السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيفكم صبايا
والله انا متورطه وابي فزعتكم :44: قلت مالي الا بنات حواء الجميلات العسولات المزيونات يساعدوني > ما تتمصلح ابد :hahaha:
محتاجه موضوع عن النظام الاسلامي اي شي يخص النظام الاسلامي وخصائصه
اللي عندها اي خلفيه ياريت تفيدني وتحط لي الرابط علشان استفيد منه
الله يسعد من ترد علي وتساعدني
ويااااارب تتزوج كل وحدة دخلت موضوعي وساعدتني :icon28: >> اللحين كل وحدة بترد عشان هالدعوة :S_45: امززح :biggrin2:
يارب محد يسحب علي :29::icon33:

يارا الرياض @yara_alryad
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



لولي الحلوة
الله يحقق اللي ببالك يا بطه:26:
الشهد
من جميع النواحي اي شي يخص النظام الاسلامي:26:
ام روان
الله يرفع قدرك يا شيخه:26:
مرررررة شكرا انكم ما سحبتو علي :biggrin2:
الله يحقق اللي ببالك يا بطه:26:
الشهد
من جميع النواحي اي شي يخص النظام الاسلامي:26:
ام روان
الله يرفع قدرك يا شيخه:26:
مرررررة شكرا انكم ما سحبتو علي :biggrin2:

سويت بحث وهذا اللي طلع لي وإن شاء الله يفيدك
مفهوم النظام اصطلاحا : مجموعة من القواعد والأحكام المتنافسة المترتبة والمتفاعلة فيما بينها
مفهوم النظام لغة : التأليف والجمع والاتساق فهي كلمة تطلق على كل شيء فيه الترتيب
النظام الإسلامي : مجموعة من الأحكام والقواعد التي شرعها الله تعالى لتنظيم أعمال الناس المتعددة
خصائص النظام الإسلامي : 1. الربانية : أي أن مصدره من وحي الله تعالى إلى خاتم رسله
ومتازة هذه الخاصية بعدة مزايا 1. خلوه من التناقض 2. خلوه من التناقض والجهل والهوى والتحيز والظلم 3. الرضا بالانقياد له فما دام هذا النظام من الله تعالى
2. الشمول : فالنظام الإسلامي يعالج شؤون الحياة جمعها فهو الضابط للسلوك في مختلف الميادين
3. التوازن : ويراد به التعادل بين طرفين أو متضادين بحيث لا يأخذ أحد الطرفين غير حقه
نماذج التوازن في الإسلام : 1. في مجال العبادات . فالإسلام يكلف المسلم بأداء شعائر تعبدية كصلوات الخمس 2. في التشريع الاقتصادي : تلتقي الفردية والجماعية في صورة رائعة تتوازن فيها مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة
********************
حقوق الأفراد في النظام الإسلامي
* هاشم ناصر الموسوي
لقد ثبّت النظام الإسلامي الحقوق والحريّات للأفراد في المجتمع الإسلامي، وفي ظلّ الدولة الإسلامية، وألزمها بتلك الحقوق، وتوفيرها.
فلقد كرَّم الله سبحانه الإنسان، وسخّر له ما في الكون والطبيعة، ووهبه الحقوق الطبيعية التي توفّر له كرامته، وتحقّق له الحياة الكريمة. قال تعالى :( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً).
وفيما يلي نعرَّف بالحقوق الأساسية للإنسان في الشريعة الإسلامية. وهي الحقوق التي لم يمنح أي قانون أو نظام بشري الإنسان مثلها، فهي :
1- حق الحياة والأمن الشخصي: فلكلّ انسان وجد على هذه الأرض حق الحياة، والتمتّع بطيّبانها بأمن وسلام، وليس من حقّ أحد أن يهدد وجوده، أو أمنه، أو حياته وما يتعّلق به، بأي لون من ألوان الخطر، أو الرعب، أو الإرهاب، أو الإخافة. قال تعالى: ( فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). وقد جمع الرسول (ص) مبادى الأمن والسلام الإجتماعي التي يجب أن يتمتّع بها الإنسان بقوله : " كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
فللإنسان حقّ الحياة، والأمن على نفسه، وماله، وعرضه، وما يتعلّق به. ويحمي القانون الإسلامي والدولة الإسلامية هذه الحقوق جميعها.
2- حق الدفاع: ويتفرع عن حقّ الحياة والأمن، حقّ الدفاع عن النفس والمال والعرض والكرامة والعقيدة. فاذا وقع اعتداء على إنسان، فمن حقّ الإنسان أن يدفع ذلك العدوان بالمثل، أو يدفع الخطر الموجّه ضدّه: دون أن يتحمّل أية مسؤولية شرعية جرّاء ما يقع على المعتدي من ضرر بسبب ذلك الدفاع، مالم يتجاوز في دفاعه الحدّ اللازم للدفاع.
قال تعالى يصف المؤمنين في موضع الدفاع بقوله : (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) (الشورى/39).
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ...) (الشورى/42).
(وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ) (الشورى /41).
وهكذا يثبت القرآن حقّ الدفاع لمن ظُلم، أو بُغي عليه.
والدولة والهيأة الإجتماعية مسؤولتان عن حماية هذا الحق للأفراد.
3- حق الترافع أمام القضاء: قال تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (النساء/65).
لقد أعطى الإسلام كل ذي حقّ الحقّ في الترافع أمام القضاء، وإقامة الدعوى، لإعادة حقّه اليه، ودفع الظلم عنه، والاقتصاص من المعتدي، وبغض النظر عن مكانة المدعي، أو المدعى عليه، بل ومن حق الفرد أن يقيم الدعوى على الدولة، إذا ما تجاوزت على حقوقه، كما من حق كل مُتّهم أن يدافع عن نفسه أمام القضاء، ويجب على القضاء أن يستمع إلى دفاعه.
