جرحك قواني
جرحك قواني
صباااااااااااااااااااااح اااااااااااالرضاااااااااااا بأأأأأأأمر الله
صباااااااااح اااااااااااااالخير ياااااااااااااملكااااااااااااااااااااااات
جرحك قواني
جرحك قواني
الرضا بقضاء الله
للعبد فيما يكره درجتان: درجة الرضا، ودرجة الصبر، فالرضا فضل مندوب إليه، والصبر واجب على المؤمن حتم.

وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء وأنه غير متهم في قضائه، وتارة يلاحظون عظمة المبتلي وجلاله وكماله فيستغرقون في مشاهدة ذلك حتى لا يشعرون بالألم، وهذا يصل إليه خواص أهل المعرفة والشمحبة، حتى ربما تلذذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره من حبيبهم.

والفرق بين الرضا والصبر:

أن الصبر حبس النفس وكفها عن السخط - مع وجود الألم - وتمنى زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع،

والرضا: انشراح الصدر، وسعته بالقضاء، وترك زوال الألم - وإن وجد الإحساس بالألم - لكن الرضا يخففه بما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية.

خرج الترمذي من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط عليه السخط "

قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "إن الله تعالى بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط " .



وقال علقمة في قوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (التغابن : من الآية 11) هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى.

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً "



وقال النبي - صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يسمع النداء رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً غفرت ذنوبه"



ونظر علىّ بن أبى طالب - رضي الله عنه - إلى عدىّ بن حاتم كئيباً، فقال: مالي أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعني وقد قتل ابناي وفقئت عيني فقال: يا عدي من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله".



دخل أبو الدرداء – رضي الله عنه - على رجل يموت وهو يحمد الله فقال أبو الدرداء : أصبت إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.

وقال أبو معاوية في قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل : من الآية 97): الرضا والقناعة.



قال الحسن: "من رضي بما قسم له وسعه وبارك الله فيه، ومن لم يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه".



وقال عمر بن عبد العزيز: "ما بقى لي سرور إلا في مواقع القدر"، وقيل له ما تشتهى ؟ فقال: "ما يقضى الله عز وجل" .



وقال عبد الواحد بن زيد : "الرضا باب الله الأعظم ،وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

وقال بعضهم: "لن يُرى في الآخرة أرفع درجات من الراضين عن الله تعالى في كل حال، فمن وهب له الرضا فقد تبلغ أفضل الدرجات"








دلال رسلان
دلال رسلان

بيننا يا صديقة الأمــس بحــرٌ *** وفــــلاة ... وبيننـــــا الأخريــــاتُ
بيننا الأربعـون تلهــــــث في *** شعري ... شيبــاً كأنه جمـــــــراتُ
بيننا الأربعـــون تطــفو على *** عينيك ليلاً نجومـــــه مظلمـــــــاتُ
بعد هذه السنيـــن ... مــــــاذا *** تريدين؟...و فيم الرسائل الواعـداتُ
هي عشرون وانقضت... فدعيها *** ودعيني ... مكاننــــــــا الذكريـــاتُ
بعد عشرين .. هل يعــود صبيٌ *** لصبــاه ... وهل تعود فتــــــــــاةُ؟!


د.غازي القصيبي
دلال رسلان
دلال رسلان
لماذا لا تحبني؟!


كنت يا أبتاه في السبعين وكنت أنا في التاسعة.. أصغر أبنائك..

