:
" السلام عليكم ورحمة الله "
.. حبيباتي و أخواتي العزيزات ..
من منا لم تمرّ يوماً بما يكدر خاطرها ويُشغل فكرها ؟
كثيراً ما أدخل لهذا القسم فـ أشعر بمسؤولية عظيمة أمام كل مهمومه ..!
فـ متى ما كان الشخص قادراً على الترويح عن أخيه المسلم فـ سيشعر وقتها بهذه المسؤولية ،
غير أن هناك شيء آخر يجعلني أشعر بها
ألا وهو " كتابين قرأتهما " ،
أحسست بعدها أني يجب أن أوصل مفهومها إليكن عزيزاتي ،
لأن ما يمر به الإنسان من مصائب ومحن و كرب وهموم وغموم وحزن
إنما هي اختبار من الله لكِ !
سواء كنتِ تعيشين ...\\
مظلومة في كنف أياً كان زوجاً أو أباً أو أماً أو زوجة أب
أو بانتظار ذاك الرجل الصالح
أو في حالة عقوق أبنائك و فلذات أكبادك
أو منتظرة لـ ذرية معافاة من ربك الكريم
أو طريحة الفراش أثر مرض ألمّ بكِ
أو في معاناة مع سحرِ أو عين حاسدٍ أصابتكِ
أو طُعنتِ في قلبكِ لخيانة عزيز عليكِ
أو في حالة فقدان لقريب غالٍ عليكِ
أو حتى تعيشين في توتر من عِلم وجدتِ فيه ما قد صعب وشقّ عليكِ
أو أي أمر كان .. تافها أو جللاً
،
فـ مآسي الحياة تطول ولن تسمح قائمتي بملئها ..
ولكن ،
هي وقفات في هذه الكتب سأذكرها لكِ
أرجو من الله العلي القدر أن يوفقني فيها ..
ويصل لكل من تقرأ هذه الأحرف ما أريد إيصاله لها ،
أنا لا أقول " لم كتبتِ لنا مشكلتك وتطلعتِ للحل منّا ؟ "
لا والله..
أنا ضد فكرة أن الشخص يكبت ما أهمه وغمّه ،
ويستشير و يُشار له ..
ولكن هي كلمات اقرأيها أرجوكِ .،
قبل أن تكتبي مشكلتك .. فقط هو كل ما أريده !
الكتب هي ..\
" الأول "
الفرج بعد الشدة والضيقة
( قصص واقعية للأنبياء و الرسل و الصحابة و التابعين )
الجزء الأول
للكاتب \ إبراهيم الحازمي
:
:
" الثاني "
من عجائب الدعاء
الجزء الثاني
جمع و إعداد \ خالد بن سلمان الربعي
تقديم الدكتور \ عائض القرني
،
هي كتب جدّ رائعة ..
سأحاول جاهده أن أنقل منها بعض ما لفتني وأفادني كثيراً ،
و أرجو من كل قارئه محاولة الحصول عليها من المكاتب ..
وأسعارها في متناول الجميع ،
والتي تملك أي منها فلتخصص لقراءتها وقتاً هادئاً تصغي فيه لأحرفها وبنفس ساكنه ،
هي بـ حق كتب تؤنس الوجدان إلى جانب كتاب الرحمن ،
فهي تحوي على قصص رائعة وبأسلوب سلس تتوقين لإنهائه بنفس اليوم ‘
ووالله يا عزيزاتي .. بعضها قرأته أكثر من 3 مرات ،
وفي كل مره أبكي وأتأثر وأشعر بأني لأول مره أقرأها .!
سأقوم بإدراج بعض ما قد يفيدكِ والكثير الكثير ينتظرك فيها ،
و ستكون بالترتيب التالي ..
إنما " الفرج بعد الشدة والضيق " فاصبري يا رعاكِ الله،
وادعي المولى ولا تقنطي ولك في " عجائب الدعاء " خير مثال ..
فالله لن يضيع أجر دعائك وصبرك وتوكلك عليه فـ قد قيل //
سهامُ الليل لا تُخطئ ولكن
لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ
فًيُمسكها إذا مَا شاءَ حَكَمٌ
ويرسلها إذا نفذ القضاءُُ
،
" الكتاب الأول "
" الفرج بعد الشدة والضيقة "
القصص و الحكايات جند من جنود الله .. يثبت بها أوليائه .،
وشاهده قوله تعالى : " وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ".
وقال أبو حنيفة .\
الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليّ من كثير من الفقه لأنها آداب القوم .
.:.:.
" وقفات .. محطات "
أدعية تنجي من المحن و المصائب ..\
قال تعالى : " ألم نشرح لك صدرك . ووضعنا عنك وزرك الذي أنقضَ ظهرك . ورفعنا لك ذكرك فإنّ مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا " .. سورة الانشراح ،
فهذه السورة مفصحة بإذكار الله – عز وجل – رسوله ، عليه الصلاة والسلام ، منته عليه في شرح صدره بعد الغم والضيق ، ووضع وزره عنه ، وهو الإثم ، بعد إنقاض الظهر ، ورفع ذكره بحيث جعله مذكوراً معه في الشهادتين ، والبشارة له في نفسه عليه السلام وفي أمته بأن مع العسر يسرا .
وقال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق ،
وقال عز وجل : " أليس الله بكافٍ عبده " سورة الزمر ،
وقال تعالى : " قل من ينجيكم من ظلمات البر و البحر تدعونه تضرعاً و خفية لئن انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون " سورة الأنعام ،
وقال عز وجل : " أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون " سورة النمل ،
وقال : " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " سورة غافر ،
وروي عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال : عجباً لمكروب غفل عن خمس ، وقد عرف ما جعل الله لمن قالهن :
1-قوله تعالى " و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات . وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة و أولئك هم المهتدون " سورة البقرة .
2-قوله تعالى " وأفوّض أمري إلى الله . إن الله بصير بالعباد . فوقاه الله سيئات ما مكروا " سورة غافر .
3-وقوله تعالى " وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه . فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ".
4-وقوله تعالى " فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين " سورة الأنبياء .
5-وقوله " وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فأتاهم الله ثواب الدنيا و حسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين " سورة آل عمران .
قال الحسن البصري : " من لزم قراءة هذه الآيات في الشدائد ، كشفها الله عنه ، لأنه قد وعد ، وحكم فيهن ، بما جعله لمن قالهن ، وحكمه لا يبطل ووعده لا يخلف ".
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. واعلم أن النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسراً "
ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب و اليسر ، و اليسر بالعسر ، أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى ، حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين تعلّق قلبه بالله وحده ، وهذا هو حقيقة التوكل على الله ، وهو من أكبر الأسباب التي تُطلب بها الحوائج ، فإن الله يكفي من توكل عليه ، كما قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " .
.:.:.
