عطاء
عطاء


(4)
وينطلق صوت ذلك الشيخ عبر إذاعة القرآن تالياً من آي الكتاب في صلاة التهجد معطراً الأسماع بخشوع
مهيب يعطي لعجلة الزمن لحظة صمت وتوقف لتقف مسبحة خاشعة..
ويمضي تالياً فكأنما يفتح صفحات من عمري قد طويت بما فيها ..ويحمل مع صوته نسائم رمضان ذلك
الزمان..ويستعبر فكأنما يهتز الكون في داخلي وتسقط دمعة لتغسل بيض صحاف سودت بتتابع أيامٍ وليال
ويحن الفؤاد لتلك الأيام التي طوت صفحة هذا الشيخ فمضى إلى ربه..وبقيت صفحات عمري منشورة
لأملأها بسواد أو بياض..
فياليت ليال عمري تطاوعني وياليت خضرة أيامي المرتحلة تصاحبني..لأغرس فيها غرس الإيمان
وأنت يارمضان قد أقبلت بخضر أيام لأبذر وأغرس وسود ليالٍ حالكات ..لأتوارى وأناجي..وأطلق
روحاً مكبلة بقيد بل قيود من أسرها لتتنفس نسيمات صباحك..وعبير ليلك..فيا أنفاس التائبين عطري
الكون بعبير توبة ..ويادموع المنيبين اغسلي آثار الخطائين من رق الأيام فلعل آثار دموعهم تبقى..
البراءة
البراءة
مشرفتي المتالقة المبدعة ..

عطاء ياذات العطاء المداد ..

سلم لنا حبرك المداد ..

ولا حرمنا من ابداعاتك ..

غبت عن الواحة غيبة طويلة وها انا اطل عليها وكلي انشراح بما جدت به ..

فسنكون بالقرب لننهل من فيضك الادبي الرااائع فلا تطولي الغياب ..

اعاننا الله على صيامه وقيامه ..

وجعلنا من الفائزين بالمكرمة الربانية ..

من مغفرة ورحمة وعتق من النيران ..

اللهم آآآآآآآآآآمين ..

محبتك/ البراااءة ؛؛؛
عطاء
عطاء

(5)

وتتوه نفس في فضاءات الكون الفسيح لتطلق استفهامات عبر الأثير..تود أن لويسمعها الحجر والشجر
وكل مسبحٍ لله فيجيب..أين ذهبتُ أنا؟
أين تلاشت روحي ..وفي أي مكان ٍ انزوت وفرت عن اجتماع..
وكلما سمعت صوت مسبح اهتزت مني الروح لتعيد ذكرى في عمر الزمن لعبير طاعة شردت ولم تعود
وكلما صفت قدم لتبرم ميثاق عبودية وانطراح زارت نسائم تذكر بطيب أيام لما كانت الروح حرة من قيد
أبية تحلق فوق القمم..
وكلما ذل جسد بانطراح فرّت مني الكلمات تحاول جاهدة اختراق الغمام علّها تحظى من لدن الرحيم
بنفحة رحمة لاجتماع نفس ..
إيه يادنيانا كم تعبثين بنا..
ونظن ألا أثر لخطوك في نفوسنا
فتأبى آثارك إلا أن تظهر في لحظة حاجة
كم رسمت على نفوسنا وحفرت من أخاديد لتغتالي روحاً مع مرور زمن ونحن في غفلة
لم ندرك أن مبضع الدنيا جروحه لاتندمل..ولاتبرأ
وتشتاق النفس لفيض صبر..
وتجأر للرحيم
أن أطلق الروح من قيد
فقد رأت
تعثر خطو
وحرر
الفؤاد في زمن يتسارع فيه الزمن ليجني كل من ثمار وكنوز
وأغرس قدمي الصبر
في أرض روح مقحلة
رغم الألم
فلا ألم
أعظم
من سير
في أرض قفر
عطاء
عطاء

(6)

ماأعظم أن يضيع المرء ماجمع!!
وقد يغترّ ويظن أنه يملك الكثير..فلا زال للطاعة بريق
وللكلمات جلجلة
ويسير في دهاليز غرور وعجب
وتأتي لحظات أشد مايكون فيها حاجة للحظة صدق وشفافية
للحظة صفاء واجتماع
ويحاول جاهداً أن يلم شعث نفس فلا يستطيع فيسقط في يدٍ ويرى أنه أضاع كثيراً
وقد ضاع منذ زمنٍ ليس باليسير..
وتفر منه نفسه
ويقف لحظات عجز
ويراشي الروح أن تقاربي مني..وذكري بأيام اجتماع لعل نفس تشتاق
فتنفض عنها رعونة أماني
وحبائل خداع
ويغتالني العجز في لحظات أريد فيها حلاً
فلايأس مع رحمة الرحيم
ولكن لكل حقيقة
برهان
وبرهان الإيمان نفس تذبح على نطع الامتثال
وتقيد بقيد الصبر
وتجمع من شعاب الدنيا بهمة تبلغ الثريا
وميثاق إيمان واحتساب
يخفف عناء السير
ويري منازل القوم وراياتهم
ويسمع أصواتهم يتنعمون ويتقلبون في النعيم المقيم
فتطير الروح إليهم
وتسابق مع من سبق
عطاء
عطاء

(7)

كل عـــــــــــــام منك يارمضان أظن وأتوهم أنني أتلقى الدروس نفسها
وأخرج بالعظات ذاتها وربما أكتب الحروف نفسها..
ولكنني أرى النفس تتقلب فيك يارمضان في كل عام تقلباً عجيباً..
وكلمامضى منك عمراً من عمري تخط دروسك في روحي حروفاً لايجف مدادها..
وأرى نفسي بين إقبال ٍ وإدبار وخوف ورجاء وقوة وضعف وحزم وتفريط
ولكن سير أيامك دائماً في كل عام يخيفني ويهزً نفسي العابثة أن تأملي سرعة سير
ومضي ليال وأيام ملأى أو خوالي..
وتخلع النفس رداء التشبع بما لم تعط َ لتلبس حلة انكسار وتقف بباب الكريم أن اخلع علي يارب من حلل
الافتقار والعبوديةوالذل والانكسار لعل نفساً بداخلي تذل ..وترعوي..
وأن أكرمني بعطايا رحمة تخفف عن الروح لهيب شهوة دنيا قد ضربت طنبها في نفس فتية تأمل ببقاء..
وأن أسبغ علي بسابغات صبر لتذوق روحي الصبر..فما أشد حاجتي له
فألم صبرٍ أهون على الروح من شتات وتفرق نفس..
فياأقدام الصبر احملي فلم يبق َ من دنيانا إلا قليل..
وياهمة تطمع في بلوغ مرتقى..رابطي واصبري وصابري
ويافؤادي المكلوم بذل الحرمان اغرز راية الصبر في أرض الصدق..ولاتيأس..
فلقد لاحت لي بشائر الفجر من بعيد..