

إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله و أن محمد عبده و رسوله
(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون)
لايخفى على إحدانا أن الحياة الزوجية شأنها شئن كل الأمور الدنيوية أحيانا نكون سعداء منسجمين و أحيانا تحدث مشاكل و مشادات سرعان ما تزول ما دامت المودة و الرحمة بيننا فعلى هذا الأساس ينبغي أن تنبني الحياة الزوجية
يقول الله تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً .
و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " المودة هي : المحبة ، والرحمة هي : الرأفة ، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها ، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد "
فالحمد لله الذي جعل بيننا المودة و الرحمة و خصنا بها و انظروا حال الشعوب الغير مسلمة و ما يشجر بين الأزواج من جرائم و مصائب تشيب الرأس فالأصل في الزوج أن يكون سكنا ولباسا وسترا وحضنا دافئا لزوجته و إذا أخطأت سامحها و إذا غضبت إسترضاها كما قال أبي الدرداء رضي الله عنه إذ قال لامرأته: إذا رأيتك غضبت ترضيتك وإذا رأيتني غضبت فترضيني وإلا لم نصطحب ! . ، والأصل في الزوجة أن تكون فراشا لزوجها وسكينة وسكنا له ولباسا وحضنا دافئ له. و إذا غاب الزوج أحست الزوجة بأنها فقدت أحب الناس إليها وإذا رأته أخطأ في حقها عفت و إذا رأته غاضبا سكتت حتى يتجاوزا الموقف و كذلك بالنسبة للزوج فهذا عين العقل و عين الحب و هذه هي المودة و الرحمة.
و نحن معشر النساء كما لنا حقوق نطالب بها فإن علينا واجبات مطالبات بتأديتها و قد قال رسولنا صلوات ربي و سلامه عليه في حجة الوداع مخاطبا الأزواج: عن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوانٍ ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن لكم من نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن .
رواه الترمذي ( 1163 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجه ( 1851 ) .
و لكن تجد الكثيرات إلا من رحم ربك تطلب دون أن تعطي و لو تأخرت الإستجابة لطلبها تنسى كل طيب لزوجها
و تحضرني هنا قصة شهيرة لإمرأة تسمى اعتماد الرميكية كانت جارية فأعجب بها المعتمد فاشتراها من سيدها وأعتقها ثم تزوجها كانت تحتل مكانة كبيرة عنده وكانت تسرف في دلالها على المعتمد من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض ، ومن ذلك أيضا أنها رأت فلاحات يمشين في الطين في يوم مطر وهن يتغنين فرحات ، فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طين من الطيب فسحقت أخلاط منه وذرت بها ساحة القصر ، ثم صب ماء الورد على أخلاط المسك وعجنت بالأيدي حتى عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم تر خيرا منه قط ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟
و من منا أخواتي الحبيبات و يا أيتها الزوجات الكريمات لم تقع في مثل هذا إلا من رحم ربي ووجب على احدانا ان تضع نصب عينيها حديث نبينا صلوات ربي و سلامه عليه إذ قال ذاكرا للسبب الأكبر المفضي للنساء إلى النار وهو مدار حديثي إليكن غالياتي إذ قال صلوات ربي و سلامه عليه:. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط". متفق عليه.
و المتأملة منا لهذا الحديث العظيم يتبين لها أن مدار الشر كله بالنسبة للزوجة يتعلق بإخلالها بحقوق زوجها عليها و هضم فضله و كفران ما بذله لها ،.

أخياتي أحبكن في الله فلا تدعن الشيطان وأعوانه من دعاة الفتنة يضيعون علينا الفرصة و يجعلوننا ممن يكفرن العشير فهيا نطبق معا هذه الأمور لعل الله ينفعني و إياكن بها:
• التوبة عن ما مضى : التوبة عن ما بدر منا في الماضي من جحود و إنكار لفضل الزوج فكما تعرفون هذا أمر نقع فيه جميعنا مهم كانت درجة علمنا إلا من رحم ربك و الله المستعان
• أن نعود أنفسنا و نربيها على الإحسان للزوج و مجاهدتها على ترك الجحود
• شكر الزواج على ما استحسنته منه وقد روى أ حمد من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة ورواه أيضا بلفظ آخر ( إن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس ) .
• قابلي ما ترينه سيئا في طباع زوجك بالصبر و الإحسان
• إبتعدي عن كثرة المراء فرسول الله صلوات ربي و سلامه عليه يقول ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا) .
• لا تنصاعي للشيطان و دعاة الفتنة كالمسلسلات و الأفلام فتهدمي بيتك بيدك فنحن مؤمنات لا نسمع إلا لما قال الله و قال الرسول و ما فعله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعون رضي الله عنهم أجمعين .
و العاقلة الفاهمة التي تضع نصب عينيها ما ذكره رسولنا الأمين في حديث عظيم جمع مفاتح الخير للمرأة و ذلك في قوله صلى الله عليه و سلم: عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير.
و معنى هذا الحديث واضح فلم نطالَب بقيام و لا جهاد ولكن إذا حافظت المرأة على صيام رمضان، وأداء الصلوات الخمس المفروضات، وأطاعت زوجها فيما ليس فيه معصية، وحصنت فرجها من الحرام دخلت الجنة من أي الأبواب شائت فهذه الجنة قد تزينت لنا كما تزينت للرجال فكيف نفرط فيها ؟؟؟؟؟
ختاما حبيباتي إني أحبكن في الله و أسأل الله أن يعيننا و يوفقنا لبلوغ جنته و يجمعني بكن في الفردوس الأعلى بمنه و كرمه و هو أرحم الراحمين .
موضوع قيم جداً
وما أكثرهن في هذا الزمان مكفرات العشير نسأل الله السلامة والمعافاة الدائمة.