" علاج المحن و المصائب "
1-الاسترجاع كما قال تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا : إنا لله و إنا إليه راجعون " وهي تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلّى عن مصيبته .! أحدهما : أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحقّ .
2-أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه ، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه ..
3-أن ينظر إلى ما أصيب به ، فيجد ربه قد أبقى عليه مثله ، أو أفضل منه ، أو ادّخر له – إن صبر و رضي – .
4-أن يطفئ نار مصيبته و ألمه ببرد التأسي بأهل المصائب ، و أنه لو فتّش العالم لم ير فيهم إلا مبتلياً.
5-أن يعلم أن الجزع لا يبردها ، بل يضاعفها . وهو في الحقيقة من تزايد المرض !
6-أن يعلم أن ما يعقبه الصبر و الاحتساب من اللذة و المسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه وغير ذلك كثيراً جداً .
.:.:.
" علاج الكرب و الهم و الغم و الحزن "
1-عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله ربُ العرش الكريم " .
2-وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت "
3- وعن أسماء بنت عُميس قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أُعلمك كلماتٍ تقوليهنّ عند الكرب، أو في الكرب : الله ربي لا أشرك به شيئاً ". وفي رواية النسائي ( أنها تقال سبع مرات).
4-وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أصاب عبداً همّ ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حكمك ، عدل فيّ قضائك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني و ذهاب همّي ، إلا أذهب الله حزنه وهمه ، و أبدله مكانه فرحا ".
5-وعن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له .. " .
6-الإكثار من أدعية الصباح و المساء في اليوم والليلة فالذكر له شأن عظيم وعظيم جداً في حفظ الإنسان من كل شيء .
7-الإكثار من الاستغفار كما قال تعالى : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً و يمددكم بأموال وبنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهاراً " تلك نتيجة الاستغفار ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً و من كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب .
8-الاستعانة بالصبر و الصلاة .
9-الإكثار من الصدقة .
10- الجهاد في سبيل الله ،فإن الله يدفع به عن النفس الهم و الغمّ كما قال ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
11- الإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة و أن الله يدفع بها عموم البلاء !
12- التوبة النصوح لله سبحانه إن كانت بينه وبين الله وذلك بعدم الرجوع إلى الذنب و الندم و الإقلاع عنه ، وإن كان بينه وبين الناس فعليه بالتحلل منهم .
13- التوكل عليه سبحانه فإن ذلك من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج فإن الله يكفي من توكل عليه ، والتوكل هو : قطع الاستشراف باليأس من المخلوقين – يعني يعتمد ويفوّض أمره لله – قال إبراهيم الخليل – عليه السلام – لما عرضَ له جبريل في الهواء ، وقال : ألك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا .
14- تقوى الله وعبادته و الإحسان إلى خلقه فإنها من أهم ما يفرج به الكرب .
15- يقرأ سبع مرات قوله تعالى : " ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين " .
16- الاستعانة بالله وحده .
17- اعتراف العبد بأنه هو الظالم و أن الله لا يظلم الناس .
18- الابتعاد عن المعاصي و الذنوب .
19- الإكثار من قراءة القرآن وتدبّر معانيه .
20- تعلق القلب بالله وحده .
21- قل : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .
فإذا علمت بهذه الأمور فاعلم أن الله سيرحمك برحمته التي وسعت كل شيء ،
وأن فرجه قريب .. قريب .. أليس الصبح بقريب ؟
.:.:.
" أخيتي تذكري "
- أن الله عز وجل يبتلي العبد وهو يحبه ، ليسمع تضرعه .
- أنه كلما تشتد الأزمة تنفرج .
- أن أفضل العبادة انتظار الفرج .
- أن الفرج يأتي من الله تعالى ، على قدر شدة البلاء .
- أن ما يكره العبد خير له مما يحب لأن ما يكره يهيجه على الدعاء وما يحب يلهيه عنه .
- أن المؤمن أمره كله له خير .
- أن الصبر كفيل بالنجاح .. والمتوكل لا يخيب ظنه .
- أن من اتبع الصبر .. اتبعه الصبر .
- أن من صبر ظفر .. و أن الصبر مفتاح الفرج .. وعند اشتداد البلاء يأتي الرخاء .
- أن رُب محبوب في مكروه .. ومكروه في محبوب ، وكم مغبوط بنعمة هي داؤه .. ومرحوم من داء هو شفاؤه .
- أن من ساعة إلى ساعة فرج .
- رُب خير استفدته من شر .. ونفع من ضر .
- أن تحت الرغوة اللبن الصريح .
- أنه ربما امتحن الله العبد بمحنة يخلصه بها من الهَلَكة فتكون تلك المحنة .. محنة أجلّ من نعمة .
- أن كل مقدّر كائن ولابد .. و أن لم يرضَ بالقضاء لم يهنأ له عيش !
- إن الله يأتي بالفرج عند انقطاع الأمل واستبهام الحِيَل .
- أن المحن تأديب من الله و الأدب لا يدوم فطوبى لمن تصبّر على التأديب .
- أن الفرج و الرّوح و الحياة في اليقين و الرضا ، والهم و الغم و الحزن في الشك و السخط .
- الصبور يدرك أحمد الأمور .
- أن نهر جرى فيه الماء ، لا بدّ أن يعود إليه .
- أن المحن فيها تمحيص من الذنب و تنبيه من الغفلة و تعرّض للثواب بالصبر و تذكير بالنعمة.
- إنما يبتلى الصالحون وأن القدر سبع و السبع لا يأكل الميتة .
- أن الصحة و العافية تبطران الإنسان .
أخيراً .. تذكري .. سحابة ثم تزول ..
وما بعد الشدة و الضيقة إلا الفرج ،
.:.:.
" إذا ضاق بك صدرك ففكر في ألم نشرح "
كان بعض الصالحين قد ألجّ عليه الغم ، وضيق الصدر ، وتعذر الأمور ، حتى كاد يقنط ، فكان يوماً يمشي وهو يقول :
أرى الموت لمن أمسى ... على الذلِ له أصلح
فهتف به هاتف ، يسمع صوته ولا يرى شخصه أو أُري في المنام ، كأن قائلاً يقول :
ألا يا أيّها المرء ... الذي الهم به برّح
إذا ضاق بك الأمر ... ففكر بألم نشرح
فإن العسر مقرون ... بيسرين فلا تبرح
قال : فواصلت قراءتها في صلاتي ، فشرح الله صدري ، و أزال همي و كربي ، وسهّل أمري .
.:.:.
" يا سامع كل صوت "
حزن رجل حزناً شديداً ، على شيء لحقه و أمرٍ أهمّه وأقلقه ، فألحّ في الدعاء ، فهتف به هاتف : ياهذا ، قل:
يا سامع كلّ صوت ، ويا بارئ النفوس بعد الموت ، ويا من لا تغشاه الظلمات ، ويامن لا يشغله شيء عن شيء .
