بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله الذي لاإله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه .
أحوال عصيبة وظروف رهيبة تحيط بأمتنا في هذه الأيام ، ونحن نقف هذه الوقفة مع الأمة في مواجهة الغمة ؛ ولعلنا نرى صوراً محزنة ، إذ نجد أن الأمة في مجموعها كأنها لا تملك من الأمر شيئاً ! وكأن الحال كما قال القائل :
ويقضى الأمر حين تغيب تيم **** ولا يستأذنون وهم شهود
ونرى أن الآراء مازالت متباعدة ، وأن الأفكار مازالت متباينة ، وأن الوحدة مازالت بعيدة ..
ومن جهة نرى صوراً من زيغ الفكر ، وضعف اليقين ، وانحراف السلوك ، بل نرى حقيقة النفاق والممالأة والمصانعة التي تزيد الأمة ضعفاً ووهناً ، والتي تزيد أعداءها تسلطاً وتمكناً .
وما من شك أن كل أحد منا عليه واجب ، وفي عنقه مسؤولية ، ليست المهمة قاصرة على دولة أو أخرى ، أو حاكم أو عالم أو مؤسسة ، بل كل أحد في عنقه أمانة ، وعلى كاهله مهمة ، ومن ثم ؛ فإننا ينبغي أن نعيد القول ونكرره ، وأن نعاود المدارسة والمذاكرة في أحوال أمتنا التي هي في حقيقة أمرها مجموع أحوالنا .
...
لكن ::
لابد وان نكون على يقين كامل بنصر الله ...والآيات دليل ذلك:
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } .
يقول تعالى : { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } .
في نفسه ذرة شك في ذلك فليرجع إيمانه ويقينه ، وليتفقد إسلامه وحقيقة دينه ؛ فإن الأمر عظيم والخطب جليل:
{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } .
لكن أتساءل:
ما بال النصر لا تخفق راياته ؟ ما بال جند الإسلام لا يظهر علوهم ولا تبدوا غلبتهم ؟ هل في ذلك شك مما جاء في كتاب الله ؟ أم أن ثمة ضعف في اليقين وقبل ذلك كذلك مخالفة لشروط ذلك النصر؟
{ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } .
إنه اليقين بنصر الله قالها أبو بكر يوم رأى محمداً يرفع يديه ويلح في الدعاء ، حتى يسقط رداءه عن منكبيه ، ثم يقول: "حسبك يا رسول الله إن الله منجز لك ما وعد " أفليس هذا اليقين الذي نفتقده؟ أوليس هذا الإيمان الذي إذا غاب من قلوبنا لم يكن لنا بعد ذلك قيمة ولا أثر ولا وزن ولا كلمة ولا هيبة ولا عزة ؟ ينبغي أن ندرك حقائق الأمور..
{ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ } .
أفليس لنا يقين بذلك ؟ أفنظن أنه سيصيبنا أمر إذا أرادت أمريكا أو روسيا أو غيرها ؟ كلا ! والله لا يبلغ أولئك القوم شيئاً إلا بإرادة الله وقدره الذي يشاؤه لحكمة يعلمها جل وعلا .
ماذا قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
{ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } .
هذه الجكمه من الابتلاءات جميعها التي تمر بالمسلمين كافة في هذا الزمن::
وإننا لندرك حينما نكون على هذا الإيمان واليقين سنة الإبتلاء: { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْب } .
وكذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: { ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ } .
لكن لابد من شرط وهو الثبات وعدم التراجع امام عدو الله وعدونا..
وهو أمر مهم ، لا يثبت إلا مستيقن ، ولا يقف ولا يمضي في طريقه شامخ الرأس إلا مؤمن معتز بإيمانه ، ولذلك لا تستغربوا عندما ترون المواقف المخزية ؛ لأنها ليس لها رصيد من إيمان ، ولا أساس من يقين ، فأنّى نرتقب ممن خلت قلوبهم من الإيمان ونفوسهم من اليقين أن يقفوا مواقف عزة ، أو أن تكون لهم في المواجهة قوة !
ذلك تفسير واضح بدهي من خلال الفقه الإيماني في آيات الله سبحانه وتعالى.
