ما أحبّ الله من لم يعرِفه ..وما قامَ بحقّ الله من ابتُلي بنقص ٍ في المعرفة..
نصب آياته الكونية والشرعية شواهداً تُعرّفُ الخلقَ به ..فكانت غُنيةً وبُغيةً لِمَنْ ألقى السّمع
وهو شهيد ..عَرفَهُ ..فأحبّهُ ففاضَ هذا الحُبّ مِنْ قلبهِ على جوارحهِ عملاً
فملأ الأرضَ عُبوديةً وطاعةً وخشيةً لله تعالى...
ومِمّنْ أفاضَ في دلاَلةِالخلقِ على الله ..شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية
فقد استوفى ذلكَ في نُونيّتهِ- الكافية الشافية- بياناً وتوضيحاً ووصفاًلله جلّ وعلا بصفات الكمال
ونُعوت ِالجَلال .. فكانت تلك المنظومة واحةً وارفةَ الظّلال يتفيؤ أحدنا ظلالها..حين يتيه في
غياهب الظلمات ويضيعُ في زحمة الحياة والشهوات والملذات..
استوقفتني أبياتٌ جميلة ..فعزمت ُ أن تشاركوني في هذه الزاوية متعة وفائدة ومعرفة
..وستكون بعون الله متصلة...وبدون ترتيب في الانتقاء
************************************************************
(1)
وَهُوَ الحَييُّ فَليسَ يفضحُ عَبدَهُ******* عِندَ الَّتِّجاهُرِ مِنهُ بالعِصيانِ
لكنّهُ يُلقي عليهِ ستــــــــــــــرَهُ****** فَهُوَ السَّتيِرُ وصاحبُ الغُفرانِ
وَهُوَ الحَليمُ فلا يُعاجِلُ عبــــــدَهُ **** بعقوبةٍ لِيتوبَ مِنْ عِصيــــــــانِ
وَهُوَ العَفُوُّفعفوهُ وَسِعَ الـــــــورى***** لَولاهُ غَارَ الأرضُ بالسُّكّـــــانِ
وَهُوَ الصّبورُ على أذى أعدائِهِ**** شَتَمُوهُ بل نسَبُوهُ للبُهتــــــــــــَانِ
قالوا لهُ وَلدٌ وليسَ يُعِيدُنـــــــَا**** شتماً وتكذيباً من الإنســــــــــــــانِ
هذا وذاكَ بِسَمْعِهِ وَبِعِلمِهِ****** لو شاء عَاجلَهُم بِكُلِّ هَـــــــــــــــوَانِ
لكِنْ يُعافِيهِم ْ وَيَرزُقُهُمْ وَهُمْ***** يُؤُذونَهُ بالشّرْكِ والكُفْـــــــــــــــرَانِ
وَهُو الرَّقيبُ على الخوَاطِرِ واللّوا****حِظِ كَيْفَ بالأفعالِ بالأركانِ
وَهُوَ الحفيظُ علَيِهمُ وهُوَ الكَفِيـ *****لُ بِحِفْظِهِمْ مِنْ كُلِّ أمرٍ عَانِ
وهُوَ اللّطِيفُ بِعَبْدهِ وَلِعَبْدهِ ****** واللُّطْفُ في أوصَافِهِ نَوْعــــــانِ
إدراكُ أسرَارِ الأمُورِ بِخِبْــرَةٍ **** واللُّطْفُ عندَ مَواقِعِ الإحْســـــــــانِ
فَيُريكَ عِزَّتَهُ وَيُبـــــــــدِي لُطْفَهُ***** والعَبْدُ في الغَفَلاَتِ عنْ ذَا الشَّــانِ

عطاء @aataaa_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عطاء
•
(2)
وهُوَ الرَّفيقُ يُحِبُّ أهل الرِّفقِ بلْ ***** يُعطِيهُمُ بِالرِّفقِ فَوقَ أمانِ
وَهُوَ القَريبُ وقُربهُ المُختصُّ بِالدَّ *****اعي وَعابِدِهِ على الإيمانِ
وَهُوَ المُجيبُ يَقولُ مَنْ يَدْعُو ُأجِبْ ****ـــهُ أنا المُجيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادانِي
وَهُوَ المُجيبُ لِدَعوةِ المُضْطرِّ إذْ **** يَدْعُوهُ في سِرًّ وفي إعْــــــــلانِ
وَهُوَ الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو*****دَ جَميعَهُ بالفَضْلِ والإحســــــــــــانِ