قال : فدعا بها ، ففرج الله عنه ، ولم يسأل الله تلك الليلة حاجة إلا أعطاه .
.:.:.
" المهدي يطلق علوياً من حبسه لمنام رآه "
استحضر المهدي صاحب شرطته ليلاً ، وقد انتبه من نومه فزعاً ، فقال له : ضع يدك على رأسي ، واحلف بما استحلفك به ، قال : فقلت يدي تقصر عن رأس أمير المؤمنين ، ولكن عليّ وعليّ ، وحلفت بأيمان البيعة أني أمتثل ما تأمر به .
فقال صرْ إلى الحبس ،واطلب فلاناً العلوي الحسيني فإذا وجدته فأخرجه وخيره بين الإقامة عندنا ،مطلقاً مكرماً محبوراً وبين الخروج إلى أهله ، فإن اختار الخروج قدت إليه كذا وكذا و أعطيته كذا وكذا وإن اختار المقام أعطتيه كذا و كذا ، وهذه توقيعات بذلك .
فأخذتها و جئت إلى المحبس فطلبت الفتى فأخرج إليّ وهو كالشقّ البالي ،فعرفته أمر أمير المؤمنين ،وعرضت عليه الحالين فاختار الخروج إلى أهله في المدينة المنورة ، فسلمت إليه الصلة و الحملان فلما جاء ليركب ويمضي ، قلت : بالذي فرج عنك ، هل تعلم ما دعا أمير المؤمنين المهدي إلى إطلاقك ؟
قال : إني والله ، كنت الليلة نائماً ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في منامي ، وقد أيقظني ،
وقال : يا بني ظلموك ؟
قلت : نعم يا رسول الله.
قال : قم ، فصل ركعتين ، وقل بعد الفراغ :
يا سابق الفوت ، ويا سامع الصوت ، و يا ناشز العظام بعد الموت ، صلي على محمد و على آل محمد ، واجعل لي من أمري فرجاً و مخرجاً ، إنك تعلم و لا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علاّم الغيوم يا أرحم الراحمين .
قال : فقمت وصليت و جعلت أكرر الكلمات ، حتى دعوني .
قال : فحمدت الله على توفيقي لمسألته وعدت إلى المهدي فحدثته بالحديث .
فقال : صدق والله ، لقد أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، فأمرني بإطلاقه .
.:.:.
" رسول الذي يجب المضطر إذا دعاه "
ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة ، رجل حكى عن أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي قال هذا الرجل :
كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزبداني ، فركب معي ذات مرة رجل ، فمررنا على بعض الطريق ، عن طريق غير مسلوكة .
فقال لي : خذ في هذه فإنها أقرب ، فقلت لا خبرة لي فيها .
فقال : بل هي أقرب .
فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة !
فقال لي أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمّر وجمع عليه ثيابه وسلّ سكيناً معه وقصدني ففررت من بين يديه وتبعني فناشدته بالله ، وقلت : خذ البغل بما عليه .
فقال : هو لي و إنما أريد قتلك .
فخوفته الله و العقوبة .
فقلت : إن رأيت أن تتركني حتى أُصلي ركعتين ، فقال : وعجلّ ، فقمت أصلي .
وارتجّ عليّ القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد فبقيت واقفاً متحيراً ، وهو يقول :هيه افرغ ؟
فأجرى الله على لساني قوله تعالى :
" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "
فإذا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمي بها الرجل فما أخطأت فؤاده فخر صريعاً ،
فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت ؟
فقال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء .
قال : فأخذت البغل و الحمل ورجعت سالماً .
.:.:.
" لقمة بلقمة "
كان لامرأة ابن ، فغاب عنها غيبة طويلة وأيست منه .
فجلست يوماً تأكل فحين كسرت اللقمة و أهوت بها إلى فيها ،
وقف بالباب سائل يستطعم ، فامتنعت من أكل اللقمة وحملتها مع تمام الرغيف فتصدقت بها ،
وبقيت جائعة يومها وليلتها فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قدم ابنها فاخبرها بشدائد عظيمة مرّت به.
وقال :
أعظم ما جرى عليّ أني كنت منذ أيام أسلك في أجمة في الموضع الفلاني إذا خرج عليّ أسد فقبض عليّ من على ظهر حمار كنت راكبه ،
ونشبت مخالب الأسد في مرقّعة كانت عليّ و ثياب تحتها وجبّه ، فما وصل إلى بدني كبير شيء من مخالبه.
إلا أني تحيّرت وذهب أكثر عقلي وهو يحملني حتى أدخلني أجمة كانت هناك .
وبرك عليّ ليفترسني ،
فرأيت رجلاً عظيم الخلق ، أبيض الوجه والثياب وقد جاء حتى قبض على الأسد من غير سلاح وشاله وخبط به على الأرض .
وقال : قم يا كلب ، لقمة بلقمة ، فقام الأسد يهرول وثاب إليّّ عقلي .
فطلبت الرجل فلم أجده وجلست بمكاني ساعات إلى أن رجعت إليّ قوّتي ثم نظرت نفسي فلم أجد بأساً . ولم أدر ما معنى قول الرجل : لقمة بلقمة .
فنظرت المرأة فإذا هو وقت أخرجت اللقمة من فيها ، فتصدقت بها..!
.:.:.
" سهام الدعاء تطفئ نيران القذائف "
قال الشيخ عبدالله عزام في كتابه ( آيات الرحمن في جهاد الأفغان ) حدّثني أرسلان قال :
هاجمتنا الدبابات وكان عددها حوالي 120 دبابه ومعهم هاون وسيارات كثيرة ونفذت ذخيرتنا حتى تأكدنا من الأسر فلجأنا إلى الله بالدعاء .
وبعد قليل و إذا بالقذائف و الرشاشات تُفتح على الشيوعيين من كل مكان !
وهُزم الشيوعيون ، ولم يكن في المنطقة أحد غيرنا .
قم قال : إنها الملائكة .
.:.:.
" مناجاة من تحت الأمواج "
شاب عشق البحر و أحبه .. كان يتنزه في البحر فأرد الله به خيراً فحدثت المفاجأة .. يقول م.ص.ر :
كنت ذات يوم في البحر مع قاربي وحيداً و أقطع الأمواج وفجأة حدث ما لم يكن بالحسبان !
رأيت القارب وقد اعتلاني وأصبحت بين الماء أصارع الأمواج و الموت معاً ،
لم أستطع أن ألتزم بقارب النجاة أو بالطوق المعد لمثل هذه الحالات فصرخت بأعلى صوتي :
يااااااارب أنقذني .
وصدرت هذه الصيحة من أعماق قلبي ، ولم أدر بنفسي .
غبت عن الوعي .. استيقظت أجلت بصري يمنة ويسرة ، رأيت رجالاً كثيرين يقولون :
الحمدلله إنه حي لم يمت ! .. ومنهم اثنان قد لبسا ملابس البحر .
