الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين
عدت اخواتي إليكن بسورة جديده من سور القران العظيم الا وهيه سورة
(( القارعه ))
بسم الله الرحمن الرحيم
(الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)؟
ذكر الله سبحانه وتعالى القارعه ثم قال: مالقارعه ؟؟ وحتى ﻻ تفكر فيها قال وما ادراك مالقارعه
فالذي عنده علمها الله سبحانه وتعالى وسيفسرها لك سبحانه جل علاه..
أولاً كلمة القارعه هي: اسم من أسماء يوم القيامة , سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بالفزع ..
تخيل لو ان حولك مجموعه كبيره من الفراشات المتناثره والساكنه بمكانها وحاولت ان تقرع على اي شئ قريب منك:طاوله , كتاب , باب,...
انظر لحال الفراش كيف سيكون؟ سيتحرك من مكانه وينتشر لانه فزع من صوت القرع
سبحان الله يأتي هنا المعنى الجميل للقارعه اي انك بمجرد أن قرعت طار الفراش وانتشر من فزعه , هكذا هو حال الناس في ذلك اليوم يصعقون وينتشرون بصورة غير منتضمة من الفزع الاكبر, كما قال الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّه )
فلهذا جاء هنا التشبيه بالفراش ..
بعد ان قال الله سبحانه وتعالى
القارعه مالقارعه ؟ وما ادراك مالقارعه يبدأ الان بتفصيلها
(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ)
وسبحان الله كلنا يعرف الفراش, اما حركته_ الذي شبه به الناس في يوم القيامه_
يموج بعضه في بعض فليس له حركة واحدة وليس له انتظام فإنها حركة غير منتظمه
أن الناس في ذلك اليوم عندما يخرجون يخرجون كالفراش لا يعرفون أين يذهبون ويتحركون أي
بصورة غير منتظمة اطﻻقا كالفراش وهذا بعد القرع اي الصيحه واهوال ذلك اليوم فسبحان الله الذي يقول
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَر)
ففي هذا اليوم الكل يبحث عن منفذ وعن مكان يؤوي اليه ولكن دون جدوى فقال الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُ)
وهذا حال الجميع ألا من يشاء الله فإن يومه سيكون عليه يوم ميسر
اسأل الله ان نكون منهم..
وهنالك ملاحظة جميلة وهي ان الله هنا ذكر الفراش
لانتشار الناس في ذلك اليوم بصوره غير منظمه
وذكرت هذا اعلاه لكن في سورة اخرى قال
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِر)
فسبحان الله في بدايه الساعة فراش ونهايتها جراد !!
في نهايتها عندما يأمر الله سبحانه وتعالى
الداع اسرافيل فيأتون افواجا بشكل منتظم
فقال الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِر مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ )ٌ
ولماذا الجراد!! السبب ان حركة الجراد بشكل منتظم سرب واحد
وشاهد كل منا هذا الشي..
وهذه صورة لسرب جراد
فلهذا وصف الله يوم القيامه في اوله
يكون الناس سكارى غير منتضمين يتحركون كالفراش الغير منتضم ولكن في اخر الامر
عندما يدعيهم الداع اسرافيل يأتون كالجراد وحركة الجراد منتضمه فسبحان الله لهذا المعنى والتشبيه
الرائع
يكمل الله سبحانه وتعالى تفصيل ذلك اليوم بقوله
(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ)
أأي الصوف الذي ينفش باليد ، أي تصير هباء وتزول ; كما قال - جل ثناؤه - في موضع آخر : هباء منبثا
هذه الجبال العلاقه في ذلك اليوم تكون هباء
وفي موقع اخر قال
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا)
فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا
ويكمل قوله تعالى
(فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ)
وهذا الامر مشروح بذاته ولكن للتوضيح الميزان له لسان وكفتان لا يوزن فيه إلا الأعمال فيؤتى بحسنات المطيع في أحسن صورة ، فإذا رجح فالجنة له ، ويؤتى بسيئات الكافر في أقبح صورة فيخف وزنه فيدخل النار .
فأعمال الانسان هي ميزانه يوم القيامه فقال الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى)
وجاءت في ذلك ايات كثيره
ومنها
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ بها وكفى بنا حاسبين)
وايضاً
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)
بسم الله الرحمن الرحيم
(فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون)
الخ .. من الايات الكثيره التي تتكلم بهذا الشأن
فالانسان الذي تثقل موازينه فيكون في عيشة راضيه اي في الجنة مكرما
اما الذي خفت موازينه ففي النار خالدا فيها
(فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ) ؟؟
فيبينها الله ويوضحها لي ولك ويقول
(نَارٌ حَامِيَةٌ )
اي مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة.
فبعدان قال فأمه هاويه يقول الله سبحانه وتعالى وما ادراك ما هي
ليثبت الكلام الذي قبله
نار حاميه اي معنى ان أمه الهاويه هي النار الحاميه.
والحمد لله رب العالمين هذا وما من علم اﻻ ومن الله لقوله تعالى (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)
وما من جهل او نسيان فمني ومن الشيطان لعنه الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
منقول للفائده بإذن الله
