بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن أن يتخيل المرء حجم العذاب والآلام التي يواجهها الشعب الفلسطيني كل يوم جراء الممارسات الصهيونية اللاأخلاقية التي تستهدف الأرض والعرض والمقدسات، دون أي احترام لحقوق إنسان أو لقوانين ومعاهدات دولية، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.. تلك الممارسات التي من شأنها أن تدفع أي شعب مهما كانت قوته لأن يخضع حفاظا على أرواح أبنائه، ولكن في فلسطين تبدو الأمور مختلفة بصورة تثير الدهشة والحيرة، ويكاد ما يصنعه الفلسطينيون الآن يفوق تصوّر البشر، مقارنة بردود أفعالنا تجاه ما يحدث في بعض أرجاء الوطن العربي، حيث يُعتقل أفراد في بلد يبلغ تعداده الملايين ويلزم الآخرون بيوتهم -وإن كانوا على حق- خوفا من البطش والتنكيل.. لا نجد هذا إلا عند الفلسطينيين، الذين يزدادون إقداما على التضحية والفداء كلما زاد ضغط العدو الصهيوني عليهم، فبالرغم من عمليات القتل والهدم والتهجير والتنكيل الممارسة يوميا ضدهم تبقى الرغبة في استمرار المقاومة حفاظا على الأراضي والمقدسات من الضياع، ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
إباء وصمود
بالرغم من الحصار الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وبالخصوص على قطاع غزة، يرفض الشعب الفلسطيني الإذعان للإملاءات الصهيونية والغربية الهادفة للخروج على حركات المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حركة المقاومة الإسلامية حماس، باعتبار أنها المسئولة -من وجهة النظر المعادية- عما آلت إليه الأوضاع في فلسطين، مما يعطيهم الحق في المطالبة بعودة الأمور لسابق عهدها، ورفض استمرار هذه الأوضاع الكارثية.
منذ بدء الحصار الصهيوني الغاشم على الأراضي الفلسطينية، ونحن نسمع عن مصانع تغلق، وعمال يشردون، وبطالة تزداد، وانخفاض ملحوظ بالناتج القومي الإجمالي ونصيب الفرد السنوي، فضلا عن تعطل عمل القطاعات الإنتاجية الرئيسية (الصناعة، التجارة، ال*****ات، الخدمات، الزراعة) والتي قدّرت الخسائر الشهرية فيها حسب آخر الإحصاءات الفلسطينية الرسمية بحوالي 48 مليون دولار.
أضف إلى ذلك أن 33% من المواطنين أصبحوا عاطلين عن العمل، في حين أن 14% يعملون جزئيا لبضع ساعات أو أيام. كما يعيش 64% تحت خط الفقر . ويعاني 70% من نقص في المواد الغذائية، و79% يعانون من نقص حاد في الأدوية، إلي غير ذلك من الخسائر البشرية اليومية في الأرواح.
أسباب الصمود
رغم كل ما سبق لا يزال الشعب الفلسطيني صامدا صابرا محتسبا، بل ومستعدا لبذل المزيد والمزيد، مما يثير التساؤل عن أسباب ذلك الصمود، خاصة أن ما يتحملونه يفوق طاقات البشر؟.. ويوجد العديد من المنطلقات التي تدفع الشعب الفلسطيني لذلك الموقف، في مقدمها:
المنطلق العقيدي
يعتبر أفراد الشعب الفلسطيني، أن صمودهم في وجه آلة الحرب الصهيونية، موقف تفرضه عليهم عقيدتهم، للذود عن الأعراض والمقدسات بكل ما أوتوا من قوة، حتى ولو أدى ذلك بهم إلى الهلاك، والواقع أن الشعب الفلسطيني على وعي كامل بذلك، فنجدهم يقدمون أرواحهم بلا تردد ولا خوف، حتى أن الأسر تقابل الشهادة تلك بالفرح والترحاب، وكأنهم يزفون الشهيد عريسا، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على إيمان الشعب الفلسطيني العميق بالله، والحرص على إحدى الحسنيين، فإما النصر وإما الشهادة.
وقد أكد على ذلك المعنى رئيس الحكومة الفلسطينية المقال إسماعيل هنية بقوله: "إن من أسباب الصمود والثبات الفلسطيني معية الله سبحانه وتعالى، فنحن قوم محاصرون نتحرك في شريط جغرافي ضيق، والعالم ينتظر سقوط هذه الثمرة، لكن إرادة الله غالبة، ومعيّة الله تجلت في هذه الأيام المباركات وفي هذه المواجهة الصعبة.. فمعية الله سبحانه وتعالى هي التي كانت تحفظ هذا المسار".
