ياأيها الغائب جسدا الحاضر روحا

آه يا حبيبي .
ياصاحب القلب الكبير .
ياصاحب الخلق العظيم .
يا أطهر خلق الله .
ياحبيبا كاد يقتل روحه ألما لكي تهتدى قلوب الضآلين.
ياأيها الغائب جسدا الحاضر روحا .
يارحمة الله على أرضه، يارسول الله - صلى الله عليك وملائكته وخلقه أجمعين - ، كنت تمسح دمك بيديك الشريفتين وأنت تقول ( اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون).
أكاد أرى بعين قلبي دمعك الطاهر منسدلا وأنت تستند على الحائط وقدميك الشريفتين تنزفان ، وأستشعر كلماتك تتردد فى صدري وهى تئن : (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ،ولكن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك).
ياليتني زيد لأزد عنك حجارة البغي من أفواه الكفرة الفجرة ، لكنني الآن يا من أنت أعز علي من نفسي ومن روحى ومن ولدي ومن وطني أسمع ما يقولونه عنك ولا أجد من يزد عنك ، ولا أملك وأنا الضعيفة العاجزة إلا دموعا فاضت من روحي وتتألم لها كل ضلوعي.
لقد عفوت ياسيدي عمن أرادوا قتلك بحب وتسامح لكن هذا لأنك ...أنت ، أما الآن وأنت فى قبرك الشريف، فليس لأمتك الحق فى التسامح مع من حاولوا النيل منك ، لقد جآءتهم الفرصة ليتحدوا على قلب رجل واحد ويزودوا عن نبيهم .
إنني أقاطع منتجاتهم ، أدعوا عليهم ليل نهار بقلب محترق ، أتمسك بسنتك نصرة لك ، لكن فى النهاية أرتمى لأضم قلبي ودموعي ، ولا أجد سوى هذه الكلمات النازفة ...فهل من مجيب؟!