت أحد الكراسي الفاخرة ...لتجلس بشموخ ..لا مبالية بمظهرها الخليع
تتأمل هنا و هناك ... تبحث عن صديقتها التي دعتها إلى ذلك لحفل ...
و بعد دقيقتين أو ثلاث من بدء الغناء و الرقص اشتعلت النيران في القاعة ....!!!!
علا الصراخ هنا وهناك.... لسعتها النار لسعة خفيفة ..شعرت ولأول مرة بالألم والخوف في آن واحد ..بدأت تنادي خادمتها ..أختها ..صديقتها ..لم يجبها أحد ..الكل يفر هاربا ..حاولت أن تنهض من مكانها إلا أنها لم تستطع ,,
و ما هي إلا لحظات حتى أخمدت النار ..و كان من حسن حظها أنه لم يكن سوى إلتماس بسيط ..
عادت الفتيات مرة أخرى يتفحصن أمتعتهن ....كل شيء سليم سوى ..!!!
سوى مسجل الأغاني وصور الفنانين التي كان ملصقة عليه فقد إحترق بالكامل
وفي وسط دهشة الفتيات !!
قامت صاحبة الحفل ..وأمسكت بالاقط ...وهي ضاحكة ...
- حسناً ....لنمسح من ذاكرتنا ما حدث ..ولنبدأ الحفلة من جديد ..سأغني لكم مارأيكم !!!
- جمييييييل ..قالها الجميع إلا واحدة .!!!
مازالت جالسة على كرسيها لم تتحرك ....تتساءل ..والدمع ينساب قطرة بعد قطرة
لماذا ..لم يسأل عني أحد ؟؟..لماذا أهملوني ؟؟ لماذا ..لم ينقذوني ..تفحصت يدها ..فأحست بالألم ..إنه من آثار تلك اللسعة,,..نعم النار!!..بدأت عجلت ذاكرتها تتحرك ..تذكرت !!
تذكرت صديقتها التي كانت تجلس بجانبها أيام الدراسة ..لقد كانت أجمل منها بكثير ..ومع ذلك محتشمة ورزينة متفوقة....لقد حدثتها مرة عن النار ..
ترمى بها كل فتاة عاصية ..كانت تعتقد أنها تغار منها ...لكن الآن بدأت الحقائق تتضح ..
و رحل بها الخيال إلى آفاق واسعة .. حتى أنها لم تعد تحس بما يحصل من حولها ...
أخذت تفكر و تفكر و تسترجع اللحظات التي أساءت فيها إلى من حولها .. أو أساءت في تنفيذ أوامر ربها ..أو أساءت إلى والديها .. و غيرها و غيرها من الأفعال ...التي لم تظن في يوم من الأيام أن تخطر لها على بال
و سالت دمعة حزينة لتستقر على يدها المصابة ... فنظرت و تأملت الجرح و أخذت تخاطب نفسها قائلة:
هل يعقل هذا ... لو أن النار لم تخمد لكانت قتلتني لا محالة ...
هل يعقل أن أحدا لم يفكر بي .. حتى أعز صديقاتي!!!!!
هل أنا سيئة لهذه الدرجة ؟؟؟
قالتها بحسرة و ندامة و لم تعرف ما هو التصرف الذي تتخذه في هذا الموقف ....سوى أنها ظلت صامته ..حتى إنتهت تلك الحفلة ...
خرجت بصمت ...!! ..لم تكلم أحدا ..لأن الجميع لم يكلمها ..بل عابوا صمتها ..وفسروه بالغرور ..لم تلتفت لهم ..و لم تبال بكلماتهم الجارحة
ركبت مع السائق ....دخلت المنزل في وقت متأخر من الليل ..صعدت إلى غرفتها ...فإذا بها تبصر ورقة قد عُلقت على باب الغرفة!! .....وبخط وردي متعرج (..أحبك يا أختي ..)
نظرت نظرة حب إلى الصغيرة التي نامت عند باب الغرفة ..وقد ملت من إنتظار أختها..
حملتها إلى غرفتها ..وطبعت على جبينها قبلة حارة
وفي اليوم التالي ...
جاءت الخادمة في عجلة ..تخبرها بأن شابة تنتظرها في صالة الإستقبال المخصصة للضيوف ...
وعندما تجهزت للإستقبال ..تفاجأت بأن الضيفة هي ...!!
لم تصدق عينيها .. هل هو حلم أم حقيقة .. هل يمكن أن تكون هي ... بعد كل ما فعلته معها و ما زالت ترغب برؤيتي.. أما كفاها الطريقة التي عاملتها بها ؟؟
وأشرقت أسارير وجهها بابتسامة أمل.. علها تصحح الخطأ الذي ارتكبته في حق صديقتها القديمة ..
فرحبت بها بحرارة .. و بادلتها صديقتها مشاعر السعادة باللقاء بعد طول الغياب
ثم وقع نظرها على جرح الشابة الحسناء فقالت:
- سلامات .. ما الذي جرى ليدك ؟؟
فقصت عليها القصة من الألف إلى الياء .. بكل أشجانها و مآسيها
و بينما هي منهمكة في سرد القصة المريرة شقت دمعة طريقها على خدها الحريري...
مسحت صديقتها دموعها و نظرت إليها نظرة صادقة ..و طلبت منها أن تثق بها و تصارحها بكل همومها
و منذ ذلك اللقاء بدء التغير يعتري تصرفاتها ..و لكن....!!!
صديقات السوء !!! ...حاولن تضليلها بكل الطرق ..أصبحن كالحاجز ..يمنعها من رؤية النور ...
فحينما رأين من التغيرات في تصرافتها ...أعلن حالات الطوارىء ..وقررن زيارتها ..لكي يثنينها عن قرارها ..
تجمعن عصرية أحد أيام الإجازة ..في منزلها ..وبعد التحيات والتبريكات قالت إحداهن ..
- ماهذا الذي نراه منك ...هل قررت أن تعودي إلى أيام عبلة وعنترة ..
ماهذا اللباس الفضفاض ...والأكمام الطويلة ..أهي آخر موضة في عالم الأزياء ..
-(أخرى) ..لا لأعتقد أن هناك موضة لم أعلم بها ..فأنا أتابعنهن أولا بأول ..ولم أرى في فيهن هذا اللباس ..
-(الأولى) أخشى أن تكوني قد خدعتي بتلك الـ(....) فقد رأيتها بالأمس خارجة من منزلك ..
-( أخرى) ..حقا!!ً ..كم أكرهها ..إنها في قمة الغرور والتبختر ..أحسدها على وجهها الجميل وبشرتها الصافية ..
(الأولى ) ..فعلا فأنا أرى في وجهها نوراً غريبا ..مع أنها لا تستخدم المكياج إلا نادراً..لا بد أن هناك سرا تخفيه ..
-(أخرى ) دعينا منها ..الآن ..ولن نرى مالذي جعل صاحبتنا تتغير بشكل مخيف
كل هذا والحسناء مازالت صامته..تستمع بصمت إلى مايدور في خلد صديقاتها
وبعد ما صمت الجميع ... رمتهم الحسناء بنظرة لم يعهدنها من قبل ...نظرة ساخرة معارضة
وقالت .. : بل أنتن اللاتي كنت أعتقد أنكن مميزات و ما تلبسون هو أجمل طراز ...و لكن ليس بعد الآن
و استأنفت قائلة: لقد وجدت نورا ينبثق من أعماق قلبي يهديني إلى الصواب و احزرن من أرشدني إلى هذه الحياة الهنيئة... إنها من كنتن تسخرن منها منذ برهة ... تتساءلن ما سبب النور الذي يشع من وجهها الملائكي... إنه نور الإسلام ...إنه النور الذي غير تاريخ البشرية ... و تتساءلن ما الذي غيرني !!.. انظرن من حولكن ... ماذا سيبقى لكن بعد الموت من هذه التحف الثمينة أو الملابس الفاخرة أو البيت الكبير .... لا شيء!! ..نعم لا شيء ... لن يبقى لكن شيء من متاع الدنيا .... لن يبقى سوى العمل الصالح
أتريدوني أن أعود كما كنت عاصية غير مبالية ... من أجل إرضائكن ...و من أنتن حتى أرضي أي واحدة منكن...
أين كنتن عندما كدت أن أكون هباء في تلك الحفلة التعيسة عندما اشتعلت النيران لولا أنها أخمدت بسرعة
هل ترون أثر هذا الجرح ... إنه من تلك النار التي اشتعلت ذاك اليوم ...و هي نار الدنيا و قد شعرت بالألم .. فما بالكم بنار الآخرة .. تلك النار التي أعدها الله لكل عاصية ... كما أني لم أرى واحدة منكن فكرت أن تبحث عني...أو تسأل عن مكان تواجدي ... وعندما وجدت صديقات مضيئات..أحلق معهن في عالم الطهر والعفاف فكرتم أن تسألوا عني ...لا محبة لي ..بل حسداً وغيظا من ذلك النور الذي بدأ يتسلل إلى أعماقي...
ثم .. ما هذا الكلام الذي أسمعه ازدراء بالملابس الإسلامية .. و هل الملابس المحتشمة تنقص من أناقة الفتاة شيئا ؟؟ ... بالعكس ... بل إنها تظهرها كجوهرة محفوظة مستترة ... تحفظ بريقها عن أعين الطامعين ... فرجاء إن كان مقصدكن تغييري وتبديلي ... فكونا على ثقة أنني لن أتغير...ولن أتبدل
تسمرت الفتيات في أماكنهن مندهشات بهذا الرد الحاسم الذي لم يعهدنه من هذه الفتاة الرقيقة المتغطرسة .. و غادرن في التو و اللحظة
تحولت الحسناء من تلك المتغطرسة المتكبرة ..إلى فتاة كلها حيوية و حب للحياة و إشراق دائم ..زادها جمالا على جمالها ..
كثرت صداقاتها و زاد محبيها ... و اكتشفت للحياة طعما جديدا لم تعرفه من قبل .. طعم أحلى من العسل ...إنه طعم السعادة
***النهاية***
أفكر فيك & بسمة الأمل

