ياليتني كنت صاحب تلك الحفرة ....!!!

الملتقى العام




كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ


عُبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراهُ


وأُسْدُ غابٍِ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ


يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيِّدوا لنا مجداً أضعناهُ





الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

قال عنه صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد"..




إسلامه رضي الله عنه

قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، كان عبدالله بن مسعود قد آمن به، وأصبح سادس ستة

أسلموا واتبعوا الرسول، عليه وعليهم الصلاة والسلام هو اذن من الأوائل المبكرين..


ولقد تحدث عن أول لقائه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

" كنت غلاما يافعا، أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر فقالا: يا غلام،هل عندك

من لبن تسقينا..؟؟

فقلت: اني مؤتمن، ولست ساقيكما..

فقال النبي عليه الصلاة والسلام: هل عندك من شاة حائل، لم ينز عليها الفحل..؟

قلت: نعم..

فأتيتهما بها، فاعتلفها النبي ومسح الضرع.. ثم اتاه أبو بكر بصخرة متقعرة، فاحتلب فيها، فشرب أبو بكر ثم

شربت..ثم قال للضرع: اقلص، فقلص..

فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد لك، فقلت: علمني من هذا القول.

فقال: انك غلام معلم"...






أول من صدح بالقرآن في مكة

لندع شاهد عيان يصف لنا ذلك المشهد المثير..

انه الزبير رضي الله عنه يقول:

" كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، اذ اجتمع يوما

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:

والله ما سمعت قريش مثل هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه..؟؟

فقال عبدالله بن مسعود:أنا..

قالوا: ان نخشاهم عليك، انما نريد رجلا له عشيرته يمنعونه من القوم ان أرادوه..

قال: دعوني، فان الله سيمنعني..

فغدا ابن مسعود حتى اتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، فقام عند المقام ثم قرأ: بسم الله الرحمن

الرحيم _رافعا صوته_ الرحمن.. علم القرآن، ثم استقبلهم يقرؤها..

فتأملوه قائلين: ما يقول ابن ام عبد..؟؟ انه ليتلو بعض ما جاء به محمد..

فقاموا اليه وجعلوا يضربون وجهه، وهو ماض في قراءته حتى بلغ منها ما شا الله أن يبلغ..

ثم عاد الى أصحابه مصابا في وجهه وجسده، فقالوا له:

هذا الذي خشينا عليك..

فقال: ما كان أعداء الله أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينّهم بمثلها غدا..

قالوا: حسبك، فقد أسمعتهم ما يكرهون"..!!





الغلام المعلّم


لقد صدقت فيه نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام يوم قال له: " انك غلام معلّم" فقد علمه ربه، حتى صار فقيه

الأمة، وعميد حفظة القرآن جميعا.

يقول على نفسه:

" أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد"..

ولقد كان رسول الله يوصي أصحابه أن يقتدوا بابن مسعود فيقول:

" تمسّكوا بعهد ابن أم عبد".

ويوصيهم بأن يحاكوا قراءته،ويتعلموا منه كيف يتلو القرآن.

ولطالما كان يطيب لرسول الله عليه السلام أن يستمع للقرآن من فم ابن مسعود..

دعاه يوما الرسول، وقال له:

" اقرأ عليّ يا عبد الله"..

قال عبد الله:

" أقرأ عليك، وعليك أنزل يا رسول الله"؟!

فقال له الرسول:

"اني أحب أن أسمعه من غيري"..

فأخذ ابن مسعود يقرأ من سورة النساء حتى وصل الى قوله تعالى:

(فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا..

يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض..

ولا يكتمون الله حديثا)..

فغلب البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاضت عيناه بالدموع، وأشار بيده الى ابن مسعود:

أن" حسبك.. حسبك يا ابن مسعود"..

وتحدث هو بنعمة الله فقال:

" والله ما نزل من القرآن شيء الا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، ولو أعلم أحدا تمتطى

اليه الابل أعلم مني بكتاب الله لأتيته وما أنا بخيركم"!!

ولقد شهد له بهذا السبق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال عنه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:

" لقد ملئ فقها"..

وقال أبو موسى الأشعري:

" لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم"

ولم يكن سبقه في القرآن والفقه موضع الثناء فحسب.. بل كان كذلك أيضا سبقه في الورع والتقى.

يقول عنه حذيفة:

" ما رأيت أحدا أشبه برسول الله في هديه، ودلّه، وسمته من ابن مسعود...




