ربما لم يعرف البعض من هي زوجة موسى المؤمنة ..
التي ساندته في مراحل تبليغ الرسالة ..
إنها تدعى ( صفورا) ..
ولاجتماعها بموسى حكاية !وتبدأ سطور حكايتها ..
عندما التجأ موسى إلى مدين هارباً من بطش فرعون ..
فهلم معي لنعيش هذه السطور :
***
جلس موسى ليرتاح ويلتقط أنفاسه
قرب عين ماء في مدين !
وشاهد الرجال يتزاحمون على الماء ليسقوا أغنامهم
وهناك بعيداً وقفت امرأتان تدفعان قطيعهما بعيداً عن الماءحتى يخلو المكان ..
فسارع موسى إلى مساعدتهما -وهو المعروف بقوته -
فسقى لهما ثم عاد إلى الظل ليستريح
****
وهناك في الدار كان يعيش شيخ كبير
وهو أبو الفتاتين..
ويدعى ( شعيب )
وهو ليس النبي شعيب ولكنه رجل صالح تقي !عجب شعيباً من سرعة عودة ابنتيه ، فأخبرتاه بالقصة !
فأعجب بنخوة موسى !
وطلب أن يراه..ذهبت إحدى ابنتيه
وهي ( صفورا) تستدعيه على استحياء
وقالت :
( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا )
****
واستمع شعيب لحديث موسى ..
ثم طمأنه بقوله :
( لاتخف نجوت من القوم الظالمين ) .
هنا طلبت صفورا من أبيها أن يستأجره فهو قوي أمين
فسألها : عرفت قوته في سقي الغنم ،فما أدراك بأمانته ؟
قالت :
عندما طلبت منه الحضور كنت أسير أمامه لأدليه ،
وهو خلفي ، فهبت ريح أخذت تعبث بثيابي فقال لي :سأسير أمامك وسيري خلفي ،
ودليني على الطريق
****
وتزوج موسى من صفورا
بناء على عهد بينه وبين أبيها ومكث هناك عشر سنوات ..
ثم عاد موسى مع زوجته التي كانت على وشك الوضع
ومع قطيع أغنامه عبر سيناء
****
أرخى الليل سدوله ..
واشتدت وطأة البرد ،
وبرقت السماء وأرعدت..
وأطبقت الوحشة على الصحراء المترامية ، وكانت الحاجة على أشدها في وجود ناسٍ قربهم !
في ساعات الولادة!
****
وفجأة !
ومن بعيد لمح موسى نوراً يلوح
من الجانب الأيمن من جبل الطور ..
فاستأنس وقال لزوجه :
( إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى )
****
ولم تكن تلك ناراً...
بل نور مقدس غمر المكان..
وأضاء..
ومن هناك من تلك البقعة المباركة المتلألئةبالأنوار القدسية العظيمة!
كلم الله تبارك وتعالى عبده موسى ،
وشرفه بتكليف الرسالة وكان ذلك بداية مرحلة جديدة
في حياة تلك الزوجة المؤمنة ..
حيث وقفت إلى جانبه فكانت قلباً دافئاً ، ونصيراً ،
وملاذاًفي مراحل تبليغه رسالة الحق إلى فرعون وقومه .
حتى ظهر أمر الله وخسر الكافرون.
طرح رائع وقيم الله يوفقك ويسعدك .