منطلق فكري
فهذه الأرض فلسطينية، وكل المزاعم الصهيونية الخاصة بأرض الميعاد افتراء؛ الهدف منه سلب الآخرين حقوقهم، فالشعب الفلسطيني قد ولد فوق تلك الأرض، ولم يعرف لنفسه أرضا سواها، ولن يتركها، ومحاولات طمس تلك الحقائق، لا أساس لها من الصحة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وهو ما يدفع الشعب للوقوف بحسم وقوة في وجه المغتصبين، والحيلولة بينهم وبين إخراجهم من أرضهم وسلبهم مقدساتهم وأعراضهم.
منطلق تاريخي
يعرف الشعب الفلسطيني جيدا ما فعله الأمريكان بالهنود الحمر، وكيف أنهم قاموا بإبادتهم من أجل استيطان أراضيهم وإقامة إمبراطوريتهم عليها، وأن ما فعله الأمريكان هو نفسه ما يحاول الصهاينة فعله بطريقة أو بأخرى وبمساعدة الأمريكان أنفسهم، باعتباره الوسيلة لئلا يظل فلسطينيون يذكّرونهم بأنهم مستعمِرون، اغتصبوا الأرض وشرّدوا شعبها، ويقف الفلسطينيون وبكل قوة أمام تنفيذ ذلك المخطط، مطالبين بعودة اللاجئين مرة ثانية، واسترداد ما أخذ من أراضٍ بالقوة، مصرين على أن دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) دولة غير شرعية، وأن مآلها الأخير إلى زوال، طال بها الزمن أم قصر.
منطلق واقعي
ويعلم الشعب الفلسطيني جيدا من طول معاشرته للصهاينة أنه لا عهد لهم، وأنهم يحاولون بشتى الطرق، تحويل الساحة الفلسطينية الداخلية إلى حرب أهلية ما بين فتح من جهة وحماس من جهة أخرى، وذلك حتى يسهل عليهم السيطرة على مجمل الأوضاع في فلسطين، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، بعد التمكّن من إبادة حركات المقاومة الفلسطينية التي تمثل الشوكة في المخططات الاستيطانية بفلسطين، لذلك لا يحاسب الشعب الفلسطيني حماس أو غيرها من فصائل المقاومة على ما تسببت فيه من خسائر بشرية كانت أو مادية وفق ما يقول العدوّ، بل على العكس من ذلك يحتضن الشعب المقاومين في مواقف بطولية يشهد عليها التاريخ.
منطلق معنوي
الشعب الفلسطيني شعب أبي يرفض الخضوع الذي يعني الذل والقهر والإذعان للمغتصب، لذلك فهو يعمل بقوة من أجل أن يتربى أبناؤه على العزة والكرامة، ويعلم أن المغتصبين مهما بلغت قوتهم لن يقهروا الشعب الأبي، وأنهم راحلون.
انعكاسات الصمود
أصاب صمود الشعب الفلسطيني الصهاينة بصدمة كبيرة، وكسر كبرهم وغطرستهم، وخابت توقعاتهم من سياسات تشديد الحصار، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت وتجريف الأراضي، وغيرها من الممارسات الاستفزازية، وما تزال الحكومة الصهيونية تعمل على تشديد الحصار، والتهديد باللجوء إلى أفعال أكثر عدوانية ووحشية تجاه الشعب الفلسطيني، إذا ما استمرت حركات المقاومة الفلسطينية في إطلاق صواريخها على المستعمرات الصهيونية في قطاع غزة والضفة الغربية. ويبقى الهدف إرادة الشعب الفلسطيني، وقطع أية آمال لديه في تحسين الأوضاع الداخلية، ليتأكد من أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه، من شأنه أن يقضي على كل أشكال الحياة في القطاع.
وقد أخفقت المحاولات الجديدة كما أخفقت القديمة، بما في ذلك توجيه ضربات خاطفة لبعض المناطق الفلسطينية في قطاع غزة، واستعداء الأطراف الدولية والإقليمية على حركات المقاومة الفلسطينية ومن يعاونها من دول وأحزاب في المنطقة العربية والإسلامية، ولا يخفى حجم العداء المتصاعد حتى على المستوى غير الرسمي، كما كشفت محاولة الحيلولة دون التقاء الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وفي ذلك مؤشر على الفشل في تطبيق سياسات استعداء الداخل الفلسطيني وبث بذور الفتنة بين أطرافه.