الحكيم


لقد آتاه الله الحكمة مثلما أعطاه التقوى.

وكان يملك القدرة على رؤية الأعماق، والتعبير عنها في أناقة وسداد..

لنستمع له مثلا وهو يلخص حياة عمر العظيمة في تركيز باهر فيقول:

" كان اسلامه فتحا.. وكانت هجرته نصرا.. وكانت امارته رحمة..".

ويتحدث عما نسميه اليوم نسبية الزمان فيقول:

" ان ربكم ليس عنده ليل ولا نهار.. نور السموات والأرض من نور وجهه"..!!

ويتحدث عن العمل وأهميته في رفع المستوى الأدبي لصاحبه، فيقول:" اني لأمقت الرجل، اذ أراه فارغا.. ليس في

شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة"..

ومن كلماته الجامعة:

" خير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشرّ المكاسب الربا،

وشرّ المأكل مال اليتيم، ومن يعف الله عنه، ومن يغفر الله له"..






أمنيته الوحيدة


لم تكن له من أمانيّ الحياة سوى أمنية واحدة كان يأخذه الحنين اليها فيرددها، ويتغنى بها، ويتمنى لو أنه أدركها..



ولنصغِ اليه يحدثنا بكلماته عنها:

" قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك.. فرأيت شعلة من نار في ناحية

العسكر فأتبعتها أنظر اليها، فاذا رسول الله، وأبوبكر وعمر، واذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات واذا هم قد حفروا

له، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته، وأبو بكر وعمر يدليانه اليه، والرسول يقول: ادنيا اليّ أخاكما.. فدلياه

اليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم اني أمسيت عنه راضيا فارض عنه.. فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة"..!!





هذا هو عبد الله بن مسعود


هذا هو عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه ومضة من حياة عظيمة مستبسلة، عاشها صاحبها في سبيل الله، ورسوله ودينه..

هذا هو الرجل الذي كان جسمه في حجم العصفور..!!

نحيف، قصير، يكاد الجالس يوازيه طولا وهو قائم..

له ساقان ناحلتان دقيقتان.. صعد بهما يوما أعلى شجرة يجتني منها أراكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. فرأى

أصحاب النبي دقتهما فضحكوا، فقال عليه الصلاة والسلام:

" تضحكون من ساقيْ ابن مسعود، لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد"..!!








اللهم إجمعنا مع حبيبنا المصطفى وصحابته الكرام في الفردوس الأعلى من الجنه .... يارب ....يارب







58
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسائم الاقصى
نسائم الاقصى
اللهم أنفع به
نسائم الاقصى
نسائم الاقصى
اللهم أنفع به
اللهم أنفع به
أستغفر الله العظيم
نور البرق
نور البرق
أستغفر الله العظيم
أستغفر الله العظيم
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه - أول صادح بالقرآن

عبدالله بن مسعود

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.


نشأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في مدرسة النبوة، ونهل من معينها العذب، فكان أعلم الصحابة بكتاب الله، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وقصصه وأمثاله...قرأ القرآن حق قراءته، وعمل بأحكامه فأحلَّ حلاله وحرَّم حرامه، إنه ابن أم عبد، كما كان يلقب رضي الله عنه وأرضاه .

كان رضي الله عنه من السبَّاقين لقبول دعوة الإسلام، كما أخبر عن نفسه بقوله: ( لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا ) رواه ابن حبان في "صحيحه" .

وهو أول من جهر بالقرآن في مكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوذيَ في الله لأجل ذلك .


ومن مآثر هذا الصحابي الجليل أنه كان من أصحاب الهجرتين، وممن صلى إلى القبلتين، وممن شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر على هذا النهج مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

كان رضي الله عنه من أحفظ الصحابة لكتاب الله، يشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يسمع القرآن منه، ففي "الصحيحين" من حديث عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "]( اقرأ عليَّ ، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغتُ: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } (النساء:41) قال: أمسك ، فإذا عيناه تذرفان ) وصح في الحديث عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ( من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل، فليقرأه من ابن أم عبد ) وفي رواية: ( على قراءة ابن أم عبد ) رواه أحمد في "مسنده".



اللهم إجمعنا مع حبيبنا المصطفى وصحابته الكرام في الفردوس الأعلى من الجنه

جزاك الله كل خير يا نسائم الاقصى
عز2
عز2
جزاك الله خيرا
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
اللهم اميييييييين

بارك الله فيك وفي مدادك وفي قصصك كم نتشوق اليها