4- حق الضمان المعاشي: قال الله تعالى لآدم (ع) موضحاً له حقه المعاشي بقوله : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى) (طه/118-119).
فقد ثبتت هذه الآية الكريمة حقوق الإنسان المعاشية التي يجب أن تتوفر له في الحياة، وهي الطعام والشراب واللباس والسكن، وكل ما يحفظ حياته، وفق نظام الطبيعة، من العلاج والوقاية... الخ.
وقد عبّر الرسول الكريم(ص) عن الحقوق الجسدية أدّق تعبير بقوله: ( أنّ لبدنك عليك حقاً).
ولضمان هذا الحق ثبت التشريع الإسلامي مبدأ الكفاية المعاشية من قبل الدولة الإسلامية للأفراد، وتوفير هذا الحقّ في حال عجز الأفراد عن توفيره لأنفسهم، مثل حالات المرض والشيخوخة، أو اليتم والعوز والعجز... الخ. كما جعل الكفالة المعاشية في ظروف معيّنة حقاً على الدولة للأفراد، فقد جاء في عهد الإمام علي (ع) إلى مالك الأشتر واليه على مصر: ( ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين، وأهل البؤس والزمنى، فإن في هذه الطبقة قانعاً ومعتراً، واحفظ الله ما استحفظك فيهم، واجعل لهم قسطاً من بيت مالك وقسطاً من غلات صوافي الإسلام في كلّ بلد، فإنّ للأقصى منهم مثل الذي للأدنى... فإن هؤلاء من بين الرعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم).
5- الكرامة الشخصية حق للجميع: لقد كرّم الاسلام الإنسان، واحترم انسانيته وشخصيته، جاء ذلك في قوله تعالى : (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البّر والبحر وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلاً).
وتتحمل الدولة الإسلامية والهيأة الإجتماعية مسؤولية حفظ كرامة الإنسان وسمعته وشخصيته، فلا يجوز النيل منها، أو الطعن فيها، أو الإساءة وتوجيه الإهانة اليها، لذلك حرّم الإسلام الغيبة والإهانة والتشهير، والإنتقاص من شخصيته الانسان، وما يسيء اليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات/11).
وثبّت مبدأ الإحترام المتبادل، كما ثبّت العقوبات الرادعة لمن يعتدى على كرامة الآخرين.
6- حق الإستفادة من المنافع والمصالح والخدمات العامّة: ان هناك منافع ومصالح عامّة، مثل الحدائق والغابات العامّة والبحار، والأراضي الحكومية العامة، والخدمات التي تقوم بها مؤسسات الدولة ووزارتها كالنظافة والإنارة وتوفير الماء والكهرباء والتلفون، وطرق المواصلات، والتعليم، والخدمات الصحية...الخ.
وهي حق للجميع، ومن حقهم أن يستفيدوا منها، وأن توزع عليهم تلك المنافع بشكل عادل. قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) (النحل/90).
وروي عن الرسول الكريم محمد (ص) قوله : " الناس في الإسلام سواء، الناس طفّ الصاع لآدم وحواء...".
7- حق المساواة: ومن الحقوق الأساسية في النظام الإسلامي هو حق المساواة أمام عدل القانون، والمساواة في الحقوق والواجبات. وتولي الوظائف لكل مؤهل إلى ذلك، ولا يجوز التفريق بسبب الجنس، أو الطبقة أو النسب، أو اللون وأمثالها من الفوارق. قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة).
وقال الرسول الكريم (ص): " الناس في الإسلام سواء"، وإن مقياس التفاضل في الإسلام هو التقوى والعلم والكفاءة، قال الله تعالى : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وقال تعالى: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
..........
النظام الإسلامي
حسن سعد الدين
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 11/11/2008 ميلادي - 12/11/1429 هجري زيارة: 1800
انفلتتْ ألسِنة كتَّاب الغرْب وأقلامُهم في صُحُفهم وإذاعاتِهم في اتِّهام النِّظام والتَّشريع الإسلامي، وأخذوا يُعيدون ما استُهْلِك من الكلام على مرِّ العُصور في هذا الشَّأن، ولم يخْلُ عصرٌ من العصور في توجيه النقْد اللاَّذع والقوْل البذيء المُتهافِت إلى بعْض الأحْكام في النِّظام الدِّيني الإسلامي، حتى أصبح الحديث فيه نغمةً مرْذولة ثقيلة على القلوب والآذان.
وإنَّ تلك الحملات لتستعِرُ وتتأجَّج حين تلوح في الأفُق بوارقُ القوَّة والوَعْي والانبعاث في الشُّعوب الإسلاميَّة، وكأنَّ تلك الحملات قذائفُ معدَّة أو قنابل مسدَّدة تنتظِرُ الأمر بالانطِلاق فتنطَلِق، وتنتظر المناسبات لتؤدِّي دورَها المقرَّر لها.
فكلَّما حدثتْ صحْوةٌ إسلاميَّة في شَعْب من الشُّعوب الإسلامية ثارت ثائرتُهم، وأطلقوا كلماتِ الرَّجعية والتعصُّب والبربريَّة، وما إلى ذلك، مما مهدت به أقلامُهم ووعتْه قواميسُهم، يصِفون بِها الإسْلام، ويشنِّعون على أحْكامه، وخاصَّة ما يتعلَّق منها بزيِّ المرأة، وقطْع يدِ السارق وجلْد المخمور، وأخذوا يتباكَوْن على الحضارة، ويستغيثون بالعالَم أن يتدارَكَها ممَّا تتعرَّض له بتطبيق نظام الإسلام.
إنَّ هؤلاء الكتَّاب ليطعنون الحضارة ويهزؤون بِمقوماتِها قبل أن يتَّهموا الإسلام وينالوا منْه، فهل الحضارة في تقْدير هؤلاء هي الخمْر والجنْس والتلصُّص؟! أم الحضارة عمرانٌ وبنيان، وعِلْم وفنٌّ بكلِّ ما تسَعُه هذه العناوين من معانٍ، وتنطوي عليْه من حقائق؟ فإن كانتِ الحضارة عمرانًا وبنيانًا، وعلمًا وفنًّا، فما أنكرَتِ الحركاتُ الإسلاميَّة شيئًا من هذا، ولا حظرتْه بِحُكم دينِها وتقاليدها.
وإن كانت الحضارة خمرًا تفتِكُ بالعقول والأبْدان، وتنبعِثُ منْها الشُّرور والآثام، أو جِنْسًا تُهتَك فيه الأعْراض، وتَختلِط به الأنْساب، أو لصوصيَّة تُهدِّد أمْن النَّاس وتنهب أموالَهم وحقوقهم، وأنكرتْها الحركاتُ الإسلاميَّة، وأزمعَتِ القضاءَ عليْها، فإنَّما تنكر شرًّا وترفُض باطلاً وتُحارب ضلالا، ويُشاركها في ذلك ذَوُو العقول والحكْمة والفِطَر السليمة، إنَّ السرَّ في تلك الحملات المسعورة شيء وراءَ الغيرة على الحضارة وعلى الحريَّة، ووراء الغيرة على حقوق الإنسان.
لقد تَجاهل هؤلاء الكتَّاب ما تخوض فيه الشُّعوب من ويلاتٍ وحُروب، تذْهَبُ فيها الأرواح بغير حساب، لتحقيق مغامرات وإنْماء ثروات، بالاحتِكار والسيطرة والنفوذ، حتَّى إنَّهم ليضحُّون بشعوبٍ كاملة في سبيل ذلك، كما فعلوا في فلسطين وغيرها، فإذا استيقظ شعبٌ وهبَّ للدِّفاع عن حقوقِه وأموالِه، وإصلاح ما اعوجَّ من أخلاقِهم علا صياحُهم وتَجاوَب نباحُهم، وتداعَوْا إلى الشَّرِّ ليدفعوا ما يهدِّد مُخطَّطاتِهم من الخطر.
إنَّ هذه الحملة المسعورةَ لتشْويه الإسلام تستهْدِفُ الشُّعوبَ الإسلاميَّة قاطبةً، وتستهدفُ - أوَّل ما تستهدف - النظام الإسلامي، وربَّما كان التاريخ يُعيد نفسَه، فقد استهدف الإسلام في فترات تاريخيَّة مُختلفة لأمثال تلك الحملات، كما يَعرفُ مَن له صلةٌ بالتَّاريخ، ومن هُنا تأتي مسئوليَّات الشُّعوب الإسلامية لتقِفَ في مُواجهةِ ذلك الخطَر صفًّا واحدًا، بكلِّ ما تَملك من الوسائل، ممَّا لم يُتَحْ لَها من قبل، وهي تَملِك من الوسائلِ المادِّيَّة والمعنويَّة أمضى الأسلِحة، فالانبِعاث الدِّيني الذي نحسُّ مظاهرَه في كلِّ مكان، والثَّروات المعدنيَّة، هي الأسلحة التي لوْ أُحْسِن استخدامها كانت كفيلة بالنصر، ولعلَّ الانبعاث الإسلامي الذي بدتْ مظاهرُه في كثير من الشعوب الإسلاميَّة هو الذي أزْعج هؤلاء الكتَّاب وهاج حفائِظَهم.
ولعلَّ الانبِعاث هو الذي خبل عقولَهم، وزلْزل أرْكانَهم، وأضلَّ أقلامَهم، وجَمع قاصيَهُم بدانيهم، وغربَهم بشرقِهم، فاتَّفقوا في غايتهم واختلَفُوا في وسائِلِهم.
إنَّ الكتلة الشرقيَّة تناهض الإسلام؛ حرصًا على مصالِحها ونشرًا لِمبادئِها، وتعمل ذلك جهد المستميت جهارًا نَهارًا.
وتتخيَّر من المواقع والشُّعوب ما هو أنسبُ لظُروفِها وأقربُ إلى غايتِها، والغرب أيضًا يُناهض الشُّعوب الإسلاميَّة حرصًا على مصالِحِه، متقنِّعًا غير سافر، ومستتِرًا غير مُجاهر، ويصطنع الحذَر والحيطة؛ مراعاةً لعلائقه ببعض الشعوب.
إنَّ هذا الصِّراع الدَّائر بين الشَّرق والغرب قد قضى الله أن تكون ميادينُه بعض الشعوب الإسلاميَّة، وهذا الصراع له جانبُه السياسي وجانبه المادي والاجتماعي، ويعسر عزْلُ أحد الجانبيْن عن الآخَر، ومن هُنا كانتْ صِلة الشُّعوب الإسلاميَّة بِما يدورُ في العالم من صِراعٍ، فالجانب المادِّي هو الذي قضى على الشُّعوب الإسلاميَّة أن تكون في مواقِع الصِّراع.
والصراع السياسي والمادِّي ليس له في الواقع ضوابط من خُلُقٍ أو دين، بل هو نارٌ مستعِرة تأتي على ما تُصادفه؛ ومن هنا كانتْ خطورته على المعتَقَدات والأدْيان.
فلا حرجَ أن تشوَّه محاسنُها، ويصوَّر حقُّها باطلاً، وهُداها ضلالاً، وعدْلُها ظلْمًا، ورشدُها غيًّا، ولهؤلاء الكتَّاب نقول: هل أنتُم حقًّا حُماة الحريَّة؟ وهل أنتم حقًّا أهلُ الغيرة على الكرامة الإنسانيَّة؟ إذا كنتم حقًّا كذلك فأين مواقِفُكم من حكوماتِكم ودولكم؟ ومن سلوكهم الإنساني حين يستنْزِفون الشعوب ويُبيدونَها بالآلاف والملايين؟ وينزلون بها من ألوان العسْف ما لم تعْهَدْه البشريَّة في أحطِّ العُصور؟!
لقد خرست ألسنتُكم وأقلامُكم عما جرى ويَجري من فظائع في الصراع الدولي، وإن وقع شيءٌ من ذلك منكم كان من وحْيِ السلطة والمصْلَحة، لا بداعي الغيرة الخالصة والقلوب الحانية الرحيمة.
ليعلم هؤلاء المتحدِّثون عن الحضارة أنَّ للحضارة الإسلاميَّة عند شعوب الإسلام، وفي إطار الإسلام - مفهومًا يُخالف مفهومَ الحضارة عند الشعوب غير المسلمة.
فمفهوم الحضارة فيما يختصُّ بالمرأة عند الشُّعوب غير الإسلاميَّة: أن يُطْلَق لها العنان في سلوكِها وزِيِّها، تنتقل بفتنتِها في كل نادٍ، وتَهيم بعواطفِها في كل واد، تستغوي وتستهْوي مَن تشاء، ولكن مفهوم الحضارة في الإسلام بالنِّسبة للمرأة أن تلزَم حجابَها وحِشمتَها؛ احتِفاظًا بكرامتها، وحرصًا على علاقتها الأسريَّة أن تعصف بها الشكوك والظنون.
ومفهوم الحضارة عند تلك الشعوب فيما يَختصُّ بِمُعاقرة الخمر: أنَّ كلَّ إنسانٍ له أن يشربَ ما يشاء، يُعربِدُ وينتهِكُ من الحرُمات ما شاء، ولكنَّ مفهوم الحضارة الإسلامية في ذلك: تَحريم الخمر تحريمًا قاطعًا؛ قضاءً على الجريمة، ووقايةً للمجتمع من آثارِها وذيولها.
ومفهوم السَّرقة: أنَّ التلصُّص والاختِلاس جزءٌ من الحريَّة، يعيث بها اللصُّ فسادًا، ولا يؤاخَذُ إلاَّ عند التلبُّس بالجريمة، وإنْ أُخِذَ بعقاب أُخِذَ بعقاب لا يعادل فظاعةَ جُرْمِه، ولا يَمنعه من معاودةِ تكْرارها.
ومفهوم الحضارة الإسلامية في هذا الشَّأن: أن يُؤاخَذ مقترِف هذه الجريمة بأشدِّ العقوبات التي تُناسب فظاعتَها، وتؤدِّي الغرض منها في زجْرٍ وتأديب.
هذا مفهوم الحضارة في الإطار الإسلاميِّ، ولمن يدين بالإسلام من الشعوب، ولكلِّ شعب منها أن يُمارس حضارتَه على هذا الأسلوب، وليس لغيره أن يندِّدَ به أو يعترِض عليها كما حتمت بذلك المواثيق الدوليَّة.
إنَّ الحضارة شؤونٌ عامَّة تشترك فيها كلُّ الشعوب؛ لأنَّها تكاد تكون شؤونًا إنسانيَّة عامَّة، تمسُّ النَّاس جميعًا، وشؤونًا حضاريَّة خاصَّة، تتميَّز بها كلُّ أمَّة؛ لأنَّها تستمدُّها: إمَّا من دينها أو طبيعتها أو نظام الحياة فيها، وتلائِم مُجتمعاتِها وأحوالَها، وهذه الشؤون حقٌّ لأهْلِها، وهم أولو الرَّأْي فيها، وأقدَر على الحكم عليْها، والواجب أن تُتْرَك لأهلها، يقرِّرون منها ما أثبتَتِ التَّجربة صوابَه، ويرفضون ما استبانَ فسادُه، فلهم الربح إنْ أحسنوا وعليهم الخسارة إن أساؤوا.
لقد ختمتِ العصبيَّة الهوجاء على قلوب بعضِ هؤلاء الكتَّاب، وجعلتْ على أبصارِهم غشاوةً فأعمتْهُم أن يرَوْا مَحاسِن الشَّريعة الإسلاميَّة، أو يفهموا أسرارَ بعْضِ الأحْكام الحضاريَّة الإسلاميَّة، ولم يدركوا أغراضَها ومقاصدَها التي أوحتْ بتقريرها وفرضها، وقيَّموها تقْييمًا خاطئًا، وحكَموا عليها بِما حكموا به، وزلَّت أقدامهم وخانَهم الإنصاف والتَّوفيق.
ولكنَّ الذين عُنُوا بدراسة الشريعة، ووقفوا على أسرارها، وتعمَّقوا أغراضها ومقاصدها - شهدوا لها بالإحكام والإحسان، كما شهِدوا بصلاحيتها لسياسة البشريَّة وكفايتها في تدبير شؤونِها.
والكلمة الأخيرة التي نقولُها لِهؤلاء الكتَّاب المسرفين في النقْد والتَّجريح: عليْكم أنفسَكم وشعوبَكم، ودعوا الشُّعوب الإسلاميَّة لشأنها وما ترى فيه الخير لمجتمعها، فما خوَّلكم الله الوصايةَ عليْها، وما جعلكم حُماةً لها.
إنَّكم لو فعلتُمْ لأرَحْتم النَّاس من مشاكلِكم وصراعاتِكم، فما اختلَّت أحوال الشعوب ونزلَ بِها ما تُعاني من ألوان العذاب؛ إلاَّ حين وصَّيتم أنفسَكم فلم تُحْسنوا الوصاية، وجعلتم أنفُسَكم قادة فلم تبلغوا - ولم تبلغ بكم الشعوب - غاية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:
مصطلح الفن بحاجة إلى تحرير، فإن كان المراد به ما شاع عند المعاصرين مما يندرج تحته كثير من الأمور المشتملة على المخالفات الشرعية؛ فإن الإسلام يأباه ولا شك، كما أن بعض الترف غير المحرم كرهته الشريعة؛ لما يترتب على الدخول فيه من تعلق بالدنيا، يفضي إلى الركون إليها، ومن ركن إليها وتعلق بها، آل به الأمر إلى المحرمات، وربما آل إلى ما فوق ذلك؛ قال تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ} .
مفهوم النظام اصطلاحا : مجموعة من القواعد والأحكام المتنافسة المترتبة والمتفاعلة فيما بينها
مفهوم النظام لغة : التأليف والجمع والاتساق فهي كلمة تطلق على كل شيء فيه الترتيب
النظام الإسلامي : مجموعة من الأحكام والقواعد التي شرعها الله تعالى لتنظيم أعمال الناس المتعددة
خصائص النظام الإسلامي : 1. الربانية : أي أن مصدره من وحي الله تعالى إلى خاتم رسله
ومتازة هذه الخاصية بعدة مزايا 1. خلوه من التناقض 2. خلوه من التناقض والجهل والهوى والتحيز والظلم 3. الرضا بالانقياد له فما دام هذا النظام من الله تعالى
2. الشمول : فالنظام الإسلامي يعالج شؤون الحياة جمعها فهو الضابط للسلوك في مختلف الميادين
3. التوازن : ويراد به التعادل بين طرفين أو متضادين بحيث لا يأخذ أحد الطرفين غير حقه
نماذج التوازن في الإسلام : 1. في مجال العبادات . فالإسلام يكلف المسلم بأداء شعائر تعبدية كصلوات الخمس 2. في التشريع الاقتصادي : تلتقي الفردية والجماعية في صورة رائعة تتوازن فيها مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة
********************
حقوق الأفراد في النظام الإسلامي
* هاشم ناصر الموسوي
لقد ثبّت النظام الإسلامي الحقوق والحريّات للأفراد في المجتمع الإسلامي، وفي ظلّ الدولة الإسلامية، وألزمها بتلك الحقوق، وتوفيرها.
فلقد كرَّم الله سبحانه الإنسان، وسخّر له ما في الكون والطبيعة، ووهبه الحقوق الطبيعية التي توفّر له كرامته، وتحقّق له الحياة الكريمة. قال تعالى :( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً).
وفيما يلي نعرَّف بالحقوق الأساسية للإنسان في الشريعة الإسلامية. وهي الحقوق التي لم يمنح أي قانون أو نظام بشري الإنسان مثلها، فهي :
1- حق الحياة والأمن الشخصي: فلكلّ انسان وجد على هذه الأرض حق الحياة، والتمتّع بطيّبانها بأمن وسلام، وليس من حقّ أحد أن يهدد وجوده، أو أمنه، أو حياته وما يتعّلق به، بأي لون من ألوان الخطر، أو الرعب، أو الإرهاب، أو الإخافة. قال تعالى: ( فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). وقد جمع الرسول (ص) مبادى الأمن والسلام الإجتماعي التي يجب أن يتمتّع بها الإنسان بقوله : " كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
فللإنسان حقّ الحياة، والأمن على نفسه، وماله، وعرضه، وما يتعلّق به. ويحمي القانون الإسلامي والدولة الإسلامية هذه الحقوق جميعها.
2- حق الدفاع: ويتفرع عن حقّ الحياة والأمن، حقّ الدفاع عن النفس والمال والعرض والكرامة والعقيدة. فاذا وقع اعتداء على إنسان، فمن حقّ الإنسان أن يدفع ذلك العدوان بالمثل، أو يدفع الخطر الموجّه ضدّه: دون أن يتحمّل أية مسؤولية شرعية جرّاء ما يقع على المعتدي من ضرر بسبب ذلك الدفاع، مالم يتجاوز في دفاعه الحدّ اللازم للدفاع.
قال تعالى يصف المؤمنين في موضع الدفاع بقوله : (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) (الشورى/39).
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ...) (الشورى/42).
(وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ) (الشورى /41).
وهكذا يثبت القرآن حقّ الدفاع لمن ظُلم، أو بُغي عليه.
والدولة والهيأة الإجتماعية مسؤولتان عن حماية هذا الحق للأفراد.
3- حق الترافع أمام القضاء: قال تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (النساء/65).
لقد أعطى الإسلام كل ذي حقّ الحقّ في الترافع أمام القضاء، وإقامة الدعوى، لإعادة حقّه اليه، ودفع الظلم عنه، والاقتصاص من المعتدي، وبغض النظر عن مكانة المدعي، أو المدعى عليه، بل ومن حق الفرد أن يقيم الدعوى على الدولة، إذا ما تجاوزت على حقوقه، كما من حق كل مُتّهم أن يدافع عن نفسه أمام القضاء، ويجب على القضاء أن يستمع إلى دفاعه.
4- حق الضمان المعاشي: قال الله تعالى لآدم (ع) موضحاً له حقه المعاشي بقوله : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى) (طه/118-119).
فقد ثبتت هذه الآية الكريمة حقوق الإنسان المعاشية التي يجب أن تتوفر له في الحياة، وهي الطعام والشراب واللباس والسكن، وكل ما يحفظ حياته، وفق نظام الطبيعة، من العلاج والوقاية... الخ.
وقد عبّر الرسول الكريم(ص) عن الحقوق الجسدية أدّق تعبير بقوله: ( أنّ لبدنك عليك حقاً).
ولضمان هذا الحق ثبت التشريع الإسلامي مبدأ الكفاية المعاشية من قبل الدولة الإسلامية للأفراد، وتوفير هذا الحقّ في حال عجز الأفراد عن توفيره لأنفسهم، مثل حالات المرض والشيخوخة، أو اليتم والعوز والعجز... الخ. كما جعل الكفالة المعاشية في ظروف معيّنة حقاً على الدولة للأفراد، فقد جاء في عهد الإمام علي (ع) إلى مالك الأشتر واليه على مصر: ( ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين، وأهل البؤس والزمنى، فإن في هذه الطبقة قانعاً ومعتراً، واحفظ الله ما استحفظك فيهم، واجعل لهم قسطاً من بيت مالك وقسطاً من غلات صوافي الإسلام في كلّ بلد، فإنّ للأقصى منهم مثل الذي للأدنى... فإن هؤلاء من بين الرعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم).
5- الكرامة الشخصية حق للجميع: لقد كرّم الاسلام الإنسان، واحترم انسانيته وشخصيته، جاء ذلك في قوله تعالى : (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البّر والبحر وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلاً).
وتتحمل الدولة الإسلامية والهيأة الإجتماعية مسؤولية حفظ كرامة الإنسان وسمعته وشخصيته، فلا يجوز النيل منها، أو الطعن فيها، أو الإساءة وتوجيه الإهانة اليها، لذلك حرّم الإسلام الغيبة والإهانة والتشهير، والإنتقاص من شخصيته الانسان، وما يسيء اليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات/11).
وثبّت مبدأ الإحترام المتبادل، كما ثبّت العقوبات الرادعة لمن يعتدى على كرامة الآخرين.
6- حق الإستفادة من المنافع والمصالح والخدمات العامّة: ان هناك منافع ومصالح عامّة، مثل الحدائق والغابات العامّة والبحار، والأراضي الحكومية العامة، والخدمات التي تقوم بها مؤسسات الدولة ووزارتها كالنظافة والإنارة وتوفير الماء والكهرباء والتلفون، وطرق المواصلات، والتعليم، والخدمات الصحية...الخ.
وهي حق للجميع، ومن حقهم أن يستفيدوا منها، وأن توزع عليهم تلك المنافع بشكل عادل. قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) (النحل/90).
وروي عن الرسول الكريم محمد (ص) قوله : " الناس في الإسلام سواء، الناس طفّ الصاع لآدم وحواء...".
7- حق المساواة: ومن الحقوق الأساسية في النظام الإسلامي هو حق المساواة أمام عدل القانون، والمساواة في الحقوق والواجبات. وتولي الوظائف لكل مؤهل إلى ذلك، ولا يجوز التفريق بسبب الجنس، أو الطبقة أو النسب، أو اللون وأمثالها من الفوارق. قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة).
وقال الرسول الكريم (ص): " الناس في الإسلام سواء"، وإن مقياس التفاضل في الإسلام هو التقوى والعلم والكفاءة، قال الله تعالى : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وقال تعالى: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
..........
النظام الإسلامي
حسن سعد الدين
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 11/11/2008 ميلادي - 12/11/1429 هجري زيارة: 1800
انفلتتْ ألسِنة كتَّاب الغرْب وأقلامُهم في صُحُفهم وإذاعاتِهم في اتِّهام النِّظام والتَّشريع الإسلامي، وأخذوا يُعيدون ما استُهْلِك من الكلام على مرِّ العُصور في هذا الشَّأن، ولم يخْلُ عصرٌ من العصور في توجيه النقْد اللاَّذع والقوْل البذيء المُتهافِت إلى بعْض الأحْكام في النِّظام الدِّيني الإسلامي، حتى أصبح الحديث فيه نغمةً مرْذولة ثقيلة على القلوب والآذان.
وإنَّ تلك الحملات لتستعِرُ وتتأجَّج حين تلوح في الأفُق بوارقُ القوَّة والوَعْي والانبعاث في الشُّعوب الإسلاميَّة، وكأنَّ تلك الحملات قذائفُ معدَّة أو قنابل مسدَّدة تنتظِرُ الأمر بالانطِلاق فتنطَلِق، وتنتظر المناسبات لتؤدِّي دورَها المقرَّر لها.
فكلَّما حدثتْ صحْوةٌ إسلاميَّة في شَعْب من الشُّعوب الإسلامية ثارت ثائرتُهم، وأطلقوا كلماتِ الرَّجعية والتعصُّب والبربريَّة، وما إلى ذلك، مما مهدت به أقلامُهم ووعتْه قواميسُهم، يصِفون بِها الإسْلام، ويشنِّعون على أحْكامه، وخاصَّة ما يتعلَّق منها بزيِّ المرأة، وقطْع يدِ السارق وجلْد المخمور، وأخذوا يتباكَوْن على الحضارة، ويستغيثون بالعالَم أن يتدارَكَها ممَّا تتعرَّض له بتطبيق نظام الإسلام.
إنَّ هؤلاء الكتَّاب ليطعنون الحضارة ويهزؤون بِمقوماتِها قبل أن يتَّهموا الإسلام وينالوا منْه، فهل الحضارة في تقْدير هؤلاء هي الخمْر والجنْس والتلصُّص؟! أم الحضارة عمرانٌ وبنيان، وعِلْم وفنٌّ بكلِّ ما تسَعُه هذه العناوين من معانٍ، وتنطوي عليْه من حقائق؟ فإن كانتِ الحضارة عمرانًا وبنيانًا، وعلمًا وفنًّا، فما أنكرَتِ الحركاتُ الإسلاميَّة شيئًا من هذا، ولا حظرتْه بِحُكم دينِها وتقاليدها.
وإن كانت الحضارة خمرًا تفتِكُ بالعقول والأبْدان، وتنبعِثُ منْها الشُّرور والآثام، أو جِنْسًا تُهتَك فيه الأعْراض، وتَختلِط به الأنْساب، أو لصوصيَّة تُهدِّد أمْن النَّاس وتنهب أموالَهم وحقوقهم، وأنكرتْها الحركاتُ الإسلاميَّة، وأزمعَتِ القضاءَ عليْها، فإنَّما تنكر شرًّا وترفُض باطلاً وتُحارب ضلالا، ويُشاركها في ذلك ذَوُو العقول والحكْمة والفِطَر السليمة، إنَّ السرَّ في تلك الحملات المسعورة شيء وراءَ الغيرة على الحضارة وعلى الحريَّة، ووراء الغيرة على حقوق الإنسان.
لقد تَجاهل هؤلاء الكتَّاب ما تخوض فيه الشُّعوب من ويلاتٍ وحُروب، تذْهَبُ فيها الأرواح بغير حساب، لتحقيق مغامرات وإنْماء ثروات، بالاحتِكار والسيطرة والنفوذ، حتَّى إنَّهم ليضحُّون بشعوبٍ كاملة في سبيل ذلك، كما فعلوا في فلسطين وغيرها، فإذا استيقظ شعبٌ وهبَّ للدِّفاع عن حقوقِه وأموالِه، وإصلاح ما اعوجَّ من أخلاقِهم علا صياحُهم وتَجاوَب نباحُهم، وتداعَوْا إلى الشَّرِّ ليدفعوا ما يهدِّد مُخطَّطاتِهم من الخطر.
إنَّ هذه الحملة المسعورةَ لتشْويه الإسلام تستهْدِفُ الشُّعوبَ الإسلاميَّة قاطبةً، وتستهدفُ - أوَّل ما تستهدف - النظام الإسلامي، وربَّما كان التاريخ يُعيد نفسَه، فقد استهدف الإسلام في فترات تاريخيَّة مُختلفة لأمثال تلك الحملات، كما يَعرفُ مَن له صلةٌ بالتَّاريخ، ومن هُنا تأتي مسئوليَّات الشُّعوب الإسلامية لتقِفَ في مُواجهةِ ذلك الخطَر صفًّا واحدًا، بكلِّ ما تَملك من الوسائل، ممَّا لم يُتَحْ لَها من قبل، وهي تَملِك من الوسائلِ المادِّيَّة والمعنويَّة أمضى الأسلِحة، فالانبِعاث الدِّيني الذي نحسُّ مظاهرَه في كلِّ مكان، والثَّروات المعدنيَّة، هي الأسلحة التي لوْ أُحْسِن استخدامها كانت كفيلة بالنصر، ولعلَّ الانبعاث الإسلامي الذي بدتْ مظاهرُه في كثير من الشعوب الإسلاميَّة هو الذي أزْعج هؤلاء الكتَّاب وهاج حفائِظَهم.
ولعلَّ الانبِعاث هو الذي خبل عقولَهم، وزلْزل أرْكانَهم، وأضلَّ أقلامَهم، وجَمع قاصيَهُم بدانيهم، وغربَهم بشرقِهم، فاتَّفقوا في غايتهم واختلَفُوا في وسائِلِهم.
إنَّ الكتلة الشرقيَّة تناهض الإسلام؛ حرصًا على مصالِحها ونشرًا لِمبادئِها، وتعمل ذلك جهد المستميت جهارًا نَهارًا.
وتتخيَّر من المواقع والشُّعوب ما هو أنسبُ لظُروفِها وأقربُ إلى غايتِها، والغرب أيضًا يُناهض الشُّعوب الإسلاميَّة حرصًا على مصالِحِه، متقنِّعًا غير سافر، ومستتِرًا غير مُجاهر، ويصطنع الحذَر والحيطة؛ مراعاةً لعلائقه ببعض الشعوب.
إنَّ هذا الصِّراع الدَّائر بين الشَّرق والغرب قد قضى الله أن تكون ميادينُه بعض الشعوب الإسلاميَّة، وهذا الصراع له جانبُه السياسي وجانبه المادي والاجتماعي، ويعسر عزْلُ أحد الجانبيْن عن الآخَر، ومن هُنا كانتْ صِلة الشُّعوب الإسلاميَّة بِما يدورُ في العالم من صِراعٍ، فالجانب المادِّي هو الذي قضى على الشُّعوب الإسلاميَّة أن تكون في مواقِع الصِّراع.
والصراع السياسي والمادِّي ليس له في الواقع ضوابط من خُلُقٍ أو دين، بل هو نارٌ مستعِرة تأتي على ما تُصادفه؛ ومن هنا كانتْ خطورته على المعتَقَدات والأدْيان.
فلا حرجَ أن تشوَّه محاسنُها، ويصوَّر حقُّها باطلاً، وهُداها ضلالاً، وعدْلُها ظلْمًا، ورشدُها غيًّا، ولهؤلاء الكتَّاب نقول: هل أنتُم حقًّا حُماة الحريَّة؟ وهل أنتم حقًّا أهلُ الغيرة على الكرامة الإنسانيَّة؟ إذا كنتم حقًّا كذلك فأين مواقِفُكم من حكوماتِكم ودولكم؟ ومن سلوكهم الإنساني حين يستنْزِفون الشعوب ويُبيدونَها بالآلاف والملايين؟ وينزلون بها من ألوان العسْف ما لم تعْهَدْه البشريَّة في أحطِّ العُصور؟!
لقد خرست ألسنتُكم وأقلامُكم عما جرى ويَجري من فظائع في الصراع الدولي، وإن وقع شيءٌ من ذلك منكم كان من وحْيِ السلطة والمصْلَحة، لا بداعي الغيرة الخالصة والقلوب الحانية الرحيمة.