قالوا لي : الحمدلله الذي نجاك من الغرق لقد شارفت على الهلاك ، ولكن إرادة الله كانت لك رحمة و منقذاً.
لم أتذكر مما مضى في تلك الحادثه حيث كنت في غيبوبة الخوف والهلع إلا ندائي لربي ..
دارت بي الدنيا مرة أخرى وأصبحت أحدّث نفسي ،لماذا تجافي ربك؟ لماذا تعصيه ؟
كان الجواب : الشيطان ، والنفس ، والدنيا وهمومها كانت تصرفني عن الله والدار الآخرة .
أفقت من دواري ، فقلت للحاضرين : هل دخل وقت العشاء ؟ قالوا : نعم .،
قمت بين دهشة الحضور ،وتوضأت وصليت ، قلت :
واعجباً هل حقيقة أني أصلي ؟!
لم أكن أؤدّي الصلوات في حياتي إلا مرات قليلة جداً وفوق ذلك رحمني ربي و أنجاني من الموت والهلاك الذي كان ماثلاً أمام عينيّ .. أليس هو حقيقي وجدير بالشكر ؟
بلى سبحانه .
عاهدت ربي أن لا أعصيه أبداً ، و إن أزلني الشيطان أستغفر الله فإن ربي غفور رحيم ..
وتبت توبة نصوحاً .. فإن الله يفرح بتوبة عبده حتى وإن بلغت ذنوبه عنان السماء ،
واغرورقت عيناه بالدموع وانفجر باكياً حتى أبكى من حوله .
.. انتهى ..
،
" الكتاب الثاني "
" من عجائب الدعاء "
هي قصص لقوم دعوا الله تعالى ..
فاستجاب لهم من المتقدمين و المتأخرين ،
.:.:.
" من كلام العلماء عن الدعاء "
قال ابن القيم رحمه الله : ( وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه و حصول المطلوب ، ولكن قد يختلف عن أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان ، و إما لضعف القلب و عدم إقباله على الله و جمعيته عليه وقت الدعاء ، فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً فإن السهم يخرج منه خروجاً ضعيفاً ، وإما لحصول المانع من الإجابة / من أكل الحرام و الظلم و رين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة و الشهوة و اللهو وغلبتها عليه كما في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ادعوا الله ، وانتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلب لاهٍ ").
وقال رحمه الله : ( الدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن وله مع البلاء ثلاث مقامات \
أحدهما : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاءُ فيصاب به العبد و لكن قد يخففه و إن كان ضعيفاً.
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه ).
وقال رحمه الله : ( ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه : أن يستعجل العبد و يستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء ، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً يتعهده ويسقيه فلما استبطأ كماله و إدراكه تركه و أهمله ).
وقال رحمه الله : ( وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب و جمعيته بكليته على المطلوب ، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي \ الثلث الأخير من الليل، وعند الآذان ، وبين الآذان و الإقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبات ، و عند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة من ذلك اليوم ، وآخر ساعة بعد العصر ، وصادف خشوعاً في القلب و انكساراً بين يدي الرب وذلاً له وتضرعاً ورقة ، واستقبال الداعي القبلة ، وكان على طهارة ، ورفع يديه إلى الله ، وبدأ بحمد الله و الثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قدم بين يدي حاجته التوبة و الاستغفار .. وألحّ في المسألة و توسل ليه بأسمائه و صفاته و توحيده ، وقدم بين يدي دعائه صدقةً فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً ولاسيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنّة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم ).
قال يحيى بن معاذ الرازي : ( لا تستبطئ الإجابة و قد سددت طريقها بالذنوب ! ) .
روى مسعر عن ابن عون قال : ذكر الناس داء وذكر الله دواء .. قلت (والكلام للذهبي) : إي والله فالعجب منا ومن جهلنا ، كيف ندع الدواء ونقتحم الداء ؟ وقد قال الله تعالى : " فاذكروني أذكركم " وقال : " ولذكر الله أكبر " وقال تعالى : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب " ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق من الله ، ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له ).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( .. وفي الصحيحين عن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال : قل " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " .
فجمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر بين الاعتراف بحاله و التوسل إلى ربه عز وجل بفضله وجوده وأنه المنفرد بغفران الذنوب ، ثم سأل حاجته بعد التوسل بالأمرين معاً فهكذا أدب الدعاء و آداب العبودية ).
وقال رحمه الله تعالى : ( قراءة القرآن أفضل من الذكر ، و الذكر أفضل من الدعاء هذا من حيث النظر لكل منهما مجرداً ... اللهم إلا أن يعرض للعبد ما يجعل الذكر أو الدعاء أنفع له من قراءة القرآن ... وكذلك أيضاً قد يعرضُ للعبد حاجة ضرورية إذا اشتغل عن سؤالها بقراءة أو ذكر لم يحضر قلبه فيهما و إذا أقبل على سؤالها و الدعاء إليها اجتمع قلبه كله على الله تعالى و أحدث له تضرعاً و خشوعاً و ابتهالاً ، فهذا قد يكون اشتغاله بالدعاء و الحالة هذه أنفع و إن كان كلٌ من القراءة و الذكر أفضل و أعظم أجراً ،
وهذا باب نافع يحتاج إلى فقه نفسه وفرقان بين فضيلة الشيء في نفسه وبين فضيلته العارضة ، فيُعطي كل ذي حق حقه ويوضع كل شيء موضعه ).
.:.:.
" دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه "
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاث مائة وخمسة عشر ،
فقال : " اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، اللهم إنهم عراة فاكسهم ، اللهم إنهم جياع فأشبعهم "..‘
ففتح الله له يوم بدر ، فانقلبوا حين انقلبوا وما فيهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين ، فاكتسوا وشبعوا.
.:.:.
" رجلاً خيراً مني "
عن زياد بن أبي مريم ، قالت أم سلمة لأبي سلمة : بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها ، وهو من أهل الجنة ثم لم تزوّج إلا جمع الله بينهما في الجنة ، فتعال أعاهدك أن لا تزوج بعدي و لا أتزوج بعدك . قال : أتطيعينني؟
قالت نعم . قال : إذا متُّ تزوجي ، اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني لا يحزنها ولا يؤذيها ،
فلما مات قلت : من خيرٌ من أبي سلمة ؟
فما لبث وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها أو ابنها.
فقالت : أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي ، ثم جاء الغد فخطب و اغتبطت أيما اغتباط .
.:.:.
" صحابي يدخل الجنة "
عند البغوي في الصحابة أن النعمان بن قوقل قال يوم أحد : أقسمت عليك يا رب لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في الجنة ،
فأستشهد ذلك اليوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد رأيته في الجنة وما به من عَرَج.
.:.:.
" دعا له فشفاه الله تعالى "
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خَفَت فصار مثل الفرخ.
