"عارضات الأزياء" في المدارس وتعذيب المراهقات نفسيا
الدكتور موفق العيثان
استشاري علم النفس العيادي والعصبي
ما يميز الأستاذة "هيا" عن غيرها من الأستاذات هي السرعة في المشي. كل البنات يعرفن مشيتها صوتيا. الكعب العالي الذي ترتديه لا يختلف عن "الأبلات"، فكلهن ولله الحمد متميزات بالكعوب العالية، ولسن بحاجة لدخول مسابقات الكعب العالي في باريس أو لندن. الأبلة - بدل الأستاذة- هيا متميزة بخفة الدم (من دون أخذ أسبرين)، وتتميز بالطبيعية والعفوية، وعلاقتها رائعة مع البنات، في الأربعين من العمر. لكن تحصيلها الوراثي عال، وانتقاءها لجينات الجمال كان انتقاء موفقا والحمد لله. لكنها كذلك لا تهمل نفسها، وتعتني بنفسها كثيرا. فمع بداية العام الدراسي الجديد، يكون استعداد الأبلات ممتازا لبدء الموسم.
ما إن تصل السيارة إلى باب المدرسة حتى يهرع السائق الفلبيني مشكورا لفتح الباب للمدام لكي تترجل من السيارة دخولا إلى المدرسة، فتبدأ أمواج العطور تتسابق قبل الأبلة إلى المدرسة وتشمها البنات، فتتلفت الأعناق وتنفرج الخياشيم. الأبلة عندها في هذا الموسم - كما كل المواسم وكل الأبلات- مجموعة عطور ممتازة جمعتها من مشتريات الموسم الصيفي، وسفراتها إلى الشرق والغرب، وبعد دقائق من وصول العطور إلى المدرسة تلحق به دقات الكعب العالي (بعد تبديل الحذاء العادي في غرفة المدرسات بالكعب العالي المخصص لليوم). كل يوم كعب عال.. وكل يوم عطر غير بال.
لحد الآن بقيت العين مركزة على الأسفل وتتحدث عن الكعب فقط!. هل تجرؤ العين أن ترفع نظرها لترى ما تلبس اليوم الأبلة هيا؟. إنها مجازفة... لكنها الحياة. في كل صباح هناك احتفال جديد تقوم به عارضات الأزياء- آسف- أقصد المدرسات. بعض الأزواج الغيورين والخبثاء سيقولون ليتهن يستعرضن أمام أزواجهن بهذا القدر من الاهتمام، وبعض الزوجات الصادقات سيقلن ليت الأزواج يقدرون ما نقوم به من أجلهم بالحلال..(لكنه ليس موضع حديثنا اليوم).
من طقوس الاحتفال اليومي أن تنتظر الواحدة تلو الأخرى في غرفة المدرسات أو المديرة ليبدأن العرض، والتعليق مع بعضهن البعض- عن جمال وتناسق وحداثة كل قطعة من قطع الملابس (المرئية) التي تلبسها الزميلة الأخرى. هناك تعدد في الأذواق والأحجام والألوان في كل يوم- خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين ومتنوعين، وإن كنا كلنا بشر-، ولا تنسى السيدات الفاضلات الاهتمام بالأحذية والعطور كذلك، ويسألن في عجلة الاصطفاف الصباحي، وتأكيدهن على انضباط الطالبات، ويكملن الحديث في الاستراحة الأولى.
تقوم السيدة هيا والمديرة كما الأخريات بالتأكد من أن الطالبات ملتزمات بالنظام - فلا زينة ولا عطور ولا ملابس زائدة ولا شعرة على المريول- المريول المهبول عند بعضهن.
أيتها المراهقات ليمت لديكن كل إحساس أنثوي استعراضي خلقه الله، ولتتعذبن بما نسمح به لأنفسنا - نحن الأبلات - بالاستعراض، ونغري أنوثتنا الجديدة أو القديمة - حتى لو اقترب بعضنا من مرحلة الجدات- وليس الأمهات فحسب..!
أبحاث علم النفس العيادي توضح أهمية دور التعلم بالملاحظة، فالمراهقات اللاتي يرين كل هذه الاستعراضات الرائعة والخلابة من بنات جنسهن يحرمن من قبل نفس السيدات من أي شيء أنثوي استعراضي، والمراهقة مرحلة نمو طبيعي تزداد فيها الأنثى من الشعور بجسمها وتغيراتها، وربما تريد أن تظهر بالفطرة أنها امرأة- مثلكن أيتها الأبلات. ثم إن الناحية النفسية المترتبة على العرض الكبير اليومي والمنع الكبير اليومي تسبب تناقضا معرفيا- كما يسميه باحثو علم النفس العيادي- هذا التناقض المعرفي بين ما تراه البنت وترغب فيه، وبين ما تمنع منه سيسبب مزيدا من التوتر.
من السهولة بمكان أن تهتم بعض البنات المراهقات بسلوكيات مشابهة لسلوك الأبلات بلا وعي منها- لكنه سيف التعلم بالمشاهدة - ومن هذه الخطوات تبدأ الاستعراضات عند المراهقات، وتبدأ المشكلات النفسية لدى البنت..، ونأتي نحن الآباء والأمهات- بما فينا الأبلات أنفسهن- نشكو كيف تجرؤ فلانة على فعل ذلك السلوك- عندما كنا في عمرهن لم نعمل كذلك!!.