وعجبا :
يرى المرء هذه الأحوال العصيبة ، وما زال الفن رافعاً راياته ، والرقص ضارب دفوفه ، وما زالت الأمة كأنما هي نائمة نوماً لا تستفيق منه ، متى سيستيقظ أولئك الغافلون ؟ هل إذا طرقت أبوابهم؟ هل إذا وقعت السقوف فوق رؤوسهم ؟ هل إذا أصابتهم البلية في أنفسهم وأزواجهم وأموالهم ؟ هل بعد هذا كله ليس هناك مدكّر ولا معتبر ولا منزجر ولا راجع إلى الله سبحانه وتعالى ؟
لنصلح حالنا وحال أهلينا ، وحال مجتمعنا .. نصلح قلوبنا وأنفسنا ، نصلح فكرنا وعقلنا ، نصلح منطقنا وقولنا، نصلح حالنا وعملنا يصلح الله - عز وجل - كل شيء من حولك ، وقد جعلها الله - عز وجل - أسبابا منوطة بأخرى : { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ } .
ولنتذكر مستيقنين::
كل كلمة نابية مخالفة لشرع الله ، كل منكر مرتكب مخالفاً لما حرم الله ، كل واجب متروك ممتنعا فيه عن الاستجابة لأمر الله هو من أسباب هذا التأخير للنصر ، ومن أسباب هذا الوهن في الأمة ، ومن أسباب تضييع النصر ، وتأخر التمكين ، وتسلّط الأعداء ويقول القائل: وماذا عساي أن أفعل؟ ولإن قال كلٌّ كذلك فنقول خذ الايات::
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُم } .
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس } .
ونقول له: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } .
ونقول له: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } .
...
أخيرا::
هل هذه تنوب عنك فيها الحكومات؟ أم يحملها عنك العلماء؟ أم يخفف وطأتها في حسابك الدعاة؟ إنك مسؤول بين يدي الله : (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه كفاحاً ، ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أمامه ، فإذا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ) .. ( يافاطمة بنت محمد اعملي ، فوالله لا أغني عنك من الله شيئاً ) ..
كلٌّ مسؤول ، وهذه قضية مهمة ، وهي مبدأ الطريق ، ومفتاح الإصلاح والاستقامة ( لا يكن أحدكم إمعة يقول : إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم ) لمَ نكون مع الناس ؟ لمَ نلغوا مع اللاغين ؟ ونخوض مع الخائضين ؟ ولا يكون لنا ممانعة نسلم بها أنفسنا ، ونقوم بها بواجبنا تجاه أبنائنا ..
اقتبسته مع التصرف من موقع الشيخ الدكتور علي بادحدح::
كلمتي :
إن شخصيتك إن كانت قرآنا يتلى ، وإن زوجتك إن كانت نموذجاً أمثل ، وإن ابنك إن كان تربية إسلامية صحيحة ، إن هذا كله يصب في خدمتك لأمتك ، ويصب في قيادتك لهذه الأمة .
كانت فعلا فتن تمر علينا ..كقطع الليل المظلم ..تكلمنا ..ونددنا واشتكينا..
لكن مالحل إلا بأيدينا في هذا الزمن..
أن نصلح مابأنفسنا واسرنا وأبناءنا ..وكل اسره تقوم بذلك تجعل همها اسرتها نصب عينها..فالمجتمع يقوم على الاسره ..
وبإذن الله سنتغير جميعنا..ولااحد ينتظر من حوله يتغير ليتغير..ولايقول أأصلح لوحدي؟؟افعل ماعليك ..
...
حبيبتهم (أم عبدالعزيز) @hbybthm_am_aabdalaazyz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
رحيل الزمن
•
جزاك الله خـــــــــــــــير
جزاك الله خير
وسلمت اناملك الغاليه حبيبتهم
كلام سليم لابد ان يبدء الفرد بنفسه ثم اسرته وهكذا حتى ننشئ امة عظيمه
ولن تكون ولن يصلح الحال والاسره والمجتمع والامه الا بتباع هدي سيد المرسلين عليه افضل الصلاه والسلام
وسلمت اناملك الغاليه حبيبتهم
كلام سليم لابد ان يبدء الفرد بنفسه ثم اسرته وهكذا حتى ننشئ امة عظيمه
ولن تكون ولن يصلح الحال والاسره والمجتمع والامه الا بتباع هدي سيد المرسلين عليه افضل الصلاه والسلام
قطعــــ حلى ــــة :احسن الله اليكاحسن الله اليك
صدقتِ حبيبتنا
بارك الله في جهودك ووفقك لكل خير
وأسمحي لي بهذه الإضافة
هي كلمات أعجبتني وأحببت أن أضيفها هنا
تعاني أمتنا الإسلامية ما تعانيه في هذا العصر من تكالب الأعداء عليها ولقد نال أمتنا من الأسى والحزن ما نالها وهي
ترى دماء المسلمين وأرضهم تستباح. والمقدسات تنتهك حرمتها عياناً بياناً ولا صوت واضحاً حازماً يشفي ويزيل آلام
القلب المحتقنة من عشرات السنين.
