يامن لمتبه الكرب وحلت به المصاب اقبل انا الله معاك

إلى كلّ من هجره النوم وإلى كلّ من تعب من السهر
إلى كلّ مهمومٌ وصاحب بلوى وشكوى
 
اعلم
 
إنّ الله ما ابتلاك إلاّ لأنّه يحبك وما حرمك إلاّ ليعطيك وما أحزنك إلاّ ليفرحك وما أشقاك إلا ليسعدك
إنّه الرحيم الرحمن أرحم بخلقه من الأم بولدها ومن الأب الحاني على أطفاله
إنّه من علم الخير لك ومن قدّر الأقدار وأجرى الأمور كلّها
 
علم وهو العالم العليم بخلقه أنّك تحتاج إلى البلاء إمّا ليختبر ايمانك أو ليرفع مقامك أو ليكفّر ذنوبك أو لغايةٍ هو أعلم بها
 
إنّ من علم أنّ الله ربّه ومولاه وخالقه والعالم بكل خفاياه وهو العليم بما يصلح له وما لا يصلح من علم كلّ هذا وثق وأيقن أنّ كلّ شيء يأتيه من مولاه هو الخير وعين الحق فإنّ هذا الخالق العظيم ما أراد لخلقه إلاّ الخير ولولا أنّه يحبك ما هداك للإسلام
 
أيّها الغالي على ماذا تبكي وعلى أي شيء تحزن على دنيا فانية على زوجة غانية على مالٍ حقير على ولدٍ لعله عاق على حياة زائلة إنّك أيها الغالي لا تبكي إلاّ على شقاء وبلاء ولا تحزن إلاّ على زائلٍ وفانٍ
 
لماذا البكاء والحزن والألم إن كان الله ربّك والإسلام دينك ومحمدٌ نبيك ورسولك والقرآن كتابك أسألك بالله العظيم من حصّل كلّ هذا ومن لديه كلّ هذا على ماذا يبكي وعلى ماذا يحزن
ماذا فقد من وجد الله وماذا وجد من فقد الله
 
إنّها سويعاتٌ قليلة ونغادر هذه الحياة الدنيا إلى دار الخلود هناك فقط الحزن والبكاء والنحيب لكن على ماذا يا ترى ؟؟
لن يكون البكاء على مالٍ ضاع ولا على ولد مات ولا على زوجة رحلت ولا على أي شيءٍ من متاع الدنيا بل سيكون البكاء هناك على صلاةٍ ضاعت ورمضانٍ رحل من غير حُسن ضيافة ومالٍ وفير عظيم لم ينفق في سبيل الله
سيكون البكاء على نظرة في الحرام وخطوة في الحرام ولمسة في الحرام وكلمة نطق بها اللسان بالحرام