ويبرز -من بين ما لجأت إليه الحكومة الصهيونية في هذا الشأن- استعداء مصر على أهل غزة وحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن طريق الضغوط المضادة لفتح معبر رفح أمام الشعب الفلسطيني المحاصر من جميع الجهات.
إننا أمام تجربة فريدة في فلسطين هي تجربة الشعب القائد، الذي يواجه المجازر والممارسات الوحشية لجيش الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة، والمساندة الأمريكية العمياء للكيان الصهيوني، والضعف العربي في ظل أحلك الظروف؛ ورغم كل هذا فما زال بأطفاله وشبابه وشيوخه ونسائه قادرا على تسجيل ملحمة من البطولة والصمود، ويواصل حركته الجهادية المتجددة مؤكّدا أن مخزون الوعي والعطاء لدى هذا الشعب لم ينضب، وأنه يكفي ليفاجئ العالم بالمزيد من الوقفات البطولية النادرة والمواقف الشعبية الحاسمة، في الوقت الذي كان فيه الكثيرون يحسبون حسابات مختلفة، ويذهبون في قراءة الواقع بعيدا عن المعطيات التي يجسّدها هذا الصمود الفلسطيني الذي قارب المعجزة في كثير من وقفاته وإنجازاته.
بقلم الباحث اسامه نور الدين

نسائم الاقصى @nsaym_alaks
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


آغـاريد :
الله يفرج همكم اختي ويحرر اراضيكم من اليهوود ويخرجون اذلاء ويفك اسر المسجونين ويحرر كل اراضي المسلمين من الكفار والأعداءالله يفرج همكم اختي ويحرر اراضيكم من اليهوود ويخرجون اذلاء ويفك اسر المسجونين ويحرر كل...
اللهم امــــــــــــين
جزاك الله خيرا
شرفني مرورك الكريم
جزاك الله خيرا
شرفني مرورك الكريم

الحلم المزعج :
فعلا 00 انه صمود فريد من نوعه 0 عسى الله ان يفرج همكم 0 وينصر جندكم 0فعلا 00 انه صمود فريد من نوعه 0 عسى الله ان يفرج همكم 0 وينصر جندكم 0
اللهم امين
بارك الله فيك
شرفني مرورك الكريم
بارك الله فيك
شرفني مرورك الكريم

نسائم الاقصى :
اللهم امين بارك الله فيك شرفني مرورك الكريماللهم امين بارك الله فيك شرفني مرورك الكريم
صامدات ... رُغم الحصار
عندما تضعُف العزيمة وتخور الهِمَم ، وتَضْعُف النفوس ... يُظهِر الله سبحانه وتعالى
أُناسٌ يَقِفون في وجه الضُعف ويقهرون الإنكسار ، ويصرخون في وجه الأسى .... " صامدون"
ومن هناك ... من خلف أسوار الحصار أُطلِقَت صرخات ... سُمِعَ لها دويٌ في أرجاء العالم
"صامدات... رُغم الحِصار " ... سَمَع بها القاصي والداني
صرخات من نساء مؤمنات صابرات مُحتسبات ، قدمن أنفُسهن وابنائهن فداء لجنة عرضها السموات
والأرض ،هُنّ نساء قاسين مرارة الحصار فـَكَيَـفْن أنفسهن معه ولم يُضعفهُن ذلك بل ازددن إصراراً
وتمسكاً بدينهن أولاً ، وأرضهن ثانياً ، وهُنا أقِفُ وقفة ويالها من وقفة ...
وقفة تحكي شجاعة نساء ... لا يعرفن لليأس عنوان .
فأيُّ نفسٍ تحمّلت ذلك الوضع الإقتصادي الذي يكاد أن ينعدم ، ولم تَقِف عند التحمُّل بل كَيّفت نفسها
وأبنائها مع هذا الوضع البائس ، فتسمع طفلها يصرخ جوعاً ، وقلبها يتفطّر ألماً ولا تملك سوى ضمُّهُ
إلى صدرها وإطعامه لُقيماتٍ لا تسُد الجوع ،،، وما إن يَسْكُن طفلها ويهدأ إلا ودوي الإنفجارات تَعُم تلك
الأنحاء لينتزع الأمان من تلك القلوب .