إننا لندعو الله على أعدائنا من قلوب دامية في كل وقت، ومع ذلك لا يزال الأعداء أكثر وأشد في ظلمهم وعدوانهم
أتدرون لماذا؟ لأننا لم نحقق شرط النصر الذي وعد الله من حققه بالنصر فقال تعالى "إن تنصروا الله ينصركم".
ومعنى النصر؟ هو أن ننصر الله في أنفسنا، هل التزمنا بما فرضه الله علينا، هل مظهرنا يقول بذلك، هل اتبعنا سنة
محمد صلى الله عليه وسلم، هل مأكلنا حلال ومشربنا حلال، هل سلمنا من المعاملات المشبوهة. أن ننصر الله في
بيوتنا هل ما في بيوتنا يرضي الله هل أدخلنا إليها ما حرم الله. أن ننصر الله في أبنائنا، كيف حالهم مع الله؟ هل
ربيناهم على حب الصلاة؟،
ـ هل ذكرناهم بالجنة والنار ويوم البعث والنشور؟. هل أمرناهم بطاعة الله ورسوله؟، هل ربيناهم على الصدق وقول
الحق.
أن ننصر الله في أقاربنا، هل وصلنا أرحامنا (الرحم معلقة في العرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه
الله) هل تناصحنا في الله؟. هل وقفنا مع مغلوبهم وهل تصدقنا على فقيرهم؟.
أن ننصر الله في أموالنا، هل مصدرها ومصرفها حلال، هل أدينا حق الله فيها، هل جعلنا في ذلك المال نصيباً للفقير
والمسكين للقريب والبعيد؟.
أن نحكم بحكم الله في جميع شؤوننا صغيرها وكبيرها. عندها يأتي وعد الله بالنصر وبعد ذلك "ويثبت أقدامكم".
بارك الله في جهودك ووفقك لكل خير
وأسمحي لي بهذه الإضافة
هي كلمات أعجبتني وأحببت أن أضيفها هنا
تعاني أمتنا الإسلامية ما تعانيه في هذا العصر من تكالب الأعداء عليها ولقد نال أمتنا من الأسى والحزن ما نالها وهي
ترى دماء المسلمين وأرضهم تستباح. والمقدسات تنتهك حرمتها عياناً بياناً ولا صوت واضحاً حازماً يشفي ويزيل آلام
القلب المحتقنة من عشرات السنين.
إننا لندعو الله على أعدائنا من قلوب دامية في كل وقت، ومع ذلك لا يزال الأعداء أكثر وأشد في ظلمهم وعدوانهم
أتدرون لماذا؟ لأننا لم نحقق شرط النصر الذي وعد الله من حققه بالنصر فقال تعالى "إن تنصروا الله ينصركم".
ومعنى النصر؟ هو أن ننصر الله في أنفسنا، هل التزمنا بما فرضه الله علينا، هل مظهرنا يقول بذلك، هل اتبعنا سنة
محمد صلى الله عليه وسلم، هل مأكلنا حلال ومشربنا حلال، هل سلمنا من المعاملات المشبوهة. أن ننصر الله في
بيوتنا هل ما في بيوتنا يرضي الله هل أدخلنا إليها ما حرم الله. أن ننصر الله في أبنائنا، كيف حالهم مع الله؟ هل
ربيناهم على حب الصلاة؟،
ـ هل ذكرناهم بالجنة والنار ويوم البعث والنشور؟. هل أمرناهم بطاعة الله ورسوله؟، هل ربيناهم على الصدق وقول
الحق.
أن ننصر الله في أقاربنا، هل وصلنا أرحامنا (الرحم معلقة في العرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه
الله) هل تناصحنا في الله؟. هل وقفنا مع مغلوبهم وهل تصدقنا على فقيرهم؟.
أن ننصر الله في أموالنا، هل مصدرها ومصرفها حلال، هل أدينا حق الله فيها، هل جعلنا في ذلك المال نصيباً للفقير
والمسكين للقريب والبعيد؟.
أن نحكم بحكم الله في جميع شؤوننا صغيرها وكبيرها. عندها يأتي وعد الله بالنصر وبعد ذلك "ويثبت أقدامكم".
الصفحة الأخيرة