يافرحتي ياهنايا رداً على يالوعتي ياشقايا
بقلم: أبو الحسن بن إدريس
قبل كتابة ما أود قوله ذباً عن عِرْض العالم الزاهد إبراهيم بن أدهم وعملا بما روت عائشة رضي الله عنها قالت: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم"، ولتعلم أيها القارئ الكريم أي جناية جناها قلم الأستاذ مشعل السديري في مقالة له بعنوان (يا لوعتي يا شقايا ) بجريدة الشرق الأوسط في عددها (9325) بتاريخ:20/4/1425هـ ـ 9/6/2004م على إبراهيم بن أدهم رحمه الله، ولتحكم بنفسك من الذي أوجع المسلمين في تاريخهم وضربهم في مقتل كما زعم مشعل، ولأن الأستاذ مشعل ليس متحمساً لمعرفة سيرة هذا الرجل العطرة أحببت أن أمتع ناظريك بإطلالة سريعة مختصرة جداً على بعض أقوال من ترجم له ووصفه بالأوصاف التي تليق به، وليس كما وصفه كاتبنا الأستاذ مشعل بـ (الحكيم الإمعة)، وبـ (السذاجة والغباء) (والتررللية(..، أراد أن يتفلسف ويستعرض (ويبرم ذيله)،!!! فما أشبه الليلة بالبارحة!!! الأستاذ مشعل يستعرض بمعرفته لسقراط وأرشميدس و روميو، و فان غوخ، تولستوي. أما إبراهيم بن أدهم فيقول عنه: ( لا أعلم من هو ذلك (الحكيم الإمعة) الإبراهيم بن أدهم هذا، ولا ما هو اعتباره في التاريخ)، وسبب عدم تحمسه لمعرفة سيرة هذا العالم الجهبذ ـ والله أعلم ـ ما ذكره الأستاذ محمد أحمد باشميل ـ حفظه الله وعافاه ـ في مقدمة كتاب (غزوة بدر الكبري) قال: . اهـ وأتركك الآن أيها القارئ الكريم مع ترجمة مختصرة لهذا العالم الزاهد إبراهيم بن أدهم من بعض كتب التراجم والرجال:
1- تقريب التهذيب : (إبراهيم بن أدهم بن منصور العجلي وقيل التميمي أبو إسحاق البلخي الزاهد، صدوق، من الثامنة مات سنة اثنتين وستين . بخ ت) ـ يعني بهذه الحروف رواية البخاري له في الأدب المفرد، والترمذي في جامعه .
2- سير أعلام النبلاء ) إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر القدوة الإمام العارف سيد الزهاد أبو إسحق العجلي وقيل التميمي الخراساني البلخي نزيل الشام مولده في حدود المئة...، وقال النسائي هو ثقة مأمون أحد الزهاد ... ) .
3- البداية والنهاية ) إبراهيم بن أدهم أحد مشاهير العباد وأكابر الزهاد كانت له همة عالية في ذلك رحمه الله فهو إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي ويقال له العجلي أصله من بلخ ثم سكن الشام ودخل دمشق وروى الحديث عن أبيه والأعمش ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة وأبي إسحاق السبيعي وخلق وحدث عنه خلق منهم بقية والثورى وأبو اسحاق الفزارى ومحمد بن حميد وحكى عنه الأوزاعي ... وقال النسائي إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد وذكر أبو نعيم أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان. وقال أبو حاتم الرازي عن أبي نعيم عن سفيان الثوري قال كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل ولو كان في الصحابة كان رجلا فاضلا له سرائر وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا ولا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من يرفع يديه وقال عبد الله بن المبارك كان إبراهيم رجلا فاضلا له سرائر ومعاملات بينه وبين الله عز وجل وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من عمله ولا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من يرفع يده ....) .
ورحم الله إبراهيم بن أدهم رحمةً واسعة فقد كفاني مؤونة الرد على الأستاذ مشعل، وسأنقل لك أيها القارئ الكريم درراً من أقواله رحمه الله تعالى:
1- من رسالة له إلى مولاه عبد الملك قال فيها : (... وينبغي لصاحب الدين أن يرجو في الكلام ما يرجو في الفعل وأن يخاف منه ما يخاف من الفعل وذلك إلى الله فان استطعت أن لا يكون عندك أحد هو آثر من الله فراقبه في الغضب والرضا فانه يعلم السر وأخفى ويغفر ويعذب ولا منجا منه إلا إليه فان استطعت أن تكف عما لا يعنيك وأن تنظر لنفسك فانه لا يسعى لك غيرك .... ) .
2- وقال أيضاً: ( إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره).
أيها القارئ الكريم عوداً على بدء أقول إن ما كتبته في هذه الأسطر لم أكتبه إلا دفاعاً وذباً عن عِرْض هذا العالم الجليل، ورجاء الفائدة لك بالبحث والاستزادة من سير السلف الصالح كالصحابة والتابعين وتابعيهم ، وقبل ذلك كله سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وأختم مقالي مردداً قول الشاعر ـ على لسان إبراهيم بن أدهم ـ رحمه الله تعالى :
هذا ما جناه عليّ مشعل وما جنيت على أحد
وأقول يا فرحتي بفضل الله ورحمته: إن قَبِلَ مني هذا الجهد المتواضع وجعل له القبول عند خلقه من البشر، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ، ويا هنايا إن تحقق فيّ قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من ذبَّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار "
والحمد لله من قبل ومن بعد وأولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو الحسن بن إدريس
ابي الاسلام @aby_alaslam
مفكرة المجلس
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجعله بموازين حسناتكِ