وَهُوَ الجَوادُ فَلاَ يُخَيِّبُ ســـائِلاً**** وَلوْ أنّهُ مِنْ ُأمَّــــةِ الُكُفْـــــــــــــــرَانِ
وَهُوَ المُغيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقـــاتِهِ**** وَكَذا يُجيبُ إغَـــــــــــــاثَةَ اللَّهفـــَـــانِ
وَهُوَ الوَدُودُ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّهُ**** أحبَابَهُ والفَضْـــــــــــــلُ لِلمَنَّــــــــــانِ
وَهُوَ الذي جَعَلَ المَحبَّةَ في قُلُو*** بِهِمُ وَجَـــــــازَاهُمْ بِحُبِّ ثَـــــــــــــــانِ
هَذا هُوَ الإحسَانُ حقّاً لاَ مُعَــــا ***وَضَةً وَلاَ لِتَوقُّعِ الشُكْــــــــــــــــــرَانِ
لَكِنْ يُحِبُّ شُكُورَهُمْ وَشَكُورَهُمْ**** لاَ لاحتِياجٍ مِنْــــــــــــــــهُ للشُكْــــرَانِ
وَهُوَ الشّكُورُ فلنْ يُضِيَّعَ سَعْيَهُمْ *** لَكِنْ يُضَاعِفــــــــــُهُ بِلاَ حُسْبـــــــــانِ
مَا لِلعِبَادِ عَليهِ حَقٌّ وَاجِـــــــــبٌ**** هُوَ أوْجَبَ الأجْرَ العَظِيــــــمَ الشَّـــــانِ
كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَــــــــــــائِعٌ **** إنْ كَانَ بِالإخْلاصِ والإحســــــَـــــانِ
إنْ عُذِّبُوا فَبِعَـــــدَلِهِ أوْ نُعِّمُــــــوا*** فَبِفَضْلِهِ (( والحمْدُ لِلمَنَّـــــــــــــــــانِ
وهُوَ الرَّفيقُ يُحِبُّ أهل الرِّفقِ بلْ ***** يُعطِيهُمُ بِالرِّفقِ فَوقَ أمانِ
وَهُوَ القَريبُ وقُربهُ المُختصُّ بِالدَّ *****اعي وَعابِدِهِ على الإيمانِ
وَهُوَ المُجيبُ يَقولُ مَنْ يَدْعُو ُأجِبْ ****ـــهُ أنا المُجيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادانِي
وَهُوَ المُجيبُ لِدَعوةِ المُضْطرِّ إذْ **** يَدْعُوهُ في سِرًّ وفي إعْــــــــلانِ
وَهُوَ الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو*****دَ جَميعَهُ بالفَضْلِ والإحســــــــــــانِ
وَهُوَ الجَوادُ فَلاَ يُخَيِّبُ ســـائِلاً**** وَلوْ أنّهُ مِنْ ُأمَّــــةِ الُكُفْـــــــــــــــرَانِ
وَهُوَ المُغيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقـــاتِهِ**** وَكَذا يُجيبُ إغَـــــــــــــاثَةَ اللَّهفـــَـــانِ
وَهُوَ الوَدُودُ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّهُ**** أحبَابَهُ والفَضْـــــــــــــلُ لِلمَنَّــــــــــانِ
وَهُوَ الذي جَعَلَ المَحبَّةَ في قُلُو*** بِهِمُ وَجَـــــــازَاهُمْ بِحُبِّ ثَـــــــــــــــانِ
هَذا هُوَ الإحسَانُ حقّاً لاَ مُعَــــا ***وَضَةً وَلاَ لِتَوقُّعِ الشُكْــــــــــــــــــرَانِ
لَكِنْ يُحِبُّ شُكُورَهُمْ وَشَكُورَهُمْ**** لاَ لاحتِياجٍ مِنْــــــــــــــــهُ للشُكْــــرَانِ
وَهُوَ الشّكُورُ فلنْ يُضِيَّعَ سَعْيَهُمْ *** لَكِنْ يُضَاعِفــــــــــُهُ بِلاَ حُسْبـــــــــانِ
مَا لِلعِبَادِ عَليهِ حَقٌّ وَاجِـــــــــبٌ**** هُوَ أوْجَبَ الأجْرَ العَظِيــــــمَ الشَّـــــانِ
كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَــــــــــــائِعٌ **** إنْ كَانَ بِالإخْلاصِ والإحســــــَـــــانِ