كانت السيارة تقلّنا إلى حيث نلتقي بأصدقائنا قبيل الغروب..
في ضاحية من ضواحي المدينة ..
التفت إليك فجأة .. وقلت : أبي ! لماذا لا تحبني؟!..
تظاهرت ، يا أبتاه ، أنك لم تسمع السؤال .. ولكنني رأيت وجهك يتقلص بالألم والدهشة ..
وشعرت بالندم .. وتمنيت لو استطعت أن استرد الكلمات .. أو أن أغسلها بكلمات جديدة..
قطعنا باقي الطريق صامتين واجمين نبحر في أفكارنا الخاصة ..
كيف كان بوسعي ، يا أبتاه ، أن أشرح لك ما عنيت؟
أن أقول إن حاجز الاحترام بيني وبينك كان ينسيني في كثير من الأحيان أنني ابنك ..
أن أقول كم كنت أتمنى لو حملتني على كتفك ، لو ضحكت معي ..
لو أخذتني في جولة على الأقدام.. نحن الاثنين فقط..
ووصلنا إلى حيث يجتمع أصدقاؤك ..
و التفت إليهم وبدأت تتحدث بانفعال..
"هل علمتم ماذا قال لي (( هذا )) قبل قليل..؟؟!؟
سألني لماذا لا أحبه هل تصدقون؟!
ماذا يريدني (( هذا )) أن أفعل؟؟!
أن أعترف له أنني لم أحمل في حياتي صورة غير صورته (( وأخرجت الصورة يا أبتاه من محفظتك )) ؟؟
هل يريدني أن أقول له كم أتألم عندما يمرض؟
وكم أشتاق إليه عندما أسافر؟؟
هل يريد أن أدلّله ؟!
أن أفسده؟؟!!
سوف يكبر ذات يوم ويفهم..".
وضحك الأصدقاء وغصت في غمامة من الخجل الأحمر..
كبرت .. يا أبتاه.. وفهمت..
وأدركت يا أبتاه .. كم كنت تحبني..
يرحمك الله!..

من "مائة ورقة ورد للدكتور الشاعر غازي القصيبي "
دلال رسلان
دلال رسلان
حديث الشيخ الشاب..


كان في السابعة والسبعين .. وكنا حوله مجموعة من سن أولاده..

كان أكثرنا نشاطاً.. وأعظمنا سعادة .. وأحسننا صحة..
كان يبدو في حدود الأربعين .. الأربعين الباسمة .. لا العابسة..
وكان يتحدث ويضحك .. ونضحك معه..
شدّت الظاهرة أنظارنا..كنا نتساءل عن السر الذي يحول هذا الشيخ شاباً..
ويحول كثيراً من الشباب شيوخاً..
وتكلم أحدنا باسمنا جميعاً:
كيف استطعت أن تكون بهذه الحيوية وأنت في هذه السن؟ ما هو السر؟
وضحك شيخنا الشاب.. وأجاب على الفور:
السر بسيط.. هي ثلاثة أشياء ولا شيء سواها..
لا تخف الموت .. فالموت قادم في أوانه لا يقدمه شيء ولا يؤخره شيء..
ولا تخف الفقر .. فالله قدر لك رزقك ويسرك لما سوف يعطيك..
ولا تحسد أحدا على شيء .. فالحسد جهنم الدنيا..
وعاد الشيخ إلى حديث ذكرياته..
وأطرقت قليلاً أفكر فيما قاله..
أذكر نصيحته الأولى.. وأتأمل الوجوه التي حولي ..
والهلع الذي ينتاب أصحابها مع قدوم كل شعرة بيضاء..
ومع كل صداع ومع كل خفقان في القلب..
أذكر نصيحته الثانية .. وأرى السباق المحموم وراء الأسهم والعقارات والذهب والفضة..
هذا السباق الذي يبتلع ساعات النهار عملاً وساعات الليل تفكيراً..
أذكر نصيحته الثالثة..وأمامي مجتمعنا يوشك أن يتحول مباراة كبرى بين أفراده في التكاثر والتفاخر والتظاهر ..
ورجعت أتأمل شيخنا الشاب .. يقهقه من الأعماق..
لا يخشى السكر .. ولا انخفاض الدولار.. ولا يفكر في الأرض التي اشتراها جاره ..
قلت له دون تفكير: دعني أقبل جبينك...



من "مائة ورقة ورد للدكتور الشاعر غازي القصيبي "