هذا حالهُن مع ما يُقاسين من مرارة الحصار ، ولم يَقُلن ..ماذا نفعل ؟..أو يكون لهن عقبه في مواصلة
الحياة...
بل هُنّ أسمى من ذلك ... فهنا قصة تحكي صمود وشجاعة لا يعرفان الخذلان ... فلم يكتفين بالتكيف
مع الوضع في الحصار بل قدمن أبنائهن فلذات أكبادهن للجهاد ، فكان ذلك الطفل يرقُب شجاعة أمه
وصمودها ، فشبّ ذاك الطفل شُجاعاً صامداً ...
وإذا بتلك الأم الحنون التي كانت تحمي طفلها وتَضمُّه محاولةً إذهاب الروع عنه إثر ذلك الدوي المروع إذ بها تدفعه إلى الجهاد في سبيل الله وتُقبله وتودعه ليكون في عِداد الشُهداء بإذن الله ، ليسبقها إلى
جنة عالية قطوفُها دانية ، وليكُن لها شفيعاً لدخول تلك الجِنان ...
هذه صورة واحدة فقط من صور صمود هؤلاء النساء كفيلة بإيقاض أمّة من سُبات ...
عندما تضعُف العزيمة وتخور الهِمَم ، وتَضْعُف النفوس ... يُظهِر الله سبحانه وتعالى
أُناسٌ يَقِفون في وجه الضُعف ويقهرون الإنكسار ، ويصرخون في وجه الأسى .... " صامدون"
ومن هناك ... من خلف أسوار الحصار أُطلِقَت صرخات ... سُمِعَ لها دويٌ في أرجاء العالم
"صامدات... رُغم الحِصار " ... سَمَع بها القاصي والداني
صرخات من نساء مؤمنات صابرات مُحتسبات ، قدمن أنفُسهن وابنائهن فداء لجنة عرضها السموات
والأرض ،هُنّ نساء قاسين مرارة الحصار فـَكَيَـفْن أنفسهن معه ولم يُضعفهُن ذلك بل ازددن إصراراً
وتمسكاً بدينهن أولاً ، وأرضهن ثانياً ، وهُنا أقِفُ وقفة ويالها من وقفة ...
وقفة تحكي شجاعة نساء ... لا يعرفن لليأس عنوان .
فأيُّ نفسٍ تحمّلت ذلك الوضع الإقتصادي الذي يكاد أن ينعدم ، ولم تَقِف عند التحمُّل بل كَيّفت نفسها
وأبنائها مع هذا الوضع البائس ، فتسمع طفلها يصرخ جوعاً ، وقلبها يتفطّر ألماً ولا تملك سوى ضمُّهُ
إلى صدرها وإطعامه لُقيماتٍ لا تسُد الجوع ،،، وما إن يَسْكُن طفلها ويهدأ إلا ودوي الإنفجارات تَعُم تلك
الأنحاء لينتزع الأمان من تلك القلوب .
هذا حالهُن مع ما يُقاسين من مرارة الحصار ، ولم يَقُلن ..ماذا نفعل ؟..أو يكون لهن عقبه في مواصلة
الحياة...
بل هُنّ أسمى من ذلك ... فهنا قصة تحكي صمود وشجاعة لا يعرفان الخذلان ... فلم يكتفين بالتكيف
مع الوضع في الحصار بل قدمن أبنائهن فلذات أكبادهن للجهاد ، فكان ذلك الطفل يرقُب شجاعة أمه
وصمودها ، فشبّ ذاك الطفل شُجاعاً صامداً ...
وإذا بتلك الأم الحنون التي كانت تحمي طفلها وتَضمُّه محاولةً إذهاب الروع عنه إثر ذلك الدوي المروع إذ بها تدفعه إلى الجهاد في سبيل الله وتُقبله وتودعه ليكون في عِداد الشُهداء بإذن الله ، ليسبقها إلى
جنة عالية قطوفُها دانية ، وليكُن لها شفيعاً لدخول تلك الجِنان ...
هذه صورة واحدة فقط من صور صمود هؤلاء النساء كفيلة بإيقاض أمّة من سُبات ...
الصفحة الأخيرة
ويحرر اراضيكم من اليهوود
ويخرجون اذلاء
ويفك اسر المسجونين
ويحرر كل اراضي المسلمين
من الكفار والأعداء