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : "هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟" قال : نعم كنت أقول اللهم ماكنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" سبحان الله ! لا تطيقه – أو لا تستطيعه – أفلا قلت : "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .. قال فدعا الله له فشفاه .
.:.:.
" أعمى يدعو الله تعالى فيبصر "
حكي عن الليث بن سعد أنه قال : رأيت عقبة بن نافع ضريراً ثم رأيته بصيراً . فقلت له : بم رد الله عليك بصرك؟ فقال : أتيت في المنام فقيل لي : قل يا قريب يا مجيب ، يا سميع الدعاء يا لطيف لما يشاء ، رُدّ عليّ بصري ، فقلتها فرد الله عليّ بصري .
.:.:.
" أسألك العفو و العافية "
عن توبة العنبري قال : عملت ليوسف بن عمر فحبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة سوداء . فرأيت في المنام رجلاً حسن الوجه أبيض الثوب فقال : ياتوبة لقد طالب حبسك . قلت : أجل .
قال : قل " اللهم أسألك العفو و العافية و المعافاة في الدنيا و الآخرة " ثلاث مرات .
فانتبهت من النوم فكتبتها ثم قمت فتوضأت وصليت فما زلت أقولها حتى السحر فإذا رسل يوسف قد أخرجوني إليه في قيودي . قال : أتحب أن أخليك ؟ قلت : نعم فأطلق قيودي و خلاني .
.:.:.
" بل أسأل الله تعالى وحده "
كان إسحاق بن عباد البصري نائماً فرأى في منامه قائلاً يقول له : أغث الملهوف ، فاستيقظ .. فسأل : هل في جيرانه محتاج ؟ قالوا : ما ندري ! .. ثم نام فأتاه ثانياً و ثالثاً فقال له : أتنام ولم تغث الملهوف ؟
فقال : و أخذ معه ثلاثمائة درهم وركب بغلة ً ، فخرج به إلى البصرة حتى وقف به على باب مسجد يصلى فيه على الجنائز ، فدخل المسجد فإذا رجل يصلي فلما أحسّ به انصرف فدنا منه .
فقال : يا عبدالله في هذا الوقت ؟ في هذا الموضع ؟ ما حاجتك ؟
قال : أنا رجل كان رأس مالي مائة درهم فذهبت من يدي و لزمني دين مائتا درهم ،
فأخرج له الدراهم وقال : هذه ثلاثمائة درهم خذها فأخذها ، فقال : أتعرفني ؟ قال الرجل : لا ،
قال : أنا إسحاق بن عباد فإن نابت نائبة فأتني فإن منزلي في موضع كذا .
فقال له : رحمك الله إن نابتنا نائبة فزعنا إلى من أخرجك في هذا الوقت حتى جاء بك إلينا .
.:.:.
" رزق بتوأم "
قالت إحدى النساء ( عاش : أخي الأكبر عاش عشرة أعوام بعد زواجه ، ولم يرزق بذرية فعملوا الفحوصات وأثبتت التحاليل الطبية أنه لا يوجد لدى الزوجين مانع من الإنجاب .. وكان أملهما في الله تعالى كبيرا فلجئوا إليه بالدعاء أن يرزقهم ذرية صالحة و تحرّوا أوقات الإجابة ، وكثيراً ما يردد أخي في دعائة "رب هبّ لي من لدنك ذرية طيبة " ولم يخيب الله رجاءهم فبعد فترة رزقهم الله بتوأم ذكر و أنثى وبعد سنتين رزقهم الله بأنثى.
فلله تعالى الحمد و المنة وصدق الله " يهب لمن يشاء إناثاً و يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً و إناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير ".
.:.:.
" الابن يدعو لوالده "
ذُكر أن شاباً صالحاً يحب الأخيار ومجالستهم ، وكان والده يكره الصالحين و إذا رآهم مع ابنه ربما طردهم من المنزل غير مراع شعور ابنه الصالح الذي ظلّ يدعو والده ويدعو له .
وفي ليلة من الليالي من الليالي قام في ثلث الليل وصلى وفي آخر ركعة رفع يديه إلى السماء وبدأ يدعو والده ودموعه تنهمر من عينيه ، وتلك اللحظات المفعمة بصدق الالتجاء إلى الله تعالى دخل والده البيت قادماً من إحدى سهراته وسمع بالبيت باكياً يبكي بحرقة و ألم ،
فالتمس مصدر الصوت حتى وصل إليه فإذا هو ابنه يتضرع إلى الله أن يهدي والده فتأثر وجلس على ركبتيه عند باب الغرفة و أخذ يبكي و يراجع نفسه ويقول : ولدي يدعو لي ! وأنا أضايقه ، ولدي يدعو لي وأنا أحاربه ، ولما انتهى الابن من صلاته و فتح الباب إذ بوالده جالس يبكي فما رآه اشتد بكاؤه وضمه إليه وقال :
والله لا أضايقك بعد اليوم .
وهداه الله و العجيب أنهما قاما يصليان آخر الليل سويّا .
.:.:.
" دعاء الأم لولدها "
كانت الأم كثيراً ما تدعوا لابنها الذي تظهر عليه بعض المظاهر السيئة ،
وفي يوم من الأيام وقفت بنفسها على بعض تصرفاته ، فقامت آخر الليل ودعت له وأكثرت من التضرع والالتجاء إلى الله تعالى بأن يصلح فلذة كبدها الذي ترجو أن ينفعها في الحياة وبعد الممات .
وارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر ينادي ( الصلاة خير من النوم ) وفجأة سمعت صوت أقدام تنزل من أعلى البيت واقترب الصوت شيئاً فشيئاً ثم دخل عليها في غرفتها ، فرفعت رأسها فإذا هو ابنها الذي تدعو له ولمست في يده آثار الوضوء ، فقبّل رأسها و ذهب لصلاة الفجر .
والأم تتابعه بنظراتها وقد اغرورقت بالدمع ، واستمرّ بعدها على الطاعة نسأل الله الثبات للجميع.
.:.:.
" فرّج الله تعالى كربتها "
كتبت امرأة في مجلة الأسرة قصتها قائلة .. ( عشت حرماناً في بيت والدي و تزوجت زوجاً لم يحسن معاملتي وفي معاناتي لم يقف معي أحد من الناس فلجأت إلى الله تعالى بكل جوارحي أسأله أن يفرج كربتي وما هي إلا أيام بعد الدعاء حتى جاء الفرج و إذا بالجميع القريب و البعيد يقف معي حتى أمُّ زوجي بعد شهور من الوحدة و الألم و الحمدلله تعالى الذي فرّج كربتي ...)
.:.:.