إنْ عُذِّبُوا فَبِعَـــــدَلِهِ أوْ نُعِّمُــــــوا*** فَبِفَضْلِهِ (( والحمْدُ لِلمَنَّـــــــــــــــــانِ

مَا لِلعِبَادِ عَليهِ حَقٌّ وَاجِـــــــــبٌ**** هُوَ أوْجَبَ الأجْرَ العَظِيــــــمَ الشَّـــــانِ
كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَــــــــــــائِعٌ **** إنْ كَانَ بِالإخْلاصِ والإحســــــَـــــانِ
بارك الله فيك - عطاءنا - وزادك من فضله ، ولا حرمك أجره على هذه الزاوية التي استوقفتنا فيها مع أرق المشاعر وأصدقها ، كيف لا وهي تعرفنا بالرحيم الرحمن ، وتصف لنا الكريم المنان.
كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَــــــــــــائِعٌ **** إنْ كَانَ بِالإخْلاصِ والإحســــــَـــــانِ
بارك الله فيك - عطاءنا - وزادك من فضله ، ولا حرمك أجره على هذه الزاوية التي استوقفتنا فيها مع أرق المشاعر وأصدقها ، كيف لا وهي تعرفنا بالرحيم الرحمن ، وتصف لنا الكريم المنان.

وما في الأرض أشقى من محب * وإن وجد الهوىحلو المذاق
تراه باكيا في كل حين ********** مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ****** ويبكي إن دنوا حذر الفراق
تراه باكيا في كل حين ********** مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ****** ويبكي إن دنوا حذر الفراق

عطاء
•
وَهُو الغفُور فلو أُتي بقُرابِهَا**** من غير ِ شركٍ بلْ من العِصيان.
لأتـــاهُ بالغُفرانِ مِلء قُرابِهَا**** سُبحانهُ هُوَ واسِعُ الغُفرانِ
وَكذلكَ التَّوَّابُ مِنْ أوصافِهِ **** والتَّوبُ في أوصافِهِ نوعــانِ
إذنٌ بِتوبَةِ عبدِهِ وَقَبُو لِـــــها**** بَعدَ المتَابِ بِمنّةِ المنَّــــــــــانِ
لأتـــاهُ بالغُفرانِ مِلء قُرابِهَا**** سُبحانهُ هُوَ واسِعُ الغُفرانِ
وَكذلكَ التَّوَّابُ مِنْ أوصافِهِ **** والتَّوبُ في أوصافِهِ نوعــانِ
إذنٌ بِتوبَةِ عبدِهِ وَقَبُو لِـــــها**** بَعدَ المتَابِ بِمنّةِ المنَّــــــــــانِ
الصفحة الأخيرة
تراه باكيا في كل حين ******** مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم *****ويبكي إن دنوا حذر الفراق
(( وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا على مناخرها في الجحيم , وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب
وجرعتهم بين أطباق النار كرؤوس الحميم
وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين , وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة , وكم أنزلت من معقل عزة عزيزا فإذا هو في الأذلين ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو في أسفل سافلين , وكم كشفت من عورة وأحدثت من روعة وأعقبت من ألم وأذهبت قدرا كان للعبد عند الله وفي قلوب العباد وكم جلبت من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء فلو سألت الهموم والأحزان ما الذي جلبك ؟؟
وبالهوان بعد الاكرام بدلك
....
لأجابتك بلسان الحال اعتبارا إن لم تجب بالمقال حوارا
هذه والله بعض جنايات العشق على أصحابه لو كانوا يعقلون )))
ابن القيم
عطاءنا :26: