ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الحمد لله الولي الحميد ، الواسع المجيد ، المطلع على
خفايا الأمور وأسرار العبيد .
وأشهـــد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نديد ،
وأشـهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المقتفى ،
ونبيه المجتبى . اللهم صل وسلم عــلى نبينــا محمــد
وعلى آله الشرفاء ، وأصحابه البررة النجبا ، وعلى
من بهديه اقتدى . أما بعد :
أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُـمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيــماً )
الأحزاب 70 -71 ، لقد أمركم الله فـي هذه الآية بتقواه
وبالقول السديد ، ووعدكم عــلـى ذلك المغفرة وإصلاح
الأحوال والتوفيق والتسديد . فمـــن اتقاه بفعل الأوامر
واجتناب النواهي فقد فاز فوزا عظيما ، ومـــــن ضيـع
تقواه واتبع هواه بغير هدى من الله أعد لـه عذابا أليما
ومن استقام على التقوى ولزم في منطقه القول السديد
هدي إلى الطيب من القول وإلى صراط الحميد .
لقـد رتب الله على هذين الأمرين خير الدنيا والآخرة ،
وأنعم على من قام بهما بالنعم الباطنة والظاهرة .
مـن اتقى الله وأعمل لسانه بذكر الله ، واستعمل الخلق
الجميل مع عباد الله جعل الله لـه من كل هم فرجا ومن
كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب . ومن
اتقى الله ولزم القول السديد يسره الله لليسرى ،وجنبه
السوء والعسرى ، وغفر لـــه فـــي الآخرة والأولى .
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً )
الطلاق 5 .
من اتقى الله زاده الله علما وفرقانا ،وملأ قلبه طمأنينة
إليه وثقة به وأمنا وإيمانا ، وأسبغ عليه آلاءه فضلا
منه وإحسانا .
كيف يكون متقيا لله مـــن أهمل فرائض الله وضيعها ،
وتجرأ على محارمه وانتهكها ؟
كيف يكون متقيا مـن تجرأ على الربا والغش والبخس
وأكل الحرام ، وأطلق لسانه فــــي الغيبة والنميمة
والكذب والآثام ؟
كيف يكون متقيا من لا يخفى له طمع إلا خانه ، ومـن
لا يراعي العهود ويؤدى الأمانة ؟ لقـد عرضت الأمانة
التــي هــي القيام بحقوق الله وحقوق خلقــــه عـلـــى
السمــــاوات و الأرض و الجبــــال فأبين أن يحملنهــا
وأشفقن من هذه الحال ، وطلبن العافية وتضرعن إلى
ذي العظمة والجلال ، وحملها الإنســـان علــى ظلمه
وجهله ، وتلقى ما فيها من الأوامر والأثقال . فمنهـم
من سعد بحملها وبلغ بالقيام بها الآمال ، ومنهم من
ضيعها فباء بالخسران والنكال .
أعانني الله وإياكــم علـــى القيام بالواجبات والسنن ،
وهدانا إلـى أقوم طريق وأوضح سنن ، وأعاذنا مــن
مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن . ...
المصدر كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ( ص : 181)
للشيخ : عبد الرحمن السعدي

الاناقه فن @alanakh_fn
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عاشقة الحرمين11
•

الصفحة الأخيرة