ليعلم هؤلاء المتحدِّثون عن الحضارة أنَّ للحضارة الإسلاميَّة عند شعوب الإسلام، وفي إطار الإسلام - مفهومًا يُخالف مفهومَ الحضارة عند الشعوب غير المسلمة.
فمفهوم الحضارة فيما يختصُّ بالمرأة عند الشُّعوب غير الإسلاميَّة: أن يُطْلَق لها العنان في سلوكِها وزِيِّها، تنتقل بفتنتِها في كل نادٍ، وتَهيم بعواطفِها في كل واد، تستغوي وتستهْوي مَن تشاء، ولكن مفهوم الحضارة في الإسلام بالنِّسبة للمرأة أن تلزَم حجابَها وحِشمتَها؛ احتِفاظًا بكرامتها، وحرصًا على علاقتها الأسريَّة أن تعصف بها الشكوك والظنون.
ومفهوم الحضارة عند تلك الشعوب فيما يَختصُّ بِمُعاقرة الخمر: أنَّ كلَّ إنسانٍ له أن يشربَ ما يشاء، يُعربِدُ وينتهِكُ من الحرُمات ما شاء، ولكنَّ مفهوم الحضارة الإسلامية في ذلك: تَحريم الخمر تحريمًا قاطعًا؛ قضاءً على الجريمة، ووقايةً للمجتمع من آثارِها وذيولها.
ومفهوم السَّرقة: أنَّ التلصُّص والاختِلاس جزءٌ من الحريَّة، يعيث بها اللصُّ فسادًا، ولا يؤاخَذُ إلاَّ عند التلبُّس بالجريمة، وإنْ أُخِذَ بعقاب أُخِذَ بعقاب لا يعادل فظاعةَ جُرْمِه، ولا يَمنعه من معاودةِ تكْرارها.
ومفهوم الحضارة الإسلامية في هذا الشَّأن: أن يُؤاخَذ مقترِف هذه الجريمة بأشدِّ العقوبات التي تُناسب فظاعتَها، وتؤدِّي الغرض منها في زجْرٍ وتأديب.
هذا مفهوم الحضارة في الإطار الإسلاميِّ، ولمن يدين بالإسلام من الشعوب، ولكلِّ شعب منها أن يُمارس حضارتَه على هذا الأسلوب، وليس لغيره أن يندِّدَ به أو يعترِض عليها كما حتمت بذلك المواثيق الدوليَّة.
إنَّ الحضارة شؤونٌ عامَّة تشترك فيها كلُّ الشعوب؛ لأنَّها تكاد تكون شؤونًا إنسانيَّة عامَّة، تمسُّ النَّاس جميعًا، وشؤونًا حضاريَّة خاصَّة، تتميَّز بها كلُّ أمَّة؛ لأنَّها تستمدُّها: إمَّا من دينها أو طبيعتها أو نظام الحياة فيها، وتلائِم مُجتمعاتِها وأحوالَها، وهذه الشؤون حقٌّ لأهْلِها، وهم أولو الرَّأْي فيها، وأقدَر على الحكم عليْها، والواجب أن تُتْرَك لأهلها، يقرِّرون منها ما أثبتَتِ التَّجربة صوابَه، ويرفضون ما استبانَ فسادُه، فلهم الربح إنْ أحسنوا وعليهم الخسارة إن أساؤوا.
لقد ختمتِ العصبيَّة الهوجاء على قلوب بعضِ هؤلاء الكتَّاب، وجعلتْ على أبصارِهم غشاوةً فأعمتْهُم أن يرَوْا مَحاسِن الشَّريعة الإسلاميَّة، أو يفهموا أسرارَ بعْضِ الأحْكام الحضاريَّة الإسلاميَّة، ولم يدركوا أغراضَها ومقاصدَها التي أوحتْ بتقريرها وفرضها، وقيَّموها تقْييمًا خاطئًا، وحكَموا عليها بِما حكموا به، وزلَّت أقدامهم وخانَهم الإنصاف والتَّوفيق.
ولكنَّ الذين عُنُوا بدراسة الشريعة، ووقفوا على أسرارها، وتعمَّقوا أغراضها ومقاصدها - شهدوا لها بالإحكام والإحسان، كما شهِدوا بصلاحيتها لسياسة البشريَّة وكفايتها في تدبير شؤونِها.
والكلمة الأخيرة التي نقولُها لِهؤلاء الكتَّاب المسرفين في النقْد والتَّجريح: عليْكم أنفسَكم وشعوبَكم، ودعوا الشُّعوب الإسلاميَّة لشأنها وما ترى فيه الخير لمجتمعها، فما خوَّلكم الله الوصايةَ عليْها، وما جعلكم حُماةً لها.
إنَّكم لو فعلتُمْ لأرَحْتم النَّاس من مشاكلِكم وصراعاتِكم، فما اختلَّت أحوال الشعوب ونزلَ بِها ما تُعاني من ألوان العذاب؛ إلاَّ حين وصَّيتم أنفسَكم فلم تُحْسنوا الوصاية، وجعلتم أنفُسَكم قادة فلم تبلغوا - ولم تبلغ بكم الشعوب - غاية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:
مصطلح الفن بحاجة إلى تحرير، فإن كان المراد به ما شاع عند المعاصرين مما يندرج تحته كثير من الأمور المشتملة على المخالفات الشرعية؛ فإن الإسلام يأباه ولا شك، كما أن بعض الترف غير المحرم كرهته الشريعة؛ لما يترتب على الدخول فيه من تعلق بالدنيا، يفضي إلى الركون إليها، ومن ركن إليها وتعلق بها، آل به الأمر إلى المحرمات، وربما آل إلى ما فوق ذلك؛ قال تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ} .
الصفحة الأخيرة
ان شاءالله البناات يعلموونك يالغلا
لاتنسيني من دعوتك