" دعاء في أفريقيا "
قال الدكتور عبدالرحمن بن حمود السميط رئيس جمعية العون المباشر الكويتية – حفظه الله تعالى – : ( اكتشفنا قبل عشر أو إحدى عشر سنة قبيلة من القبائل الوثنية فذهبنا لجمع المعلومات حتى نبدأ البرنامج الدعوي ، فلما وصلت إليهم أعلموني أني مسلم وقالوا : نحن نكره النصارى و أنت تدعونا إلى الإسلام ولكن قبل أن نعلن إسلامنا نريدك أن تدعو لنا بنزول الغيث لأنه ومنذ ثلاث سنوات لم تنزل قطرة واحدة لاعتذرت لهم، لأني أعرف أنهم وببساطتهم يقولون : إن استجاب الله لي فهذا الدين حق وإن لم يستجب فليس بحق وهذا هو اعتقادهم ،
فرفعت يدي إلى السماء ودعوت بدموعي أكثر من لساني وقلت :
يا رب المسألة ليست متعلقة بي و إنما بديني ، فلا تخذل هذا الدين بسبب أخطاء ارتكبتها ،
ولا زلت أبكي وأنا أدعو قم ختمت الدعاء فقال : نأتيك بعد ثلاث ساعات فذهبنا وجلسنا تحت شجرة وكان الوقت ظهراً و أذكر أنا لم نأكل ذلك اليوم شيئاً ولا اليوم الذي قبله و جاء وقت العصر وهم مُقبلون إلينا فإذا بالسماء تمطر .. فحمدت الله وأسلمت هذه القبيلة كاملة والحمدلله .
.:.:.
" يجري خلف والده بعصا ! "
حكى الدكتور ميسرة طاهر حفظه الله قصة رجل رافقه في الدراسة فقال في معرض حديثه : ( .. وأنا رأيته في يوم من الأيام يحمل عصا يجري بها وراء والده ، ووالده حافياً والابن يقول له : أوقف (ياكلب) !!
رأيته بأم عيني فأخبرت أبي رحمه الله تعالى بما رأيت وأني متألم .. فقال :
لا تستغرب يا بني ، أنا أعرف الأب يوم كان صغيراً كان يقول له أبوه :
اذهب يا فلان الله يجعل من ينتقم منك من صلبك ، وقد استجاب الله تعالى دعاءه ).
.:.:.
" استجابة دائمة "
حدّثني جدي لأمي حفظه الله تعالى و أطال في عمره على طاعته ، عن والده أن أباه – رحم الله الجميع – كان يقول :
إني ما دعوت الله تعالى في أمر أو أردته إلا حققه لي وأخاف أن تكون حسناتٍ عُجلت لي .
.:.:.
" طالب الوظيفة "
ذُكر أن رجلاً تنكدت عليه وظيفته وبقي في حزن شديد وكرب عصيب ، وكان يبحث عن رجل يؤثر في وظيفته بوساطة ، فلقي يوماً أحد المشايخ فتحدثا في موضوع الوظيفة ، وسأل الرجل الشيخ : هل رأيت فلاناً ؟ ، فقال : لم أره ولكن هل انقضت حاجتك ؟ ، فقال الرجل : مازلت أبحث عن واسطة .
فقال الشيخ : هناك من يحل موضوعك ويكفيك همك .
فقال : وهل يؤثر على صاحب التوظيف ؟
قال الشيخ : نعم .
قال : من ؟
قال الشيخ : هو الله تعالى ،
فتردد الرجل .. فقال الشيخ :
اتق الله ، لو قلت لك فلان من البشر لقلت هيا بنا إليه فهلاّ جربت دعوة الأسحار ؟
ثم تفرقا والتقيا بعد مدة وقال للشيخ بوجه مستبشر :
في ذلك اليوم لم أذهب لأي أحد و قمت في السحر و كأن أحداً يوقظني فصليت و دعوت الله بصدق و إخلاص وفي الصباح أردت أن أذهب لمكان الوظيفة ، ولكن شاء الله تعالى أن أغير الطريق فمررت بإحدى الدوائر الحكومية وقلت لماذا لا أدخل عليهم وأسألهم فلما دخلت على المدير قام لي ورحب بي فأخبرته أني أبحث عن وظيفة فقال :
عندنا وظيفتان فاختر إحداهما ، وبدأ الدوام من اليوم الفلاني .
( وكان هذا الموظف يريد من ذاك الرجل الذي يتوسط له أن يبحث له عن أقل من هذه الوظيفة ! )
.:.:.
" تدعو على ابنها الصغير "
في يوم من الأيام آذى الطفل أمه و أزعجها أشد الإزعاج فقالت ( اخرج الله يلقط روحك !! ) فخرج من الباب ولم تعلم الأم أن هذه الدعوة قد تستجاب فخرج مسرعاً واعترض الطريق فاصطدمت به إحدى السيارات ، وما أن سمعت الأم الصوت إلا و أحست بشيء يدقّ قلبها فخرجت مذهولة يرتجف قلبها وترتعش أركانها خوفاً من أن تفقد فلذة كبدها فلما نظرت وجدته ابنها وقد فارق الحياة فانهارت ونٌقلت للمستشفى وأصيبت بعدة أمراض وكانت تردد وتقول :
أنا التي قتلت ابني .
( ملاحظة : هذا جهل من الأم أن تدعو على ابنها وينبغي أن تدعو له .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم " ).
.:.:.
" المرأة و زوجها المدمن "
قال الشيخ مازن الفريح حفظه الله : على طول سنتين كانت تتصل بي زوجة تشكو زوجها المدمن الذي يلهو مع مجموعة فاسدة مع العلم أنها تحبه ، فأعطيتها عدة حلول ولم تنجح ، حتى اتصلت يوماً وقالت:
لا مكان للصب فلا يفصل بيني وبين رفاقه المدمنين إلا باب خشبي لو رفسه أحدهم لفتحه فلا أنام الليل خوفا من أن يدخلوا علي !
قلت :
أما وقد وصل الأمر لهذا فاذهبي لأهلك .. فذهبت وحصل الطلاق ،
وبعد سنة ونصف اتصلت وقالت :
أنا الذي موضوعي كذا وكذا وكنت في دعاء دائم في خلواتي وسجودي وفي كل أوقاتي بأن يصلح الله هذا الرجل ويرده لي ،
وهاهو الآن يطرق الباب وقد استقامت حالته .. فهل أتزوج به ؟
.:.:.
" الطبيب و المفاجآت "
كانت تشتكي ألماً في أذنها فذهبت للمستشفى وبعد الكشف قرر الطبيب حاجتها لعملية جراحية ،
فراجعت نفسها وكرهت كشف وجهها فامتنعت و أبت ، عندها تذكر الطبيب امرأة أخرى فعلت مثلها فتبسم وقال:
إن كنتِ لا تريدين العملية فكوني مثل تلك المرأة الكبيرة في السن التي جاءت إليّ وكشفت عليها فإذا هي تحتاج لعملية ترقيع الطبلة فلما اخبرتها بكت وقالت : ياطبيب والله لا أكشف حجابي لغير محارمي ،
فشرحت لها أن حالتها تستدعي العملية ولا ينفع لها العلاج .
فازدادت اصرارا وإباء فأعطيتها موعداً آخر علها تراجع نفسها و توافق على العملية وجاء الموعد وحضرت وكأني بها تناجي ربها وتطلبه الشفاء العاجل ، ولما جلست وكشفت عليها كانت الحقيقة التي أذهلتني وزادت من إيماني لقد نظرت إلى الأذن فإذا هي سليمة مئة بالمئة فتحيرت وسألتها مستفهماً مالخبر ؟
فقالت :
منذ أن خرجت منك وأنا أدعو الله أن يشفيني لأني أفضل أن أموت ولا يراني أحد غيرُ محرم لي .
فقلت :
إن الله على كل شيء قدير ،
ثم قال لهذه المرأه :
وإن كنتِ ترفضين إجراء العملية فادعي الله والتجئي إليه بصدق بأن يشفيكِ ويكشف مابك .
فقالت المرأة :
ومن يكون مثل تلك العجوز فلعلها عابدة صوّامة قوّامة ولكن سأدعو ربي ثم خرجت من عنده وبدأت بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى أن يشفيها ويكشف ما بها ومضت الأيام وحان الموعد فذهبت للطبيب الذي كان يانتظار المفاجأة الثانية وبدأ بالكشف عليها .. وقال مبشراً ومستبشراً وذاكراً الله تعالى :
إن الأذن بريئة تماماً ولله الحمد ،
ففرحت المرأة ولهج لسانها بقول :
لك الحمد يارب فأنت على كل شيء قدير ،
ثم قالت للطبيب :
إني لزمت الدعاء فشفاني العليم الخبير القريب المجيب ،
.:.:.
" لم يُصب بأذى "
دخلت سيارة ذلك الشاب تحت شاحنة كبيرة واشتعلت فيها النار فاجتمع الناس وحاولوا إخراجها ، ولكلّ ينظر ما مصير السائق ؟ وماذا حدث له فلما أخرجوا السيارة إذا بالسائق لم يصب بأيّ أذى غير تناثر بعض الزجاج عليه ،
عندها تعجب الجميع وارتفعت الأصوات بالتكبير والتهليل ، فسأل أحدهم الرجل :
هل تعرف عملاً أنجاك الله تعالى به ؟
فقال : إني أعمل في جدة وعندما استلمت الراتب ذهبتُ لوالدتي في رابغ وأعطيتها ما كتب لي فاستبشرت ودعت الله تعالى أن يحفظني ويبارك لي .
.:.:.
" قصة البلاطة "
فقالت إحدى النساء تغيّر عليّ زوجي في فترة معينة حتى صار يضربني ويسيء معاملتي فتعجبت من صنيعه و تغيره ، بعدما قضيت معه سنوات عدة في استقرار ؟ هل أخطأت عليه ؟ وهل ... ؟ وهل ....؟
أسئلة كثيرة كنت أفكر فيها ليلاً و نهاراً ومع الأيام ازداد زوجي سوءاً حتى مللت الجلوس معه و أعلمت أهلي بخبره ، فنصحوني بالصبر و ذكروني بأبنائي ،
حينها علمت أن لا ملجأ لي إلا الله تعالى فبدأت بالصيام ولزمت الدعاء و الاستغفار و قيام الليل ، وصرت أعلم أبنائي القرآن الكريم و أروي لهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفي يوم دخل زوجي و ضربني وبالغ في إساءته لي ، حينها لم أعد أصبر على الجلوس معه فاتصلت بأهلي و أنا أبكي ،
فجاءوا للبيت ورأيت منهم الشفقة لحالي وحال أبنائي ،
وبينما كنا جالسين في البيت هدأت قليلاً وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث وفجأة قطع حديثنا صوت قوي فهُرعنا سراعاً للمطبخ ظنا أنه أنبوب الغاز أو الكهرباء فلم نجد شيئاً عندها خرجنا لساحة البيت فرأينا عجباً !!
رأينا ( بلاطة ) خرجت من مكانها فاقتربنا منها ونحن خائفون متعجبون وتساءلنا :
أحقاً كان الصوت الشديد منها ؟
فرفعناها ونظرنا تحتها وكانت الحقيقة !
لقد كان شيئاً من عمل السحر وفوراً اتصلنا بأحد المشايخ و أخبرناه فأعطانا طريقة التخلص منه ،
وأما زوجي فكان خارج البيت ولكن الذي فاجأني جداً وأفرحني أنه قدم سريعاً بعد إحراق السحر ودخل البيت لكن هل سيفعل مثل ما فعله قبل ساعات ؟
أبداً لقد دخل فرحاً بثغر باسم ، وصدقوني أن حالنا صارت بعد أحسن من ذي قبل حقاً ،
لقد أحسستُ بضرورة الدعاء والالتجاء لله في كل أمر .
.:.:.
" أحد عشر عاماً لم تحمل "
بعد أربعة أبناء لم تحمل تلك المرأة فذهبت للأطباء فأبعدوا الأمل في رجوع الحمل لها ،
وأخبروها أن فحوصاتها أثبتت ذلك و طالت المدة وبدأ الزوج بالاستغفار قائماً وقاعداً وكثرّ الدعاء لهم ،
وفي يوم أسعد تلك المرأة بعد أحد عشر عاماً أحست بألم في بطنها فذهبت للطبيبة فأمرتها بالكشف للتأكد من الحمل أو عدمه ،
وجزمت المرأة أنه لا يمكن أن تحمل إلا بتوفيق الله تعالى ..
ولما كشفت جاءتها البشرى بأنها حامل فحمدت الله على فضله .
.:.:.
" عصمها الله تعالى من الغيبة "
حُدثت عن امرأة كانت تكثر من الغيبة مما أثر ذلك عليها ، و لخوفها حاسبت نفسها مراراً وحاولت التخلص منها فلم تستطع ، فعزمت على دعاء الله تعالى وبينما هي تطوف في البيت الحرام أحست بعظم ذنبها وكبيرة فعلها فقالت بصوت ملؤه الخشية و الخضوع و بمزيج من البكاء و الدموع :
يارب إن كنت تعلم أن لساني سيهلكني فأسألك أن تكفينيه و أسألك أن تجعله لا ينطق إلا بذكرك ،
واستجاب الله تعالى لها فكانت بعد بعيدة عن الغيبة مكثرة لذكر الله تعالى .
.:.:.
" دعت لزوجها بالهداية "
في ذلك البيت كان يجتمع الزوج بأصدقائه إلى الساعة الثالثة ليلاً ، وكان ضحية هذا الفعل الزوجة المسكينة التي تأذت من فعله لكنها صابرة محتسبة مع ضربه وشتمه لها وكانت دائماً تدعو له بالهداية وفي أحد الأيام دخل عليها في آخر الليل من عند أصدقائه ورائحة الدخان منتشرة في البيت، فقالت :
زوجي الغالي لمتي وأنت على هذا الفعل ؟ ألا تتوب ؟ أرجوك ارحمني ؟ زوجي كم من قائم لليل يناجي ربه و أنت في لهو و لعب ؟
لكنه نهرها وحصل بينهما مشادة قوية حتى هددها بالطلاق !
