من اروع ماقرأت للاخت لطيفة العمير
.
في زيارتي الأخيرة لمكة المكرمة صادف أن يكون موعد خروجنا منها أول الصباح وعليه كان طواف الوداع بعد صلاة الفجر مباشرة .. المطاف مكتظ بالمصلين الرجال ، والنساء قلة تكاد تُعد! بدأت شوطي الأول أراقب النساء كي أدخل في مجموعاتهن .. وأحس بوحشة الوحدة رغم أن بيني وبين الطائفين مساحة كافية كي تبددها .. بعد بضع خطوات فجأة شعرت بدفء كف على ظهري ممسكة بعباءتي .. التفت وبشّ البِشر من وجهها .. كانت امرأة "تركية" دخلت المطاف و شعرت بما وجدت جراء قلة النساء في المكان بعد الصلاة .. امسكتها وكلتانا لا تفقه لغة الأخرى ولا تدرك شيئا غير بعض الاشارات .. وابتدأت أشواطنا السبعة .. كفي بكفها ندعوا، نسبح ، نرتل ، و نتأمل المطاف الذي امتلأ بالنساء وما تفارقت كفينا .. في الشوط السادس أشرت لها أن النهاية على بعد شوط .. فرفعت "خاتم التسبيح" وأرتني الرقم فيه .. كانت تعد . تأكدنا من عدد أشواطنا وأكملنا الأخير .. اتجهت معها نحو المسعى .. أشرت لي حينها بما يعني "ستسعين"؟ وأشرت لها بخروجي .. بتلقائية الأصحاب فتحت حقيبتها واخرجت كيسا صغيرا فيه "مكسرات وحلوى" واعطتني اياه وابتسمت ابتسامة الرضا ..وهي تتمتم بكلام لا أعيه .. ضممتها وهمست يارب جمع الجنة .. قالت " الجنا الجنا " ورفعت سبباتها للسماء:' كانت الجنة هي الكلمة الوحيدة التي فهمناها صوتا ولغة : " ثم افترقنا .. يارب جمع الجنة ولقاء الجنة ..:"
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الجيل الجديد .
•
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه. .
الصفحة الأخيرة