بسمة الأمل @bsm_alaml
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


yasmine
•
شكرا لك اخي افكر واختي بسمه فانا لم افعل شئ
والقصه رائعه وكم تمنيت لو طالت اكثر
ولكما كل تقديري
ومتظره القصه القادمه
:13:
والقصه رائعه وكم تمنيت لو طالت اكثر
ولكما كل تقديري
ومتظره القصه القادمه
:13:


بارقة أمل ... ياسمين ... ريــآالسنين
كلكم ذوق ..ما قصرتوا
أفكر فيك .. صدقني بالفعل الكلام اللي كتبته عن نفسك ينطبق عليك بكل معنى الكلمة ..بالفعل مبدع
شكرا لك
كلكم ذوق ..ما قصرتوا
أفكر فيك .. صدقني بالفعل الكلام اللي كتبته عن نفسك ينطبق عليك بكل معنى الكلمة ..بالفعل مبدع
شكرا لك
الصفحة الأخيرة
أختي بسمة أمل ..إن كان لي تعليق فسوف أقول ...كل الشكر لصاحبة الفكرة الأساسية بسمة أمل..
وأيضا كل الشكر للأخت ياسمين ....
كان بودي أن يشاركنا أكبر عدد من الأعضاء على شان نطلعها رواية ...لكن !!! الشكوى لله