ثم عاد لرفاقه ، أما الزوجة فتأثرت ورفعت يديها إلى السماء دعيةً ربها بقلب صادق وعينان تذرفان الدمع بأن يهدي الله زوجها ويرده إليه رداً جميلاً .. فتقول :
والله إني شهدت تغيراً عليه منذ ذلك اليوم وقال لها :
إذا اتصل أحد من رفاقي فاصرفيه ففعلت ، حتى يئسوا منه واستقامت حالة زوجي وترك أصدقاءه و حسن خلقه حتى شهد له القريب و البعيد ولله الحمد .
.:.:.
" أصبح طيب المعشر "
لم يعد زوج تلك المرأة يحسن معاملتها بعد زواجه من أخرى ، بل انصرف عنها و أعظم من ذلك أنه يبين كرهه لها بعد ما كان يظهر سعادته وسروره قبل زواجه ،
فعظم الكرب على الزوجة وجعلت على نفسها أن تقرأ سورة البقرة يومياً و أن تكثر من دعاء الله تبارك وتعالى واستمرت على هذا الحال قرابة الشهر وجاء الفرج ،
فقد رجع زوجها أحسن مما كان حسن خلق وطيب معاملة .
.:.:.
" غض البصر "
كان ينظر إلى الصور المحرمة في الفضائيات وغيرها ، فحاول التخلص من ذلك فلم يستطع فدعا الله تعالى أن يحفظ سمعه وبصره عن الحرام ، وصار يُلحّ بالدعاء حتى أصبح يكره النظر الحرام وحافظ على قراءة القرآن الكريم .
.:.:.
" تدعو لابنها المدخن "
ذهب بأمه للعمرة ، وكان مبتلى بالتدخين – نسأل الله السلامة والعافية – وبين فينة و أخرى ينزل من سيارته ليدخن ثم يرجع وهكذا وأمه تعلم ذلك ، فلما ركب في إحدى المرات وجدها تبكي !
فقال : ما بك يا والدتي ؟
قالت : لا يهمني أي شيء يابني إلا صحتك وأخشى أن تصاب بمرض أو لا أجد لك زوجة صالحة بسبب شربك للتدخين ،
فتأثر تأثراً كبيراً لبكاء أمه ثم وصلوا للميقات . ولما كانوا في الطواف سمع الرجل أمه تبكي بكاء شديداً وتنشج بصوت مرتفع وتتضرع بصوت يمتلئ رحمة وشفقة :
يارب أسألك أن تجعل ابني يترك التدخين.
فقال في نفسه : سببت لأمي كل هذا الانزعاج و البكاء ولم أجعلها تهنأ في حلتها أو تدعو لنفسها !
فلتفت إليها وقال :
أقسم بالله أني لا أشرب الدخان بعد اليوم . فاستغلّي هذه اللحظات بالدعاء لنفسك ومن تحبين .
ومنذ تلك اللحظة أصبح يكره الدخان وصار من المرموقين خلقياً واجتماعياً .
.:.:.
" تدعو على أهل زوجها "
تزوجت امرأة برجل أكرمها وعاملها أحسن معاملة ، فغيّر هذا الوفاق أهل الزوج وحاكوا الشر ضدها ومازالوا يُحرضونه حتى طلقها – وهي حامل – بغير ذنب اقترفته ، فكانت تبكي وتقول :
حسبي الله ونعم الوكيل ! الله اخلفني خيراً منه ،
ووضعت ذلك الطفل .. قم تزوجت برجل ذي خلق ودين ربى طفلها حتى كبر وتزوج ، وأما أهل زوجها الأول فلا تسأل عن حالهم فقط طٌلقت أخواته الثلاثة وطُلقت أمه بعد أربعين عاماً من الزوج !!
وما ربك بغافل عمّا يعمل الظالمون .
.:.:.
" ومن الحُب ما قتل "
دخل على زوجته ليلة الزواج ففوجئ بأنها بعيدة كل البعد عن الصفات التي طلب من أهله أن تكون فيها ، وأحسّ بكراهية لها ، لكن الزوجة لم تيأس بل لجأت إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع.
ومضى أسبوع وهو لا ينظر إليها حتى نظرة !
لكن الفرج قريب ومع العسر يسرين ،
ففي تلك الليلة التي أسعدت الزوجة جعل الله في قلبه حبها . وقال لها :
أحس بأن قلبي امتلأ حباً لكِ ،
وبقي معها في أنس وسعادة حتى كبرت ، ثم توفيت فحزن عليها حزناً شديداً حتى بدأ بالنسيان ومناداتها بعد وفاتها و أصبحت حالته تتغير إلى أن مات رحم الله الجميع .
.. انتهى ..
،
إذن ،
هيّا بنا أنا و أنتِ
نقصد طارد العسر عن اليسر
ننطرح على عتبة ربوبيته
ونلتجئ إلى باب وحدانيته
نسأله ونلحّ في السؤال
ونطلبه وننتظر النّوال
،
اللهم اجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً ، وعند الخوف أمنا
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان
يا ربِ
ألق ِ على العيون الساهرة نعاساً أمنة منك
وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً
يا ربِ
اهدِ حيارى البصائر إلى نورك
و ضُلال المناهج إلى صراطك
والزائغين عن السبيل إلى هداك
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور
وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق
وردّ كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسوّمين
اللهم أذهب عنّا الحزن ، وأزل عنّا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق
اللهم أجعل لنا من أمورنا فرجاً و مخرجاً
نعوذ بك من الخوف إلا منك والركون إلا إليك والتوكل إلا عليك
والسؤال إلا منك والاستعانة إلا بك
أنت وليّنا
نعم المولى ونعم النصير
.. اللهم آميييين ، اللهم أميييين ، اللهم آميييين ..
هذا قولي و أستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ‘
،
اللهم اجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً ، وعند الخوف أمنا
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان
يا ربِ
ألق ِ على العيون الساهرة نعاساً أمنة منك
وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً
يا ربِ
اهدِ حيارى البصائر إلى نورك
و ضُلال المناهج إلى صراطك
والزائغين عن السبيل إلى هداك
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور
وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق
وردّ كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسوّمين
اللهم أذهب عنّا الحزن ، وأزل عنّا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق
اللهم أجعل لنا من أمورنا فرجاً و مخرجاً
نعوذ بك من الخوف إلا منك والركون إلا إليك والتوكل إلا عليك
والسؤال إلا منك والاستعانة إلا بك
أنت وليّنا
نعم المولى ونعم النصير
.. اللهم آميييين ، اللهم أميييين ، اللهم آميييين