الامــيــرة01 @alamyr01
عضوة مميزة
يأجوج ومأجوج
ورد ذكر " يأجوج ومأجوج " في القرآن الكريم في قوله تعالى:
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً ... } ..... ( الكهف: 93 وما بعدها ).
وهذه الآيات تبين لنا كيف كان " يأجوج " و" مأجوج " في قديم الزمان أهل فساد وشر وقوة لا يصدّهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم ، حتى قدم الملك الصالح ذو القرنين ، فاشتكى له أهل تلك البلاد ما يلقون من شرهم ، وطلبوا منه أن يبني بينهم وبين " يأجوج ومأجوج " سدّاً يحميهم منهم ، فأجابهم إلى طلبهم ، وأقام سداً منيعاً من قطع الحديد بين جبلين عظيمين ، وأذاب النحاس عليه ، حتى أصبح أشدّ تماسكاً ، فحصرهم بذلك السد واندفع شرهم عن البلاد والعباد.
وقد تضمنت الآيات السابقة إشارة جلية إلى أن بقاء " يأجوج " و" مأجوج " محصورين بالسد إنما هو إلى وقت معلوم:
{ ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ } ..... ( الكهف: 98 ).
وهذا الوقت هو ما أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه ، من أن خروجهم يكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة.
كما ورد ذكر " يأجوج " و" مأجوج " أيضاً في موضع آخر من القرآن يبين كثرتهم وسرعة خروجهم وذلك في قوله تعالى:
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } ..... (الأنبياء: 96 ).
ذكر يأجوج ومأجوج في الحديث النبوي:
رسمت الأحاديث النبوية ملامح أكثر وضوحاً عن عالم " يأجوج " و" مأجوج " وكشفت عن كثير من نواحي الغموض فيهم ، فبنيت أن لديهم نظاماً وقائداً يحتكمون لرأيه ، وأن السد الذي حصرهم به ذو القرنين ما زال قائماً ، وأنه يمنعهم من تحقيق مطامعهم في غزو الأرض وإفسادها ، ولذا فمن حرصهم على هدمه يخرجون كل صباح لحفر هذا السد ، حتى إذا قاربوا هدمه أخروا الحفر إلى اليوم التالي ، فيأتون إليه وقد أعاده الله أقوى مما كان ، فإذا أذن الله بخروجهم حفروا حتى إذا قاربوا على الانتهاء قال لهم أميرهم: ارجعوا إليه غدا فستحفرونه - إن شاء الله - فيرجعون إليه وهو على حاله حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس فيشربون مياه الأنهار ، ويمرون على بحيرة طبرية فيشربها أولهم ، فيأتي آخرهم فيقول: لقد كان هنا ماء !! ويتحصن الناس خوفاً منهم ، وعندئذ يزداد غرورهم ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها آثار الدم فتنةً من الله وبلاءً ، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا أهل السماء ، فيرسل الله عليهم دوداً يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم ، فيصبحون طعاماً لدواب الأرض حتى تسمن من كثرة لحومهم.
( كما روى ذلك ابن ماجة في سننه ).
وقد دلت الأحاديث على أن الزمان الذي يخرجون فيه يملكون أسباب القوة ويتفوقون فيها على سائر الناس ، وذلك إما لكونهم متقدمين عسكرياً ووصلوا إلى تقنيات تمكنهم من إبادة غيرهم والسيطرة على بلادهم ، وإما لأن زمن خروجهم يكون بعد زوال هذه الحضارة المادية ، ورجوع الناس إلى القتال بالوسائل البدائية والتقليدية ، ويؤكد ذلك ما ورد عند ابن
ورد في بعض الروايات من أن المسلمين سيوقدون من أقواس وسهام وتروس " يأجوج ومأجوج " سبع سنين.
( كما عند ابن ماجة وغيره ).
كما بينت الأحاديث بعض صفاتهم الخلْقية:
" وأنهم عراض الوجوه ، صغار العيون ، شقر الشعور ، وجوهم مدورة كالتروس " ..... ( رواه أحمد ).
وبينت أيضاً مدى كفرهم ، وعنادهم وأنهم أكثر أهل النار ، ففي الحديث:
" أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار ، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، ففزع الصحابة - رضي الله عنهم - وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال - عليه الصلاة والسلام- : ( أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً ) " ..... ( رواه البخاري ).
وبينت الأحاديث كذلك أن خروجهم سيكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة ، وفي وقت يغلب على أهله الشر والفساد ، قال - صلى الله عليه وسلم - :
" لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج .. " ..... ( رواه أبو داود ).
وعندما دخل - صلى الله عليه وسلم - على زوجته زينب بنت جحش - رضي الله عنها - فزعاً وهو يقول:
" لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من سدِّ " يأجوج ومأجوج " مثل هذه ، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث " ..... ( رواه البخاري ).
أما ترتيب خروجهم ضمن أشراط الساعة الكبرى:
فقد دلت الأحاديث على أن الدجال عندما يخرج ، ينزل المسيح عليه السلام بعده ، ثم يخرج يأجوج ومأجوج ، فيأمر الله عيسى - عليه السلام - ألا يقاتلهم ، بل يتوجه بمن معه من المؤمنين إلى جبل الطور ، فيحصرون هناك ، ويبلغ بهم الجوع مبلغا عظيماً ، فيدعون الله حينئذ أن يدفع عنهم شرهم فيرسل الله عليهم الدود في رقابهم فيصبحون قتلى كموت نفس واحدة ، وتمتلئ الأرض من نتن ريحهم ، فيرسل الله طيراً كأعناق الإبل فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله. ويأمن الناس وتخرج الأرض بركتها وثمرتها ، حتى تأكل الجماعة من الناس الرمانة الواحدة ، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة في المرة الواحدة.
ويحج المسلمون إلى البيت بعد هلاكهم ، كما في الحديث:
" ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج "..... ( رواه البخاري ).
( عن: الإسلام ويب )
6
548
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الذبيانية
•
الصفحة الأخيرة