صحيح... لكن: لم تجرؤ أستاذاتكن في زمنكم على تقديم الاستعراضات الزاهية التي تقمن بها اليوم أمام البنات..!. ليس هذا قائما في كل المدارس لكنه موجود، حتى إن بعض المدرسات المعتدلات الوسطيات يشكين من مبالغة البعض الآخر وصعوبة مجاراتهن في هذا الاستعراض.
إذن فإن الأستاذة هيا وأخواتها بلا وعي منهن - وآخرين كثرا في المجتمع رجالا ونساء- يقومون بهذا العمل أمام البنت الجاهزة جسديا لتكون امرأة، ولكنها غير جاهزة إطلاقا لأن تكون زوجة، بسبب المدنية الجديدة التي تؤخر نضج الإنسان نفسيا، وتطيل اعتماده على الآخرين رغم النمو الجسدي والجنسي الطبيعي.
هذا العمل من شأنه أن يسبب صراعا نفسيا لدى المراهقات والمراهقين. يجب ألا يغيب عن بالنا أننا نتكلم عن المجموعات وليست حالات فردية، فلا تستشهدوا بالحالة الفردية.
بعض البنات سيتأثرن سلبا في هذه الأجواء في هذا الزمن. من صور هذا التأثر زيادة تمرد البنت على الأهل. رغم أن الأهل ليسوا السبب في استعراض المعلمات.. لكن الفتاة لا تعرف السبب في غضبها وتمردها، ولا الأهل أحيانا كثيرة. من الصور الأخرى هو محاكاة البنت بالسر أو العلن للأستاذة، لكي تثبت بأنها مثلا أحلى من الأبلة "هيا وأخواتها"، وهذه قد تكون بداية لسلوك لا يمكن أن يسعد البنت المراهقة. بل يسبب لها مشاكل كثيرة مع نفسها والأهل، وربما تحاول لفت انتباه الآخرين بسلوكها المشابه للأبلة هيا وأخواتها، من لبس أو حركات- ونحن نعرف جيدا عادة تقليد المراهقة وهيامها الانفعالي بالأبلات هيا وأخواتها.
البنت لا تستطيع أحيانا التمييز بين المناسب وغير المناسب، وتقوم بما يسميه بعض الباحثين النفسيين بالاندماج- أو تقمص- شخصية الأبلة. من شخصيتها حركاتها ولبسها غير المناسبين للمراهقة الآن.
للأستاذات دور كبير في تعليم المراهقات الفروق بين المتزوجة وغير المتزوجة في اللبس والحركات، والتعامل مع الغير، وكذلك الحشمة والوسطية في اللبس....إلخ. هذا التعلم يأتي بالتقرب من المراهقات نفسيا وبالنيو لوك النموذجي أمامهن.. وهذا هو التعلم بالنموذج كما يسميه علم النفس العيادي.
حرمان البنات من الاستعراض بالمدارس جدا مناسب. لكن أن تكون الأستاذات الفاضلات من ملة "أمة وسطا" فهو مطلوب منهن كذلك. التوسط في اللبس أمام البنات جميل وحشمة وصحة نفسية للبنات. ربما مع بداية العام الدراسي تقوم هيا وأخواتها بخدمة للبنات، ويخففن من العرض، ويهتممن بالمنهج أكثر مشكورات
هياتم2006 @hyatm2006
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
<FOFO>
•
والله انك صادقه ......... انا ايام كنت بثنوي كنا نترقب كل معلمه عشان نشوف لبسها اليوم
حتى في الكليه نفس الحكايه ......
حتى في الكليه نفس الحكايه ......
malak_sa
•
في اجتماع الامهات .. صعقت ..بتيار كهربائي بقوة 1000 واط .. من هول مارأيت ..؟؟ معلمات كبيرات بالسن لدرجة انهن اصبحن جدات وتلبس مايسمى بالجلابية عندنا ... اما معلمات ال 30 فيكشخن بتنورة جنز وبلوزتين طوال السنة .. ولم اجد _ الحق يقال _ الا معلمة واحدة في كامل اناقتها وبساطتها.. فحمدت الله تعالى الذي لايحمد على مكروه سواه على وظيفتي " مديرة بيتنا " ..
بنت الرياض العسل :كاتب الموضوع عمم على الجميع والله اختي مدرسه ومسكينه حالتها يرثى لها 22حصه وجمعيات ورياده ونشاط وتحضير ووسائل دايم مجهده وتعبانه حتى الروج مالها خلق تحطه بس دايم نظرتنا قاصرهكاتب الموضوع عمم على الجميع والله اختي مدرسه ومسكينه حالتها يرثى لها 22حصه وجمعيات...
صااااااااااااااااااااااااااادقة
والله كل شيء خرب
نسأل الله الهدايه للجميع
وليتها جات على كذا بس ،،؟؟
طرح جميل يعطيك العافيه
أتمنى أن يصل صوتك ولو لمعلمه وااااااااااااااااحده ...
نسأل الله الهدايه للجميع
وليتها جات على كذا بس ،،؟؟
طرح جميل يعطيك العافيه
أتمنى أن يصل صوتك ولو لمعلمه وااااااااااااااااحده ...
الصفحة الأخيرة
والله اختي مدرسه ومسكينه
حالتها يرثى لها
22حصه وجمعيات ورياده ونشاط وتحضير ووسائل
دايم مجهده وتعبانه حتى الروج مالها خلق تحطه
بس دايم نظرتنا قاصره